St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

41- عقوبة داود النبي

 

St-Takla.org Image: Saint David the king with Goliath, modern Coptic art icon by Shawkat Seif Sadek, 2002, at St. Mark's chapel (inside St. Mark's Cathedral), Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة: أيقونة تصور القديس داود النبي مع الجبار جليات، من الفن القبطي المعاصر، صورة للفنان الرسام شوكت سيف صادق، 2002، في الكنيسة الصغيرة بكاتدرائية القديس مرقس الرسول بالإسكندرية - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت.

St-Takla.org Image: Saint David the king with Goliath, modern Coptic art icon by Shawkat Seif Sadek, 2002, at St. Mark's chapel (inside St. Mark's Cathedral), Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة: أيقونة تصور القديس داود النبي مع الجبار جليات، من الفن القبطي المعاصر، صورة للفنان الرسام شوكت سيف صادق، 2002، في الكنيسة الصغيرة بكاتدرائية القديس مرقس الرسول بالإسكندرية - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت.

أخطأ داود النبي، زنى وقتل.. ثم اعترف بخطيئته علي ناثان قائلًا "أخطأت إلي الرب" وسمع العفو الإلهي بقول ناثان له "والرب قد نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2 صم 12: 13). وهكذا رفع الرب عن داود العقوبة الأبدية. أما العقوبة الأرضية فبقيت.. وكيف كان ذلك؟

تاب داود توبة عجيبة وعميقة، وصارت له الدموع خبزًا نهارًا وليلًا، حتى قال "أعوم في كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي" (مز 6). وانسحق نفسه في التراب وتذلل أمام الله.. ومع كل هذا ظل يطارده قول الرب "والآن لا يفارق السيف بيتك إلي الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة. هكذا قال الرب.. هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس" (2: صم 12: 10، 11).. وقد كان.. فلم يفارق الزنى بيته متمثلًا في خطايا ابنيه أمنون وأبشالوم. ولم يفارق السيف بيته أيضًا حيث قام ضده أبشالوم. وخرج داود من أورشليم حافي القدمين وباكيا ومضطربًا وخائفًا من ابنه.. وقضي فترات ذل وتعب علي الأرض نتيجة لخطيته.. وحتى عندما أراد داود أن يبني بيتًا للرب، وأعد كل شيء من حجارة وحديد "ونحاس كثير بلا وزن وخشب وأرز لم يكن له عدد"، لم ينس له الرب الدماء التي سفكها، بل كان إليه كلام الرب قائلًا "قد سفكت دمًا كثيرًا.. فلا تبني بيتًا لاسمي، لأنك سفكت دماء كثيرة علي الأرض أمامي (1 أي 22: 3-8). وهكذا حرمه الرب من بناء الهيكل، وبقيت العقوبة الأرضية علي الرغم من المغفرة في السماء.

تكرر الأمر مرة أخري عندما أخطأ داود وعد الشعب، فغضب عليه الرب عندئذ ندم داود: ضربة قلبه، فأحس بخطيئته وتاب عنها، واعترف بها إذ صرخ إلي الرب قائلًا "لقد أخطأت جدًا في ما فعلت. والآن يا رب أزل إثم عبدك، لأني انحمقت جدًا" (2صم 24: 10). فهل رضي الرب بهذه التوبة منه، وهذا الاعتراف، وهذه الصلاة..؟ نعم قبل توبته، وغفر له خطيئته، ومحا عنه العقوبة الأبدية. ولكن بقيت العقوبة الأرضية. وهكذا مضي الرب في معاقبته لعبده، وعرض عليه ثلاث ضربات شديدة تحمل معني الإفناء والإهلاك، وهي الجوع والوبأ وسيف الأعداء! وقال داود مستسلمًا "قد ضاق بي الأمر جدًا. أقع في يد الله -لأني مراحم كثيرة- ولا أقع في يد إنسان". إلا أن الله علي الرغم من هذا التذلل لم يشأ أن يعفو. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأرسل ملاكًا مهلكًا رفع سيفه علي أورشليم وقتل منها سبعين ألف رجل، حتى صاح داود في ألم لا يطاق مخاطبًا الرب "ها أنا قد أخطأت وأنا أذنبت. وأما هؤلاء الخراف، فماذا فعلوا؟! فلتكن يدك علي أنا وعلي بيت أبي" (2صم 24: 11-17). ما هذا يا رب الذي فعلتنه مع عبدك داود؟! أليس هو الذي قلت عنه "وجدت داود بني يسى رجلًا حسب قلبي"؟! (أع 13: 22). لماذا لا تتراءف ويغفر؟ يقول: نعم أنا أغفر في السماء، أما علي الأرض فيأخذ عقوبته.. يا للهول..! حتى مع داود يا رب؟! حتى مع دود الذي يحبك، الذي يحبك، الذي قال لك "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 118)؟! داود الذي كان ينهض في نصف الليل أيشكرك علي أحكام عدلك، الذي كان يقول "سبقت عيناي وقت السحر، لأتلو في جميع أقوالك" (مز 118)؟! داود إلي كان يقول لك "يا الله، أنت إلهي، إليك أبكر. عطشت نفسي إليك. التحقت نفسي وراءك" (مز 62)..! داود رجل التسبيح والصلاة، رجل المزمور والقيثار والعشرة الأوتار.. داود تعمل معه هكذا؟!

فإن كان الأمر هكذا مع داود، النبي، المحبوب، فماذا نقول نحن عن أنفسنا، وليست لنا مثل دالته، ولا مثل قداسته، ولا مثل توبته؟!

علينا أن نستيقظ إذن ونصحو لأنفسنا، لأن إلهنا عادل ويحاسب كل واحد حسب أعماله، مهما كان مركزه الروحي عند الله نفسه. إنه لم يفعل هكذا مع داود وحده، بل مع موسى أيضًا:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-041-David.html

تقصير الرابط:
tak.la/2q5j59v