تساءلت ذات مرة، عن السبب في أن الخراف تتوه بسهولة وتفقد طريقها وراعيها، بينما لا تتوه القطط ولا تفقد هدفها، وعرفت بعد قليل من الجهد أن الخروف يتنقّل بين كومة عشب وأخرى دون أن يرفع رأسه، ليفاجأ بعد قليل أنه َبعُدَ عن القطيع وضلّ طريقه، في حين أن القطة بين دقائق وأخرى ترفع رأسها عن الطعام لتمسح الموقع كله بنظرة سريعة شاملة، ومن ثمّ تواصل تناول طعامها دون أن تفقد هدفها. إنها بذلك تربط النقطة التي تقف فيها بالموقع العام!
هكذا يحتاج المجاهد بين وقت وآخر أن يقف مع نفسه ليطمئن على سلامة مسيرته، لئلا يكتشف بعد فوات الأوان أنه انحرف كثيرًا عن الطريق وبالتالي الهدف، عندئذ إمّا أنه سيُحبط ويتمادَى في ذلك، وإما سيحتاج –إذا تجدد فيه الرجاء– إلى بذل جهد كبير في سبيل تصحيح مسيرته.
يحتاج الإنسان أن يبحث عن نقطة ثابتة خارج دائرته، نقطة ارتكاز، يرتكز عليها ليلقى نظرة شاملة، يقيّم فيها حالته ويحدد موقعه وموقفه من الله. فمن المعروف أنه بقدر ما يبعد الإنسان عن الله يصير الله بعيدًا عنه!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2hb2mxf