نقطة أخرى في معالجة (الأنا)، هي التواضع.
3- التواضع:
الإنسان الذي يعيش في محبة (الأنا)، يهمه أن تكبر ذاته باستمرار، وفي المقارنة يريدها أن تكون أعلى من غيره. وعلاج ذلك أن يضع أمامه قول الرسول:
«مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة» (رو 12: 10).
وعن ذلك يقول الشيخ الروحاني «في كل موضع تحلّ فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم». بل إن السيد الرب يقول «إن أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادم للكل» (مر9: 35). وهكذا يمارس فضيلة (المتكأ الأخير).
والمقصود بالمتكأ الأخير، أن يكون الأخير لا من حيث المكان، بل من حيث المكانة.
فلا تحسب نفسك أهم الموجودين في المكان الذي تحلّ فيه. ولا إن رأيك هو أهم الآراء، وقرارك هو أهم القرارات، ومركزك هو الأهم!! ولا تفكر في أن ينبغي أن تكون أنت المطاع والمحترم بين الكل!
لا تعط لنفسك كرامة وتفرضها على الآخرين.
إنما اترك الناس يكرمونك من أجل ما يرونه من تواضعك ووداعتك... لا ترغم الناس على احترامك. فالاحترام شعور ينبع من داخل القلب. لا يُفرض بالإرغام، إنما بالتقدير الشخصي...
قد ترغم إنسانًا على طاعتك، ولكن لا تستطيع أن ترغمه على احترامك.
وفى معاملاتك مع الناس، كن نسيمًا لا عاصفة.
كثيرون يحبون صفة العاصفة، لأنها تحمل معنى القوة. أما النسيم فيمثل الوداعة واللطف، اللذين ينبغي أن يتصف بهما من ينكر ذاته.
وفى تواضعك لا تفضل نفسك على غيرك. على أن يكون ذلك بعمق الحب وعمق الاتضاع، وبغير رياء...
في اتضاعك، قل أنا. من أنا؟ أنا مجرد تراب ورماد.
بل قبل أن أكون ترابًا، كنت عدمًا. خلق الله التراب قبل مني، ثم صنعني من هذا التراب... وهنا يختفي منك الاعتداد بالذات. وفي اتضاعك أيضًا، تصل إلى فضيلة (إدانة الذات).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b9hqy24