St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   17-Sefr-Tobit
 

شرح الكتاب المقدس - القمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر طوبيا - المقدمة

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب طوبيا:
تفسير سفر طوبيا: مقدمة سفر طوبيا | طوبيت 1 | طوبيت 2 | طوبيت 3 | طوبيت 4 | طوبيت 5 | طوبيت 6 | طوبيت 7 | طوبيت 8 | طوبيت 9 | طوبيت 10 | طوبيت 11 | طوبيت 12 | طوبيت 13 | طوبيت 14

نص سفر طوبيا: طوبيا 1 | طوبيا 2 | طوبيا 3 | طوبيا 4 | طوبيا 5 | طوبيا 6 | طوبيا 7 | طوبيا 8 | طوبيا 9 | طوبيا 10 | طوبيا 11 | طوبيا 12 | طوبيا 13 | طوبيا 14 | طوبيت كامل

- طوبيا كلمة عبرية (طوبى ياه = الله طيب).

- هي قصة رجل تقي يسمى طوبيا عاش في السبي الأشوري في نينوى عاصمة أشور لكنه تمسك بتقواه وبأعمال الرحمة. وقصة عائلة أخرى تقية. لكن كلا العائلتين يواجهان تجارب أليمة بالرغم من تقواهما فلماذا؟

1) الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله (عب5:12، 6). والكتاب لم يذكر أي خطية للعائلتين ولكن الله العالم بداخل كل نفس هو يعلم ما هي الخطية التي يؤدب عليها.

2) أيوب قال الله نفسه عنه أنه رجل كامل ليس مثله (أي1:1، 8) ولكن اكتشفنا بعد ذلك خطأ أيوب الواضح وهو بره الذاتي. وكان الله يشفيه ليَكْمُل. فالكمال للبشر هو كمال نسبي. وبولس الرسول سمح الله له بشوكة في الجسد ليحميه من الانتفاخ (2كو7:12).

3) قيل عن المسيح "يُكَمِّل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب10:2) فإن الآلام هي طريق الكمال وطريق الكف عن الخطايا (1بط1:4). لكن ملاك الرب يصاحب المتألم ليعزيه وهذه مثل يعطي مع التجربة المنفذ (1كو13:10). ولكن قول بولس الرسول عن المسيح أنه يكمل بالآلام يختلف تمامًا عن قولنا نحن البشر أننا نكمل بالآلام، فالمسيح كان لا يجب أن يتذوق أي ألم أو تجربة أو ضيقة أو موت فهو بلا خطية. والألم والموت...إلخ هي نتائج الخطية، لكنه بحريته وحبًا فينا أراد أن يتذوق الآلام والموت ليشابهنا في كل شيء حتى الألم. أما نحن فنجتاز في الآلام لنتنقَّى لنشبه المسيح في نقاوته.

4) كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو28:8). وهاتين العائلتين يحبون الله بالتأكيد. فنجد أن الأمور بالنسبة لهم وإن بدأت ببعض الآلام إلاّ أنها تنتهي بسعادة وفرح للجميع.

- الملائكة قال عنهم بولس الرسول أنهم "أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب14:1). وهنا نرى صورة تطبيقية لما قاله بولس الرسول. فالله الذي عينه على أولاده يرسل ملاكًا هو الملاك رافائيل ليسهل أمور أولاده. وكم من مرة يحدث لنا ذلك دون أن ندري. وربما ننسب حلول مشاكلنا للصدف أو الحظ أو ذكائنا ويكون الله عن طريق ملائكته هو الذي سهل لنا الأمور:-

  • (مز7:34) "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم".

  • (مز11:91) "يوصي ملائكته بك، لكي يحفظوك في كل طرقك".

  • (تك7:24) يقول إبراهيم لعبده: "هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ".

  • (تك16:48) "وهكذا قال يعقوب".

  • ورافائيل أحد رؤساء الملائكة السبعة الواقفين أمام الرب.

St-Takla.org Image: Depiction of the demon Asmodaeus, a king of demons: Asmodée - The Dictionnaire Infernal (Infernal Dictionary) book, by Jacques Auguste Simon Collin de Plancy, 1863 صورة في موقع الأنبا تكلا: تصور للشيطان أزموداوس - من صور القاموس الجهنمي، تأليف جاك أوجوست سيمون كولين دي بلانسي، طبعة 1863 م.

St-Takla.org Image: Depiction of the demon Asmodaeus, a king of demons: Asmodée - The Dictionnaire Infernal (Infernal Dictionary) book, by Jacques Auguste Simon Collin de Plancy, 1863

صورة في موقع الأنبا تكلا: تصور للشيطان أزموداوس - من صور القاموس الجهنمي، تأليف جاك أوجوست سيمون كولين دي بلانسي، طبعة 1863 م.

* الشيطان الذي كان يقتل أزواج البنت قيل أن اسمه أزموداوس (طو8:3) أي المُهْلِك أو المُدَمِّر.

فهل الشيطان يقتل؟

1) السيد المسيح قال عن الشيطان أنه "كان قتالًا للناس منذ البدء" (يو44:8). ألم يُسقط آدم في الخطية فمات ومات معه كل بني آدم.

2) حينما كان الشيطان يضرب أيوب، كان الله يحدد له حدود التجربة. فلقد قال الله للشيطان "ها هو في يدك ولكن إحفظ نفسه" (أي6:2). إذًا لولا هذا الحد الذي وضعه الله للشيطان لكان قد قتله.

3) الأرواح الشريرة قتلت وأهلكت قطيع الخنازير (مت32:8).

4) الشيطان كان يلقي بالبشر في النار والماء (مت15:17). وهو يهيج الحروب فيموت الكثيرين.

5) الأرواح الشريرة أصابوا أولاد سكاوا بجراح حتى هربوا عراة. (أع16:19).

6) ولكن سلطان الشيطان هذا على "الذين ينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم" (طو6: 16، 17). ولم يكن له سلطان على طوبيا وسارة اللذان نفذا كلام الملاك. ولذلك نفى الملاك الشيطان إلى برية مصر العليا حيث العبادات الوثنية. ولاحظ فمصر كانت تشير لأرض العبودية. والمعنى:- 1) أن الملاك حرر طوبيا وسارة تمامًا من إبليس وعبوديته وما عاد للشيطان أي سلطان عليهم. 2) معنى أن الشيطان يُنفَى في أرض العبودية يساوي تمامًا قول السيد "أعطيتكم سلطانا أن تدوسوا الحيات...".

7) شكرًا لله. لقد كان هذا السلطان على البشر قبل المسيح. وبالمسيح صار لنا سلطان أن ندوس على الشيطان (لو19:10).

8) كان الشيطان يقبض على كل النفوس بعد موتها ليأخذها للجحيم، وأول نفس لم يستطع معها هذا كان السيد المسيح الذي قال "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو30:14). فالمسيح لم يقبل خطية واحدة من يده. والآن كل من هو ثابت في المسيح يستطيع أن يقول هذا "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء" ونصلي للعذراء الأم أن تأتي لنا في هذه الساعة لتطرد عنا الشياطين (صلاة الغروب) فنصلي هكذا "وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي ولمؤامرة الأعداء إهزمي". وفي مثل لعازر والغني نسمع أن الملائكة أتت لتحمل نفس لعازر.

 

- هناك اعتراض على استعمال قلب ومرارة وكبد الحوت لهزيمة الشيطان وشفاء طوبيا الأب من العمى:

1) يقولون وهل تشفي المرارة العين العمياء، والرد من (إش21:38) الذي وضع قرص تين على الدبل فبرأ حزقيا الملك. ووضع السيد المسيح طينًا على عيني الأعمى فتفتحت عيناه. فهل التين يشفي أو الطين يفتح العيون؟! وهكذا أيضًا في معجزات أليشع.

2) السبب ببساطة أن الإنسان = جسد + روح. وأعمال الروح غير مرئية للجسد، فيسمح الله بأشياء مادية للدلالة على أشياء روحية. مثلًا المعمودية بها غفران للخطايا ونحصل بها على البنوة لله وهي دفن مع المسيح وقيامة، ونحن لا نرى شيء من هذا كله، لذلك ندفن المعمد في ماء، ثم نخرجه من الماء للدلالة على الدفن والقيامة. والمعمودية غسيل من الخطايا، لذلك نستعمل الماء للدلالة على الغسيل. فالله يستخدم معنا أشياء مادية لأن لنا جسد مادي. نحن لسنا أرواح فقط فلا بُد أن نشعر بشيء مادي. الصورة الحسية تغذي حواس الجسد. وهكذا إستعمل السيد المسيح مع تلاميذه الزيت لشفاء الأمراض (مر13:6) + (يع14:5). وبنفس المفهوم يلقي موسى قطعة شجر في الماء المر فيصير عذبًا (خر25:15) وإليشع يرمي عود خشب في الماء فيطفو الحديد (2مل6:6). ويلقي دقيق في قدر مسموم فلا يؤذي الطعام أحد (2مل41:4). وهناك سؤال... ألم يكن الله قادرا أن يملأ شاول الملك أو داود من الروح بكلمة من صموئيل النبي وبدون سكب الدهن؟

3) قال الملاك لطوبيا "إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان" فهل هذا أعمال سحرية؟ قطعًا لا. إنما هو شكل مادي لعمل روحي. فالكبد والقلب هما تعبير عن المشاعر وكان اليهود يطلقون على المشاعر "أَحْشَاء" (في1:2+كو 3: 12) وحتى الآن فإن لفظ القلب يطلق على المشاعر فنقول (فلان له قلب رحيم أو فلان بلا قلب). ولذلك نفهم أن حرق الكبد والقلب يشير للمشاعر الملتهبة بين طوبيا وعروسه في الليلة الأولى للزواج ولكنهم تغلبوا على هذه المشاعر، فكانوا كمن أحرقها. فإنه شيء صعب جدًا أن يعيش شاب وشابة دون أن يلمسا بعضهما. وهكذا قيل عن القديس يوحنا كاما وزوجته اللذان زوجهما أبواهما دون رضائهما وأرادا أن يعيشا في بتولية، وعاشا فترة كإخوة حتى ترهبا كلاهما. "أن هذا يفوق الطبيعة البشرية، أن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيهما الطبيعة إلى الشهوة. ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق" هذا ما قيل عن القديس يوحنا كاما وزوجته. أما المرارة بطعمها المر فتشير للصليب الذي حمله طوبيا في مرضه. وفي رائحة المر الجميلة إشارة لاحتمال طوبيا بشكر. والله يسمح بالصليب لتنقيتنا. وهذا ما حدث لطوبيا. ولقد فهم طوبيا أن الآلام التي أصابته كانت لتأديبه وتنقيته (طو11: 17).

4) لماذا طلب الملاك من طوبيا أن لا يعاشر زوجته ثلاثة أيام؟ كان هناك شيطان يحارب البنت ويقتل أزواجها. فكيف تحارب الشيطان؟ هذا السؤال أجاب عنه السيد المسيح "هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم". وما هو الصوم؟ هو حرمان الجسد من شهوة طبيعية للأكل. وما الذي أرشد الملاك طوبيا لعمله هو حرمانه من شهوة طبيعية ناحية زوجته مع الصلاة. وهذا نوع من الصوم . وبالتالي كانت مشورة الملاك لطوبيا هي نفسها مشورة السيد المسيح لنا، في كيف نغلب الشيطان :- 1) نحرمه من سلاحه (بالصوم والامتناع عن الشهوات الجسدية) + 2) الصلاة وهي سلاح فعال فبالصلاة يكون لنا صلة بالله فلا يستطيع الشيطان أن يقاوم الله الذي فينا.

5) السيد المسيح غلب الشيطان بنفس الوسيلة، فهو صام ورفض أن يطلب من الآب تحويل الحجارة إلى خبز متغلبًا على شهوة البطن للطعام، لذلك قال المسيح أنه بهذا ربط الشيطان (مر27:3) "لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولًا وحينئذ ينهب بيته" فأسلحة الشيطان هي الملذات العالمية (مال/ جنس/ طعام وشراب..) ولذلك سُمِّىَ الشيطان "رئيس هذا العالم" (يو30:14) ولذلك قال الشيطان للسيد المسيح: أعطيك كل هذه: "أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا" (مت9:4) فمن يرفض إغراءات العالم يحرم إبليس من أسلحته فكأنه بهذا قد ربطه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا ما فعله طوبيا إذ رفض حقه في ملذات العالم، فربط الشيطان وانهزم. وتعبير إنهزم استخدمه السيد المسيح "ولكن متى جاء من هو أقوى منه فإنه يغلبه" (لو 11: 22).

6) وما معنى أن يربط الشيطان في أرض مصر العُليا؟ مصر في الكتاب المقدس هي الأرض التي استعبد فيها شعب الله. ومصر العليا هي مقر عبادة الأوثان (الأقصر = طيبة) وهي عبادة شيطانية. والمعنى أن الشيطان استُعْبِدَ لطوبيا وسارة = "أعطيتكم سلطانا أن تدوسوا الحيات..."

7) كان حرق الكبد والقلب هو تعبير عما فعله طوبيا وزوجته من قتل مشاعرهما وغرائزهما لربط الشيطان وبهذا غلبوه.

8) في الليلة الثانية تكون مقبولًا في شركة الآباء القديسين (طو20:6). وهذا ما قاله السيد المسيح للتلاميذ حينما عادوا فرحين إذ خضعت لهم الشياطين.. "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات" (لو20:10). فهناك درجة أعلى من خضوع الشياطين، هي شركة الآباء القديسين في السماء. فهم حين إحتملوا ليلة ربطوا الشيطان وهزموه. وفي الليلة الثانية ازدادت درجتهم مع زيادة تحملهم. وفي الليلة الثالثة، ورقم 3 هو رقم كمال إنتهت المشكلة تمامًا وملأت البركة حياتهم. والبركة تعني وجود الله في حياتي وشركته معي في كل شيء (2كو 13: 14). ورقم 3 يشير للثالوث وللاقنوم الثالث أي الروح القدس ويشير للقيامة والحياة فالمسيح قام في اليوم الثالث وبذلك يصبح رقم 3 أيضا هو إشارة للقيامة من موت الخطية فيحيا الإنسان . فان كانا قد صار لهما الشركة مع الآباء القديسين في السماء في اليوم الثاني، ففي اليوم الثالث صارت لهما شركة الروح القدس، فصارت لهما البركة والحياة.

9) للأسباب السابقة تنصح الكنيسة المتزوجين حديثًا أن يمتنعوا عن المعاشرة الزوجية الثلاثة أيام الأولى، فتكون كباكورة لله، ولطرد الشياطين من حياتهم. وبركة العمر كله وكان في الكنيسة قديمًا، يأتي العروسان للاعتراف والتناول ليكون هناك وحدة روحية. ويتم الزواج ليلة السبت وتستمر التسابيح طوال الليل ويتناولا يوم الأحد. ويذهب لهما الكاهن يوم الاثنين ليصلي لهما التحليل ثم يبدآن في المعاشرة الجسدية.

- كاتب السفر: غالبًا هو طوبيا نفسه كما أوصاهم الملاك "حدثوا بجميع عجائبه" (طو20:12).

- زمن كتابة السفر: في أثناء سبي إسرائيل في أرض أشور. والسبي كان سنة 722 ق.م. وبالتالي كانت الكتابة بعد هذا التاريخ. ولقد كتب السفر في أرض السبي. وكان سبب تعزية للمسبيين فهم فهموا أن الله مهتم بهم ويرسل لهم ملائكته تحفظهم إن عاشوا بالتقوى.

- طوبيا لقداسته أرشده الله لزوجة صالحة حفظها له. وسارة لقداستها سمح الله لإبليس أن يقتل أزواجها لأنهم إما وثنيين أو أشرار لا يستحقون هذه القديسة. فبينما كان إبليس يدبر الهلاك والحزن والكآبة للبنت القديسة والآلام لطوبيا بل العمى. كان الله يخرج من الجافي حلاوة. الشيطان قَوِيَ على الأزواج السبعة لأنهم كانوا غير صالحين كما قال الملاك "إن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما أولئك للشيطان عليهم سلطان (طو17:6).

 

- الملاك روفائيل:- معنى اسمه شفاء الله. وحينما ظهر لطوبيا كان في هيئة شاب حتى لا ينزعج وسمى نفسه "أنا عزريا بن حننيا العظيم" وقيل وهل يكذب الملاك؟ وقال عن نفسه أنا من بني إسرائيل.. وكنت نازلًا عند أخينا غابيلوس فهل كذب في هذا؟

1) عزريا= الله يساعد بقوة وحننيا= حنان الله وقوله العظيم عائدة على يهوه. والمعنى أنا خادم الله العظيم الذي من حنانه أرسلني بقوة لأقدم لكم خدمة عظيمة. قوة الله النابعة من حنانه العظيم ستشفي طوبيا وتنقذ سارة وتطرد الشياطين وتغنيهم. حقًا فالله لا يظل مديونًا. لقد خدمه طوبيا. والله يرد له أضعاف أضعاف. الاسم الذي ذكره الملاك هنا ليس اسمًا له بل هو تعبير عن رسالة سيقوم بها.

2) حدث كثيرًا في الكتاب المقدس أن ظهر الملائكة في هيئة بشر. فإبراهيم استضاف ملائكة وهم على هيئة بشر وهو لا يدري (عب 1: 13). وهكذا ظهر الملائكة كبشر أمام لوط.

3) قوله أنه من بني إسرائيل ومن سبط نفتالي فهذا يعني أنه مكلف بحراسة شعب الله في هذا المكان أي أن قوله من بني إسرائيل أي من عند بني إسرائيل ومن سبط نفتالي أي أنا أتيت من عندهم. وراجع (خر20:23؛ دا 12:10، 13، 20). ومن ضمن من كان يقدم له خدمات كان غابيلوس = وكنت نازلًا عند أخينا غابيلوس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تفسير لنيافة الأنبا رافائيل لقطعة من التسبحة (الإبصلمودية):

هذه التسبحة خاصة بالملائكة وتقول:-

ميخائيل هو الأول غبريال هو الثاني

روفائيل هو الثالث على مثال الثالوث

ونلاحظ أن التسبحة القبطية في الإبصلمودية مليئة بالعقائد المسيحية السليمة ونرى هنا مثال لذلك. ولنفهم المعنى لنرى معاني أسماء الملائكة:-

ميخائيل = ليس مثل الله. وهذا يشير للآب الأقنوم الأول.

جبرائيل = جبروت الله أو قوة الله. وهذا يشير للابن الأقنوم الثالث.

روفائيل = شفاء الله. وهذا يشير للروح القدس الأقنوم الثالث الذي يشفي طبيعتنا.

ونلاحظ أن الله الآب ليس مثله، ولا شبيه له في قوته وعظمته، وفي محبته التي لا مثيل لها بذل ابنه الوحيد ليخلص البشر "الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟" (رو8: 32). والابن هو قوة الله (1كو1: 24). وأرسل الروح القدس ليشفي طبيعتنا ويجددها، وهذا ما قال عنه بولس الرسول "لأننا كنا نحن أيضًا قبلا أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضًا. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني (المعمودية إستمدت قوتها من قوة دم المسيح) وتجديد الروح القدس (الذي يشفي طبيعتنا) الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا. حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تى3 : 3 - 7).

ونرى نموذج لشفاء الله للبشر في شفاء طوبيا الأب وخلاص سارة من حروب الشيطان وألامها النفسية.

ونرى مرافقة الملاك لطوبيا في طريقه وهذا يشير لمرافقة الروح القدس لنا في كل أمور حياتنا كما كانت السحابة تقود شعب إسرائيل في البرية. ونسمع عن شركة الروح القدس لنا في كل أمور حياتنا في البركة الرسولية "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم.آمين" (2كو13: 14).

 

هناك ثلاثية أخرى في هذا السفر:-

طوبيا الأب - طوبيا الابن - الملاك روفائيل

فالأب والابن لهما نفس الاسم طوبيا. فإن فهمنا أنهما يرمزان للآب والابن المتساويان في الجوهر يكون الملاك روفائيل الثالث في الملائكة يشير للروح القدس الأقنوم الثالث. أما سارة فتشير للكنيسة.

ولاحظ أن الملاك روفائيل هو الذي أرشد طوبيا وقاده لسارة، وطلب منه أن يتزوجها ليصيرا جسدا واحدا. وهذا هو عمل الروح القدس الآن وهو أن يثبت الكنيسة في المسيح الابن لتصير الكنيسة جسد المسيح (أف5: 30).

ونلاحظ أن الملاك روفائيل هو الذي أتى بطوبيا كعريس لسارة العروس، كما هيأ الروح القدس جسدا للمسيح في بطن العذراء ليكون عريسا للكنيسة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات طوبيا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/17-Sefr-Tobit/Tafseer-Sefr-Tobia__00-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/785tgyb