St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي

140- الاتكال والتواكل

 

St-Takla.org Image: Detail of stained glass window created by Louis Comfort Tiffany in Arlington Street

St-Takla.org Image: Detail of stained glass window created by Louis Comfort Tiffany in Arlington Street Church (Boston, Massachusetts) depicting the Sermon on the Mount, photo by John Stephen Dwyer.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تفاصيل من لوحة زجاج معشق عمل الفنان لويس كومفورت تيفاتي في كنيسة شارع أرلينجتون (بوسطن، ماساتشوسيتس، أمريكا) تصور العظة على الجبل، تصوير جون ستيفن ديور.

ينبغي علينا أن ندقق في فهمنا للعبارة "يكفي اليوم شره" لئلا نحكم على أحد الخدام بمخالفته للوصية لمجرد تدبيره هذه الضروريات حتى لا يكون هو ومن يعولهم في عوز.

فربنا يسوع الذي تخدمه الملائكة ارتضى أن تكون له صناديق تستخدم في الإنفاق على حاجياته، كالذي كان مع يهوذا خائنه (يو6:12).

والرسول بولس يفكر في الغد (ولكن دون قلق) بقوله "وأما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضًا. في كل أوَّل أسبوعٍ ليضع كلُّ واحدٍ منكم عندهُ. خازنًا ما تيسَّر حتى إذا جئْت لا يكون جمع حينئذٍ. ومتى حضرت فالذين تستحسنوهم أُرسِلُهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم. وإن كان يستحقُّ أن أذهب أنا أيضًا فسيذهبون معي. وسأَجيءُ إليكم متى اجتزت بمكدونية..." (1 كو 1:16-8).

وقد جاء في سفر أعمال الرسل أنهم كانوا يستعدون للمستقبل لمواجهة المجاعة المحدقة ، إذ يقول: "وفي تلك الأيام انحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية. وقام واحد منهم اسمه أغابوس وأشار بالروح أن جوعًا عظيمًا كان عتيدًا أن يصير على جميع المسكونة. الذي صار أيضًا في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذ حسبما تيسر لكل منهم أن يرسل كل واحد شيئًا خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهودية. ففعلوا ذلك مرسلين إلى المشايخ بيد برنابا وشاول" (أع27:11-30).

كذلك عندما أبحر بولس الرسول كان الطعام المقدم له يكفيه لأكثر من يوم واحد (أع10:28).

وكما كتب بولس الرسول: "لا يسرق السارق فيما بعد بل بالحري يتعب عاملًا الصالحَ بيديهِ ليكون لهُ أن يعطي مَنْ لهُ احتياج" (أف28:4)، فقوله هذا يبدو لغير الفاهمين أنه مخالف لوصية الرب القائلة: "انظروا إلى طيور السماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى المخازن وأبوكم السماوي يقوتها". إذ يأمر الرسول اللصوص أن يعملوا بأياديهم ليكون لديهم ما يتصدقون به للآخرين.

كذلك يقول عن نفسه مرارًا أنه يعمل بيديه حتى لا يكون ثقلًا على أحد، وأنه التصق بأكيلا بسبب مشابهته له في العمل، حتى يعملا سويًا ليستطيعا العيش (أع2:18، 3).

في هذه الأمور السابقة كلها يبدو كأنه لم يقلد طيور السماء وزنابق الحقل. ففي الحقيقة ربنا لم يمنع هذا الاهتمام (التدبير)، بالنظر إلى هذه الضروريات نظرة طبيعية، لكنه يمنع (أن تكون هدفًا) وأن يتجند لله من أجل الحصول على هذه الأمور، فلا يهتم في كل ما يعمله بملكوت الله بل على الحصول على هذه الأشياء.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal/Sermon-on-the-Mount-140-Leaning.html

تقصير الرابط:
tak.la/vj5x8df