St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

الرؤيا 8 - تفسير سفر الرؤيا

الأبواق السبعة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | مراجع البحث

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. الأبواق الأربعة: إنذارات طبيعية للبشرية

 

ص 8.

2. البوق الخامس: التهيئة لضد المسيح

 

ص 9.

عمل الروح القدس:

 

 

 

3. البوق السادس: ظهور ضد المسيح

 

ص 9.

4. موقف الله منه

   
أولًا: ظهور السفر المختوم  

ص 10.

ثانيًا: إرسال النبيين

 

ص 11.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأبواق الأربعة

إنذارات طبيعية للبشرية

يتحدث هذا الأصحاح عن إنذارات الله للبشر بعدما تحدث عن شفاعة الحمل الكفارية من أجل البشرية وإرسال الروح القدس لتبكيتهم، ومن لا يتقبل محبة الله المعلنة على الصليب باللطف والرقة يجتذبه بالتجارب والتأديبات.

 

St-Takla.org Image: The Holy Angels - the Trumpeters - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: الملائكة القديسين، الملائكة المبوقين - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: The Holy Angels - the Trumpeters - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملائكة القديسين، الملائكة المبوقين - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

1. سكوت في السماء "الراحة الأبديّة"

   

1 - 2.

2. شفاعة الحمل الكفارية

   

3 - 5.

عمل الروح القدس      

3. الأبواق الأربعة

   

6 - 13.

اتجاهان في التفسير      

 البوق الأول: إلقاء برد ونار مخلوطين بدم

     

 البوق الثاني: إلقاء جبل عظيم متقد

     

 البوق الثالث: سقوط كوكب عظيم

     

 البوق الرابع: ظلمة ثلث الكواكب المنيرة

     
إنذار آخر      

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. سكوت في السماء "الراحة الأبدية"

1 وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّابِعَ حَدَثَ سُكُوتٌ فِي السَّمَاءِ نَحْوَ نِصْفِ سَاعَةٍ. 2 وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ، وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاق.

 

"ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة" [1].

يرى الأسقف فيكتورينوس أن فترة السكوت هذه [تشير إلى بداية الراحة الأبديّة... لكنه عاد فأخل بالصمت إذ لا يهتم بترتيب الحوادث زمنيًا.]

ففي الختم السادس أعلن الله حوادث الدينونة وما سيكون عليه الأشرار من انزعاج، طالبين من الجبال والصخور أن تسقط عليهم وتخفيهم من وجه الجالس على العرش، دون أن يتحدث عن موقف أولاد الله الذي أعلن في الختم السابع لكن "حدث سكوت في السماء" بفعل الدهشة التي انتابت الخليقة السمائية من المجد الذي ناله الإنسان!

هكذا يتركنا سفر الرؤيا نحو "نصف ساعة"، إلى زمن قليل ندهش معجبين مما أعده لنا إلى الأبد، لكنه عاد فنزل بنا لنتتبع السلسلة الثانية.

"ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله

وقد أعطوا سبعة أبواق"[2].

والسبعة الملائكة هم السبعة رؤساء الملائكة الذين قال رافائيل إنه أحدهم.

يرى ابن العسال أن الأبواق هنا تشير إلى أوامر صادرة من قبل الله، والتبويق يشير إلى تنفيذها. وتستخدم الأبواق في الآتي:

1. إعطاء الشريعة (خر 19: 16، 19)، وإنذارات الله المعلنة هي وصية من الله وإنذار للتوبة والرجوع لكي يحيوا ويرتبطوا بالرب ولا يهلكوا.

2. الدعوة للحرب (قض 3: 27)، وتبويق الملائكة هو إعلان عن حالة حرب روحية قائمة بين الله وإبليس!

St-Takla.org Image: "When He opened the seventh seal, there was silence in heaven for about half an hour. And I saw the seven angels who stand before God, and to them were given seven trumpets. Then another angel, having a golden censer, came and stood at the altar. He was given much incense, that he should offer it with the prayers of all the saints upon the golden altar which was before the throne. And the smoke of the incense, with the prayers of the saints, ascended before God from the angel’s hand. Then the angel took the censer, filled it with fire from the altar, and threw it to the earth. And there were noises, thunderings, lightnings, and an earthquake. So the seven angels who had the seven trumpets prepared themselves to sound" (Revelation 8: 1-6) - Details (21) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة. ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله، وقد أعطوا سبعة أبواق. وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله. ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة. ثم إن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا" (الرؤيا 8: 1-6) - تفاصيل (21) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "When He opened the seventh seal, there was silence in heaven for about half an hour. And I saw the seven angels who stand before God, and to them were given seven trumpets. Then another angel, having a golden censer, came and stood at the altar. He was given much incense, that he should offer it with the prayers of all the saints upon the golden altar which was before the throne. And the smoke of the incense, with the prayers of the saints, ascended before God from the angel’s hand. Then the angel took the censer, filled it with fire from the altar, and threw it to the earth. And there were noises, thunderings, lightnings, and an earthquake. So the seven angels who had the seven trumpets prepared themselves to sound" (Revelation 8: 1-6) - Details (21) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة. ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله، وقد أعطوا سبعة أبواق. وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله. ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة. ثم إن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا" (الرؤيا 8: 1-6) - تفاصيل (21) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

3. في الاحتفال بالأعياد واليوبيل (لا 23: 24، 25: 9)، وتنتهي الأبواق بمجيء السيد المسيح (1 تس 4: 16)، وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي إنه هو عيدنا الأبدي الذي لا ينقطع.

4. في المناداة بالملوك (2 مل 9: 13)، وتنتهي الأبواق بمجيء "ملك الملوك" تصحبه الملائكة بأصوات أبواق سمائيّة تهتف بملكوت سماوي أبدي!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. شفاعة الحمل الكفاريّة

3 وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ. 4 فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ. 5 ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلأَهَا مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ.

 

"وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح،

ومعه مبخرة من ذهب، وأعطي بخورًا كثيرًا،

لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم

على مذبح الذهب الذي أمام العرش.

فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين

من يد الملاك أمام الله"[3-4].

هذا الملاك الآخر غير السبعة يشير إلى الآتي:

1. الكنيسة التي لا تكف عن تقديم البخور سواء من أعضائها المنتصرين في الفردوس أو المجاهدين على الأرض، الكل يود رجوع الخطاة إليه.

2. يرى ابن العسال أنه ملاك حقيقي من طغمة الكاروبيم، إذ هم يهتمون بالذبائح التي نقدمها لله (قض 6: 21، تك 22: 11).

وفي نهاية القداس يطلب الكاهن من ملاك الذبيحة الصاعد إلى العلو بهذه التسبحة (القداس الإلهي) أن يذكرنا أمام الله(91)...

والرأي الأرجح أنه هو "الرب يسوع" الذي رمز له في سفر الرؤيا بالملاك كما في (رؤ 10: 1؛ 18: 1) ودُعي ملاك العهد في ملا 3: 1-2. إنه الشفيع الكفاري الذي هو "حي في كل حين يشفع في كثيرين". إنه أسقف نفوسنا ورئيس الكهنة الأعظم، يقف عند المذبح الذي هو صليبه حيث قدم ذاته ذبيحة عنا، ومعه مبخرة من ذهب، أي مبخرة روحية هي شفاعته الكفارية التي "تعطي بخورًا كثيرًا"، مدافعًا ومحاميًا عن أولاده. وفي محبته يتقبل "صلوات القديسين" المنتقلين والمجاهدين ليقدمها فيه للآب كذبيحة طاهرة مرضية ومقبولة كوعده "إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو 15: 7).

St-Takla.org Image: "Then the angel took the censer, filled it with fire from the altar, and threw it to the earth. And there were noises, thunderings, lightnings, and an earthquake. So the seven angels who had the seven trumpets prepared themselves to sound. The first angel sounded: And hail and fire followed, mingled with blood, and they were thrown to the earth. And a third of the trees were burned up, and all green grass was burned up.. Then the fourth angel sounded: And a third of the sun was struck, a third of the moon, and a third of the stars, so that a third of them were darkened. A third of the day did not shine, and likewise the night. And I looked, and I heard an angel flying through the midst of heaven, saying with a loud voice, “Woe, woe, woe to the inhabitants of the earth, because of the remaining blasts of the trumpet of the three angels who are about to sound!”" (Revelation 8: 5-7, 12-13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة. ثم إن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا. فبوق الملاك الأول، فحدث برد ونار مخلوطان بدم، وألقيا إلى الأرض، فاحترق ثلث الأشجار، واحترق كل عشب أخضر.. ثم بوق الملاك الرابع، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثهن، والنهار لا يضيء ثلثه، والليل كذلك. ثم نظرت وسمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم: «ويل! ويل! ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوقوا!»" (الرؤيا 8: 5-7، 12-13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then the angel took the censer, filled it with fire from the altar, and threw it to the earth. And there were noises, thunderings, lightnings, and an earthquake. So the seven angels who had the seven trumpets prepared themselves to sound. The first angel sounded: And hail and fire followed, mingled with blood, and they were thrown to the earth. And a third of the trees were burned up, and all green grass was burned up.. Then the fourth angel sounded: And a third of the sun was struck, a third of the moon, and a third of the stars, so that a third of them were darkened. A third of the day did not shine, and likewise the night. And I looked, and I heard an angel flying through the midst of heaven, saying with a loud voice, “Woe, woe, woe to the inhabitants of the earth, because of the remaining blasts of the trumpet of the three angels who are about to sound!”" (Revelation 8: 5-7, 12-13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة. ثم إن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا. فبوق الملاك الأول، فحدث برد ونار مخلوطان بدم، وألقيا إلى الأرض، فاحترق ثلث الأشجار، واحترق كل عشب أخضر.. ثم بوق الملاك الرابع، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثهن، والنهار لا يضيء ثلثه، والليل كذلك. ثم نظرت وسمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم: «ويل! ويل! ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوقوا!»" (الرؤيا 8: 5-7، 12-13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

"ثم أخذ الملاك المبخرة، وملأها من نار المذبح

وألقاها إلى الأرض،

فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة"[5].

إن كان المذبح هو الصليب، فإن نار المذبح هي الروح القدس الذي يبكت ويتوب ويهب شركة مع الثالوث باستحقاق دم المسيح المبذول عنا على الصليب.

لقد أرسل الابن الروح القدس، إذ يقول "متى جاء الْمُعَزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق" (يو 15: 26) "إن ذهبت أرسله إليكم (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على برّ فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضًا. وأمّا على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 7-11).

 

وهذا هو عمل الروح القدس:

1. حدثت أصوات: إذ انطلقت ألسنة الرسل والمبشرين بالروح القدس تكرز بلا خوف.

2. ورعود: ويرعد الكارزون بالروح القدس كأسود يزأرون بسلطان إلهي. وكما يقول الكتاب المقدس عن فيلكس الوالي وهو يحاكم بولس الأسير "وبينما كان يتكلم عن البرّ والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ارتعب فيلكس" (أع 24: 25)، ولم يستطع أن يحتمل كلماته قائلًا له "أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك".

3. وبروق: إذ لا يزال روح الرب يشرق بأعمال مجيدة وعجيبة أمام الناس، مزينًا كنيسته بمواهب إلهية لكي خلالها تبرق بنور عريسها على كل أحد.

4. وزلزلة: وهذه هي غاية الروح القدس أن يبكت القلب فيتزلزل ويتحطم كبرياؤه خالعًا عن نفسه كبرياءه ويتقبل الرب يسوع عريسًا له، وبقبوله الرب يقبل البشرية كلها كإخوة له.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. الأبواق الأربعة

6 ثُمَّ إِنَّ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الأَبْوَاقُ تَهَيَّأُوا لِكَيْ يُبَوِّقُوا. 7 فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ، فَحَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا إِلَى الأَرْضِ، فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الأَشْجَارِ، وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ. 8 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّانِي، فَكَأَنَّ جَبَلًا عَظِيمًا مُتَّقِدًا بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا. 9 وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلاَئِقِ الَّتِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ. 10 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ، فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ، وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيع الْمِيَاهِ. 11 وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الأَفْسَنْتِينُ». فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً. 12 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الرَّابِعُ، فَضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذلِكَ. 13 ثُمَّ نَظَرْتُ وَسَمِعْتُ مَلاَكًا طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «وَيْلٌ! وَيْلٌ! وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ أَبْوَاقِ الثَّلاَثَةِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا!»

 

"ثم أن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا"[6].

تنقلنا هذه الرؤية إلى مشهد قديم حين كان الكهنة السبعة يحملون أبواق الهتاف السبعة أمام التابوت، ويدورون حول مدينة أريحا، ويضربون بالأبواق فينهدم السور (يش 6).

هكذا بعدما كشف لنا الرب عن اهتمام الحمل بالعالم كله، وإرساله الروح القدس للتبكيت عاد لينقلنا إلى عمل الله خلال التاريخ كله، إذ وهب للآباء والأنبياء والتلاميذ والرسل أن يحملوا كملائكة الله أبواق الإنذار المستمر للإنسان حتى يتفطن أنه بكلمة الله (التبويق) تنهدم قوىَ إبليس ويتحطم ويسكن الإنسان مع الله في السمَاويّات.

St-Takla.org Image: The Angel's trumpets صورة في موقع الأنبا تكلا: أبواق الملائكة

St-Takla.org Image: The Angel's trumpets

صورة في موقع الأنبا تكلا: أبواق الملائكة

وإننا نجد الله في إنذاره يستخدم كل ما أمكن من اللطف والحنو لكن بحزمٍ لأجل خلاص الإنسان، لهذا لا يتسرع في الإنذار، بل يترك الملائكة يتهيأون للتبويق، معطيًا فرصة للذين يقبلون الرب المحب بلطفه، ومن لا يقبل يسمع الإنذارات التي تشتد حتى يلين القلب أمام الله.

 

اتجاهان في التفسير:

يوجد اتجاهان في تفسير الأبواق، وهما اتجاهان غير متضاربين بل متلازمان معًا:

1. يرى القديس إيريناؤس أن الإنذارات التالية تحل بالعالم بصورة حرفية قبل مجيء ضد المسيح وأثناء وجوده وذلك بقصد إرهاب المؤمنين لكي لا يقبلوه ولتأديب الذين قبلوه لكي يتوبوا.

2. الاتجاه الثاني، هو أن الأبواق الأربعة تشير إلى إنذارات الله للإنسان في أي عصر من العصور، خاصة في فترة ما قبل وأثناء ضد المسيح في لغة استعاريّة تصوريّة فمثلًا:

أ. البوق الأول "فبوق الملاك الأول فحدث برد ونار مخلوطان بدم، وأُلقيا إلى الأرض، فاحترق ثلث الأشجار، واحترق كل عشب أخضر" [7].

يشير البرد إلى قوة التأديب(إش 28: 2، 17)، كما تعلن النار عن شدة غضب الله. هكذا يستخدم الله الضدان معًا إشارة إلى شدة الإنذار كالقول: "فارتجت الأرض وارتعشت أسس الجبال، ارتعدت وارتجت لأنه غضب... برد وجمر نار".

يشير احتراق ثلث الأشجار وكل عشب أخضر إلى أنه بهذا التأديب يذل الله بعض المتعجرفين المتكبرين (تث 32: 22؛ ملا 4: 1؛ إش 2: 12-13) ويسحق زهو الحياة الزمنيّة. وبهذا، إذ يرى البعض كيف سقط جبابرة وكيف ضاق العالم بالمشاكل والمتاعب والآلام، يعودون إلى الله بقلب تائب منكسر.

 

St-Takla.org Image: "Then the second angel sounded: And something like a great mountain burning with fire was thrown into the sea, and a third of the sea became blood. And a third of the living creatures in the sea died, and a third of the ships were destroyed" (Revelation 8: 8-9) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجال يلقون شباكهم للصيد في البحر ولكن مات ثلث الكائنات والأسماك في البحر: "ثم بوق الملاك الثاني، فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي إلى البحر، فصار ثلث البحر دما. ومات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة" (الرؤيا 8: 8-9) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then the second angel sounded: And something like a great mountain burning with fire was thrown into the sea, and a third of the sea became blood. And a third of the living creatures in the sea died, and a third of the ships were destroyed" (Revelation 8: 8-9) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجال يلقون شباكهم للصيد في البحر ولكن مات ثلث الكائنات والأسماك في البحر: "ثم بوق الملاك الثاني، فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي إلى البحر، فصار ثلث البحر دما. ومات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة" (الرؤيا 8: 8-9) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

ب. البوق الثاني: "ثم بوق الملاك الثاني، فكان جبلًا عظيمًا متقدًا بالنار، ألقى إلى البحر، فصار ثلث البحر دمًا. ومات ثلث الخلائق التي في البحر، التي لها حياة، وأهلك ثلث السفن" [8-9].

كما يذكِّرنا البوق الأول بالضربة الواردة في خر 9: 23، 25، هكذا يذكِّرنا البوق الثاني بما ورد في حز 7: 20-21. ولعله يشير بهذا إلى أن الله يسمح بالتأديب للنفوس المضطربة كالبحر التي لم تستقر في حضن الله ملك السلام بأن يسمح لهم بجبل عظيم متقد بالنار يلقى في وسطهم، ليصير ثلثهم مقتولين ومذبوحين. هذا الجبل المتقد يختلف من عصر إلى عصر، ومن إنسان إلى آخر. كأن يسمح الله بإقامة إنسان في مركز قيادي ديني أو أدبي أو زمني، يتسم هذا الإنسان بالعنف والشدة بلا رحمة لأجل تأديب شعب عنيف متمرد، وقد سجل لنا التاريخ أمثلة بلا حصر من هذا القبيل.

وقد يحدث ذلك بصور مبسطة متكررة ويوميّة كأن يسمح الله لإنسان متعجرف أن يقيم عليه رئيسًا في عمله أو صديقًا أو أخًا أو ابنًا عاقًا يتسم بالعنف. وبسبب هذا الرئيس في العمل أو الصديق أو الأخ أو الابن العاق يفقد الإنسان الأول الكثير من الأمور الزمنيّة أو الكرامات، فيتحطم كبرياؤه، وتنسحق نفسه أمام الله.

والجميل في حب الله أنه لا يسمح إلاّ بإهلاك الثلث لكي يترك للأكثريّة فرصًا للتوبة. أو يسمح في الحالات الفرديّة بأن يفقد الإنسان أمورًا زمنيّة لكي يربح أمورًا سماويّة. لا يكف الله عن أن يستخدم كل وسيلة ووسيلة لا لإذلال الناس بل رغبة في توبتهم ورجوعهم إليه.

 

ج . البوق الثالث: "ثم بوق الملاك الثالث، فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح، ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه. واسم الكوكب يدعى الأفسنتين، فصارت ثلث المياه أفسنتينًا، ومات كثيرون من الناس من المياه، لأنها صارت مُرّة" [10-11].

إذ يسقط هذا الكوكب العظيم المتقد كالمصباح من السماء، فإن في هذا إشارة إلى صنف ثالث من التأديب المُرّ، كأن يسمح الله بانحراف شخصيات ذات مركز ديني وروحي عظيم فيسقطوا من سماء العبادة الروحيّة السماويّة ببدع أو هرطقات على مياه الأنهار الحية فيسمموها ويمرروها وخلالها تموت نفوس كثيرة.

وقد سجل لنا التاريخ كواكب عظام سقطوا ومرّروا حياة أولاد الله، وأفسدوا التعاليم الروحية، وأهلكوا كثيرين، نذكر منهم أريوس ونسطور ومقدونيوس وبيلاجيوس وكثيرين غيرهم.

هذا النوع من الإنذار مؤلم للغاية، لكن الله يسمح به لكي يبحث المؤمنون في الكتاب المقدس ويفلحوا فيه ويشبعوا منه للرد على الهراطقة، وفي نفس الوقت خلال مرارة الهراطقة لا تتوقف الكنيسة عن رسالتها الكرازية، إذ بدونهم قد تستكين للراحة، وتدخل محبة العالم إلى أولادها، ويغطون في نوم عميق(92).

 

St-Takla.org Image: "Woe, woe, woe to the inhabitants of the earth, because of the remaining blasts of the trumpet of the three angels who are about to sound!" (Revelation 8: 13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ويل! ويل! ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوقوا!" (الرؤيا 8: 13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Woe, woe, woe to the inhabitants of the earth, because of the remaining blasts of the trumpet of the three angels who are about to sound!" (Revelation 8: 13) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ويل! ويل! ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوقوا!" (الرؤيا 8: 13) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

د. البوق الرابع: ثم بوّق الملاك الرابع، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثهن، والنهار لا يضيء ثلثه" والليل كذلك" [12].

تحمل معنى شكل الضيق في أشد صوره للإنذار، لأننا كما نعلم أن الظلمة تشل حركة الإنسان، خاصة إن تزايد وقتها، وتفقده حيويته، وتحرِمه من نمو النباتات، وهكذا يستخدم الله وسائل مختلفة حتى يشتهي الإنسان الموت ولا يجده، وذلك ليس بقصد تعذيب البشر، لكن لأجل رجوعهم إلى الحق، وبحثهم عن النور الحقيقي. ونحن نعلم اليوم عن تساقط بعض النجوم وعن حدوث انفجارات شمسية، هذا يتزايد بشدة في فترة ما قبل ضد المسيح للإنذار.

 

إنذار آخر:

"ثم نظرت وسمعت ملاكًا (نسرًا) طائرًا في وسط السماء، قائلًا بصوت عظيم: ويل، ويل، للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبقوا"[13].

يرى الأسقف فيكتورينوس أن النسر الطائر [يرمز للروح القدس الذي يحمل الشهادة في النبيين بأن غضبًا وعذابات شديدة قد صارت على الأبواب، لهذا فإن أراد إنسان - حتى وإن كان في أواخر الدهور - أن يتوب فسيخلص.]

نخلص من هذا أن الأبواق الأربعة السابقة هي إنذارات الله بكل الطرق للبشر قبل فترة ضد المسيح، وهذه مهما بدت صعبة وقاسية فهي هيّنة وخفيفة أمام الويلات التي ستحل في فترة ضد المسيح الذي يأتي ليملك وينصِّب نفسه إلهًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(91)  راجع نبذة "شفاعة القديسين" للكنيسة.

(92) راجع أقوال القديس أغسطينوس عن فائدة الهراطقة، في عظته رقم 1 من "عظات على فصول منتخبة من العهد الجديد".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-08.html

تقصير الرابط:
tak.la/g5nxwqv