بأي عين سوف تنظر إلى زوجتك حينما تدخل البيت؟ كيف تطالبها بالطاهرة وأنت تشاهد الفسق الظاهر في تلك العروض الماجنة غير اللائقة. لقد جمعت العديد من الأهواء، وغذيت عقلك بصور الرذائل وهي مثل النار المحرقة. ربما يقول قائل: "ماذا أعمل ومسرح الألعاب مفتوح يناديني لمشاهدة العرض".
لو كان مغلقًا ما لزم السؤال. انه بذلك تكون الضرورة أوجبت عدم الذهاب وليست الإرادة. وبما أن المسرح مفتوح، فمر أمامه راكضًا بثبات وحزم، ودع اللاهيين لا تزرهم وان كانوا وقوفًا على قدم الاستعداد. اظهر أن كل هذا باطل وليس له منفعة. فإذا كانوا يعدون المسرح ويجهزونه ويجذبونه من يأخذون مكانهم فيه يحميه ويخدعونهم، لا يكفي عذرًا. أن من يسرق الملابس يستطيع أن يقول أيضًا أنه رأى الملابس والذهب وكان مجربًا بالإغراء مخدوعًا. ومن ينظر نظرة الشهوة دون حذر، يعتذر بجمال النساء. أبذلك نعتبره غير مذنب؟ ولكننا لا نجهل أن من يبتعد بثبات عن الإغراء ما استطاع إلى ذلك سبيلًا يستحق الإكليل ومجازاة النصر لأنه يمارس الفضيلة. فاهرب إذن بكل قوتك من مشاهدة العروض التي فيها اختناق الروح. إنها هوة الشيطان بما يزينه من المكر ويدبره من الخسارة التي نتحملها دون أن نشعر. وان فيها الهلاك المؤكد بسهولة.
إذا كان أحد يجرك إلى ذلك، فجره في اتجاه مضاد إلى الكنيسة قائلًا له كلمة الكتاب المقدس هذه: "لا تمل يمنه ولا يسره. باعد رجلك عن الشر" (أم4: 27). اظهر له بفيض الكلام الفرق بين الطريقين، مبينًا نهاية كل منهما. ادحض الميل إلى اللهو القصير المدى، أن حالته فانية. اجعل فيه المخافة، صف له محكمة المسيح القادمة. وقده إلى رجاء الحياة الأبدية السعيدة المعدة للصديقين. وأحِطهُ بعنايتك، لا تجعله يخسر خلاصه. من تراه يقاوم كثيرًا في الجهاد، ويجتهد أن يكسب بمكر أو بعنف يحاول أن يجرك إلى الرزيلة، حينئذ ألجأ إلى الزجر وأرفض بعض الصداقة أو بعض الصحبة الشريرة، أسرع بالهرب من الشرير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). تذكر المشرع الروحاني الذي يأمرك بأن تغضب وليس أن تخطئ هكذا غضب فينحاس، وعندما ضرب الزناة وطعنهم بحربته، حينئذ توقفت الآفة.
"فلما رأى ذلك فينحاس بن ألعازار بن هرون الكاهن قام من وسط الجماعة وأخذ رمحًا بيده ودخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها فامتنع الوباء عن بني إسرائيل" (عد 25: 7-8).
هكذا غضب موسى أكثر الناس وداعة واتضاعًا، ضد الذين كانوا يتعدون وصايا الله، بينما كان يتحمل بوداعة وتواضع إهاناته الشخصية. حينما قامت عليه عائلة داثان وأبيرام وجميع عائلة قورح بطريقة مهينة بسبب الحسد، سقط رئيس مشرعي الشعب على وجهه على الأرض أمامهم، وهو يرجو شاتميه ألا يعرضوا أنفسهم للغضب الآتي من فوق. ولما استمروا في عصيانهم وكبريائهم، أرسلوا في النهاية إلى جهنم (عد 16: 24) إلخ.
يجب علينا أن نتحمل باتضاع وبنزعة فلسفية الإهانات والظلم الذي يصيبنا، أما تلك التي تكون موجهة ضد الله وضد مجده فيجب علينا أن نكون متيقظين لمحاربتها بأقسى ما يمكن. لذلك قال أحد الأنبياء: ليصبح الإنسان محاربًا شجاعًا... أن التواضع والوداعة في غير فهم هما من خواص الخراف وليس من خواص العقلاء. لذلك وجد الغضب في نفوسنا، لكي يحثنا نحو الشجاعة، لنستعمله ضد ميوعة الأهواء، ونجاهد به من أجل نواميس الله ومن أجل الحق أيضًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c542c6q