كان الختان رمزًا للحياة الجديدة بالمعمودية، ولفت الله أنظار الشعب في القديم، إلى أن الختان الحقيقي الذي يطلب أن يصلوا إليه هو ختان القلب والفكر والحواس "ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب إلهك..."(تث30: 6).
وإلى ذلك يشير القديس بولس قائلًا: "ختان القلب بالروح... هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله "(رو29:2).
إذن فالختان الروحي هو تقديس الأعضاء وجعلها مقدسة لله، فالقلب المختون مخصص للمسيح، والأذن المختونة هي التي تسمع وتُطيع، واليد المختونة هي التي تمتد لفعل الخير، والِّرجل المختونة هي الساعية في البر، وأما العين المختونة فهي التي ترى جيدًا وصار لها الاستنارة ... تنظر الحق وتتحقق منه.
وعندما يقول القديس بولس في بداية الآية: "انظروا ... كيف تسلكون" فهو يقصد انتبهوا وراقبوا وتمعّنوا وقرروا كيف تسلكون بتدقيق، فالله قدَّم الفداء للبشرية، وسفك دمه الثمين عنا.
ولكن الخلاص- خلاص الإنسان- عمل مشترك بين الله والناس، بدأه الله وبادر وجاء يطلب ويخلص ما قد هلك، ولكن الأمر متوقف على قبول الإنسان، يقول القديس أغسطينوس:"إن الله الذي خلقك بدونك لا يريد أن يخلصك بدون إراداتك" ويقول الرب على لسان إشعياء النبي: "التفتوا إليَّ واخلصوا" (اش22:45).
علينا الآن أن نلتفت إلى الله بأنظارنا وقلوبنا وننظر كيف نسلك بتدقيق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y9yvykm