محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
طوبيا: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الآيات (1-25): "حِينَئِذٍ أَنَّ طُوبِيَّا وَطَفِقَ يُصَلِّي بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ وَجَمِيعُ أَحْكَامِكَ مُسْتَقِيمَةٌ وَطُرْقُكَ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ وَحُكْمٌ. فَالآنَ اذْكُرْنِي يَا رَبِّ، وَلاَ تَنْتَقِمْ عَنْ خَطَايَايَ، وَلاَ تَذْكُرْ ذُنُوبِي وَلاَ ذُنُوبَ آبَائِي، لأَنَّا لَمْ نُطِعْ أَوَامِرَكَ، فَلأَجْلِ ذلِكَ أُسْلِمْنَا إِلَى النَّهْبِ وَالْجَلاَءِ وَالْمَوْتِ، وَأَصْبَحْنَا أُحْدُوثَةً وَعَارًا فِي جَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي بَدَّدْتَنَا بَيْنَهَا. فَالآنَ يَا رَبِّ، عَظِيمَةٌ أَحْكَامُكَ، لأَنَّا لَمْ نَعْمَلْ بِحَسَبِ وَصَايَاكَ، وَلاَ سَلَكْنَا بِخُلُوصٍ أَمَامَكَ. وَالآنَ يَا رَبِّ، بِحَسَبِ مَشِيئَتِكَ اصْنَعْ بِي وَمُرْ أَنْ تُقْبَضَ رُوحِي بِسَلاَمٍ لأَنَّ الْمَوْتَ لِي خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ». وَاتَّفَقَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ سَارَةَ بْنَةَ رَعُوئِيلَ فِي رَاجِيسَ مَدِينَةِ الْمَادِيِّينَ سَمِعَتْ هِيَ أَيْضًا تَعْيِيرًا مِنْ إِحْدَى جَوَارِي أَبِيهَا، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ عُقَدِ لَهَا عَلَى سَبْعَةِ رِجَالٍ، وَكَانَ شَيْطَانٌ اسْمُهُ أَزْمُودَاوُسُ يَقْتُلُهُمْ عَلَى أَثَرِ دُخُولِهِمْ عَلَيْهَا فِي الْحَالِ. وَإِذْ كَانَتْ تَنْتَهِرُ الْجَارِيَةَ لِذَنْبٍ أَجَابَتْهَا قَائِلَةً: «لاَ رَأَيْنَا لَكِ ابْنَا وَلاَ ابْنَةً عَلَى الأَرْضِ، يَا قَاتِلَةَ أَزْوَاجِهَا. أَتُرِيدِينَ أَنْ تَقْتُلِينِي كَمَا قَتَلْتِ سَبْعَةَ رِجَالٍ». فَلَمَّا سَمِعَتْ هذَا الْكَلاَمَ صَعِدَتْ إِلَى عُلِّيَّةِ بَيْتِهَا، فَأَقَامَتْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ لاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ، بَلِ اسْتَمَرَّتْ تُصَلِّي وَتَتَضَرَّعُ إِلَى اللهِ بِدُمُوعٍ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهَا هذَا الْعَارَ. وَلَمَّا أَتَمَّتْ صَلاَتَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَبَارَكَتِ الرَّبَّ، قَالَت: «تَبَارَكَ اسْمُكَ يَا إِلهَ آبَائِنَا الَّذِي بَعْدَ غَضَبِهِ يَصْنَعُ الرَّحْمَةَ، وَفِي زَمَانِ الْبُؤْسِ يَغْفِرُ الْخَطَايَا لِلَّذِينَ يَدْعُونَهُ. إِلَيْكَ يَا رَبِّ أُقْبِلُ بِوَجْهِي، وَإِلَيْكَ أَصْرِفُ نَاظِرَيَّ. أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا رَبِّ أَنْ تَحُلَّنِي مِنْ وِثَاقِ هذَا الْعَارِ أَوْ تَأْخُذَنِي عَنِ الأَرْضِ. أَنَّك يَا رَبِّ عَالِمٌ بَأَنِي لَمْ أَشْتَهِ رَجُلًا قَطُّ، وَأَنِّي قَدْ صُنْتُ نَفْسِي مُنَزَّهَةً عَنْ كُلِّ شَهْوَةٍ، وَلَمْ أَكُنْ قَطُّ أُمَازِجُ أَرْبَابَ الْمَلاَهِي، وَلاَ أُعَاشِرُ السَّالِكِينَ بِالطَّيْشِ، وَإِنَّمَا رَضِيتُ بِأَنْ أَتَّخِذَ رَجُلًا لِخَوْفِكَ لاَ لِشَهْوَتِي. وَلَعَلِّي لَمْ أَكُنْ مُسْتَأْهِلَةً لَهُمْ أَوْ لَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ لِي، فَلَعَلَّكَ أَبْقَيْتَنِي لِبَعْلٍ آخَرَ، لأَنَّ مَشُورَتَكَ لاَ يُدْرِكُهَا إِنْسَانٌ. عَلَى أَنَّ مَنْ يَعْبُدُكَ يُوقِنُ أَنَّ حَيَاتَهُ إِنِ انْقَضَتْ بِالْمِحَنِ فَسَتَفُوزُ بِإِكْلِيلِهَا، وَإِنْ حَلَّتْ بِهِ شِدَّةٌ فَسَيُنْقَذُ، وَإِنْ عُرِضَ عَلَى التَّأْدِيبِ فَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى رَحْمَتِكَ؛ لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِهَلاَكِنَا، فَتُلْقِي السَّكِينَةَ بَعْدَ الْعَاصِفَةِ، وَبَعْدَ الْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ تُفِيضُ التَّهَلُّلَ. فَلْيَكُنِ اسْمُكَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ مُبَارَكًا مَدَى الدُّهُورِ». فِي ذلِكَ الْحِينِ اسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُ الاِثْنَيْنِ أَمَامَ مَجْدِ اللهِ الْعَلِيِّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاَكَهُ الْقِدِّيسَ رَافَائِيلَ لِيَشْفِيَ كِلاَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنَ رُفِعَتْ صَلَوَاتُهُمَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ إِلَى حَضْرَةِ الرَّبِّ."
آيات (1-6): هنا نرى عظمة طوبيا فهو أرجع آلامهم إلى خطاياهم فبرر الله، ولكنه لم يلقي باللوم على الله. أصبحنا أحدوثة= وهي تصغير حدث أي شيئًا تافهًا. مر أن تقبض روحي بسلام= كون الإنسان يطلب الموت لنفسه فهذا خطأ لأنه يأس من رحمة الله. لكن الله الذي يعرف ضعف الطبيعة البشرية يسامح على هذه الأخطاء. وهو قد سامح إيليا حين سقط نفس السقطة (1مل4:19) ولنفهم أن بولس حين قال "لي اشتهاء أن أنطلق فأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا" (في23:1) فهذا يختلف عن طلب الموت يأسًا من الشفاء:-
1. يقول بولس الرسول "ذاك أفضل جدًا" إذًا ما هو فيه شيء جيد لكنه يطلب الأفضل فهو ليس يائسًا، بل هي شهوة قلبه أن يرى المسيح.
2. بولس قال هذا خلال حديثه أنه في حيرة، يريد أن يعيش ليخدم الله ويمجد اسمه ويريد أن يذهب للمسيح. فهو محصور بين شيئين، لذلك ترك القرار في يد الرب وقال "لكن أن أبقى ألزم لأجلكم" أي طالما أن الله يجد أن لي عمل فسأبقى لأمجد اسم الله.
آيات (7-23): هنا نجد عائلة أخرى تحيا في قداسة ولها مشكلة هي الأخرى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونجد الابنة تصلي. مشكلتها لم تدفعها لليأس بل للصلاة. لذلك قال الآباء (لا تضع المشكلة بينك وبين الله، بل ضع الله بينك وبين المشكلة). لذلك فبعد صومها وصلاتها باركت الرب (آية12) فهي لم تنصرف عن صلاتها إلاّ بعد أن شعرت بالتعزية ولنلاحظ دور الشيطان، فكما أثار أصدقاء طوبيا وزوجته ليعيروه، استخدم الخادمة لتعير سارة. وسارة حصلت على التعزية بصلاتها لأنها لم تتذمر على الله، واعترفت بالخطية واتضاعها إذ تقول لعلي لم أكن مستأهلة لهم على أزواجها الذين ماتوا، وتسليمها لله= لعلك أبقيتني لبعل آخر + مشورتك لا يدركها إنسان.
وكما طلب طوبيا الموت لنفسه في ضيقة نفسه هكذا فعلت سارة =
أتوسل إليك يا رب أن تحلني من وثاق هذا العار أو تأخذني عن الأرض لكن الموت ليس حلا للمشاكل، فالله يتدخل بطرق عجيبة ويحول الآلام إلى خير. فماذا لو مات إيليا في ضيقة نفسه، حينئذٍ كان قد فقد حمل المركبة النارية له، ولنرى الخير الذي كان الله يعده لطوبيا وسارة.
آية (24، 25) بعد أن أتت التجارب بثمارها ورأَى الله كمال الأسرتين، ها هو يرسل ملاكه لينهي المشكلتين.
← تفاسير أصحاحات طوبيا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14
تفسير طوبيت 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير طوبيت 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/876azmj