St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   corinthians2
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   corinthians2

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

شرح لكل آية

كورنثوس الثانية 11 - تفسير رسالة كورنثوس الثانية

 

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس:
تفسير رسالة كورنثوس الثانية: مقدمة رسالة كورنثوس الثانية | كورنثوس الثانية 1 | كورنثوس الثانية 2 | كورنثوس الثانية 3 | كورنثوس الثانية 4 | كورنثوس الثانية 5 | كورنثوس الثانية 6 | كورنثوس الثانية 7 | كورنثوس الثانية 8 | كورنثوس الثانية 9 | كورنثوس الثانية 10 | كورنثوس الثانية 11 | كورنثوس الثانية 12 | كورنثوس الثانية 13

نص رسالة كورنثوس الثانية: كورنثوس الثانية 1 | كورنثوس الثانية 2 | كورنثوس الثانية 3 | كورنثوس الثانية 4 | كورنثوس الثانية 5 | كورنثوس الثانية 6 | كورنثوس الثانية 7 | كورنثوس الثانية 8 | كورنثوس الثانية 9 | كورنثوس الثانية 10 | كورنثوس الثانية 11 | كورنثوس الثانية 12 | كورنثوس الثانية 13 | كورنثوس الثانية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الحَادِي عَشَرَ

دفاع بولس عن رسوليته وخدمته

 

(1) دفاع بولس عن رسوليته (ع 1 - 6)

(2) خدمة بولس المجانية (ع 7-15)

(3) اضطرار بولس لمدح نفسه (ع 16-21)

(4) أنواع الأتعاب التي احتملها بولس في خدمته (ع 22-33)

 

(1) دفاع بولس عن رسوليته (ع 1 - 6):

1 لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِى قَلِيلًا! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِىَّ. 2 فَإِنِّى أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّى خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. 3 وَلَكِنَّنِى أَخَافُ، أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 4 فَإِنَّهُ، إِنْ كَانَ الآتِى يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلًا آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. 5 لأَنِّى أَحْسِبُ أَنِّى لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِى الرُّسُلِ. 6 وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيًّا فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَىْءٍ، ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.

 

ع1: نهى الرسول الرسول أي أحد عن مدح نفسه مثل المعلمين الكذبة المقاومين له، ويعتبر هذا جهل وغباء لأن المدح يكون من الله. ولكن هنا يضطر أن يمدح نفسه ليثبت رسوليته وبالتالي التعاليم التي بشر بها أهل كورنثوس. فلأن الظاهر هو مدح نفسه، قال لهم احتلموا غباوتى. ويمتدحهم أنهم تميزوا أصلا بفضيله الإحتمال، ولأنهم يحبونه فسيحتملونه.

 

ع2: أغار عليكم: أحبكم وأرفض أن تنحرفوا في الشر والتعاليم الخاطئة لتظلوا في إيمانكم السليم، ومحبتى تجعلنى أتعب إذا رأيتكم مرتبطين بالعالم وليس بالمسيح.

غيرة الله: من أجل مجد الله وليس لغرض شخصى.

خطبتكم: بشرتكم وآمنتم وارتبطتم كعروس مع عريسها السماوي المسيح.

يبين بولس محبته لكنيسة كورنثوس أنه يحزن ويتضايق إذا ابتعدوا عن المسيح، لأنه بتبشيره لهم ربطهم به كعروس فيلزم أن يظلوا في نقاوة كالعذراء المخطوبة لخطيبها المسيح.

 

ع3:يستكمل بولس إظهار مشاعره نحو كنيسة كورنثوس التي يخاف عليها من أن تخذع بأفكار المعلمين الكذبة، كما خدع الشيطان في شكل الحية أمنا حواء قديما. فيطلب إليهم أن يظلوا في بساطة الإيمان ويحترسوا من مكر المقاومين الأشرار.

 

ع4: يسوع آخر: غير يسوع المسيح ابن العذراء مريم.

روحا آخر: غير الروح القدس.

انجيلا آخر: غير الإنجيل الذي بشر به بولس الذي يعلن أن يسوع المسيح هو الله.

يفترض بولس وجود معلمين يعلمون بيسوع آخر وروح قدس آخر وإنجيل آخر يؤكدون به تعاليمهم ومعجزات تثبته، كل هذا قد يكون خداعا قويا يبعد أهل كورنثوس عن الإيمان فيصير لهم عذر مقبول، ولكن المعلمين الكذبة لم ينادوا بهذا بل يشوشوهم بأفكار غريبة لأجل كبريائهم، فلماذا ينساقون وراءهم ؟ كان الأجدر أن يتمسكوا بالتعليم الصحيح الذي بشر به بولس ويرفضوا أفكار المقاومين.

 

ع5: فائقى الرسل: الرسل المتقدمين وهم بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين خصهم المسيح ببعض المواقف مثل التجلي.

شكك المقاومون في رسولية بولس، وهو هنا يدافع عنها حتى يثبت أيضًا التعاليم التي علمها لهم، فيعلن أنه ليس فقط رسولا لأن المسيح ظهر له وسلمه كل شيء، بل لا يقل عن الرسل المعتبرين أعمدة لأجل أتعابه في الخدمة والمواهب التي خصه بها الله. وإدخاله الأمم إلى الإيمان لا يقلل من رسوليته كما يتهمه المقاومون بل يثبتها.

 

ع6: لعل بعض المقاومين اتهموا بولس بالضعف في الخطابة باليونانية لأنه لم يتعلم في المدارس اليونانية المشهورة، مع أنه بالحقيقة يتميز بفصاحته. فيدافع بولس معلنا أنه لو كنتم حكمتم بأنى ضعيف في الخطابة أي عامى، ولكن في العلم والمعرفة الروحية لست ضعيفا لأنى تعلمت كل شيء من المسيح رأسا. وقد ظهرت معرفتى هذه من خلال تبشيرى بينكم وفي كل مكان بشرت فيه. ولعل التبشير بالعامية كان ضرورة في كثير من الأحيان لشرح الحقائق اللاهوتية لبسطاء الناس، وهذا لا يقلل من عمق المتكلم بأية حال.

دافع عن نفسك لأجل الله وحتى لا تعثر آخرين ولكن لا يكن دفاعك من أجل كرامتك أو تبرير أخطاءك، بل اتضع واعتذر عن أخطاءك فتكون قويا وتكسب محبة من حولك.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) خدمة بولس المجانية (ع 7-15):

7 أَمْ أَخْطَأْتُ خَطِيَّةً إِذْ أَذْلَلْتُ نَفْسِى كَىْ تَرْتَفِعُوا أَنْتُمْ، لأَنِّى بَشَّرْتُكُمْ مَجَّانًا بِإِنْجِيلِ اللهِ؟ 8 سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى، آخِذًا أُجْرَةً لأَجْلِ خِدْمَتِكُمْ، وَإِذْ كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَكُمْ وَاحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ. 9 لأَنَّ احْتِيَاجِى سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنْ مَكِدُونِيَّةَ. وَفِى كُلِّ شَىْءٍ حَفِظْتُ نَفْسِى غَيْرَ ثَقِيلٍ عَلَيْكُمْ، وَسَأَحْفَظُهَا. 10 حَقُّ الْمَسِيحِ فِىَّ. إِنَّ هَذَا الاِفْتِخَارَ لاَ يُسَدُّ عَنِّى فِي أَقَالِيمِ أَخَائِيَةَ. 11 لِمَاذَا؟ أَلأَنِّى لاَ أُحِبُّكُمْ؟ اللَّهُ يَعْلَمُ. 12 وَلَكِنْ، مَا أَفْعَلُهُ سَأَفْعَلُهُ، لأَقْطَعَ فُرْصَةَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَىْ يُوجَدُوا، كَمَا نَحْنُ أَيْضًا فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. 13 لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. 14 وَلاَ عَجَبَ، لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! 15 فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ.

 

ع7: أذللت نفسى: احتملت تدبير نفقات معيشتى بعمل يدى.

ترتفعوا أنتم: ترتبطوا وتنموا في معرفة الله، غير منشغلين بتدبير نفقاتى أنا ومن معي لعل خدمتى المجانية تشجعكم على الإرتباط بمحبة المسيح.

أعلن بولس حق الرسول في أن يأخذ نفقات معيشته ممن يخدمهم (اكو9: 6-12)، فاعترض المقاومون على رسوليته لأنه لا ينال نفقات معيشته ممن يخدمهم، فرد عليهم بأن من حقه أن يأخذ هذه النفقات ولكنه تنازل عنها حتى لا يعطلهم عن ارتباطهم بالمسيح ومحبته.

 

ع8-9: سلبت: قبلت عطايا من كنائس أخرى لأجل خدمتكم، مع أنه كان يمكن أن يدبر المؤمنون في كورنثوس نفقاته ولكن محبة منه لم يثقل عليهم، فدبر احتياجاته من عمل يديه ومن تبرعات كنائس أخرى.

كنائس أخرى: كنائس مكدونية (ع9) وبالأخص كنيسة فيلبي.

يضيف الرسول في عدم تثقيله على كنيسة كورنثوس في تدبير نفقاته، أنه كمَّل احتياجاته من تبرعات كنائس أخرى، وترّفع عن أن يكون ضيفا ثقيلًا على أحد.

 

ع10: هذا الإفتخار: الخدمة المجانية في كورنثوس.

لا يسد: لا يمنعه أحد عنى.

أخائية: المنطقة الجنوبية من اليونان التي عاصمتها كورنثوس.

يؤكد بولس صدق كلامه في المسيح الذي علمه الصدق، أن افتخاره بأنه خدم مجانًا كنيسة كورنثوس لا يستطيع أحد أعضاء هذه الكنيسة أن يمنعه عنه أو يعاره فيه لأنه واضح أمام الجميع.

 

ع11: يتساءل بولس لماذا لم يأخذ من كنيسة كورنثوس نفقاته، هل لأنه لم يحبهم؟.. بالطبع لا. ويؤكد كلامه بأن الله يعلم مقدار محبته لهم.

 

ع12: يضيف انه سيستمر يخدم كنيسة كورنثوس مجانا حتى لا يأخذ عليه المقاومون شيئًا في أنه يخدم لأجل الربح المادي. فإذ يهدمون مكانة بولس، يصير لهم مكانة وقوة. وقد يكون تعليم المعلمين الكذبة يؤدونه مجانا ويفتخرون بذلك ولذا يحرص بولس على الخدمة المجانية حتى لا يستخدم هؤلاء المقاومون ذلك سببا في اتهامه بأنه يريد الربح المادي.

 

ع13: يكشف بولس شر المقاومين له في كورنثوس، فيصفهم بأنهم ليسوا رسلا حقيقيين بل كاذبون وبأنهم ماكرون ويخدعون البسطاء بتعاليمهم الكاذبة. فالمسيح لم يرسلهم بل هم يدعون ذلك.

 

ع14-15: يزيد الرسول بفضح المقاومين وكشف تظاهرهم بأنهم مرسلون من المسيح مثلما يفعل رئيسهم وهو الشيطان، الذي يمكن ان يظهر بشكل ملاك نور مع أنه شيطان وسلوكه عكس الملائكة تماما، ولأنهم خدام للشيطان، فليس غريبا أن يقلدوه في خداع الناس بتظاهرهم أنهم رسل للمسيح، ولكن الله سيجازيهم عن أعمالهم الشريرة بالعذاب الأبدي إن لم يتوبوا.

قدم محبتك لمن حولك مجانا، ولا تطلب مقابلا ماديا، بل حتى لو قصروا في تقدير أتعابك أو أساءوا إليك بكلمات توبيخ وإهانه، لا تتخلَ عن محبتك لهم. وإن لم تستطع أن تقدم لهم محبة فعلى الأقل صلِ من أجلهم.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) اضطرار بولس لمدح نفسه (ع 16-21):

16 أَقُولُ أَيْضًا: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّى غَبِىٌّ. وَإِلاَّ، فَاقْبَلُونِى وَلَوْ كَغَبِىٍّ، لأَفْتَخـِرَ أَنَا أَيْضًا قَلِيلًا. 17 الَّذِى أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هـَذِهِ. 18 بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ حَسَبَ الْجَسَدِ أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضًا. 19 فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! 20 لأَنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْكُلُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْخُذُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْتَفِعُ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَضْرِبُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ! 21 عَلَى سَبِيلِ الْهَوَانِ أَقُولُ كَيْفَ أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ. وَلَكِنَّ الَّذِي يَجْتَرِئُ فِيهِ أَحَدٌ، أَقُولُ فِي غَبَاوَةٍ: أَنَا أَيْضًا أَجْتَرِئُ فِيهِ.

 

ع16: اضطر بولس ان يمتدح نفسه لإثبات رسوليته، فيقول لأهل كورنثوس لا تظنوا أن هذا غباء منى عندما أمدح نفسي لأنى لا أقصد كرامة خاصة لى، بل لأجل تثبيت إيمانكم أفعل هذا عندما أثبت رسوليتى. وحتى لو ظننتم أن هذا غباء، فاحتملونى واسمعونى كما سمعتم المعلمين الكذبة عندما مدحوا أنفسهم مع أنهم ليسوا رسلا من المسيح.

 

ع17: الذي أتكلم به: أي ما دافع به بولس عن رسوليته وبدا في صورة افتخار.

بحسب الرب: ليس مثل المسيح المتضع الذي لم يمدح نفسه.

كأنه في غباوة: يبدو أنه جهل وغباوة.

جسارة الإفتخار: الجرأة في مدح نفسه.

يعلن بولس أن مقاومة المعلمين الكذبة هي التي اضطرته لأن يمدح نفسه لإثبات رسوليته. وليس هذا هو المنهج الذي سلكه المسيح ويطلب من تلاميذه أن يسلكوه، ولكنه حالة خاصة اضطرته لذلك. فيبدو أنه غباء وجرأة بلا داعى، ولكن من يدقق سيعرف أن هذا من أجل تثبيت إيمان كنيسة كورنثوس.

 

ع18: كثيرين: المعلمين الكذبة.

حسب الجسد: أي أنهم يهود ومختونين ويلتزمون بالناموس.

السبب في افتخار بولس هو أن المعلمين الكذبة افتخروا باطلا بأمور جسدية ليجذبوا الناس إلى تعاليمهم الخاطئة. فاضطر بولس أن يفتخر ولكن لسبب سليم وهو تثبيت تعاليم المسيح التي قالها له.

 

ع19: يمتدح بولس أهل كورنثوس بأنهم عقلاء واحتملوا غباوة المعلمين الكذبة في افتخارهم، فليستكملوا احتمالهم بسماع دفاع بولس حتى لو ظنوه كلاما جاهلا. إنها حكمة من بولس أن يجتذبهم لسماعة بمدحهم وباتضاعه إذ وصف نفسه كأنه جاهل، مع أن الحقيقة أن أهل كورنثوس كانوا جهلاء بانسياقهم وراء تعاليم المقاومين وتنازلهم عن تعاليم بولس الذي بشرهم.

 

ع20: يستعبدكم: للرسوم الموسوية الموجودة في شرائع الناموس حينما ألزموهم بها بعد تنصرهم.

يأكلكم: الاستغلال المادي.

يأخذكم: يتسلط عليكم ويأخذكم كفريسة يستغلها.

يرتفع: يتكبر عليكم ويذلكم.

يضربكم على وجوهكم: جميع أنواع الإهانات.

يقول بولس لأهل كورنثوس أنكم احتملتم المعلمين الكذبة، الذين استعبدوكم للعوائد الناموسية واستغلوكم وأهانوكم، فاحتملونى في مدحى لنفسى.

 

ع21: على سبيل الهوان: الإهانات التي احتملها بولس.

كنا ضعفاء: باتضاع يصف بولس نفسه ومن معه أنهم ضعفاء، أو أن المقاومين كانوا يصفونهم بالضعف.

الذي يجترى فيه: مدح المقاومين لأنفسهم.

يعلن بولس أنه احتمل ظهوره بمظهر الضعف والذل لأجل التبشير بإنجيل المسيح، ولكنه الآن مضطر أن يظهر قوته بمدح نفسه ليثبت رسوليته أمام الإدعاءات الباطلة ومدح المعلمين الكذبة لأنفسهم.

احتمل الإهانات لأجل الله ودافع عن نفسك أيضًا لأجله وليس لإظهار كرامتك أو لغيظ في داخلك وتكبر. أي إفعل ما تريد ولكن لغرض واحد هو تمجيد الله وليس تمجيد نفسك.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) أنواع الأتعاب التي احتملها بولس في خدمته (ع 22-33):

22 أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. 23 أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً، 24 مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً، 25 ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِىِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِىَ السَّفِينَةُ، لَيْلًا وَنَهَارًا قَضَّيْتُ فِي الْعُمْقِ، 26 بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُولٍ، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِى، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ، 27 فِى تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْىٍ. 28 عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَىَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 29 مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ 30 إِنْ كَانَ يَجِبُ الاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضُعْفِى. 31 اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّى لَسْتُ أَكْذِبُ. 32 فِى دِمَشْقَ، وَالِى الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ، يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِى، 33 فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيلٍ مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ.

 

ع22: يعلن بولس أنه ليس أقل من المعلمين الكذبة في أنسابه.

عبرانيون: نسبة إلى "عابر" أحد جدود "إبراهيم" أو إلى إبراهيم الذي عبر نهر الفرات إلى أرض كنعان، فيسمى إبراهيم عبرانى (تك14: 13) ونسله عبرانيون.

إسرائيليون: نسبة إلى إسرائيل الذي هو يعقوب، ومعنى إسرائيل أنه جاهد مع الله وأقتدر (تك32: 28)، أي هم شعب الله الخاص.

نسل إبراهيم: الذي نال المواعيد من الله، فهم ورثة هذه المواعيد وخاصة أن منهم يأتي المسيح المخلص.

 

ع23: أنا أفضل: يدعى المعلمون الكذبة أنهم خدام المسيح، أما بولس فهو بالحقيقة خادم لله بالحب والاتضاع، والله أرسله للتبشير فهو ليس مزورا أو مدعيا ولذلك فهو أفضل.

الأتعاب: من أجل الخدمة.

الميتات: تعرضه كثيرًا للموت.

في هذه الآية يظهر بولس ليس فقط مساواته للمعلمين الكذبة في النسب بل أيضًا تميزه عنهم في الخدمة، سواء في كثرة أتعابه واحتماله الضرب والجلد والإلقاء في السجون وأكثر من هذا تعرضه للموت مرارا كثيرة.

 

ع24-25: أربعين جلدة إلا واحدة: كانت شريعة موسى تقضى بألا يزيد الجلد عن أربعين، فاعتادوا أن يضربوا 39 لئلا يسقطوا في خطأ. وكان الكرباج له ثلاث شعب فتحسب كل جلدة بثلاثة، أي يضرب 13 مرة.

ضربت بالعصى: غالبًا من الرومان.

مرة رجمت: كان ذلك في لسترة وغاب عن وعيه (أع14: 19).

ثلاث مرات انكسرت بي السفينة: لم يذكر هذا في سفر أعمال الرسل، وذكرت مرة رابعة حدثت بعد كتابة هذه الرسالة حين كان ذاهبا إلى رومية (أع 27: 41).

في العمق: حين كان متعلقا بأحد ألواح الخشب في البحر وقضى ساعات طويلة سواء ليلا أو نهارا حتى نجاه الله، وقد حدث هذا في حالة انكسار السفينة به ثلاث مرات.

يبين بولس بعضا من الأتعاب التي احتملها في خدمته وتميز بها عن المعلمين الكذبة مثل الجلد والضرب والرجم وانكسار السفينة به وتعلقه بألواحها في البحر.

 

ع26: أسفار: تحمل آلام السفر ومشقاته في تنقله بين كثير من البلاد مع ملاحظة أن طرق المواصلات كانت بدائية ففيها معاناة كثيرة.

سيول: وهي أمطار غزيرة تنزل على بعض البلاد وقد تودى بحياة الكثيرين الذين تكسحهم في طريقها.

لصوص: وهم قطاع الطرق الذين يهاجمون المسافرين للاستيلاء على ما عندهم فيتعرض المسافرون للقتل.

جنسى: أي اليهود الذين قاوموه سواء في أورشليم أو في بلاد العالم المختلفة التي بشر فيها.

الأمم: الذين بشر بينهم في العالم كله وهيجوا عليه الكثيرين لقتله.

المدينة: أي المدن التي بشر فيها وقاموا ضده وضربوه وحاولوا قتله.

البرية: وهي الصحارى التي مر بها أثناء رحلاته التبشيرية.

البحر: حيث سافر بحرا بالسفن مرات كثيرة وكانت السفن بدائية فانكسرت أكثر من مرة وكان معرضا للغرق.

إخوة كذبة: المعلمون الكذبة وهم اليهود المتنصرون الذين قاوموا تعاليمه لأنه أظهر أن العوائد الموسوية كانت رمزا للمسيحية، فلا داعٍ للتمسك بمعظمها.

بيَّن الرسول بعض المعاناة التي قابلها في خدمته وعرضته للموت، فهذا يدل على محبته لله واستحقاقه أن يدعى رسولا وخادما لأهل كورنثوس أكثر من المعلمين الكذبة.

 

ع27: أسهار: سهر بولس وهو يعظ ويعلم وكذا في عمل اليدين ليدبر نفقات معيشته.

جوع وعطش: احتمل أثناء تبشيره الفقر الشديد أحيانا إذ لم يكن يجد قوته الضرورى.

أصوام: التي كان يصومها ويقرنها بالصلوات من أجل خدمته، سواء الأصوام التي قررها الرسل للكنيسة كلها أو أصوام إضافية من أجل طلب معونة الله.

برد وعرى: لأنه تعرض للفقر الشديد، فلم يجد ما يكسوه ويدفئه أثناء تبشيره في البلاد الباردة الجو.

يستكمل الرسول المتاعب التي تحملها في خدمته فيبين مثابرته في احتمال أتعاب الخدمة والفقر واحتياجه للقوت والكساء الضرورى، بالإضافة للأصوام ليتحنن الله عليه.

 

ع28: يذكر بولس أن ما سبق ذكره هو بعض الآلام وتوجد أتعاب أخرى كثيرة أقل من هذه الآلام مثل اهتمامه برعاية الكنائس التي بشر فيها وكذلك تدبير الخدمة ومتابعتها.

 

ع29: يضعف: يتعب جسديا أو يتأثر روحيا.

لا أضعف: أشفق عليه وأتأثر لضعفه، أي يتحرك قلبى نحوه.

يعثر: ينصرف عن الإيمان.

لا ألتهب: أي يمتلئ قلبى حماسا وغيره لإنقاذه ومساندته.

يوضح بولس أن كل الأتعاب المذكورة السابقة كان يجتاز فيها ليس فقط كآلام جسدية، بل يتأثر نفسيا من أجل خطايا وسقطات وانحراف الكثيرين من المؤمنين عن الله، فيتحمس لوعظهم وإظهار محبته لهم حتى يعيدهم إلى الكنيسة.

 

ع30: افتخر المعلمون الكذبة بعلمهم وفصاحتهم وأنسابهم، أما بولس فافتخر بأتعابه وما احتمله من أجل المسيح إذ هو دليل محبته؛ وهذا يؤكد أنه خادم حقيقي.

 

ع31: يستشهد بولس على صدق كلامه السابق بالله نفسه حتى يثقوا فيما يقوله لهم.

 

ع32-33: دمشق: مدينة قديمة معروفة في سوريا.

والى: حاكم المدينة.

الحارث: لقب لملوك العرب وسوريا مثل فرعون لملوك مصر.

يحرث مدينة الدمشقيين: يراقب الأبواب حتى يقبض على بولس إذ حاول الهرب، لأن اليهود هيجوه عليه.

طاقة: نافذه في بيت ملاصق للسور.

زنبيل: سلة كبيرة أي مقطف كبير.

يبدو أن هذه الحادثة كانت خطيرة وكان موت بولس خلالها شبه مؤكد، لذا ذكرها منفردة وبيّن حماية الله له، إذ استطاع أن يهرب من المدينة بينما عساكر الوالي يحاولون القبض عليه. وخرج متدليا في سلة وأخذ يمشى وحده في البرية حتى وصل إلى مدينة أخرى.

أنظر إلى محبة المسيح وما احتمله على الصليب من أجلك حتى تتحرك في بذل لأجل كل من حولك وتخدم بكل طاقتك واثقا من مساندة الله ورعايته لك.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/gms84cv