محتويات:
(إظهار/إخفاء)
* تأملات في كتاب
طوبيا:
إهداء
إلى الأب... إلى المعلم...
إلى الأسقف... بل إلى المطران
إلى مثلث الرحمات نيافة الأنبا أغاثون رئيس
دير الأنبا بولا العامر.
فلقد بذلت الكثير، وبجهد وفير، تحرث وتغرس
وتسقى جيلًا بأكمله... وملتحف بنعمته... ومتسربلًا بقوته... وأخيرًا هنئت
بملكوته.
اذكرني
في صلاتك
ابنك
الراهب القس يؤانس الأنبا بولا
أعجز أن أنظر إلى قمة عمود من أعمدة الكنيسة
الحية.
واعجز عن أن أنطق بالشكر لأب يبذل كل الجهد
ولا يستبقى لنفسه القليل.
ولكن بعجزي أحاول أن أقدم كل مشاعري إلى
نيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا الذي راجع هذا
الكتاب بالرغم من أتعابه ومشغولياته الكثيرة، بل وقدم هذا الكتاب بخطاب هو
درسًا في الاتضاع.
حاللني واذكرني
ابنك
الراهب القس يؤانس الأنبا بولا
كنت قد اطلعت على هذا الموضوع ولم أتمكن من
كتابة المقدمة، على أي حال أرى أن تشمل المقدمة ما يلي:
1- يَعْتَبِر البعض
جميع الأسفار القانونية الثانية كتابات تقوية أكثر منها موحى بها. والرد
على ذلك في التعليق على صفحة 19 وفصّلَ قانونية السفر وهو جيد جدًا.
2- يظن البعض أن السفر يحوى قصة خيالية عن
سارة التي كان شيطان يقتل من تتزوجه، بينما لا نجد في هذه القصة أي غرابة وهناك
كثيرات خطبن مرات وفشلت خطبتهن فلا عجب إن كان
الشيطان هنا يقتل الزوج مرات عديدة. وإن كان الفريسيون قد سألوا رب المجد
لمن تكون زوجة في القيامة من تزوجت أخوة سبعة، فلا عجب أن يكون السبعة هنا غير
أخوة.
3- يقول البعض إنّ سَكَن شيطان مع سارة
وقتله أزواجها أمر غريب. ومن
معجزات السيد المسيح شفاء
لاجئون أي legion
فرقة يسكنون شخصًا واحدًا، وأغلب الظن أن سارة كانت تقية وحسنة الخلق فكان
الشبان يتمنون الاقتران بها. ولكن الله كان قد حفظها لشخص تقي يناسبها. وكان
الشيطان يقتل العريس بسماح من الله.
4- إن
الشيطان هرب عند رفع بخور معين فليس في هذا غرابة لأن البخور أنواع حسبما
يصل إليه الإنسان. والمُرْ دائمًا من أنواع البخور الممتازة.
5- عن صعود
الشيطان في البخور: نجد في سفر القضاة أن ملاك الرب صعد في دخان الذبيحة
التي قدمها جدعون ونحن في نهاية كل قداس نقول "يا ملاك هذه الذبيحة الصاعد إلى
العُلي..." فالبخور الذي يحبه الملائكة، تهْربُ منه الشياطين...
(أرجو إعادة صياغة هذه المقدمة).
أثناسيوس
مطران بني سويف والبهنسا
هذا هو الكتاب الثاني في سلسلة دراسات في
الكتاب المقدس. ونشكر الله، على استجابة بعض آباء الكنيسة ومعلميها للنداء الذي
وُجِه للاهتمام بهذه الأسفار. ولقد كان لسفر طوبيا نصيب الأسد من هذه الأسفار.
ومع ذلك لأن كلمة الله غير محدودة وكل إنسان منا ينظر إليها من زاوية مختلفة
وبالتالي يرى أشياء أخرى مختلفة عن الآخرين مما شجعني على نشر هذه الدراسة.
فسفر طوبيا هو سفر كل أسرة من مهدها إلى
لحدها بأفراحها وأتراحها. فهو يرينا كيف نهتم بتربية أولادنا. وكيف نختار شريك
الحياة، وما هي الأهداف من الارتباط بسر الزيجة، ولِمَا يسمح الله لنا ببعض
التجارب القاسية وهل الله يتخلّ عنا حقًا في هذه الظروف!
أم يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين
يحبونه.
ولقد نهجْتُ نفس الخط الذي
للكتاب السابق(1)
في هذه الدراسة من حيث:
الاهتمام بقانونيته، ولغتهِ ومدى ارتباطه
بالكتاب المقدس. علاوة على إبراز نبواته مع الرد على أهم الاعتراضات. ولان هذا
السفر مِن أهم الأسفار التي كانت تعتمد عليها الكنيسة الأولى من الناحية
التعليمية للموعوظين. لذلك حاولت أن اقترب من هذه النقطة على هيئة بعض التأملات
لإضفاء روح الاستفادة من الحياة العملية من هذه الدراسة.
وقد استخدم نص ترجمة الآباء اليسوعيين
التقليدية المأخوذة عن الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) مع وضع شواهد كتابية
لآيات السفر بسبب انتشار هذا النص بصورة موسعة بين أبناء الكنيسة، مع مقارنته
بالنص العربي المترجم عن القبطي الذي عن اليوناني المستخدم في قراءات كنيستنا
مع الرجوع إلى جميع الترجمات العربية التي عن الأصول اليونانية واللاتينية، مع
بعض الترجمات الانجليزية إن كانت عن اليونانية - وخاصة السبعينية - أو
اللاتينية - وخاصة الفولجاتا.
واشكر كل من له تعب معي في هذا العمل وخاصة
مكتب أوبشنز والأستاذ جورج ميخائيل عبد الملك والأستاذ ناجى نجيب زكى.
راجيًا من الله أن يستخدم هذا العمل لمجد
اسمه بشفاعات السيدة العذراء مريم ومار يوحنا الحبيب والقديس يوحنا المعمدان
والأنبا بولا. وبصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث أدامه الله
زخرًا للكنيسة.
طوبيا أو طوبيت بن طوبيل بن حنانئيل من سبط
نفتالي، هو الشخصية الرئيسية في سفره والتي تدور حوله أحداث السفر، وقد تزوج من
قبيلته وأنجب ابنًا سمى طوبيا. فهو احد رجال الله الأتقياء وهو يعطينا فكرة عن
أن الإنسان يستطيع أن يعيش في وسط شرير ولا يتأثر به ولكن يؤثر فيه بنعمة
المسيح. حيث أنه عاش في فترة من أحلك الفترات التي مرت على
إسرائيل فلقد سُبِىَ
إلى
أشور في سنة 722 قبل الميلاد ومن المعروف أن سبط نفتالي كان ضمن المملكة
الشمالية والتي كانت عاصمتها السامرة تم سبيها بالكامل في الفترة ما بين سنة
733 قبل الميلاد إلى سنة 722 قبل الميلاد. حيث قام
تغلث فلاسر في أيام فتح بن رمليا
واستولى على عيون آيل وبيت معكة وبانوح وقادش وحاصور وجلعات والجليل (2 مل 15:
29). بينما في حكم هوشع بن أيلة صعد عليه
شلمنأسر ملك أشور وأخضعه وأجبره على
دفع الجزية. ولكن هوشع حاول أن يتمرد عليه وصنع حلفًا مع مصر. لكن
شلمنأسر
قبض عليه وأودعه السجن وحاصر السامرة ثلاث سنوات وأستطاع أن يستولى عليها وسبى
بقية
مملكة إسرائيل وأسكنهم في حلح وخابور ونهر جوزان ومدن مادي (2 مل 17: 3- 6).
فالسِفْر أساسًا يطلق عليه اسم الأب طوبيث -وبسبب الترجمة اللاتينية التي جعلت اسم الأب مشابه بالابن أي كلاهما طوبيا
فأشتهر باسم طوبيا. ولقد كان عنوانه الأصلي باليونانية (كتاب أقوال طوبيث) وقد
عُدِلَ في المخطوط الفاتيكاني إلى (كتاب أقوال طوبيث) أما المخطوط الإسكندري
(سفر طوبيث).
فمع طوبيا وأسرته هلم نتجول سويًا في داخل
سفره.
لم يصلنا سفر طوبيا إلا مترجمًا في ثلاث صيّغ(2):
1- صيغة طويلة: نسميها النص الطويل، وهي
محفوظة في مخطوط يوناني من القرن الرابع، وهو المخطوط السينائي. وقد نقلتْها
نقلًا أمينًا الترجمة اللاتينية القديمة التي سبقت ترجمة
القديس جيروم.
2- صيغة قصيرة: ونسميها النص القصير، وهي
ممثلة بمعظم المخطوطات اليونانية، وخاصة المخطوط الإسكندري والفاتيكاني. وهما
أقدم بكثير جدًا من المخطوط السينائي. وهذا النص هو المستعمل في قراءات الكنائس
اليونانية. وربما يكون هو المستعمل أيضًا في كنيستنا القبطية.
3- الصيغة الثالثة: وهي التي عرفها تقليد
الكنيسة اللاتينية منذ القرن الخامس. وهي التي قام بترجمتها
القديس جيروم من النص
الآرامي إلى اللغة اللاتينية. وما زال هذا النص هو المستعمل في الكنيسة
الكاثوليكية حتى الآن.
ولقد أنحصر تمامًا الآن فكر أن سفر طوبيا
كُتِبَ باليونانية. وأصبح كل الدارسين يؤكدون تمامًا -ما قاله من قبل
العلامة أوريجانوس والقديس
جيروم- بأن النص اليوناني
الدارج مترجم عن العبري أو الآرامي(3).
والسفر يحوى أدلة تشير إلى حتمية الأصل
السامي -أي اللغة العبرية أو الآرامية- مثل بعض التراكيب النحوية. إذ لا يحتاج
تفسيرها فقط إلى وجود يهودي كتبها، وإنما إلى كاتب فَكَر وكَتب باللغة العبرية
أو الآرامية(4).
ومن التعبيرات التي تدل على الأصل السامي(5)
(أي اللغة العبرية أو الآرامية).
1- أنا حفظت روحي (نفسي) من أكل... (طو 1:
12).
2- أنا واحد (الابن الوحيد) لأبي... (طو 3:
1).
3- لا... واحد (في اليوناني يستخدم لا
أحد)... (طو 3: 8).
4- من وجه الأرض... (طو 3: 6)
5- أبناء الأبرار... (المقصود بها الاختصاص
بالبر أي أصبح ملكًا لهم (طو 7: 9).
6- لنقف... أمام... (المقصود بها الخدمة)...
(طو 12: 15).
7- جيد.. (من الأفضل) قليل من البر أفضل من
كثير من الإثم (والمقصود به الاعتدال في السلوك مثلما في طلب المال).. (طو 12:
8).
أما فلماذا لم يستطع أن يحدد العلماء بعد
لغة السفر الأصلية أهي العبرية أم الآرامية؟! فمن المعروف أن اللغة الآرامية في
زمن أحداث السفر هي اللغة الأكثر شيوعًا في عالم اللغات السامية ولهذا نجد أن
ألياقيم وشبنه ويوأخ يفهمونها ولهذا طلبوا من
ربشاقى أحد رؤساء جيوش سنحاريب
أن يكلمهم بالآرامية وليس بالعبرية لكي لا يفهمهم عامة الشعب عندما أرسلهم
حزقيا الملك لكي يتفاوضوا معهم (أش 36: 11) -وخاصة في التجارة والسياسة. ولقد
وجد كثير من الوثائق والعقود على أغلفتها من الخارج الكتابة باللغة الآرامية
أما الوثائق نفسها مكتوبة بالأشورية بالخط المسماري مما يؤكد هذه الحقيقة. ومن
المعروف أيضًا أنها اللغة الرسمية للإمبراطورية الأشورية، والإمبراطورية
الفارسية.
ففي السنوات الأخيرة من القرن الماضي تم
اكتشاف مخطوطات عديدة في سنجيرلى بالقرب من حلب منها نقوش بنامو ونقوش باركاب
وترجع إلى عصر
تغلث فلاسر ملك أشور سنة (743-
723 ق.م) (2 مل 15: 29). وعندما اكتشفت هذه النقوش ثار حولها الجدل أيضًا مثل
سفر طوبيا الآن هل هي تنتمي إلى العبرية أم الآرامية حيث التشابه بين اللغة
العبرية واللغة الآرامية في هذه الحقبة من الزمن تشابه شديد ووثيق حيث لم تكن
اللغة العبرية والآرامية قد تميزت كلغتين منفصلتين وهناك وجوه أخرى من وجوه
التشابه فالكلمات تكاد تكون متماثلة كما تتشابه الضمائر أيضًا(6).
ونجد أيضًا سفر يونان النبي يحتوى على بعض
التعبيرات الآرامية -ولا يمكن قبول السفر بأي حال أنه سفر رمزي. لأن السيد
المسيح له المجد تكلم عن حقيقة توبة أهل نينوى -وبالتالي لا بُد من قبول تاريخ
يونان كتاريخ حقيقي. وهو من أيام يربعام الثاني. وبذلك يكون سفر يونان من
مدونات نفس الفترة. وبالتالي يتأكد لنا تمامًا من حقيقة تدوين سفر طوبيا أثناء
خراب نينوى. وقبل السبي البابلي
لأورشليم.
سفر طوبيا دُوِنَ بعد خراب نينوى بقليل.
وحيث أن نينوى خربت سنة 612 قبل الميلاد. أي أن السفر كُتب في أوائل القرن
السادس قبل الميلاد، ومما يؤكد ذلك أنه لا يشير إلى فترة عزرا ونحميا
والمكابيين ولا إلى فترة السبي البابلي
لأورشليم. وإن قال البعض(7) أن الثلاثة
أصحاحات الأولى من السفر كُتبت في سنة 689 قبل الميلاد والبعض الآخر يفترضون
سنة 350 قبل الميلاد. فإن الكنيسة تضع في الحسبان تاريخ إعادة صياغة النصوص
بسبب تحديث اللغة وخاصة أنه لم يصلنا سفر طوبيا في لُغته الأصلية ولكنه مترجمًا
عنها.
لقد أُدْرِجَ سفر طوبيا ضمن الترجمة
السبعينية التي تمت في أيام بطليموس الثاني فيلادلفيوس سنه 285
- 247 قبل
الميلاد. أي أن السفر كان موجودًا ومعروفًا قبل هذا العصر، وكان ترتيبه بين
أستير وأيوب.
وقد أدرج أيضًا ضمن سيماخوس وتادوسيون التي
تمت سنه 130 م.
وأيضًا ضمن ترجمة الفولجاتا اللاتينية التي
قام بها
القديس جيروم سنة (331 - 420 م.). وكان ترتيبه في هذه الترجمة بعد سفر نحميا
وقبل سفر يهوديت وأستير. وهو نفس الترتيب الموجود به في الترجمة السريانية
البسيطة.
وضمن المخطوطات السينائية، والفاتيكانية،
والإسكندرانية المرموز لها بالرموز (Rs.Rv.Rc).
ولقد كان السفر منتشرًا بصورة واضحة جدًا
بين الأوساط اليهودية حتى وقت قريب فلقد وجد ضمن مخطوطات قمران جزء منه
بالعبرية. وأربعة أجزاء منه بالآرامية. ونجده مثلًا(8):
ضمن مدراش رابا الرباوي. ومدارش بريشيت رابا
الكبير ومدراش بريشيت رابا. وضمن نص مونستر العبري ونص فاجيوس العبري.
وكل آباء الكنيسة اعتبروه سفرًا قانونيًا
فقد ورد ضمن الكتب القانونية في قوانين الرسل قانون رسطا 80(9).
وقد ذكر أيضًا من ضمن الكتب القانونية في
مجمع قرطاجنة سنة 419 م في القانون رقم 24(10) - وهذا المجمع يعتبر مصدر التشريع
الكنسي لكنائس أفريقيا لأنه أعتمد قوانين 16 مجمعًا سابقًا له من الفترة (34
-
419 م)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير
الكتاب المقدس الأخرى.
ومن ضمن هذه المجامع مجمع هيبو المنعقد في سنة 393 م. ومجمع قرطاﭽنة
المنعقد في 397 م. وهما من المجامع التي اعترفت بقانونية السفر -وقد استمرت
جلساته- أي مجمع قرطاﭽنة المنعقد في سنة419 م - لمدة ست سنوات متتالية، وقد
حضره القديس أغسطينوس (354 - 430 م) وهذا المجمع كان في حبرية البابا كيرلس
الكبير الملقب بعمود الدين بابا الإسكندرية.
ويذكر أيضًا ضمن الكتب القانونية التي
للقديس أثناسيوس
الرسولي (326 - 373م). كما ورد في البذاليون في التعليق على
قانون الرسل رقم 85 عند الروم(11).
وقد أقتبس منه وأستشهد به آباء الكنيسة
الأولون مثل:
أكلمندس الروماني - تنيح في 90 م تقريبًا
عاصر القديس يوحنا الحبيب والرسول الإنجيلي - في رسالته الثانية إلى كورنثوس
(قارن طو 12: 8 مع رسالته هذه 16: 4)(12).
(وقارن أيضًا طوبيا 7: 8 مع رسالته الثانية
لكورنثوس 16: 16)(13).
وأيضًا القديس ﭙوليكاربوس تلميذ يوحنا
الرسول وأسقف سميرنا - أستشهد سنة 155 م - في رسالته إلى فيلبى(14) (قارن 10: 2
مع طوبيا 12: 9 وكذلك 4: 10).
والعلامة
أوريجانوس في كتاب
الصلاة(15) في الفصول (11، 14، 32) مثلًا من: (طوبيا 3:1،2، 24،25 و12: 8
و12:
12. وتستخدم هذه الآية كثيرًا 12: 15).
وإكليمندس الإسكندري في كتابه المربى (الفصل
الثاني 23 والفصل 6: 13)(16).
وديوناسيوس الإسكندري في رسالته العاشرة(17).
والبابا
أثناسيوس في رده على الأريوسيين الفصل الحادي عشر(18).
والقديس ديديموس الضرير في كتابه الثالوث
(فصل 3: 1)(19).
وأيضًا كل من ديوناسيوس الروماني وباسيليوس
الكبير وجيروم
وأغسطينوس والبابا ليون الكبير - المشهور في كنيستنا
بلاون والذي حدث بسببه
انشقاق الكنيسة في مجمع خلقدونية - والبابا كليستوس بابا روما في كتابتهم
المختلفة.
ويصفه القديس كبريانوس في مقال له عن الرحمة
بأنه: "كتاب طوبيا الموحى به من الله"(20).
ويقول عنه
القديس أثناسيوس
الرسولي(21) مع
بقية الاسفار القانونية - والتي يقال عنها تجاوزًا القانونية الثانية(22) -
(طوبيا، يهوديت، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ، تتمة دانيال وأستير،
مكابيين الأول والثاني): "قد عينها الآباء كي يقرأها الذين ينضمون إلينا
حديثًا، والراغبون في أن يتدربوا في حسن العبادة لأنها نافعة للتعليم".
ولقد أقتُبِس هذا التعبير عن معلمنا بولس
الرسول الذي أخذه من بساطة الترجمة السبعينية "كل الكتاب هو موحى به من الله،
ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر (2 تى 2: 6)".
ويقول عنه
مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية:
"أ تاريخ هو؟ أنه لتاريخ مقدس - بأسلوب شعري؟
إنه حقًا لمؤلف جميل ونافع ومتكامل أبدعه شاعر ملهم"(23).
بسبب اعتراض
زونجلي وكالفن(24) من قادة
الحركة البروتستانتية على قانونية بعض من الأسفار بينها سفر طوبيا(25) دعت
الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع تردنت عام 1546م(26) فأكدت قانونية هذا السفر
مع بقية المجموعة حتى مكابيين الثاني.
وكنيسة الروم الأرثوذكسية اليونانية أكدته
أيضًا في المجمعين المنعقد أحدهما في القسطنطينية وكمل في ياش سنه 1645م.
والثاني في
أورشليم سنه 1672م(27).
وأيضًا في مجمع سنه 1675م(28)
والكنيسة الروسية الأرثوذكسية تطبعه ضمن
طبعة العهد القديم باللغة السلافية(29).
ولقد كان ضمن طبعات الكتاب المقدس. حتى بدأت
جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع أسفار (يهوديت، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ،
باروخ، المكابيين الأول والثاني، وتتمة سفريّ دانيال وأستير) في ملحق خاص به في
أول طبعة باللغة الألمانية للكتاب المقدس. وقد سارت على هذا المبدأ، جمعية
الكتاب المقدس البريطانية حتى سنة 1728م، حينما حذفته نهائيا. ولكن بعض جمعيات
الكتاب المقدس تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية. بسبب إحساسها بالعمل
المسكوني، فبدأت في طبعه كملحق بين العهدين تحت شعار: (طبعة مسكونية للمرة
الأولى منذ عهد الإصلاح وهذه الطبعة الكاملة للكتاب للمقدس نالت موافقة الكنائس
البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية)(30) (مجلة مرقس نوفمبر 1991 م.).
وأخيرًا أصدرت دار الكتاب المقدس في الشرق
الأوسط ترجمة حديثة ضمت هذه الأسفار منفصلة بين العهدين، ولكن توجد بعض
التحفظات من كنيستنا تجاه هذه الترجمة (الطبعة الأولى سنه 1992م)(32).
أما كنيستنا القبطية فقد كانت بعيدة عن هذا
الصراع، فلقد سارت على النهج الرسولي تجاه هذا السفر. وأعطته مكانته ضمن
الأسفار القانونية. وتقرأه بكامله في يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم
الكبير(31). والذي ينتهي بقراءة فصل المولود أعمى، حيث تلفت نظرنا إلى قوة السيد
المسيح النور الحقيقي الذي يهبنا استنارة روحية وجسدية من خلال تعليمنا
وإعطائنا درسًا عمليًا وهو شفاء كل من طوبيا والمولود أعمى.
ولقد قامت بطباعته ضمن قطمارس الصوم الكبير
Ⲕⲁⲧⲁⲙⲉⲣⲟⲥ
-على أساس أنه يُقْرَأ به- أول مرة في تاريخ الطباعة المصرية بالمطبعة
القبطية الأهلية 1589للشهداء 1873م ولأنها لم تطبع حتى الآن الكتاب المقدس ككل،
تقوم بطبع مجموعة هذه الأسفار (طوبيا، يهوديت تتمة أستير، حكمة سليمان، حكمة
يشوع بن سيراخ، باروخ تتمة دانيال، المكابيين الأول والثاني) في كتيبات خاصة
لمنفعة أولادها. ولتعويضهم عن حرمانهم نتيجة ما تنتهجه جمعية الكتاب المقدس
ببيروت، لحذفها هذه الأسفار. فلقد ترجم عن القبطية التي عن اليونانية ثم قامت
بطبعه مطبعة عين شمس الأثرية سنة 1911م، بأمر قداسة البابا كيرلس الخامس بابا
الإسكندرية. وقامت بطبع نفس الترجمة كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك
بالإسكندرية طبعة أولى سنة 1955م وطبعة ثانية 1975م. وهذه الترجمة هي المستخدمة
في القراءات الطقسية بقطمارس الصوم الكبير.
ولقد قام الأستاذ مرقس جرجس بطبعها على
نفقته الخاصة عن ترجمة الفولجاتا العربية التي قام بها الآباء اليسوعيون. وكذلك
كنيسة مارجرجس باسبورتنج طبعته بالتصوير عن الطبعة السابقة. وقامت مطرانية بني
سويف والبهنسا بطبعه وهو مطابق لهذه الترجمة أيضًا. ولقد طبعته بالتصوير عن
الترجمة العربية للفولجاتا كل من كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة، ومكتبة
المحبة بالقاهرة، وأصدرت كنيسة العذراء مريم بالعمرانية بعض أجزاء منه على هيئة
نبذات. وهذه الترجمة هي الأكثر انتشارًا حاليًا.
1- مقدمة (1: 1 ،2)
2- طوبيا وعمل الرحمة ونتائجها (1: 3 - 2: 10)
أ- طوبيا في الجليل (1: 3- 10)
ب- طوبيا وعمل الرحمة في أشور (1: 11- 2: 10)
نجاح طوبيا أيام شلمنأسر (1: 11- 17)
اضطهاد طوبيا ودوره (1: 18- 22)
عمى طوبيا (2: 1- 10)
3- أوجه الشبه بين طوبيا وسارة (2: 11- 3: 25)
أ- طوبيا يطلب الموت (2: 11- 3: 6)
انتقادات طوبيا وتعير زوجته له (2: 11- 24)
صلاة طوبيا (3: 1- 6)
ب- سارة تطلب الموت (3: 7- 15)
تعير الجارية لسيدتها (3: 7- 9)
صلاة سارة (3: 10- 23)
جـ- قبول صلاتهما (3: 24، 25)
4- شفاء طوبيا وسارة (4: 1- 11: 21)
أ- إعداد طوبيا لموته (4: 1- 5: 3)
طوبيا يتذكر صكه لغابليوس (4: 1، 2)
وصايا طوبيا الأولى (4: 3- 20)
تعليمات طوبيا لاسترداد الدين (4: 21- 5: 4) ب- طوبيا يستأجر رفيق للرحلة (5: 5- 28)
الابن يجد روفائيل (5: 5- 9)
محادثة بين طوبيا وروفائيل (5: 10- 20)
الاتفاق على الرحيل (5: 21،22)
حزن حنة وتشجيع طوبيا (5: 23- 28)
جـ- طوبيا الابن وروفائيل في الطريق إلى مادي (6: 1- 22)
طوبيا يمسك السمكة (6: 1- 9)
روفائيل يعرض على طوبيا عروس (6: 10- 22)
د- الترحال إلى مادي وشفاء ساره (7: 1- 9: 12)
استضافة رعوئيل لطوبيا (7: 1- 9)
زواج طوبيا وسارة (7: 10- 14)
ليلة الزفاف شفاء وفرح (7: 15- 28)
الاحتفال بالزفاف وصلاتيهما (8: 1- 24)
استرداد الدين (9: 1- 12)
هـ- عودة طوبيا الابن (10: 1- 11: 21)
انتظار عودة الابن (10: 1- 7)
حمويه يقدمان له تقدمة (10: 8- 13)
وصول الابن وروفائيل إلى نينوى (11: 1- 10)
لم الشمل (11: 11- 17)
العروس تقابل حمويها (11: 18- 21)
5- ما بعد الشفاء (12: 1- 13: 18)
أ- روفائيل يكشف عن نفسه (12: 1- 22)
طوبيا يتمنى دفع أجرة روفائيل (12: 1- 5)
تعليمات روفائيل لطوبيا وولده (12: 6- 10)
روفائيل يكشف عن نفسه ويصعد (12: 11- 21)
صلاة طوبيا وولده (12: 22)
ب- تسبحة طوبيا (13: 1 -14- 1)
مقدمة (13: 1، 2)
رسالة إلى إسرائيل في السبي (13: 3- 10)
رسالة إلى أورشليم (13: 11- 23)
6- نهاية القصة (14: 1- 17)
أ- موت طوبيا ووصاياه الثانية (14: 1- 13)
رقاد الموت (14: 1- 4)
وصايا طوبيا ونبؤته (14: 5- 9)
تعليمات طوبيا الأدبية (14: 10- 13)
ب- الرحيل إلى مادي (14: 14- 17)
_____
(2)
الترجمة العربية الحديثة للآباء اليسوعيين سنة 1991 ميلادية R.
H. Charles
(3)
Rubert
(4)
R.
(5)
Ruber
(6)
دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة أرام - اراميون.
(7)
R.H.
(8)
R.H.Charles.
(9)
مجموعة الشرع الكنسي.
(10)
مجموعة الشرع الكنسي.
(11)
مجموعة الشرع الكنسي.
(12)
Rubert H.Pfeiffer.
(13)
R. H. Charles.
(14)
نشر ضمن كتاب الآباء الرسوليين لمنشورات النور.
(15)
قام بتعريبه القس موسى وهبة. ونشرته كنيسة مار مرقس بشبرا.
(16)
سفر طوبيا للقمص بيشوي عبد المسيح
وكيل مطرانية دمياط.
(17)
سفر طوبيا للقمص بيشوي عبد المسيح
وكيل مطرانية دمياط.
(18)
قام بتعريبه القمص مرقس داود ونشرته مكتبة المحبة.
(19)
تفسير سفر طوبيا راهب من دير البراموس.
(20)
مجموعة الشرع الكنسي.
(21)
سفر طوبيا للقمص بيشوي عبد المسيح
وكيل مطرانية دمياط.
(22)
المفروض أنها سميت بالقانونية
الثانية لأنها عرفت أثناء وبعد السبي البابلي. ولأن أجزاء منها لم تكن شائعة في
اللغة العبرانية - إلى أن تم اكتشاف ما كان ناقصًا. (أنظر التعليق رقم 2 وباقي
التعليقات).
(24)
المدخل إلى العهد القديم للقس صموئيل يوسف أستاذ العهد القديم بكلية اللاهوت
الإنجيلية.
(25)
نلاحظ الفرق بين ما قاله
مارتن
لوثر
وما بين تلميذيه
زونجلي وكالفن. فالبروتستانت كل واحد منهم حر فيما يعتقد وفيما
يعلم. ومن هنا جاءت الانشقاقات في كنائسهم، وعن كنائسهم.
(26)
كنيسة أمجاد.
(27)
مشكاة الطلاب.
(28)
مجلة مرقس نوفمبر سنه 1991ميلادية.
(29)
ونلاحظ أن معظم اقتباسات معلمنا بولس الرسول من هذه الترجمة.
(30)
مجلة مرقس نوفمبر سنه 1991
(31)
راجع قطمارس الصوم الكبير.
(32) ومع ذلك لم تدرج أي جزء من نصوص هذه
الأسفار في نبذة القراءات اليومية التي تصدرها أو كتاب الغذاء الروحي للأسف
الشديد.
← تفاسير أصحاحات
طوبيا:
مقدمة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10 |
11 |
12 |
13 |
14
تفسير سفر طوبيا:
مقدمة سفر طوبيا |
طوبيت 1 |
طوبيت 2
|
طوبيت 3
|
طوبيت 4
|
طوبيت 5
|
طوبيت 6
|
طوبيت 7
|
طوبيت 8
|
طوبيت 9
|
طوبيت 10
|
طوبيت 11
|
طوبيت 12
|
طوبيت 13
|
طوبيت 14
|
النبوات + رد على
اعتراضات
نص سفر طوبيا:
طوبيا 1 |
طوبيا 2
|
طوبيا 3
|
طوبيا 4
|
طوبيا 5
|
طوبيا 6
|
طوبيا 7
|
طوبيا 8
|
طوبيا 9
|
طوبيا 10
|
طوبيا 11
|
طوبيا 12
|
طوبيا 13
|
طوبيا 14
|
طوبيت
كامل
شكر
تقديم
مقدمة الكتاب
مدخل السفر
اللغة وزمن الكتابة
قانونية السفر
تقسيم سفر طوبيا
الحواشي والمراجع
إهداء
شكر
تقديم لنيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس عن سفر طوبيا
مقدمة الكتاب
مدخل السفر
اللغة وزمن الكتابة
قانونية السفر
تقسيم سفر طوبيا:-
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7ad9ty3