St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

الرؤيا 14 - تفسير سفر الرؤيا

الجانب المفرح للكنيسة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | مراجع البحث

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رأينا في الأصحاحين السابقين (12-13) مقاومة إبليس للكنيسة بكل وسيلة، لهذا يعلن الله للكنيسة في هذا الأصحاح -كعادته- جانبًا مفرحًا مبهجًا حتى تمتلئ قلوب المؤمنين سلامًا وفرحًا في وسط الضيق. وقد تمثل هذا الجانب في ثلاث رؤى:

 

1. الحمل والمؤمنين حوله

   

1 - 5.

2. ظهور ثلاثة ملائكة

   

6 - 13.

3. الحصاد

   

14 - 20.

خاتمة      

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. الحمل والمؤمنون حوله

1 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ. 2 وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ، 3 وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ. 4 هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً للهِ وَلِلْخَرُوفِ. 5 وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ.

 

يا له من منظر مبهج للغاية ومفرح، إذ يقول الرسول: "ثم نظرت وإذا خروف واقف على جبل صهيون، ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفًا، لهم اسم أبيه مكتوبًا على جباههم"[1].

يقف الحمل وحوله من ارتبطوا به واتحدوا به بالحب الأبدي أي به بكونه "الحب الحقيقي". وقفوا معه على جبل صهيون، أي في السماء العليا "مدينة الملك العظيم" (مز 48: 2)، يملكون به، وهو يملك عليهم، وتتحقق النبوة القائلة: "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" (مز 2: 6).

يا له من منظر شهي! من لا يبذل كل جهد، ويقبل كل ألم من أجل أن يكون له هذا النصيب، أن يحيط بالرب ويلازمه ويتحد به ولا يفارقه إلى الأبد؟

"وسمعت صوتًا من السماء كصوت مياه كثيرة،

وكصوت رعد عظيم،

وسمعت صوتًا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم.

وهم يترنمون ترنيمة جديدة أمام العرش،

وأمام الأربعة المخلوقات الحيَّة والقسوس،

ولم يستطع أحد أن يتعلم الترنيمة،

St-Takla.org Image: "Fear God and give glory to Him, for the hour of His judgment has come" (Revelation 14: 7) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "خافوا الله وأعطوه مجدا، لأنه قد جاءت ساعة دينونته" (الرؤيا 14: 7) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Fear God and give glory to Him, for the hour of His judgment has come" (Revelation 14: 7) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "خافوا الله وأعطوه مجدا، لأنه قد جاءت ساعة دينونته" (الرؤيا 14: 7) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

إلا المئة والأربعة والأربعون ألفا الذين اُشتروا من الأرض.

هؤلاء هم الذين لهم يتنجسوا مع النساء، لأنهم أطهار.

هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب.

هؤلاء اُشتروا من بين الناس باكورة لله وللخروف.

وفي أفواههم لم يوجد غش،

لأنهم بلا عيب قدام عرش الله"[2-5].

من هم هؤلاء الملتفون حول الحمل؟ يرى بعض آباء الكنيسة الأولى(109) أنهم جماعة الأبكار الذين خصوا أنفسهم من أجل الملكوت، مقدمين بالرب يسوع البتول حياة البتولية السمائية.

وهنا يكشف ربنا للكنيسة في وسط ضيقتها بسبب ضد المسيح عن هؤلاء الأبكار الذين ينعمون بهذا المجد حتى تطمئن نفوس المتألمين أن الله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة. هذا ولا ننسى أن الكنيسة كلها تدعى "كنيسة أبكار" (عب 12: 23)، لأن من لا ينعم ببتولية الجسد أو بكوريته مع بتولية النفس لا يحرم من كونه بكرًا، بسبب ارتباطه واتحاده بالرب البكر، كعضوٍ حيٍ في جسده.

إننا جميعًا، بتوليين أو متزوجين، أعضاء حيَّة في جسد الرب رأسنا السري، لهذا نوجد قدامه أبكارًا وأطهارًا وبلا عيب في نظره وليس فينا غش.

يليق بالمؤمن الحقيقي أن يذوق ويختبر البتولية الروحية، فيقدم بالرب نفسًا بتولًا وقلبًا وفكرًا وحواسًا. الكل كعذارى متبتلة لا تشتهي، ولا تنشغل، ولا تطلب إلا الرب يسوع العريس الوحيد.

لست بهذا أُقلل من شأن البتولية والبتوليين، لأن من لا يقدر أن يصف أو يعبر عن هذا الحال الملائكي؟ وتلك الدرجة السمائية التي لا يمكن للإنسان الطبيعي أن يقتنيها بفرح وبهجة قلب إلا بربنا يسوع(110)! لكنني في هذا المجال أود أن أوضح أهمية بتولية الكنيسة كلها أيا كان أعضاؤها، فالكل "عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2)، "كنيسة أبكار" (عب 12: 23) "باكورة من خلائقه" (يع 1: 18)، وهي التي لها أن تسكن في مسكن الرب، كقول المرتل: "يا رب من يسكن في مسكنك، أو يحل في جبل قدسك، إلا السالك بلا عيب... والمتكلم بالحق في قلبه، الذي لا يغش بلسانه" (مز 15).

نعود إلى الرؤيا لنسمع من الرسول أصواتًا كثيرة مفرحة ومنعشة. إنها الكنيسة التي رآها الرسول تصدر منها أصوات عذبة متناسقة كسيمفونية مبدعة للغاية إذ سمع:

1. صوتًا كصوت مياه كثيرة، وهي أصوات الأمم والألسنة، أيًا كان جنسهم، الذين قبلوا الإيمان بالفادي، وصار كل ما فيهم يسبح مبتهجًا به.

St-Takla.org Image: A young man looking unto the heavens, with Angels on the sky, and a Church behind - Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: شاب ينظر إلى السموات (رجل ينظر إلى السماوات)، مع ملائكة في السماء، وكنيسة خلفه - فن قبطي

St-Takla.org Image: A young man looking unto the heavens, with Angels on the sky, and a Church behind - Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: شاب ينظر إلى السموات (رجل ينظر إلى السماوات)، مع ملائكة في السماء، و كنيسة خلفه - فن قبطي

2. صوت العريس المبتهج بعروسه، الذي لا يكف عن مناجاتها بعد طول فترة اشتياق متبادل. لقد سمع الرسول صوته "كصوت رعد عظيم"، حتى إذا ما تطلعت الكنيسة في ضيقتها إلى هذا المنظر وخاصة في فترة ضد المسيح تدرك قوة عريسها وإمكانياته الفائقة.

3. صوت كصوت ضاربين بالقيثارة وهو صوت البتوليين. إنه نغم موسيقي ملائكي له عذوبة خاصة وحلاوة من أجل بتوليتهم في الرب.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. ظهور ثلاثة ملائكة

6 ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، 7 قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». 8 ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!» 9 ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، 10 فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. 11 وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلًا لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ». 12 هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ. 13 وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لِي: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ».

 

بعدما كشف للكنيسة عن المجد المعد لها خاصة للبتوليين لتشجيعهم على المثابرة، عاد ليظهر لهم أنه لا يتركهم وهم على الأرض، بل يهتم بهم، إذ يقول الرسول:

"فرأيت ملاكًا آخر طائرًا في وسط السماء،

معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب.

قائلًا بصوت عظيم:

خافوا الله وأعطوه مجدًا،

لأنه قد جاءت ساعة دينونته،

واسجدوا لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه" [6-7].

يقول الأسقف فيكتورينوس أن هذا الملاك هو إيليا النبي الذي يأتي لإعانة الكنيسة، فيكرز ويبشر بين الأمم والقبائل مشجعًا الكنيسة في كل أمة أن تصمد للنهاية. إنه يثبت في المؤمنين مخافة الرب ليعطوا مجدًا له، رافضين السجود للتنين وضد المسيح. ولما كان هذا العمل ضخمًا والوقت ضيق للغاية لهذا يقول الرائي:

"ثم يتبعه ملاك آخر قائلًا:

سقطت، سقطت بابل المدينة العظيمة،

لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها"[8].

هذا الملاك الآخر هو "أخنوخ" المرافق لإيليا، كأنه يقول مع النبي: "بابل كأس ذهب بيد الرب تسكر كل الأرض. من خمرها شربت الشعوب. من أجل ذلك جنت الشعوب. سقطت بابل بغتة وتحطمت" (إر 51:7-8).

وأن لنا في بابل صورة الكبرياء البشري الشيطاني على الله(111). وهنا بابل تعني روح ضد المسيح المتعجرف على الرب، فستنهزم قطعًا.

St-Takla.org Image: Saint and faithfuls, Adam and Eve, Saint Mary, Saint Stephen,Saint Abraam Bishop of Fayoum - "Salvation belongs to our God who sits on the throne, and to the Lamb!" (Revelation 7: 10) - "Then I saw another angel flying in the midst of heaven, having the everlasting gospel to preach to those who dwell on the earth—to every nation, tribe, tongue, and people— saying with a loud voice, Fear God and give glory to Him" (Revelation 14: 6-7) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: الأبرار والقديسين، آدم وحواء، السيدة العذراء مريم، الشهيد استفانوس، الأنبا ابرآم أسقف الفيوم - "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف" (الرؤيا 7: 10) - "ثم رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة أبدية، ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب، قائلا بصوت عظيم: خافوا الله وأعطوه مجدا" (الرؤيا 14: 6-7) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: Saint and faithfuls, Adam and Eve, Saint Mary, Saint Stephen,Saint Abraam Bishop of Fayoum - "Salvation belongs to our God who sits on the throne, and to the Lamb!" (Revelation 7: 10) - "Then I saw another angel flying in the midst of heaven, having the everlasting gospel to preach to those who dwell on the earth—to every nation, tribe, tongue, and people— saying with a loud voice, Fear God and give glory to Him" (Revelation 14: 6-7) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأبرار والقديسين، آدم وحواء، السيدة العذراء مريم، الشهيد استفانوس، الأنبا ابرآم أسقف الفيوم - "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف" (الرؤيا 7: 10) - "ثم رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة أبدية، ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب، قائلا بصوت عظيم: خافوا الله وأعطوه مجدا" (الرؤيا 14: 6-7) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

الملاك الأول يشجع المؤمنين ويثبتهم، والملاك الثاني يرهب الأشرار والمنحرفين.

هذا لا يعني أن يقف إيليا عند الحديث عن الرجاء والتثبيت دون أن يوبخ الأشرار، ولا أن يقف أخنوخ عند الحديث بالعنف والتوبيخ دون أن يمزج حديثه بالرجاء. لأنهما يعملان بروحٍ واحدٍ وفكرٍ واحدٍ وغايةٍ واحدةٍ. لكن الرؤيا تود أن تكشف جانبين من جوانب كلمة الله: الجانب المبهج المفرح للنفس التائبة، والجانب العنيف القاسي للنفوس المستهترة.

ويرافق هذان الملاكان ملاك ثالث: "ثم تبعهما ملاك ثالث، قائلًا بصوت عظيم: إن كان أحد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته أو على يده. فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه، ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف.ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين، ولا تكون راحة نهارًا وليلًا، للذين يسجدون للوحش ولصورته، ولكل من يقبل سمة اسمه" [9-11].

هذا الملاك الثالث هو الكتاب المقدس، خاصة النبوات الواردة فيه عن ضد المسيح، فستكون كارزة للحق، منذرة ومحذرة من السجود للوحش أو صورته أو قبول سمته بالنار الأبدية التي سنعود للحديث عنها(112).

وبالتأكيد لا يقف النبيان وحدهما في الشهادة للحق لكن الله يستخدم كثيرين يعلنون الحق ويظهرونه وينطقون بما جاء في الكتاب المقدس مهما يكن الثمن!

على أي حال نجد أن الملائكة الثلاثة يشيرون إلى ثلاثة جوانب لرسالة الكنيسة المتألمة في عهد ضد المسيح هي:

1. الملاك الأول يتحدث عن المجد المعد للساجدين للرب: "الحياة الأبدية".

2. الملاك الثاني يتحدث عن انهيار مملكة ضد المسيح: "زوال العالم".

3. الملاك الثالث يتحدث عن العذاب المُعد لضد المسيح وأتباعه: "النار الأبدية".

هذه الجوانب أو الرسائل الثلاث يعلنها النبيان ويوضحها الكتاب المقدس، وإذ رأى القديس يوحنا الحبيب الملائكة الثلاثة أدرك ما سيعانيه النبيان وتلاميذهما من ضيق، فطوَّبهم قائلًا: "هنا صبر القديسين. هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع"[12].

يا لسعادة هؤلاء الذين يعاصرون ضد المسيح، لأنهم يحتملون آلامًا أشد مما احتمله المؤمنون في أي عصر آخر، وبالتالي يكون صبرهم أعظم، ويحسب حفظهم للوصية أعمق وإيمانهم بالرب أثبت... فيتأهلون لأكاليل مجد عظيمة فائقة من يقدر أن يصفها؟

St-Takla.org Image: "And another angel followed, saying, “Babylon is fallen, is fallen, that great city, because she has made all nations drink of the wine of the wrath of her fornication.”.. Then I heard a voice from heaven saying to me, “Write: ‘Blessed are the dead who die in the Lord from now on.’” “Yes,” says the Spirit, “that they may rest from their labors, and their works follow them.”" (Revelation 14: 8, 13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وثم تبعه ملاك آخر قائلا: «سقطت! سقطت بابل المدينة العظيمة، لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها!».. سمعت صوتا من السماء قائلا لي: «اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن». «نعم» يقول الروح: «لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم»" (الرؤيا 14: 8، 13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "And another angel followed, saying, “Babylon is fallen, is fallen, that great city, because she has made all nations drink of the wine of the wrath of her fornication.”.. Then I heard a voice from heaven saying to me, “Write: ‘Blessed are the dead who die in the Lord from now on.’” “Yes,” says the Spirit, “that they may rest from their labors, and their works follow them.”" (Revelation 14: 8, 13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وثم تبعه ملاك آخر قائلا: «سقطت! سقطت بابل المدينة العظيمة، لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها!».. سمعت صوتا من السماء قائلا لي: «اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن». «نعم» يقول الروح: «لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم»" (الرؤيا 14: 8، 13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

لكننا لا نحسدهم، إذ يستطيع كل مؤمن في أي عصر وفي أي مكان وتحت أي ظرف من ظروف الحياة أن ينال التطويب، إذ يقول الرائي: "وسمعت صوتًا من السماء، قائلًا لي: أكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم"[13].

"طوبى" لفظ سرياني يعني "يا لسعادة أو يا لغبطة..." يا لغبطة المثابرين في احتمال الألم والصليب لا في عهد ضد المسيح فحسب، ولكن في أي وقت. لأن الألم وتعب الطريق والصليب هذه كلها سمات المؤمن الحقيقي حتى وإن كان متوحدًا لا يرى وجه إنسان.

لقد انتقل القديس أغسطينوس وهو يترنم بمزامير التوبة بقلب منسحق ودموعه تسيل من عينيه. طوباه! وانتقل القديس باخوميوس وهو لا يكف عن الاهتمام بشئون أولاده وتدبير حياتهم رغم اشتداد المرض عليه. طوباه! وفي كل يوم تنتقل شموع منيرة تذوب يومًا فيومًا محترقة بمحبة الله حتى تنتهي!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. الحصاد

14 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ. 15 وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأَرْضِ». 16 فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الأَرْضُ. 17 ثُمَّ خَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، مَعَهُ أَيْضًا مِنْجَلٌ حَادٌّ. 18 وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْمَذْبَحِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى النَّارِ، وَصَرَخَ صُرَاخًا عَظِيمًا إِلَى الَّذِي مَعَهُ الْمِنْجَلُ الْحَادُّ، قَائِلًا: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ الْحَادَّ وَاقْطِفْ عَنَاقِيدَ كَرْمِ الأَرْضِ، لأَنَّ عِنَبَهَا قَدْ نَضِجَ». 19 فَأَلْقَى الْمَلاَكُ مِنْجَلَهُ إِلَى الأَرْضِ وَقَطَفَ كَرْمَ الأَرْضِ، فَأَلْقَاهُ إِلَى مَعْصَرَةِ غَضَبِ اللهِ الْعَظِيمَةِ. 20 وَدِيسَتِ الْمَعْصَرَةُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ دَمٌ مِنَ الْمَعْصَرَةِ حَتَّى إِلَى لُجُمِ الْخَيْلِ، مَسَافَةَ أَلْفٍ وَسِتِّمِئَةِ غَلْوَةٍ.

 

بعدما أعلن للكنيسة عن مجدها السماوي، وكشف لها اهتمامه بإرسال الملائكة الثلاثة، عاد ليطمئنها أن وقت الحصاد قد اقترب، إذ يقول الرسول: "ثم نظرت، وإذا سحابة بيضاء، وعلى السحابة جالس شبه ابن إنسان، له على رأسه إكليل من ذهب، وفي يده منجل حاد"[14].

لا تخاف الكنيسة لأن عريسها آت في سحابة بيضاء، أي في مجد عظيم ناصع، بين ألوف ألوف وربوات ربوات الملائكة محيطين به كسحابة بيضاء(113).هوذا قادم بالثوب الأبيض حتى الرِجلين على سحابة بيضاء ليستقبل عروسه اللابسة الثوب الأبيض، إذ هي في عينيه طاهرة ونقية ومبهجة، لأنها تحمل انعكاسات جماله الفائق وفضائله السماوية. لم تعد بعد أرضية، ولا يشوبها دنس أو شيء نجس، بل هي عروس الحمل السماوية.

يأتيها "على السحابة جالسًا"، إنه لم يعد بعد "قائمًا" كما رآه الشهيد استفانوس بل استراحت نفسه من جهة كنيسته، لأن زمان جهادها قد انتهى، فجلس ليُجلسها بجواره، بل تشاركه مجده!

تراه "شبه ابن إنسان"؛ حقًا هو "ابن الإنسان"، لكنه شبه ابن إنسان، لأنه من أجل الكنيسة صار إنسانًا ليرافقها وترافقه، ليعلن حبه لها على الصليب وتقبل محبته فيها. لكن في المجد الإلهي تراه "شبه ابن إنسان" بسبب أمجاد اللاهوت وبهاء عظمته (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذه الأمور التي لم تعد كما في مرآة أو لغز، بل تراها الكنيسة وتتمتع بها في كمالها.

"له على رأسه إكليل من ذهب"،إذ هو ملك سماوي، ملك الملوك ورب الأرباب، يأتي ليملك بأولاده إلى الأبد ملكًا سماويًا!

"وفي يده منجل حاد"، إذ حان وقت الحصاد، يجمع بيديه العنب الجيد ويفرح ويُسر بالثمر. لا تنحرف نظراته عن ثمار كرمه أي الكنيسة، لكن المنجل الحاد هو من أجل الأغصان الجافة غير الثابتة التي تُجمع لتحرق في النار الأبدية مع العنب الرديء.

ترى الكنيسة الحقيقية المنجل الحاد، فلا ترتعب منه، لأنه في يد عريسها، أما الأشرار والمجدفون الذين عاشوا عبيدًا لإبليس والخطية فلا يحتملون رؤيته.

يا للعجب! الرب يأتي بنفسه، ويتقدم ليأخذ بيد عروسه حتى إلى سماء السماوات، حتى تستريح فيه، أما بالنسبة للأشرار فيقول:

"وخرج ملاك آخر من الهيكل،

يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة:

أرسل منجلك واحصد،

لأنه قد جاءت الساعة للحصاد،

إذ قد يبس حصيد الأرض.

فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض" [15-16].

St-Takla.org Image: "Then another angel came out of the temple which is in heaven, he also having a sharp sickle. And another angel came out from the altar, who had power over fire, and he cried with a loud cry to him who had the sharp sickle, saying, “Thrust in your sharp sickle and gather the clusters of the vine of the earth, for her grapes are fully ripe.” So the angel thrust his sickle into the earth and gathered the vine of the earth, and threw it into the great winepress of the wrath of God. And the winepress was trampled outside the city, and blood came out of the winepress, up to the horses’ bridles, for one thousand six hundred furlongs" (Revelation 14: 17-20) - Details (1) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وخرج ملاك آخر من المذبح له سلطان على النار، وصرخ صراخا عظيما إلى الذي معه المنجل الحاد، قائلا: «أرسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الأرض، لأن عنبها قد نضج». فألقى الملاك منجله إلى الأرض وقطف كرم الأرض، فألقاه إلى معصرة غضب الله العظيمة. وديست المعصرة خارج المدينة، فخرج دم من المعصرة حتى إلى لجم الخيل، مسافة ألف وستمئة غلوة" (الرؤيا 14: 17-20) - تفاصيل (1) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then another angel came out of the temple which is in heaven, he also having a sharp sickle. And another angel came out from the altar, who had power over fire, and he cried with a loud cry to him who had the sharp sickle, saying, “Thrust in your sharp sickle and gather the clusters of the vine of the earth, for her grapes are fully ripe.” So the angel thrust his sickle into the earth and gathered the vine of the earth, and threw it into the great winepress of the wrath of God. And the winepress was trampled outside the city, and blood came out of the winepress, up to the horses’ bridles, for one thousand six hundred furlongs" (Revelation 14: 17-20) - Details (1) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وخرج ملاك آخر من المذبح له سلطان على النار، وصرخ صراخا عظيما إلى الذي معه المنجل الحاد، قائلا: «أرسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الأرض، لأن عنبها قد نضج». فألقى الملاك منجله إلى الأرض وقطف كرم الأرض، فألقاه إلى معصرة غضب الله العظيمة. وديست المعصرة خارج المدينة، فخرج دم من المعصرة حتى إلى لجم الخيل، مسافة ألف وستمئة غلوة" (الرؤيا 14: 17-20) - تفاصيل (1) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

لقد خرج يسأل السيد مترجيًا "أرسل منجلك"، إذ هذه هي شهوة الملائكة وشوق الذين في الفردوس (رؤ 6: 10)، وغاية المجاهدين الذين يترجونه في كل صلاة، قائلين: "ليأت ملكوتك"، "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي".

"ثم خرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء،

 معه أيضًا منجل حاد.

وخرج ملاك آخر من المذبح له سلطان على النار،

وصرخ صراخًا عظيمًا إلى الذي معه المنجل الحاد، قائلًا:

أرسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الأرض،

لأن عنبها قد نضج.

فألقى الملاك منجله إلى الأرض،

وقطف كرم الأرض،

فألقاه إلى معصرة غضب الله العظيمة.

وديست المعصرة خارج المدينة،

فخرج دم حتى لُجم الخيل مسافة ألف وستمائة غلوة" [17-20].

خرج الملائكة الثلاثة مشتاقين ليروا يوم الدينونة المجيد. يروا الأبرار قد تمجدوا وتكللوا، والأشرار وقد انسكب عليهم شرهم، ارتدت إليهم ظلمتهم. وكما يقول الأسقف فيكتورينوس إن هذه الرؤى الخاصة بالثلاثة ملائكة تشير إلى يوم الدينونة حيث يهلك الأشرار عند مجيء الرب.

وإننا نجد الملاكين الأولين خارجين من الهيكل الذي في السماء، يعلنان شوق الملائكة وكل الطغمات السمائية ليوم الدينونة. أما الملاك الثالث فخرج من المذبح، أي من الفردوس، حيث تستريح نفوس المنتقلين تحت المذبح، وله سلطان على النار، أي على إبليس. فخرج ليُعلن أنه قد تم جهاد المؤمنين جميعًا، وجاء الوقت لحصاد عناقيد العنب التي تمايلت ترنحًا مضطهدة القديسين والمؤمنين سافكة دم الشهداء.

وكما يقول الأسقف فيكتورينوس: [إنهم يُلقون في معصرة غضب الله، ويُداسون خارج المدينة (السماء). وهذا هو جزاء الأشرار.]

سينتقم منهم بسفك الدم كما سبق أن أعلن النبي: "في الدم أخطأت والدم يتبعك" (راجع حز 5: 6).

هكذا سافكو الدم البريء يلقون في معصرة جهنم الأبدية خارج السماء، ويبقون هناك كأنهم مذبوحون، وبلغ الدم إلى رقابهم. لا يهدأون ولا يستريحون، يشتهون الموت والفناء ولا يجدانهما!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خاتمة

في السلسلة الثالثة التالية "سكب الجامات السبعة" يعلن الله تأديبه للبشر خلال التاريخ عامة وفي فترة ضد المسيح خاصة. هذا التأديب، صادر من إله محب تجاه قلوب بشرية قاسية. غايته توبة الإنسان، لهذا نجده متدرجًا في الشدة. ولا يُسكب دفعة واحدة.

وفي نفس الوقت يمهد لها بالإصحاح الخامس عشر كاشفًا عن رؤيتين للرسول حتى يطمئن المؤمنون تجاه محبة الله لهم.

St-Takla.org Image: An angel carrying the message: "Fear God and give glory to Him, for the hour of His judgment has come" (Revelation 14: 7) - St. Saviour's Dominican Church, D1, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 14, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: ملاك يحمل رسالة: "خافوا الله وأعطوه مجدا، لأنه قد جاءت ساعة دينونته" (الرؤيا 14: 7) - من صور كنيسة المخلص للدومينيكان، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 14 مايو 2017.

St-Takla.org Image: An angel carrying the message: "Fear God and give glory to Him, for the hour of His judgment has come" (Revelation 14: 7) - St. Saviour's Dominican Church, D1, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 14, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ملاك يحمل رسالة: "خافوا الله وأعطوه مجدا، لأنه قد جاءت ساعة دينونته" (الرؤيا 14: 7) - من صور كنيسة المخلص للدومينيكان، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 14 مايو 2017.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(109) راجع أقوال القديس إيرونيموس ضد جوفنيانوس 1: 4، ورسالة رقم 130، وأقوال القديس أغسطينوس عن البتولية إلخ.

(110) أترك الحديث عن البتولية وعظمتها ومفهومها للحديث عنها بمشيئة الرب في كتاب "حياة البتولية" تحت الطبع.

(111) سنعود للحديث عن بابل بتوسع في تفسير الأصحاح 19.

(112) منعًا لتكرار الشرح سنترك الحديث عن كأس غضب الله وما يتبعه من حديث عن جهنم في تفسير الأصحاح 19.

(113) راجع تفسير رؤ 7: 1.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-14.html

تقصير الرابط:
tak.la/7z2fmah