وهنا انبرى شيطان الزنا وقال:
أنا أيضا - مثل شيطان الغضب، من أكثر الشياطين نشاطا، بل ومن أكثرهم نجاحا وسيطرة على بني البشر الضعفاء. أثير غرائزهم من الصبا وبخاصة في مرحلة المراهقة، واستمر معهم في مراحل عمرهم. أوقع غالبيتهم في سقطات عديدة شملت حتى الكبار منهم. بل أحيانا شمل نشاطي المدن بأكملها مثل سادوم وعمورة. وقد أوقعتهم أيضا في الشذوذ الجنسي بأنواعه، وأغرس فيهم عدم الاكتفاء بالزوجة الواحدة. وبعضهم اتخذ أعدادا لا تحصى من الزوجات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد أحدرت كثيرًا من النساء في البغاء. والبعض وقعوا في علاقات جنسية محرمة، وفي أمراض جنسية مثل السيلان والزهري، وأخيرا مرض الإيدز الخطير، الذي ينقلونه إلى الزوجات وإلى الأطفال من نسلهم.
وأنا أخدعهم بأن هذا ليس زنى، وإنما هو متعة، وهو في صميم الطبيعة البشرية، لأنه غريزة في الإنسان. ساعدني في ذلك أصدقائي الأعزاء شيطان الخداع، وشيطان الشذوذ، وشيطان الإغراء، وبعض شياطين اللهو...
ومن خطورة عملي، قال سليمان الحكيم (21) عن إغراءاتي إنها طرحت كثيرين جرحى... وكل قتلاها أقوياء".
** (إبليس) أهنئ شيطان الزنى على نشاطه وعلى نجاحه. وقد قررت أن أمنحه هو وشيطان الغضب وسام سطانائيل الأعظم.
وعليه أن يحكى خبراته لتلاميذه في جامعة سلطان الظلام.
(أصوات): دام شيطان الزنى، ودام شيطان الغضب.
(أصوات): إلى مزيد من النجاح / إلى مزيد من إسقاط البشر.
** (شيطان الزنى): يتابع تقريره ويقول في حماس:
أنا الذي كنت مع أوغسطينوس في بدء حياته. وكنت مع مريم القبطية أيضا في بدء حياتها.
وكنت مع كثير من الزناة طوال حياتهم، وحتى في ساعة وفاتهم كانوا يتمنون الحياة لمتابعة زناهم. وها هم الآن معنا.
ومن عمق شهرتي نادى شهود يهوه بأن الملائكة قد وقعوا بالزنى مع نساء البشر، وأنجبوا منهم نمرود. وبعض فلاسفة الوثنية نادوا بإله للخصوبة أي للزنى وعبدوه... لهذا كله فأكبر عدو لي هو البتولية التي أخترعها أولئك البشر المحرومون من المتعة لذلك فأنا بكل قوتي أحارب هذه البدعة وزميلتها العزوبية.
حتى هناك الرهبان الذين أوقعت بعضهم في حبائلي فكسر بعضهم نذره وتزوج. وها كاسيان الشهير جعل حروبي من أهم الحروب الروحية. وقد حاولت إغراء أنطونيوس الكبير بصور النساء ولكنه للأسف لم يقبل إغرائي ومع ذلك فأنا لا أيأس مطلقا، ومازلت أجاهد في حربنا الجامعة عند البشر... وأنا أعلم تلاميذي كل الحيل اللازمة لنجاحهم ضد العفة.
وأشكر السيد الزعيم على تهنئته لي ووسامه العالي القيم وأعاهده على دوام العمل. وختم شيطان الزنا تقريره وسط تصفيق حاد...
(أصوات): استمر يا شيطان الزنا في نشاطك / وليكن بعلزبول معك.
(هتافات): لتسقط العفة / لتسقط البتولية / لا عفة بعد اليوم / لا بتولية بعد اليوم / شجعوا الزنا وشجعوا الإغراء.
** (إبليس): أنا مازلت متضايقًا من وجود الإيمان في الأرض. لا بُد أن تبذلوا جهودكم للقضاء عليه. هل صار شيطان الإلحاد بلا عمل؟! لماذا لا يعمل وينشط؟! هل تنتظرون أن يقضي الإيمان على مملكتنا فتزول بعد أن زالت الوثنية أو كادت؟! أنظروا كيف انتهت الشيوعية من روسيا وحل الإيمان محلها وجاهر الناس بإيمانهم. لماذا لم تخرج جامعة سلطان الظلام عمالقة يحطمون الإيمان بالله كما في أيام ازدهار عبادة الأصنام؟!
يا للأسف هل كان تعبي فيكم بلا ثمر؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/session/adultery.html
تقصير الرابط:
tak.la/wfj625r