ميلاده
دراسته
هروبه من الدير
ألريخ زونكلي في باسل
راعي جلاريس
الراعي اللاهي
ألريخ زوينجلي الراعي المقاتل
واعظ دير البندكيتيين
قسًا للكرسي البابوي
واعِظ زيورخ
شمشون وصكوك الغفران
دعوة المجمع المقدس
زونكلي ضد الكنيسة
لجنة التحطيم والحرق
احتجاج لوثر
السخرية بالبابا
الصراع بين اللوثريين والزونكليين
إلغاء القداس
محاولة الإغراء
زونكلي والسلطة المدنية
الصراع مع البابويين
زونكلي يقود شعبه للهلاك
قتل زونكلي
الحواشي والمراجع
ولد الريخ زونكلي Huldrych Zwingli في شهر سبتمبر سنة 1484م أي قبل ولادة مارتن لوثر بسبعة أسابيع، وكان مسقط رأسه قرية فلدهاوس على بحيرة زيورخ بسويسرا، من أب يُدعى زونكلي وأم تُدعى مرجريتا ميلي، أما ترتيبه بين أخوته الثمانية وأخته حنة فكان الثالث... أما الأب زونكلي فكان ذو مكانة رفيعة، فهو شيخ الضيعة التي يقطنها، وكان يعمل بالرعي مع أولاده الذين يحبون عزف الموسيقى وقت فراغهم.
أخذ زونكلي ابنه الريخ إلى عمه الرئيس في بلدة ويسن فنال قسطًا من التعليم على يد معلم المدرسة... وفي سن العاشرة الحقة والده بمدرسة مارثيودوروس في باسل حيث تعلم المناقشات والمحاورات... وفي سن الثالثة عشر التحق بالمدرسة الأولى للعلوم العالية في برن.
كان هناك خلافًا بين الرهبان الفرنسيسكان الذين يؤمنون بأن العذراء مريم حُبِلَ بها بلا دنس وبين الرهبان الدومنيكان الذين ينكرون هذا... كان الدومنيكان يحاولون كسب كل نابغ إلى صفهم... فعندما لاحظوا نبوغ الريخ أخذوه للإقامة في ديرهم، حتى إذا وصل إلى سن الرهبنة يصير راهبًا بالدير، ولكن عندما علم والده بهذا أرسل يحذره فهرب من الدير ورجع إلى بلدته.
وفي سن الثمانية عشر عام 1502م ترك الريخ بلدته فلدهاوس ثانية وذهب إلى باسل حيث بدأ يستكمل تعليمه، وفي نفس الوقت قام بالتدريس في مدرسة مارمرتينوس ونال لقب "معلم علوم"... وفي باسل نادى بأن التبرير بالإيمان، وان علم اللاهوت مجرد تشويش لا لزوم له، فقال:
"انه عما قريب سوف يأتي الوقت الذي فيه يلقي الناس علم اللاهوت جانبًا"(52).
وفي سن الثانية والعشرين عام 1506م اختار شعب جلاريس المعلم الريخ ليكون راعيًا له، فرُسِم قِسًا وصلى أول قداس في بلدته فلدهاوس في عيد الملاك ميخائيل.
يقول العلاَّمة ميرل دوبينياه عن راعي جلاريس:
"فاجتهد زونكلى في القيام بأمور إبروشيته العظيمة، وإذ لم يكن قد تجاوز العشرين كان كثيرًا ما يُطلِق لنفسه العنان في الملاهي وخلاعة أهل العصر"(53).
لم يفصل زونكلي بين الدين والسياسة، تمامًا كما فعل جون كلفن من بعده... فعندما هدد ملك فرنسا البابا، خرجت الجيوش السويسرية ومعهم الراعي زونكلي يحمل سيفه دفاعًا عن بابا روما، وبعد أن حققوا نصرًا مؤقتًا على الفرنسيين انقلبت الدفة عليهم... فهلك كثير من شباب سويسرا... ونترك العلاّمة ميرل ليبكت الراعي المقاتل على تصرفه الشائن:
" ولما رأى زونكلي انه لم يقدر على منع تلك المصائب بالوعظ، عرَّض نفسه للخطر نفعًا لروما وضرب بالسيف... ويا له من خطأ فظيع أن يحارب جندي المسيح بغير أسلحة الروح القدس "(54).
كان هذا الدير قائمًا على إحدى جبال سويسرا، وكان يُعتبر مزارًا عالميًا، حيث
يفد إليه الكثيرون حاملين عطاياهم ونذورهم، وكان رئيس الدير يملك أكبر مجموعة خيول في سويسرا... ويُذكر عنه أنه عندما ألَحَّ عليه الزوار لإقامة القداس قال:
" إذا كان يسوع المسيح حاضرًا بالحقيقة في الخبز والخمر فأنا لست مستحقًا أن أتداوله بيدي، وإذا لم يكن حاضرًا فأكون أكبر كذاب ومنافق لأني أقدم للناس خبزًا وهم يظنونه جسد المسيح"(55).
وفي هذا الدير أخذ الواعظ القس الريخ يدعو الزوار للتبرير بالإيمان ولا داعي للنذور والعطايا وشفاعة القديسين، فقال:
"فلا نفع لكم من السياجات الطويلة والتماثيل وشفاعة العذراء والقديسين، ولا من كثرة الكلام في الصلاة... فذهب كثيرون إلى المسيح ورجعوا بالشموع التي أتوا بها ليوقدوها أمام صور العذراء"(56).
أراد البابا ليون العاشر أن يكسب الريخ ولا يفقده كما فقد مارتن لوثر، فدعاه وجعله قسًا خاصًا للكرسي البابوي في عام 1518م، وأخذ الريخ يصرف راتبًا شهريًا عن وظيفته هذه.
وفي نفس الوقت دعى كهنة زيورخ القس زونكلي ليأتي إلى زيورخ ويصبح واعظًا بها... فوافق... وعندما بدأ الوعظ في زيورخ لم يلتزم بالقطمارس (القراءات المرتبة حسب المناسبات والأعياد) وبدأ في دراسة إنجيل متى.
أقبل إلى سويسرا الراهب الفرنسيسكاني شمشون على رأس موكب عظيم بالطبل
والزمر لبيع صكوك الغفران، وعندما كان يحل بمكان كان يقول:
" إني اغفر جميع الخطايا... السماء وجهنم خاضعتان لسلطاني، فأبيع استحقاق المسيح لكل من ابتغاه بالدراهم نقدًا "(57).
وقد اقبل أحد القادة الفرنسيسكان واسمه يعقوب، يمتطي جوادًا أزرق جميل أعجب به شمشون فطلب منه يعقوب صكوك غفران له ولخمسمائة جندي تابعين له ولجميع أسلافه مقابل الحصان فوافق شمشون، ولكن الهجوم الشديد الذي شنَّه زونكلي على صكوك الغفران أثَّر على تجارة شمشون... فوصل سعر صك الغفران للأغنياء أربع شلنات على ورق من جلد، وسعره للفقراء عدة مليمات على ورق عادي... وعندما اقترب شمشون من أبواب زيورخ، خرج إليه وفد من المدينة يطلب منه الانصراف... وانصرف على مضض وعاد إلى روما... فماذا كان رد فعل روما..؟
ثار المجمع المقدس على زونكلي الذي يعصي أوامر للبابا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى، وأرسلوا إليه يستدعونه للمحاكمة، فرفض زونكلي وثار على الأوضاع ورفض تقاضي راتبه، قائلًا: "كنت اعتقد أنني أستطيع أن أتمتع بسخاء البابا وأنادى بمعتقداتي بضمير صالح... ولكني حينما تقدمت في معرفة ابن الله، رأيت أنني يجب أن أرفض البابا وعطاياه "(58).
بدأ الريخ يرفض الكنيسة وطقوسها وصلواتها وأصوامها، فألغى الأصوام وطلب من الإكليروس الكاثوليك رفض البتولية ودعاهم للزواج، وشجع الشعب على حرق الصور وتحطيم التماثيل... وعندما كتب أحد القسوس الزونكليين رسالة بعنوان "حكم الله ضد الصور والتماثيل " ثارت المدينة زيورخ، وأسرعوا إلى صليب مقام خارج المدينة وانهالوا عليه بالمعاول، وانقسمت المدينة بين مؤيد ورافض، حتى عندما أُلقي القبض على الذين فعلوا هذا ووقفوا أمام المحكمة، انقسمت هيئة المحكمة على نفسها، وبررت الذين قاموا بتلك الأعمال الهمجية... هذا جعل زونكلي يتمادى أكثر فأكثر... فماذا فعل..؟
طلب زونكلي من مجلس مدينة زيورخ تكوين لجنة لحرق الأيقونات وتحطيم التماثيل، فكوِّنَتْ لجنة من ثلاثة رعاه واثني عشر مستشار ومهندس المدينة ونجارين وغيرهم ونفذوا خطة زونكلي، وعندما امتلأت قلوب البابويين مرارة، خاطبهم زونكلي قائلًا: "يا أيتها النفوس الضعيفة انك أسَلْتِ دموعًا على هذه الأصنام المُحزنة... فانظري، إنه لو كان لها من قوة لما قدرتم أن تكسروها"(59)...
والعجيب أن زونكلي هذا محطم التماثيل أقام له شعب لوسون تمثالًا فلم يعترض، ولكن البابويين قاموا بإزالته وتحطيمه.
احتج لوثر على تصرف الزونكليين لأنه كان يريد أن يصلح الكنيسة من داخل الكنيسة... أما زونكلي فكان يهتم بالتغيير حتى إذا لجأ إلى التحطيم... أيضًا كان رأي لوثر عدم المساس بالصور والتماثيل لأنها لا تنافي أحكام الكتاب المقدس، ويعلق على هذا العلامة ميرل قائلًا:
"فإن لوثيروس لم يرد كسر الصور والتماثيل في كنيسة فيتمبرج لاعتقاده أنها إذا لم تُعبَد لا تنافي أقوال الكتاب" (60).
وكان نتيجة استخفاف زونكلي بالبابا، تجرأ الشعب على انتقاد البابا والسخرية به... ففي برن قدم الشباب رواية باسم "أُكَّال (آكلين) الموتى" يظهر فيها البابا جالسًا على عرشه مرفهًا في الثياب الناعمة يحيط به الكرادلة والأساقفة والأعوان... وتمر جنازة فلاح غني يطلب أقربائه إعفائه من نيران المطهر مقابل دفع مائة ليرة... فيندفع أحد الأعوان واسمه "روبرت هات وهات" ويأخذ المائة ليرة، ويُظهر الباقون فرحتهم بالميت الغني ويتمنون أمواتًا أغنياء أكثر وأكثر... أما الكردينال المسمى "الكبرياء العظيمة " وهو يرتدي برنيطة حمراء، فيقول:
" إن رومية تسمن بالدم المسيحي ولذلك كان لون ردائي ولون برنيطتي لون الدم... وأنا لم اربح ثروتي وكرامتي إلا من الأموات"..
ويقول الأسقف بطن الذئب:
"إني في شرائع البابا أعيش وأموت... فيها ثيابي حرير وكيسى؟ مملوء والملاهي والصيد بهجتي... نحن رعاة وذئاب معًا وهم (الرعية) غنم مسكينة... إننا منعنا لذّة الزواج... وما على الخوري الكثير المال إلا الاختيار من ذوات الجمال (المحظيات) فيحصل عليها بأربع فلورينات... للبابا كل الإكرام، إني أسجد له أؤمن بإيمانه وأحامي عن كنيسته وأعترف أنه الهي"...
يقول البابا: "الآن صار الناس يصدقون أن خوريًا طماعًا يفتح ويغلق أبواب السماء كما يشاء. نادوا يا حُكام مجمعي نحن ملوك والعامة عبيد لئام".
يقول العلامة ميرل: "أبطل (زونكلي) القول بحضور المسيح في العشاء الرباني فخالف بهذا رأي لوثر فإنه قال بوجود المسيح بجسده في ذلك العشاء وجودًا سريًا بلا استحالة "(61)
اشتد الخلاف بين الفريقين فعقد اجتماع في ماربورج سنة 1529م حضره مندوب من كل فريق بالإضافة إلى بعض المؤيدين وتم طرح خمسة عشر بندًا للمناقشة، اتفق الطرفان على أربعة عشر بندًا واختلفا على البند الخامس عشر الخاص بالعشاء الرباني... فقد كان لوثر يؤمن بحلول جسد المسيح في الخبز ودم المسيح في الخمر أما زونكلى فكان يرى العشاء الرباني مجرد تذكار لموت المسيح مما أثار لوثر جدًا.
"قال (لوثر) إنه أحب إليه أن يتناول الدم فقط مع البابا من أن يتناول الخمر فقط من زونكلي. كان مبدأ لوثر العظيم أن لا يترك شيئًا من تعليم الكنيسة وعاداتها ما لم يوجب ذلك نص الكتب المقدسة ولما قال كرلستارت أين أمَرَنا المسيح أن نرفع القربان ونعلنه للشعب..؟ قال لوثر وأين نهى المسيح عن ذلك.؟ "(62).
كان زونكلي يخشى الانفصال عن لوثر حتى أنه قال:
"لو قال عني لوثر أنني الشيطان بعينه فإني لا انفك أسميه خادم الله الأمين "(63).. لكن رغم هذا فقد حدث الانشقاق بين الاثنين...
"كان عقل زونكلي مخالف لعقل لوثر... وبهذا انفصل كل من لوثر وزونكلي انفصالًا بعيدًا... ومع هذا كره زونكلي الانفصال عن لوثر وارتعد من مجرد التفكير في أن ذلك الجدال ربما أدى إلى تفريق الجماعة الجديدة... ولما أعلن لوثر رسالته المضادة لاعتقاد زونكلي، اضطر زونكلي أن ينشر رسالته عن الديانة الصادقة والديانة الكاذبة... وعند هذا التظت الحرب الجدلية، وثار بوميرانوس صديق لوثر، وطعن زونكلي وأفرط في الاستخفاف به "(64).
وفي إبريل سنة 1525م وبناء على طلب زونكلي وصديقين له أصدر مجلس مدينة زيورخ قرارًا خطيرًا، ينص على:
" وليكن القداس لاغيًا في كل مكان بصفة قاطعة ويترك جانبًا كشيء أثري لا يتكرر"(65)...
وأخذ أولاد الزونكليين يتغنون قائلين:
تركنا بعون القدير إلهًا |
يُدَقُّ ويُسحَق في هاون |
ورغم ما فعله زونكلي فان البابا ادريانوس السابع أراد أن يكسبه بالإغراء، فأرسل إليه زنك رئيس الحراس ومعه القاصد انسيموس بمنشور دعى فيه زونكلي بابنه، وعرض البابا على زونكلي أي شيء يريده ما عدا كرسي البابوية... ولكن زونكلي أصرَّ على عناده.
خلط زونكلي بين السلطة المدنية والدينية حتى نصَّب نفسه الراعي والرئيس والقائد العسكري، ويصف ميرل هذا قائلًا:
"فعزم (زونكلي) أن يكون في وقت واحد رجل الحكومة ورجل الكنيسة... فإن السجلات تدل على انه اشترك في آخر سنيه في أهم المحاورات السياسية... ألف مقالة في المدافعة (الدفاع) والحق انه عاش طويلًا بين الجنود، وأوضح الفوائد التي تصدر من مفاجأة العدو، ووصف الأسلحة بيَّن طريقة استعمالها، فكان في وقت واحد راعي زيورخ ورأس الحكومة وقائد العسكر"(66)..
"ولكن زونكلي تناول بندقيته ووضعها على كتفه وخرج مع العسكر"(67)
أما الأوضاع في زيورخ فكانت:
"خدمة القداس محرمة وجميع مظاهر العبادة البابوية لا محل لها، أما انتقادات التغيرات الحديثة فجريمة، والعادات التي كانت سارية في الأعياد فممنوعة منعًا باتًا... والمواظبة على حضور الاجتماعات والخدمات فهي فرض حكومي تفرضه السلطات"(68).
أما صراع زونكلي مع البابويين فقد استمر مدى الحياة... ففي 29 من كانون الثاني، جرت مناظرة بين الزونكليين والبابويين حضرها 600 شخص أثار فيها زونكلي 67 قضية ضد إيمان روما... من هذه القضايا: "أن المسيحيين أُخوة لا أب لهم على الأرض وستسقط الأحزاب والطوائف والرهبانيات إلى الحضيض "(69)..
وفي 26 تشرين الثاني، عُقِدَ اجتماع آخر حضره 900 شخص من أعضاء المجلس الكبير، و350 خوريًا... ولكن بسبب جهل المجتمعين لم يجد زونكلي شخصًا واحدًا متعمقًا مثل أثناسيوس وكيرلس وديسقورس أبطال الأرثوذكسية يُثبت له صحة ذبيحة القداس... لقد انتهى الاجتماع لصالح الريخ زونكلي، وتحول زونكلي إلى قسا بروتستنتيا وانفصل عن روما.
كان يحيط بزيورخ خمس مقاطعات تدين بالولاء للبابوية، وكانت هذه المقاطعات تحصل على احتياجاتها من أسواق زيورخ، فأغلق زونكلي هذه الأسواق في وجه القادمين من المقاطعات، فتعرضت لمجاعات شديدة... اجتمعت جيوش المقاطعات حوالي 8000 جندي وانضم إليهم جيش بابوي يضم حوالي ألفي جندي، حينئذٍ شعر زونكلي أن نهايته ونهاية شعبه قد اقتربت وانه في مواجهة الموت...
دعى زونكلي شعبه للخروج للحرب، فلم يطع كلامه إلا 800 شخص، ومعظمهم أُخرِجَ بالإكراه... أما حالة زونكلي وجنوده فكانت سيئة للغاية... فيقول العلاَّمة ميرل:
"كان من الواجب أن يبلغ عدد الجنود أربعة آلاف على الأقل فلم يزالوا منتظرين الزيادة... خرج مائتان بلا حلف وتهيأ الباقون للانصراف، وعند ذلك رأوا زونكلي خارجًا من البيت يودع زوجته وأولاده وأصدقائه، وامتطى فرسه... وفي الساعة الحادية عشر من ذلك الصباح تقدم اللواء وتبعه خمس مائة رجل وكثيرون منهم كانوا قد أُجبَروا على ذلك وكانوا يمشون حزانى صامتين وكأنهم يقادون إلى المحرق وكان الجميع يسيرون بلا ترتيب وكان زونكلي حزينًا وراء هؤلاء الرجال "(70)..
خرج زونكلي وابنه وبعض أقربائه ولكنهم ترددوا في الهجوم حتى تزمر الجنود الزونكليين "ولما رأى الجنود تردُد رؤسائهم أخذوا يتذمرون فكان يقول واحد أن الأكابر يتركوننا، وآخر أن القواد يخافون أن يعضوا ذنب الثعلب....الخ "(71).. وكان زونكلي يجلس في مكان بعيد، فعندما بدأت الحرب وسمع بتذمر بعض الجنود، فقال زونكلي: "كيف يمكننا الوقوف ونحن نسمع أصوات الرصاص، فبسم الله أهجم مع أُخوتي الجنود للموت أو للإنقاذ "(72).
وسريعًا انتهت الحرب وانهزم السويسريون، وأصبحوا بين قتيل وجريح وشريد، ولقي زونكلي مصرعه وكذلك ابنه غيرلد وبعض أقربائه... وأُطلِق على شجرة الكمثرى التي مات تحتها زونكلي بكمثرات زونكلي، ولما ماتت هذه الشجرة، نصب هناك حجر كتب عليه ما خُلاصته:
" إن النصرة باسم الرب... لا بالأسلحة العالمية "
_____
(52) ص88 تاريخ المسيحية ج3.
(53) ص308 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(54) ص313 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(55) ص90 تاريخ المسيحية ج3.
(56) ص316 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(57) ص318 المرجع السابق.
(58) ص93 تاريخ المسيحية ج3.
(59) ص798 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(60) ص498 المرجع السابق.
(61) ص525 المرجع السابق.
(62) ص527المرجع السابق.
(63) ص112 تاريخ المسيحية ج3.
(64) ص528 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(65) ص100 تاريخ المسيحية ج3.
(66) ص831 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(67) ص836 تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
(68) ص105 تاريخ المسيحية ج3.
(69) ص487 المرجع السابق.
(70) ص865 المرجع السابق.
(71) ص869 المرجع السابق.
(72) ص868 المرجع السابق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/huldrych-zwingli.html
تقصير الرابط:
tak.la/t6xrk33