St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   04-Sefr-El-Adad
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

العدد 31 - تفسير سفر العدد

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب عدد:
تفسير سفر العدد: مقدمة سفر العدد | مقدمة أسفار موسى الـ5 | العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36

نص سفر العدد: العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36 | العدد كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

حرب ضد المديانيين وتوزيع الغنائم:

المديانيين هم نسل إبراهيم من قطورة, وهم كانوا قبائل متعددة فمنهم جزء عاش جنوب كنعان وهؤلاء كان منهم يثرون حمى موسى وهؤلاء ظلوا على عبادتهم للرب ولكن كان هناك جزء عاش شرق كنعان وانحدر هؤلاء للوثنية فكانوا أعداء لله وهم غالبًا أصحاب التحالف النجس مع الموآبيين ضد الشعب الذين تحالفوا وتآمروا لتنفيذ مشورة بلعام. وفي هذه الحرب ضرب الشعب جزء من هذه القبائل, فالمديانيين ظهروا بعد ذلك وضايقوا الشعب. لذلك كلمة ملوك مديان هنا تعني رؤساء مديان كما جاء في (يش 21:13).

وهذه الحرب ضد مديان لم تكن في مخطط الحروب التي سيدخلها الشعب لامتلاك الأرض بل هي حرب أمر بها الرب في (عد 17:25) نتيجة الخطية. وهكذا فنحن ندخل معارك لا لزوم لها بسبب الشهوات. ولأن هذه الحرب هي حرب روحية فلم يُذكر أن يشوع قائد الشعب فيها لكن ذكر أن الذي قاد هذه الحرب هو فينحاس. وما دام القائد كاهنًا، فهدف الحرب هو إزالة العار الذي نشأ عن الخطية، هذا على الرغم من أن يشوع الذي سيخلف موسى ربما كان قائدًا لهذه الحرب إلا أن ذكر فينحاس وعدم ذكر يشوع يعطي فكرة عن أن هذه الحرب هي ضد الخطية. كما أننا لا نسمع عن أسلحة سيوف ورماح... إلخ., بل أن الأسلحة المستخدمة هي أمتعة القدس على الرغم من أنه لا حرب بدون سيوف لكن عدم ذكرها أيضًا يُعطي هذا المفهوم أنها حرب روحية. وفينحاس هو الذي غار غيرة الرب. إذًا هي حرب للرب أيضًا, وهو قائد هذه الحرب الحقيقي لأننا نجد أن فينحاس أخذ معه الأوريم ليعرف مشورة الرب. ولأن الرب هو قائد هذه الحرب فلم يقتل منهم أحد الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك (يو12:17). والمعركة لم تكن معركة بسيطة فالعذارى المسبيات كن 32000.

ونحن في العالم نعثر كثيرًا ونحتاج للخدمة الكهنوتية (قيادة فينحاس) في حربنا ضد هذه العثرات. وطبعًا كان يُفضل أن نحيا منفصلين عن العالم وعثراته, ولكن عمليًا هذا لا يحدث ونحن في هذا العالم نزج بأنفسنا في تيارات العالم وشهواته. ولكن عجيب هو الله الذي يخرج من الجافي حلاوة، فنتيجة هذه الحرب نجد الشعب وقد خرج بغنائم. ونحن في حروبنا الروحية بعد كل انتصار نجد غنائم.

ونلاحظ أن هذه الحرب لم تكن تقليدية, فموسى لم يرسل للمديانيين عارضًا عليهم أي عرض سلام ورفضه المديانيين. فالمديانيين هنا أشرار نُعلن الحرب ضدهم ولا سلام مع الشرير (راجع تث 10:20). فالشر لا تفاوض معهُ بل علينا أن نُعلن الحرب ضده فهو لن يرحمنا.

ولاحظ ان الله قال لموسى إنتقم نقمة لبني إسرائيل وموسى قال نقمة الرب (آيات 3،2) إذًا هي نقمة واحدة بسبب وحدة الله مع شعبه. الله لن يسكت على من يؤذي أولاده.

إذًا هي حرب تقديس غايتها إبادة العثرة التي حطمت الشعب. لم يكن هدف الحرب هجوميًا ولا سلب غنائم لكن قتل الذين إنصاعوا لكلمات بلعام. وأعثروا الشعب فهلك منهم 24000 نفس. وهذا إشارة إلى ضرورة بتر العثرة في حياة المؤمنين.

 

آية 1:- "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"

 

آية 2:- "«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ»."

ثم تضم إلى قومك(1):- من المؤكد ليس في القبر، فقبر موسى لا أحد يعلم مكانه. فالأموات نفوسهم في مكان لا يعرفه سوى الله الذي ينسب نفسه لإبراهيم وإسحق ويعقوب وهم أحياء وليس أموات (مت22: 32).

 

آية 3: "فَكَلَّمَ مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلًا: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالًا لِلْجُنْدِ، فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ."

 

آية 4، 5:- "أَلْفًا وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَ لِلْحَرْبِ». فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ"

عدد المحاربين 12,000 بينما أن جيش إسرائيل أكثر من 600,000. ولكن العدد يشير بطريقة رمزية لشعب الله الذي يحيا حياة سماوية (3 = المؤمنين بالله، 4 = كل العالم. إذًا 12 هم شعب الله الذي يحيا في السماويات، 1000 رقم السماويات). وبينما أن الشعب حين سقط في الخطية مات منهم 24,000 بدون حرب ولا محاربين ظاهرين، أما الآن وقد تقدس الشعب فلا داعي لخروج الـ600000 فهي ليست حرب العدد الكبير ولا الأسلحة الحربية بل هي حرب القداسة حرب الحياة السماوية التي ترتفع فوق كل إغراءات العالم. قوة جيش شعب الله هي في وجود الله في وسطهم، وهذا معنى "خرج غالبا ولكي يغلب" (رؤ6: 2) فالمسيح في حروبنا ضد الشيطان هو الذي يحارب عنا وهو الذي يغلب. ما علينا سوى أن نطيع الوصية ونسلم القيادة له فنكون كالفرس الأبيض الذي يركب عليه المسيح الجالس على الفرس في نفس الآية (رؤ6: 2).

 

آية 6:- "فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى أَلْفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى الْحَرْبِ، هُمْ وَفِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقُ الْهُتَافِ فِي يَدِهِ."

فينحاس الغيور هو القائد وأمتعة القدس خاصة التابوت يُشير إلى حضرة الله كسر تقديسنا ونُصرتنا. وأبواق الهتاف إشارة لكلمة الله (عب 12:4) إذًا الإعداد الحقيقي للحرب الروحية هو الحياة بفكر سماوي والشعور بحضرة الله الدائمة والتمسك بكلمة الله.

 

آية 7: "فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ."

 

آية 8:- "وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ."

St-Takla.org Image: From Bible Verse Ezekiel 11: "I will give them one heart, and I will put a new spirit within them, and take the stony heart out of their flesh, and give them a heart of flesh" صورة من وحي سفر حزقيال 11: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،" (سفر حزقيال 11: 19)

St-Takla.org Image: From Bible Verse Ezekiel 11: "I will give them one heart, and I will put a new spirit within them, and take the stony heart out of their flesh, and give them a heart of flesh"

صورة من وحي سفر حزقيال 11: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،" (سفر حزقيال 11: 19)

يبدو أن بلعام لم يرجع لشعبه في أرام النهرين بل ذهب إلى مديان يتابع نتيجة مشوراته الردية ليقبض المكافأة فكان جزاؤه الموت ولم تتحقق أمنيته أن يموت موت الأبرار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهناك احتمال آخر أن المديانيين حين شعروا أن الشعب سيحاربهم استدعوا بلعام ليساعدهم وهذا احتمال بعيد فالمسافة بين مديان وأرام النهرين كبيرة والملوك الخمسة يشيروا للحواس الخمسة التي ينبغي أن تموت عن الخطية للتمتع بالحياة المقدسة وراجع (مت 29:5-30), وحينما يموت الملوك الخمسة لا يكون للشيطان سلطانًا على حواسنا وهناك معاني رمزية لأسماء الملوك الخمسة. فالملك آوي = يشير اسمه إلى أحد احتمالين: الرغبة أو حيوان مفترس ويكون المطلوب هو أن نجعل رغباتنا مقدسة وليست رغبات حيوانية متوحشة. والملك الثاني راقم = يعني تلوين فمطلوب عدم التلون ومجاراة الناس أي لا نعرج بين الفرقتين. والملك الثالث صور = صخرة ويعني أنه يجب أن ننزع من داخلنا قلب الحجر (حز 26:36) ويكون لنا قلب لحم. والملك الرابع حور = طفل والمقصود أن نكون رجالًا في حياتنا الروحية (1كو 13:16) ولا نمارس عبادتنا باستهتار والملك الخامس رابع = الرابع ورقم 4 يشير للحياة الزمنية التي يجب أن لا ننجذب إليها

 

آية 9:- "وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ."

كان المفروض أن يقتلوا النساء اللواتي كُنَّ سببًا في سقوطهم وكان المسموح لليهود أن يكون لهم جواري وكان يمكن لهم أن يتزوجوا منهم.

 

آية 10:- "وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ."

حرق المدن والحصون حتى لا يعودوا يسكنون فيها بعد ذلك. والمعنى الروحي هو تنظيف القلب تمامًا من الشر حتى لا نعود إليه.

 

آية 11-15: "وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، وَأَتَوْا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِ مُوآبَ الَّتِي عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ لاسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ. فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلاَءِ الْجَيْشِ، رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الْحَرْبِ. وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟"

 

آية 16:- "إِنَّ هؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ."

حسب الناموس فالزانية والزاني كلاهما يُقتلان وقد قتل الله الزناة من رجال إسرائيل بالوبأ، وكان يجب قتل الزانيات اللواتي كُنَّ سبب عثرة للشعب، لهذا فقد أمر موسى بقتل كل امرأة قدمت جسدها لفعل الشر مع الشعب وأعثرته.

 

آية 17:- "فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا."

الذكر يقتلونه لأنه حين يكبر سيحارب الشعب. ويكون أن قتل الذكور والزانيات وحرق المدن لهُ نفس المعنى وهو قتل كل ما يمكن أن يكون سببًا في الحرب ضد الإنسان أي رفضه.

 

آية 18-19: "لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلًا، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابعِ، أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ."

الآية 18 تحتاج إعادة ترجمة ليستقيم المعنى "وأما الإناث من الأطفال، والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلاً فإستبقوهن لكم". وهكذا وردت ترجمة الآية في الترجمة الإنجليزية وفي ترجمات عربية أخرى. فالمقصود بقوله الإناث من الأطفال أي البنات الصغيرات. إذاً حتى لا يتلوث شعب الله بأن يتخذوا من النساء الوثنيات اللواتي عاشوا في النجاسة مع أزواجهن، نساءً لهم، منعهم الله من أن يأخذوا منهم بل يقتلوهن (آية 17). ولكن يحتفظوا بالبنات الصغيرات اللواتي لم يتلوثن كالكبيرات.

ملحوظة:- لم يكن الإحتفاظ بهذه البنات لممارسة الجنس، فالله لا يسمح لشعبه بأي علاقة جنسية خارج حدود الزواج. ولو أعجبته البنت فليتزوجها أو يزوجها لإبنه (تث21: 11-13).

 

آية 20:- "وَكُلُّ ثَوْبٍ، وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلْدٍ، وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ، وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ، تُطَهِّرُونَهُ»."

كل هذه الأشياء يجب تطهيرها فهي إستُعْمِلت بواسطة الوثنيين أو هي تلامست مع موتى من قتلى الحرب. نجد هنا صورة رمزية رائعة لجيش الله الروحي الذي غلب الخطية منطلقًا إلى السماء (رمزها المحلة وفيها موسى الذي أتوا لهُ بالغنائم) ليستريحوا مع عريسهم يحملون معهم غنائمهم من ذهب (حياة سماوية) وفضة (كرازة بكلمة الله) وثياب (أجسادنا التي تقدست في دم المسيح). والعجيب أن الشريعة حسبت هؤلاء المجاهدين الذين صارعوا مع الخطية وغلبوا أنهم في حالة نجاسة، يلزمهم أن تغتسل ثيابهم في اليوم السابع ليدخلوا المحلة. كأن الرب أراد أن يؤكد أن كل المجاهدين مهما بلغت قامتهم الروحية يتعرضون للضعف وهم محتاجون إلى التستُر في دم المسيح المُطَهِّر من كل خطية. إنهم وإن حُسِبوا أبطالًا لكن دخولهم المحلة (السماء) لن يكون قانونيًا إلا خلال المسيح الذي يطهر.

 

الآيات 21-47: "وَقَالَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِرِجَالِ الْجُنْدِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِلْحَرْبِ: «هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى: اَلذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالْقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ، كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ، تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِرًا، غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لاَ يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي الْمَاءِ. وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُونَ الْمَحَلَّةَ». وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «أَحْصِ النَّهْبَ الْمَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الْجَمَاعَةِ. وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الَّذِينَ بَاشَرُوا الْقِتَالَ الْخَارِجِينَ إِلَى الْحَرْبِ، وَبَيْنَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ. مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَ الْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ». فَفَعَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلَةُ الْغَنِيمَةِ الَّتِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الْجُنْدِ: مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلْفًا، وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ، جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الْخَارِجِينَ إِلَى الْحَرْبِ: عَدَدُ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، وَالْبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَالْحَمِيرُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِدًا وَسِتِّينَ، وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ نَفْسًا. فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ الْمُتَجَنِّدِينَ: فَكَانَ نِصْفُ الْجَمَاعَةِ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا. فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَأْخُوذِ وَاحِدًا مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ، وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ الْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى."

يُسْتَحْسَن تعديل ترجمة الآية 28 لتصبح كالآتي ليسهل فهمها:

وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ نفساً واحدة مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ.

 

طريقة توزيع الغنائم:

 

1- نصف الغنائم توزع على رجال الحرب (12,000) والنصف يوزع على باقي الشعب (600,000) أي أن الرجل الذي حارب وجاهد يأخذ 50 ضعف مَنْ لم يحارب، هكذا يكلل المجاهدين الغالبين بامتيازات خاصة (يو2:14) + (1كو14:15).

2- كل من حصل على شيء يجب أن يُعطي لله ممّا أخذه أي زكاة أو رفائع للرب, المجاهدين يقدمون 500:1 مما أخذوه أما الشعب فيقدم 50:1 مما أخذوه ورقم 500،50 يذكران بمثل السيد المسيح (لو 42،41:7) هما رقمان يشيران للحرية. كأن ما يدفعه هؤلاء يجعلهم أحرارًا في تصرفهم فيما تبقى لهم.

 

آية 48:- "ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى مُوسَى الْوُكَلاَءُ الَّذِينَ عَلَى أُلُوفِ الْجُنْدِ، رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ،"

كون أنه لم يفقد منهم إنسان فهذا يُظهر يد الله التي حاربت معهم. فهذا إعجاز إلهي. لذلك هم قدموا كل ما هو ذهب لله فالذهب يشير للحياة السماوية.

 

أية (49- 50):- "وَقَالُوا لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ، أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ: حُجُولًا وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطًا وَقَلاَئِدَ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ»."

حجول = خلاخيل وهي جمع خلخال وكان النساء يلبسونه للزينة.

 

الآيات (51-54):- "فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْهُمْ، كُلَّ أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ. وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ. أَمَّا رِجَالُ الْجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ. فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ."

نجد هنا أن الرؤساء كانوا أكرم من الجنود فأعطوا كل ما طالت أيديهم للرب، أما الجنود فأبقوا ما تحصلوا عليه.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: أن يُضَم إنسان إلى قومه، أي يُدْفَن جسده معهم في المدفن أو القبر حسب تعبير الكتاب المقدس. انظر بحث عن "الضم إلى القوم" في نص الكتاب المقدس، والذي يعطي نتائج مثل: (تك 25: 8، 17؛ 35: 29؛ 49: 29، 33؛ عد 20: 24؛ 27: 13؛ 31: 2؛ تث 32: 50؛ 1 مك 14: 30).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/04-Sefr-El-Adad/Tafseer-Sefr-El-3adad__01-Chapter-31.html

تقصير الرابط:
tak.la/zfapa9z