← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
بعدما تحدث عن الزنا المرتبط برفض الله والتعبد للأوثان كعائق عن التمتع بخلاص الله والسكنى في بيت الله ينتقل إلى شكلية العبادة كعائق آخر، خاصة في الصوم وحفظ السبت.
[1 -2]. |
|||
[3 -5]. |
|||
[6 -7]. |
|||
[8 -12]. |
|||
[13 -14]. |
1 «نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. 2 وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ.
إن كان الالتصاق بعبدة الأوثان أثار روح الفساد والعصيان في حياة الشعب، فأقاموا عبادة الأصنام تحت كل شجرة خضراء وفي كل وادٍ وعلى الجبال والتلال علانية وارتكبوا الزنا ومارسوا الرجاسات وقدموا أطفالهم ذبائح بشرية، لكن ما هو أخطر أنهم خلطوا هذا الشر العظيم بعبادة الله الحيّ إرضاء لضمائرهم. هذا هو أخطر عدو يواجه المتدينين ويُعثر الناس في معرفة الله: الرياء أو التستر على الشر والفساد بشكليات العبادة دون التوبة الصادقة.
الآن يطلب الله من النبي أن يتكلم علانية وبصوت عالٍ كبوق يفضح ضعفاتهم ويعلن عن تعدياتهم وخطاياهم، أي يكشف جراحاتهم حتى لا تهدأ ضمائرهم خلال عبادة مملوءة رياء. وكأنه بالطبيب الذي يكشف عن الجراحات أو الأمراض الخفية لعلاجها في أعماقها.
يقول الرب: "نادِ بصوت عالٍ. لا تمسك. ارفع صوتك كبوق وأخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم" [1].
في العهد الجديد أرسل لنا ربنا يسوع روحه القدوس "يُبكت العالم على خطية" (يو 16: 8)، أي يكشف للنفس في أعماقها جراحاتها الخفية ويثيرها للتوبة عوض التستر على الجراحات فتفسد الجسد وتهلكه.
كشف الخطية أو فضحها لا يعني رفض الله لشعبه أو تخليه عنهم بل على العكس علامة حب لهم لهذا يقول: "أخبر شعبي... وبيت يعقوب" [1]، دون تملق من جانبك نحوهم، بل نادِ بصوت عالٍ ولا تتوقف.
عندما تحدث عن عبادة الأوثان أو الزنا أو إجازة أولادهم النار كذبائح بشرية لم يطلب الله من النبي أن يُنادي بصوت عالٍ كما ببوق لأنها خطايا واضحة لكنه إذ يتحدث عن الرياء يطلب ذلك، لأنها خطية خفية تتسلل إلى نفوس المتعبدين، يصعب على الإنسان اكتشافها. لهذا عندما وبخ الرب الزناة أو العشارين كان غالبًا ما يتحدث معهم فرادى دون جرح لمشاعرهم، أما مع القيادات المرائية فكانت كلماته حازمة وأحاديثه علانية.
لقد تستر الشعب بالمظاهر الخارجية مثل:
أ. الصلاة الظاهرة والمستمرة: "وإياي يطلبون يوماُ فيومًا" [2].
ب. الابتهاج بالمعرفة الروحية العقلانية: "ويُسرّون بمعرفة طرقي كأمة علمت برًا ولم تترك قضاء إلهها" [2]؛ أي يواظبون على دراسة الكتاب وحضور الاجتماعات كما لقوم عادة، أو كما ابتهج هيرودس بسماعه يوحنا المعمدان.
ج. يُظهرون غيرة نحو ممارسة العدل والتقوى [2].
د. "يُسرون بالتقرب إلى الله" [2]، أي التظاهر بأنهم قريبون من الله، يتعبدون له ويعرفون أحكامه وقضاءه.
3 يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟ هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. 4 هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. 5 أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولًا لِلرَّبِّ؟
"يقولون: لماذا صمنا ولم تنظر؟ ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟" [3]. ويُجيب على هذا بالآتي:
أ. "ها إنكم في يوم صومكم تُوجدون مسرة وبكل أشغالكم تُسخِّرون" [3]. لقد ظن الفريسي أن الله يُسر به لأنه يصوم يومين في الأسبوع (لو 18: 12)، وهؤلاء أيضًا يمارسون الصوم لكنهم يصنعون كل ما يسرهم لا ما يسر الله، علامة ذلك أنهم على خلاف الناموس لا يعطون فرصة للعاملين عندهم للراحة ومشاركتهم أصوامهم وعبادتهم بل يسخرونهم من أجل الطمع ومحبة الاقتناء والغنى.
الله لا يُريد صومنا عن الطعام مجردًا، إنما يرافقه صوم النفس عن محبة العالم والطمع، الأمر الذي يظهر جليًا في معاملاتنا مع الغير. بمعنى آخر يليق بنا أن نضبط نفوسنا مع ضبط بطوننا.
ربما عَنَى "بالمسرة" هنا ليس فقط النفع المادي وإنما إشباع الملذات الجسدية عوض العفة.
ب. "ها انكم للخصومة والنزاع تصومون، ولتضربوا بتكْمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء" [4]. عوض أن يُدين الإنسان نفسه ويلومها يوم صومه، يدخل في خصومة مع الغير ويدينه، لهذا لا يقبل الله صومه ولا يسمع صوته في العلاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذا ما حدث عندما أراد آخاب ملك إسرائيل وإيزابل أن يسلبنا حقل نابوت اليزرعيلي، إذ خططت إيزابل لقتله ظلمًا وطلبت من الشيوخ والأشراف أن ينادوا بصوم (1 مل 21: 9، 12).
في الوقت الذي فيه يمارسون الصوم يجمع الإنسان يده ليلكم أخيه ظلمًا عوض تقديم أعمال المحبة. لذلك يقول الأنبا يوساب الأبح: [لا تصم بالخبز والملح وأنت تأكل لحوم الناس بالدينونة والمذمة. لا تقل إني صائم صومًا "نظيفًا" وأنت متسخ بكل الذنوب].
ج. "أَمِثْل هذا يكون صوم اختاره؟! يومًا يذلل الإنسان فيه نفسه، يحني كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحًا ورمادًا؟! هل تسمي هذا صومًا ويومًا مقبولًا للرب؟!" [5].
حسن للإنسان أن يربط الصوم بالتذلل والنسك، لكنه إن توقف عند المظهر الخارجي فقد جوهره. كان يليق بالصائم أن يتذلل تائبًا عن خطاياه، شاعرًا بضعفاته، فيمارس الاتضاع في قلبه جنبًا إلى جنب مع تذلله، لا أن يحمل الصورة الفريسية، كقول الرب: "ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فأنهم يُغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم" (مت 6: 16).
6 أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7 أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.
أ. تقديم أعمال المحبة عوض طلب المسرة الذاتية [3] وتسخير الغير لحسابنا. الصوم هو بذل "الأنا" وصلبها لكي يحيا المسيح "الحب" فينا، فنحمل سمات محبته ونمارس عمله كأعضاء جسده. هذا هو الصوم في مفهومه الإيجابي. "أليس هذا صومًا اختاره: حل قيود الشر؛ فك عقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كل نير؟! أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟! إذا رأيت عريانًا أن تكسوه، وأن لا تتغاضى عن لحمك؟!" [6-7].
ما أجمل القول "لا تتغاضى عن لحمك"، وكأن الصائم إذ يُصلب مع المسيح يدرك أن لحم الآخرين هو لحمه، حين يحل القيود إنما يحل قيود نفسه، حاسبًا نفسه مقيدًا مع المقيدين (عب 13: 3)، مسجونًا مع كل سجين، جائعًا ومسكينًا وتائهًا وعريانًا مع من يعانون من هذه الأمور. بالصوم يحب الآخرين كنفسه، بكونهم أعضاء بعضهم لبعض، أو أعضاء تعمل معًا في جسد واحد للرأس الواحد ربنا يسوع.
* لا يُحسب الصوم صالحًا بطبيعته الذاتية، إنما يصير صالحًا ومسرًا للرب بالأعمال الأخرى. مرة أخرى، يمكن أن يُعتبر الصوم
-خلال الظروف المحيطة- ليس باطلًا فحسب بل ومكروهًا بالحق كقول الرب: "عندما تصومون لا أسمع لصلواتكم".* علمهم أن يكسروا خبزهم للجائع، وأن يضموا الفقراء الذين بلا مأوى، وأن يكسوا العُراة، ولا يتجاهلوا من هم من دمهم. والآن ينالون على وجه الخصوص نفعًا من احتياجنا (بتقديمهم العطاء) أكثر من نفعهم بخيراتنا.
القديس غريغوريوس النزينزي(625)
* سمعت من إشعياء: "اكسر خبزك للجائع" (إش 57: 5)؛ فلا تظن أن الصوم كاف بذاته.
يضبط الصوم نفسك لكنه لا ينعش الآخرين. ضيقك لنفسك ينفعك إن كان فيه تعزية للغير. ها أنت تجحد نفسك؛ انظر من الذي أعطيته ما قد حرمت نفسك عنه...؟! كم فقير شبع من الإفطار الذي حرمت نفسك عنه؟!
8 «حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. 9 حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ 10 وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. 11 وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. 12 وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجِعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى.
أ. التمتع بالنور الإلهي: "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك" [8]. إذ يمارس الإنسان الصوم بصورته الإيجابية إنما يتمتع بالاتحاد مع الآب خلال ابنه الوحيد بروحه القدوس، فيصير الله "النور الحقيقي" مشرقًا فيه كنوره الخاص به. "يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر" [10].
صورة رائعة للصوم المرتبط بالعطاء والبذل لحساب الغير خلال اتحادنا بالله محب البشر. إن كان المساكين والمتألمون يشعرون وسط مرارتهم كمن هم في ظلمة فإن عمل المحبة النابع عن قلب متسع يكون كإشراقة الشمس التي تُبدد الظلمة. هذا النور لا ينبع عن مظهر العطاء الخارجي إنما عن تجلي رب المجد في القلب المحب. وكما يقول رب المجد: "أنتم نور العالم... فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 14، 16).
الصوم المرتبط بالحب النابع من القلب حيث مملكة المسيح قائمة والمترجم بالسلوك العملي يلتحم مع صوم السيد المسيح فيتقدس ويُقبل لدى الآب.
ب. التمتع بصحة الروح والنفس والجسد، "وتنبت صحتك سريعًا" [8]؛ "وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" [8، 11]. ما هي العظام التي تنشط إلاَّ صحة النفس التي تتمتع بعظام الإيمان الذي يسند حياة الإنسان كلها؟!
كأن الصوم المقدس يعين الجسد، وقد ثبت علميًا أن الصوم بفترة الانقطاع مع الامتناع عن الدسم مفيد صحيًا؛ كما هو مفيد للنفس التي بالصوم تخضع في اتضاع لله ليُثبتها وينميها في الإيمان ليقيم منها فردوسه الذي لا تجف مياه أنهاره وينابيعه.
ج. التمتع بالله كقائد للنفس وكمصدر مجدها الداخلي وبّرها: "ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك" [8]؛ "يقودك الرب على الدوام" [11].
د. استجابة الصلاة: "حينئذ تدعو فيجيب الرب، تستغيث فيقول هأنذا" [9]. مادمنا في أصوامنا نتطلع لا إلى الشكل الخارجي إنما إلى انفتاح القلب لله خلال قدسية الحياة واتساعه بالحب نحو البشر، لهذا يفرح الله بمثل هذا الصوم، معلنًا ذلك خلال استجابته للصلاة.
* أتُريد أن ترفع صلاتك إلى الله؟ ليكن لها جناحًا العطاء والصوم!
* يسمع الله ليّ سريعًا لأنني لا أطلب السعادة الأرضية، بل تعلمت الاحتمال المقدس من العهد الجديد؛ فلا اطلب الأرض ولا خيراتها ولا الصحة الزمنية ولا الغلبة على الأعداء ولا الغنى ولا المراكز الزمنية...
ه. حالة شبع داخلي: "ويشبع في الجدوب (القفار) نفسك" [11]. بذواتنا نحن قفار وجدوب، لكننا إذ بالحب نٌشبع الجياع يشبعنا الله من عندياته بالرغم من العجز التام لإمكانياتنا.
و. بناء الآخرين: "ومنك تبني الخرب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع السالك للسكنى" [12]. حينما تمتد أيدينا إلى العمل بالله في الأمور الصغيرة كالعطاء المادي أو تعزية الحزانى إلخ... يهبنا ما هو أعظم أن نكون علة بناء حياة الغير الداخلية كمسكن مقدس للرب.
13 «إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، 14 فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ».
بعدما قدم صورة حيَّة عن الصوم المقبول كشف لنا عن حفظ السبت بالمفهوم الروحي الحق بكونه راحة روحية في الرب، مطالبًا إيانا بالآتي:
أ. "رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي" [13]. إن كان السبت هو يوم الرب المقدس لذا يليق فيه الكف عن إشباع المسرات أو الملذات الجسدية لنمارس الحياة القدسية.
ب. التمتع باللذة والسرور في الرب يكرّم صاحب السبت ويمجده [13]... وكأن السبت ليس حرمانًا بل شبع داخلي وفرح، خلاله يحملنا الرب كما على مرتفعات الأرض لنحلق في السمويات ويطعمنا مِن مَنِّ الميراث الأبدي [14].
_____
(624) Cassian: Conf. 21:14.
(625) On His Father’s Silence, 20.
(626) On Ps. 43.
(627) Ibid.
(628) Ibid 138.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 59 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير إشعياء 57 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2f562hh