St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   01_A
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

أَبَدِيٌّ | الأبَدُ | الأبدية

 

اللغة القبطية: (أبد الآبدين): `ene\ `nte pi`ene\.

 

يستخدم العهد القديم كلمتين عبرانيتين للتعبير عن فكرة الأبد وهما "عولام"، "عاد". أما العهد الجديد فيستخدم هذه الكلمات اليونانية: "ايون"، "ايونيوس"، "ايديوس" للدلالة على فكرة الأبد. ويستخلص من دراسة هذه الكلمات أن أبد وأبدي تشير إلى فكرة البقاء والدوام إلى ما لا نهاية. وعندما تستخدم عن الله فإنها تدل على أنه لا بداية له ولا نهاية. ولكن عندما تشير إلى المخلوقات الخالدة فإنه يقصد بها تلك الخلائق التي لها الرسوخ والثبات وطول البقاء فقيلت عن الجبال والتلال والآكام وغيرها وترجمت في العربية بـ"الدهرية" أو "القدم" (تكوين 49: 26؛ حبقوق 3: 6).

أما كلمة "عولام" العبرية فإنها تقال للإشارة إلى أبدية الله (تثنية 32: 40). وعهده أو ميثاقه (تكوين9: 16) - وكلامه (أشعياء 40: 8) - وفرائضه (خروج 29: 28) ومواعيده (2 صموئيل 7: 13-16-25) وكهنوت المسيح وملكه وملكوته (مز 110: 4 - أشعياء9: 6-7).

St-Takla.org Image: Living with God in Eternity, God with people صورة في موقع الأنبا تكلا: الحياة مع الله في الأبدية، يسوع مع الناس

St-Takla.org Image: Living with God in Eternity, God with people

صورة في موقع الأنبا تكلا: الحياة مع الله في الأبدية، يسوع مع الناس

وكلمة "ايونيوس" اليونانية تستخدم عن أزلية الله وأبديته وقد ترجمت في العربية بكلمة "أزلي" (رومية16: 26) وروحه (عب9: 14)، وكذلك تشير إلى أبدية الإنجيل (رؤيا14: 6) والحياة الأبدية (يوحنا 3: 16-36) وملكوت المسيح (2 بط 1: 11) وبالمظال الأبدية في السماء (لوقا 16: 9) وكذلك تشير إلى النار والعذاب الأبديين (مت 25: 41-46).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأبد في العهد القديم:

تستخدم في العهد القديم الكلمة العبرية "عولام" للدلالة على الاستمرار والدوام، كما تستخدم أحيانًا كلمة "عاد" لتأدية نفس المعنى (انظر إش 9: 6؛ 57: 15؛ حب 3: 6). والكلمة العبرية "عولام" ترد مفردًا أو جمعًا بمعنى "الدوام" من قبل ومن بعد، أي من الماضي إلى المستقبل. ويفهم المعنى المقصود منها حسب القرينة، فمثلًا يقال "عبدًا مؤبدًا" (تث 15: 7) وواضح أن المعنى المقصود هو مدة حياة الإنسان. وعندما يقال "الآكام الدهرية" (تك 49: 26) فواضح أن المقصود هو مدة بقاء هذه المعالم الطبيعية. ولكن عندما تقال هذه الكلمة عن الله وأعماله الثابتة وعهوده ومواعيده وشرائعه، فإنها قطعًا تعني المعنى الحرفي المطلق. وعليه فكلمة "أبدي" أو "إلى الأبد" تستخدم أحيانًا للدلالة على زمن طويل وليس بمعناها الحرفي . وتستخدم الكلمة للدلالة على بقاء عرش داود "إلى الأبد" (2 صم 7: 16؛ 1 أخ 17 : 14) وبذلك تستلزم امتداد الوعد إلى المسيا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأبد في العهد الجديد:

والكلمة اليونانية التي تستعمل بديلًا لكلمة "عولام" العبرية هي كلمة "أيون" وكلمة "أيونيوس" (المشتقة من الكلمة الأولى) وهي تدل على الزمن في استمراره أو دوامه. وقد جاءت بهذا المعنى في اليونانية الكلاسيكية، فيقول مثلًا أفلاطون: "إن خير جزاء للفضيلة - في تقديره - هو وليمة خمر أبدية". وأكثر استخدامها في العهد الجديد هو في وصف الحياة، وهو وصف كثيرًا ما يسيء الهراطقة تأويله. وتذكر الحياة الأبدية في (مت 19: 16، 29؛ 25: 46؛ مرقس 10: 17، 30؛ لو 10: 25؛ 18: 18، 30؛ يو 3: 15، 16، 36؛ 4: 14، 36؛ 5: 24، 29؛ 6: 27، 40، 47، 54، 68؛ 10: 28؛ 12: 25، 50؛ 17: 2، 3؛ أع 13: 46، 48؛ رو 2: 7؛ 5: 21؛ 6: 22، 23؛ غل 6: 8؛ 1 تي 1: 16 ؛ 6: 12، 19؛ تي 1: 2؛ 3: 7؛ 1 يو1: 2؛ 2: 25؛ 3: 15؛ 5: 11، 13، 20؛ يهوذا 21).

ونلاحظ أن الرسول يوحنا يستخدم تعبير "الحياة الأبدية" كثيرًا، والمعنى يمزج بين الحاضر والمستقبل. "فالحياة الأبدية" في العقيدة المسيحية ليست مجرد استمرار الحياة إلى ما لا نهاية , ولكنها تعني أيضًا نوعية الحياة. إنها تعني أن المؤمن صار له نصيب في حياة الله إلى الأبد، فإنها لو كانت تعني مجرد الاستمرار لكانت ثقلًا لا يحتمل، ولكنها تصبح عظيمة القدر عندما تعني "حياة الله" وهذا هو معنى "الحياة الأبدية" وبالتالي فهي لا نهاية لها أيضًا.

كما تستخدم كلمة "أيونيوس" وصفًا "للنار الأبدية" (مت 18: 8؛ يهوذا 7) و"العذاب الأبدي" (مت 25: 46)، و"الهلاك الأبدي" (2 تس 1: 9)، و"الخطية الأبدية" التي تستوجب دينونة أبدية (مرقس 3: 29)، "والفداء الأبدي" (عب 9: 12)، "والميراث الأبدي" (عب 9: 19)، "والعهد الأبدي" (عب 13: 20) و"المجد الأبدي" (2 تي 2: 10؛ 1 بط 5: 10)، "والملكوت الأبدي" (2 بط 1: 11) كما تستخدم أيضًا في اليونانية الكلاسيكية كلمة "أيديوس" للدلالة على فكرة الأبد أو الوجود الدائم، وقد وردفي العهد الجديد في (رومية 1: 20؛ يهوذا 6).

St-Takla.org         Image: Jesus in the Second Coming صورة: السيد المسيح في المجيء الثاني

St-Takla.org Image: Jesus in the Second Coming

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح في المجيء الثاني

ولكي نفهم كلمة الأبد أو الأبدية، فيما يختص بالله، لنرجع إلى (المزمور 90: 2) حيث نقرأ: "من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). ومعنى هذا أن وجود الله لا يحده زمن فليس له بداية وليس له نهاية، وأنه خلق العالم في زمن معين في الماضي السحيق. والزمن يرتبط بالتغير والحركة، والأشياء في الزمان لها بداية ثم تتطور على مراحل ثم تنتهي، ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله "لا تغيير عنده ولا ظل دوران"، "السموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى ... كرداء تطويها فتتغير، ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عب 1: 10 - 12). وفكرة عدم التغير تساعدنا على فهم الأبدية، لأنه إن كان الله لا يتغير، وإن كان لا بداية له ولا نهاية، وإن كان لا يتحول ولا يتبدل، فهل يمكن لأحد أن يقول عنه إنه "يوجد في الزمان"، ألا يحتاج الأمر بالضرورة إلى أسلوب آخر للوجود.. هو بلا شك " الأبدية ".

وقد كتب ستيفن تشارنوك كتابًا عن "وجود الله وصفاته" يقول فيه فيما يختص بأبدية الله: "إن الزمان في تتابع مستمر.. ويجب أن يكون مفهومنا عن الأبدية مختلفًا عن مفهومنا للزمان، فحيث أن طبيعة الزمن تتكون من أجزاء متتابعة، فإن طبيعة الأبدية هي استمرار غير محدود وغير متغير. لقد بدأ الزمان بتأسيس العالم، ولكن الله قبل الزمن، لم تكن له بداية في الزمان. قبل بداية الخليقة وقبل بداية الزمن، كان هناك الأزل .. فكما يختلف الخالق عن المخلوق هكذا تختلف الأبدية عن الزمن " ويبدو أن مفهوم أن الله غير محدود بالزمان، أصعب من مفهوم أنه غير محدود بحيز. فلا يوجد مؤمن يعتقد أن الله محدود بحيز، مهما كان هذا الحيز شاسعًا بلا حدود، بل بالحري الحيز هو في الله، إذ فيه أو "به نحيا ونتحرك ونوجد". وعندما نقول إننا "في الله"، فإننا لا نعني أننا فيه مكانيًا. ولأن الله سرمدي فكل قراراته سرمدية، لأنه لا يمكن وجوده بدون أن يفكر في هذه القرارات ويريدها. إنه يستطيع تنفيذ كل قراراته لأنه قادر على كل شيء، ولكن لا يمكنه أن يكون قادرًا على كل شيء إلا إذا كان سرمديًا، كما أنه إذا جهل شيئًا في وقت من الأوقات، فإنه لا يمكن أن يكون قادرًا على كل شيء. أي ثقة يمكن أن يضعها الإنسان في أي صفة من صفات الله، مثل: رحمته، حكمته ، بره، صلاحه وحقه، إلا إذا كان غير قابل للتغير وسرمديًا وقادرًا على كل شيء، كيف يمكن للإنسان أن يثق في عهود الله إذا لم يكن أبديًا؟ فعهود الله مبنية على أساس أن الله "أبدي" فهو إذ أراد.. "أن يظهر أكثر كثيرًا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا" (عب 6: 17، 18). ففي أوقات الحزن والضعف والارتداد، لا شيء يجلب اليقين والعزاء إلا اليقين بأن إلهه "أبدي"، فالله الذي لم يولد قط، هو الذي لن يموت، ورغم أن الفتور وضعف الإيمان يمكنهما أن يشوها الكنيسة المنظورة، لكن الله السرمدي وعد قائلًا: "على هذه الصخرة أبنى كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 16: 18).

 

* انظر أيضًا: سماء، عدد السماوات في المسيحية، الدينونة، الأرض الجديدة، الملكوت، مقالات عن الملكوت من كتاب أبانا الذي في السموات (من مكتبة كتب قداسة الأنبا البابا شنوده الثالث)، كتاب لماذا القيامة؟ لنفس المؤلف، كتاب الحياة الأبدية للأنبا مكاريوس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_034.html

تقصير الرابط:
tak.la/zpzarm7