* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
(1) سلطان بولس على المقاومين (ع 1-6)
(2) سلطان بولس من الله (ع 7-18)
1 ثُمَّ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا نَفْسِى بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ. 2 وَلَكِنْ، أَطْلُبُ أَنْ لاَ أَتَجَاسَرَ وَأَنَا حَاضِرٌ بِالثِّقَةِ الَّتِي بِهَا أَرَى أَنِّى سَأَجْتَرِئُ عَلَى قَوْمٍ يَحْسِبُونَنَا كَأَنَّنَا نَسْلُكُ حَسَبَ الْجَسَدِ. 3 لأَنَّنَا، وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. 4 إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. 5 هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، 6 وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ.
ع1:
يتكلم بولس الرسول بوداعة مثل المسيح الوديع، ويقول لأهل كورنثوس أنه كان إنسانا عاديا ضعيفا عندما كان يبشرهم فقبلوا كلامه اللطيف، أما الآن ففى الرسالة يبدو أنه قوى ويتكلم بسلطان. والحقيقة أن بولس لم يكن ضعيفا ولكنه اتضع بوداعة أثناء تبشيره، ثم قام عليه المقاومون مستفزين إياه لكي يحضر بينهم وفسروا تأخيره عن الحضور بالخوف والضعف عن مواجهتهم مع أنه ليس كذلك، فهو كأسقف ورئيس روحي لهم له سلطانه سواء بينهم أو عندما يرسل إليهم رسالة، ومشاغل الخدمة هي التي تعطله عن الحضور.
ع2: أتجاسر: أتصرف بسلطان وشدة.
قوم: المعلمين الكذبة المقاومين لبولس.
حسب الجسد: بتصرف بحسب أهواء الجسد الشريرة وليس كأناس روحيين.
يتمنى بولس عندما يحضر إلى كورنثوس أن لا يجد المقاومة والأخطاء من المعلمين الكذبة الذين يؤثرون في المؤمنين، فيضطر إلى استخدام سلطانه الروحي لمعاقبة المخطئين حتى لو فسر المقاومون تصرفاته هذه بأنها تصرفات بشرية خاطئة، أي أنه اغتاظ ومن غيظه يصدر أوامر وعقوبات.
ع3: يعلن بولس أنه وإن كان إنسانا يعيش حسب الجسد، أي يأكل ويشرب وينام مثل باقي البشر، لكنه لا يحارب في جهاده الروحي وخدمته بطريقة بشرية أي بالأهواء والشهوات والكبرياء، ولكن يسلك بطريقة روحية.
ع4:يعلن بولس أن الأسلحة التي يحارب بها أسلحة روحية وليست جسديه، تلك التي ذكرها في (أف 6: 11-16)، وهي أسلحة قوية قادرة على هدم حصون الشر التي يسلك فيها البشر الذين يقاومون عمل الله.
ع5:علو:
كانوا قديما يبنون الحصون على مواضع عالية. ويشبه الرسول هنا كبرياء المقاومين بهذه الحصون العالية.كل فكر: كل إنسان.
يتكلم بولس بثقة في الله وأسلحته الروحية أنها قادرة على إزالة الظنون الشريرة التي يثيرها المقاومون وسط الكنيسة لتشويشها والتغلب على كبريائهم وجذب النفوس للإيمان وطاعة وصايا المسيح، فتصير أسيرة محبته.
ع6:يطمئن الرسول المؤمنين في كورنثوس أنهم إن خضعوا له في طاعة البنين، لا ينزعجوا من المقاومين المثيرين المشاكل داخل الكنيسة، فهو قادر بقوة الله على الانتقام منهم أي معاقبتهم حتى يوقف شرورهم ويتوبوا.
†
كن لطيفا واظهر محبتك للآخرين، ولكن لا تتنازل عن الحق بل إعلنه. وأيضا إن كنت ذا مسئولية كوالد أو رئيس، فاستخدم سلطانك لمنع الشر من أجل الله وليس كغيظ بشرى أو أغراض خاصة.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7 أَتَنْظُرُونَ إِلَى مَا هُوَ حَسَبَ الْحَضْرَةِ؟ إِنْ وَثِقَ أَحَدٌ بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلْمَسِيحِ، فَلْيَحْسِبْ هَذَا أَيْضًا مِنْ نَفْسِهِ: أَنَّهُ كَمَا هُوَ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَسِيحِ. 8 فَإِنِّى، وَإِنِ افْتَخَرْتُ شَيْئًا أَكْثَرَ، بِسُلْطَانِنَا الَّذِي أَعْطَانَا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيَانِكُمْ لاَ لِهَدْمِكُمْ، لاَ أُخْجَلُ. 9 لِئَلاَّ أَظْهَرَ كَأَنِّى أُخِيفُكُمْ بِالرَّسَائِلِ. 10 لأَنَّهُ يَقُولُ: «الرَّسَائِلُ ثَقِيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ، وَأَمَّا حُضُورُ الْجَسَدِ فَضَعِيفٌ، وَالْكَلاَمُ حَقِيرٌ.» 11 مِثْلُ هَذَا، فَلْيَحْسِبْ هَذَا، أَنَّنَا، كَمَا نَحْنُ فِي الْكَلاَمِ بِالرَّسَائِلِ وَنَحْنُ غَائِبُونَ، هَكَذَا نَكُونُ أَيْضًا بِالْفِعْلِ وَنَحْنُ حَاضِرُونَ. 12 لأَنَّنَا لاَ نَجْتَرِئُ أَنْ نَعُدَّ أَنْفُسَنَا بَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الَّذِينَ يَمْدَحُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ أَنْ نُقَابِلَ أَنْفُسَنَا بِهِمْ. بَلْ هُمْ، إِذْ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُقَابِلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، لاَ يَفْهَمُونَ. 13 وَلَكِنْ نَحْنُ لاَ نَفْتَخِرُ إِلَى مَا لاَ يُقَاسُ، بَلْ حَسَبَ قِيَاسِ الْقَانُونِ الَّذِي قَسَمَهُ لَنَا اللهُ، قِيَاسًا لِلْبُلُوغِ إِلَيْكُمْ أَيْضًا. 14 لأَنَّنَا لاَ نُمَدِّدُ أَنْفُسَنَا كَأَنَّنَا لَسْنَا نَبْلُغُ إِلَيْكُمْ. إِذْ قَدْ وَصَلْنَا إِلَيْكُمْ أَيْضًا فِي إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 15 غَيْرَ مُفْتَخِرِينَ إِلَى مَا لاَ يُقَاسُ فِي أَتْعَابِ آخَرِينَ، بَلْ رَاجِينَ، إِذَا نَمَا إِيمَانُكُمْ، أَنْ نَتَعَظَّمَ بَيْنَكُمْ حَسَبَ قَانُونِنَا بِزِيَادَةٍ، 16 لِنُبَشِّرَ إِلَى مَا وَرَاءَكُمْ. لاَ لِنَفْتَخِرَ بِالأُمُورِ الْمُعَدَّةِ فِي قَانُونِ غَيْرِنَا. 17 وَأَمَّا مَنِ افْتَخَرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ. 18 لأَنَّهُ لَيْسَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ هُوَ الْمُزَكَّى، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ.
ع7: يحدث بولس المقاومين ويقول لهم إن كنتم تنظرون إلى كإنسان ضعيف عندما كنت حاضرا عندكم، فأعلن لكم أنه إن كنتم تؤمنون بالمسيح فثقوا أن لى نفس الإيمان والقوة. لأن بعضهم كان يدعى تميزه لأنه رأى المسيح بالجسد أو لوجود قرابة جسدية من بعيد مع يسوع.
ع8: في الآية السابقة، أظهر بولس أنه ليس أقل في إيمانه بالمسيح من المقاومين له في كنيسة كورنثوس. وهنا يعلن تميزه عنهم بسلطانه كرئيس ومسئول عن الكنيسة وافتخاره وتمسكه بهذا السلطان هو لبنيان الكنيسة وليس لهدمها مثل هؤلاء المقاومين. فهو لا يستحى أن يعلن هذا السلطان لأنه أخذه من المسيح عندما دعاه، ويستخدمه لمجده.
ع9: يدفع هنا بولس عنه تهمة هؤلاء المقاومين له، بأنه يخيف المؤمنين في كورنثوس برسائله. والحقيقة أن ليس ما يقوله تهديدا بل هو سلطان حقيقي من الله يمكن أن يستخدمه إذا أصر هؤلاء المقاومين على شرهم.
ع10:
يستنكر بولس كلام المقاومين الذين يدعون أن رسائل بولس قوية وحازمة، ولكن إن حضر بولس بنفسه إلى كورنثوس فسيظهر ضعفه. وهذا طبعا كلام خاطئ ومجرد ادعاءات للمقاومين لتشويش الكنيسة ونشر الأفكار الخاطئة.
ع11: يعلن هنا بولس الحقيقة وهي أنه ذو سلطان وقوى، سواء في رسائله أو عندما يزور كنيسة كورنثوس.
ع12: لا نجترى: لا نسمح لأنفسنا أن ندعى سلطانا ليس لنا.
يقيسون أنفسهم على أنفسهم: أي يمدحون أنفسهم ولا يقارنون أنفسهم بالآباء والمعلمين الأوائل ليتعلموا منهم.
يرفض بولس أن يمدح نفسه مثل هؤلاء المقاومين، الذين خدعوا أنفسهم بمدح أنفسهم وابتعدوا عن قياس أنفسهم بالحق فانحرفوا.
ع13: ما لا يقاس: ندعى سلطان أو مواهب ليست فينا.
القانون الذي قسمه لنا الله: أي السلطان والمواهب التي أعطانا الله إياها.
للبلوغ إليكم: لتبشيركم ورعايتكم، إذ هو كأسقف مسئول عنهم أمام الله.
يؤكد بولس عدم ادعائه أي سلطان أو مواهب ليست له كما يفعل هؤلاء المقاومين، بل يستخدم سلطانه ومواهبه لخدمة وتبشير أهل كورنثوس ليؤمنوا ويحيوا مع المسيح.
ع14:
لا نمدد أنفسنا: لا ندعى أننا بشرناكم ونحن لم نبشركم، أو ندعى سلطانا وهميا عليكم.يؤكد بولس أنه هو الذي بشر وأسس الكنيسة في كورنثوس، فهو لا يدعى سلطانا كاذبا عليهم بل هو الذي وصل وبشر بينهم كرسول من المسيح أسقف ورئيس على كنيسته.
ع15: ما لا يقاس في أتعاب آخرين: أي ما عمله غيرنا من المبشرين والخدام.
نتعظم بينكم: تزداد خدمتنا وعملنا بينكم.
يؤكد الرسول أنه لا يدعى لنفسه أعمال لم يعملها وعملها من قبله، كما يفعل المقاومون الذين حضروا إلى كورنثوس بعد تأسيس بولس الكنيسة فيها وانصرافه منها، وادعوا أنهم هم المؤسسون للكنيسة. بل كان بولس حريصا أن يبشر في الأماكن التي لم يبشر فيها أحد غيره من الرسل. ويرجو أن ينمو أهل كورنثوس في إيمانهم حتى يعطوه فرصة أن تزداد خدمته بينهم بل يمكن أن يحول بعضهم إلى خدام يساعدوه في تبشير البلاد المحيطة بهم. كل هذا سيعمله بحسب القانون المعطى له من الله أي المواهب التي يهبها له الروح القدس.
ع16: وراءكم: غرب كورنثوس، أي روما وأسبانيا.
قانون غيرنا: الأماكن التي بشر فيها رسل ومبشرون آخرون.
يستكمل بولس تمنياته إذا ساعده المؤمنون في كورنثوس بثباتهم ونموهم الروحي، ألا يتعطل بمشاكلهم بل يهتم بخدمة وتبشير المناطق الأخرى التي لم يبشر فيها أحد ويؤسس كنائس للمسيح.
ع17: يقرر هنا الرسول حقيقة روحية هامة، وهي عدم الافتخار بالكرامة أو الإنجازات البشرية، بل برضا الله ومسرته عنا وإيماننا وتمتعنا برعايته.
ع18:
يؤكد الرسول بالتالي أن مدح الله للإنسان هو الذي يزكيه، وليس أن يتكبر ويمتدح نفسه. ومدح الله يظهر في الفضائل والثمار الروحية التي يهبها لأولاده ومساندتهم في جهادهم الروحي وخدمتهم.† لا تنشغل بالكرامة ومدح الناس لك، ولا تنزلق في مدح نفسك، بل اهتم بالعمل الإيجابى في معرفة الله والإرتباط به ومن ناحية أخرى محبة الآخرين ومساعدتهم، فتفيض عليك بركات الله وتشكره، ويدفعك هذا إلى عمل إيجابى مستمر.
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الثانية 11 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الثانية 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-10.html
تقصير الرابط:
tak.la/g6bwsy4