لكن إذا سمحتم، لنفحص المسارح والأماكن المخصصة للعرض، وسترى أنها ضارة ومفسدة، وليست كما يحسبونها موضوع لهو ومرح. إني أترك جانبًا الفرقة الموسيقية، والرقص الجماعي الصاخب الذي يسيء إلى رجولة الرجال، وتلك الأغاني التي تعلم الميوعة، وتحل قوة الروح، وتزرع فيها سعير الأهواء، فتطوقها حتى تنوء تحت عبء المجون والملذات. وماذا تقول عن المشاهدين للتمثيل الهزلي ومنهم المستهزئون؟ يثيرون سخط الله وغضبه، نضحك لدى رؤيتنا رجلًا يصفع آخر قد خلقه الله، ونفخ في وجهه نفخة الحياة، وقد شرفه كلمة المتأنس لأجلنا أيضًا، حينما قام من الأموات ونفخ في وجه تلاميذه قائلًا: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ» (إنجيل يوحنا 20: 22)؛ وأن من كان موضع تكريم كثير يضرب ويهان ويزدرى به.
نعتقد أن ذلك يثير شيئًا كثيرًا من الرهبة والرعب حتى عند القوات السمائية. ثم قل لي، أتضحك على الأشياء التي يجب أن تبكي منها وتنتحب عليها؟
أين الاتحاد المُكَرَّم، أيصبح موضع مزاح؟ أين المجتمع العفيف؟ إنه مثل الزاني تسحقه السخرية (والشفقة). فهل تكون أعضاء الجسد وإنجاب الأطفال وبقاء جنسنا موضع استهزاء بطريقة مشينة كريهة؟ فأين السر المليء بالحياة والطهارة؟
أحترم شكلك الذي خلقه الله أيها الإنسان، أحترم شكلك الذي خلقه الله الاحترام كله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). احترم الخليقة الثانية الإلهية التي من أجلها شاركك كلمة الله باتخاذه جسدًا من العذراء. لماذا تضحك من ذاتك، مثل أولئك المجانين الذين يمزقون أجسادهم ويأكلون لحمهم بدون شعور؟
لماذا إذًا تنوح لدى سماع أخبار الجرائم وتود لو هلك المخطئ جزاءًا وفاقًا لما أرتكبه من زور، وتحزن وأنت ترى مطلع الشمس. إني أخالك تظن أن كل شيء قد أنقلب رأسًا على عقب...
إنك تكتب ضد الزاني حكمًا بالسجن وتقرر أن الموت عقاب خفيف له ... لكن حينما تشاهد المسرحيات الفاسدة في مسارح اللهو الممقوت، فإنك تنفجر ضاحكًا، وتظهر شعورك لاهيًا وتزعم أن العرض باعث للسرور والمرح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a43wrgp