منذ الخطية الأولي، والشيطان يقدم إغراءات ليسقط ضحاياه. وكان أول إغراء قدمه لأبوينا الأولين هو "تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 3: 5). واستمر يقدم إغراءات للبشر "شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو2: 16). وقدم هذه كلها لسليمان الملك (جا2: 1-10). وعلى الجبل قدم للسيد المسيح ثلاثة إغراءات: الخبز، حمل الملائكة له على أجنحتها، وكل ممالك الأرض ومجدها (متى 4). ورفض السيد كل هذا، وأخزى الشيطان وطرده. إن إغراءات الشيطان لا تستلقط إلا قلبًا يميل إليها...
أو يمكن أن يميل إليها... أما القلب القوى فإنه يرفض تلك الإغراءات، أو قل إنها لا تغريه. إن الملكة إيزابل أرادت أن تؤثر على ياهو الملك وتغريه، كما كان آخاب الملك تحت سيطرتها من قبل "فكحلت بالإثمد عينيها، وزينت رأسها" (2مل 9: 30) أما يا هو، فلم يغره هذا الجمال الزائف، بل احتقره وأمر بقتلها...
والشيطان أحيانًا ينتقى إغراءاته، وأحيانًا يجس النبض...
يجس النبض لكي يرى هل محاربه يضيف أمام هذا الإغراء أم لا. فإن وجده لا يهتم ولا يتأثر، يجرب إغراء آخر، كما فعل مع السيد المسيح، فوجده قويًا أمام كل إغراءاته. ومن خبرة الشيطان الطويلة، أنه ينتقى لكل نوع من الناس ما يرى أنه يناسبه...
وقد يغرى بالشيء الذي يرى الشخص محتاجًا إلية.
كما قدم للسيد المسيح تجربة الخبز، حينما قيل عنه إنه "جاع أخيرًا" (متى 4: 2، 3). وقدم تجربة العرافة لشاول الملك في الوقت الذي رآه فيه محتاجًا إلى مشورة ولم يجد (1صم 28: 4-7). وقدم تجربة العجل الذهبي لبني إسرائيل في وقت رآه مناسبًا، وقد غاب عنهم موسى النبي، وغاب معه الإرشاد الروحي وهيبة النبوة (خر 32: 1 - 4).
والشيطان يقدم الإغراء قويًا مؤثرًا، ليمنع التوبة والعمل الروحي.
فإن وجد إنسانًا قد عزم على التوبة بكل عزم وقوة، يقدم له خطية كان يشتهيها منذ زمن، ويبحث عنها فلا يجدها. فيضعها أمامه فجأة تسعى بنفسها إليه من حيث لا يدرى، فيغريه بها ليسقط... وإن كان إنسان قد أبطل قراءة كتب معينة معثرة، لا مانع في هذا اليوم من أن يرسل إليه صديقًا، يهديه كتابًا كان هذا (الضحية). يشتهى شراءه شهورًا طويلة ولا يجده في السوق. فيجد نفسه أضعف من الإغراء، فيقرأ ويسقط. وإن تاب شاب عن الخطية الزنا، يجد خطية سعت إليه سعيًا.
بحيث يظن المسكين أنها فرصة لا تعوض. ويقول له الشيطان: لا تترك هذه الفرصة، ويمكن أن تتوب بعدها...!
وهكذا إن وجد الشيطان إنسانًا يبعد عن الخطية، يأتي إليه بأكبر إغراءات للخطية بالنسبة إليه. لأنه يعرف تمامًا أين يوجد الجرح الذي يدوس عليه فيؤلمه.. وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فإن تبت ووجدت خطية تسعى إليك في إغراء عجيب...
لا تقل هذه فرصة. بل قل: هذا بلا شك فعل الشيطان.
ليس هذا شيئًا طبيعيًا، ولا هو أتى عن طريق الصدفة. بل هي خطة مدبرة محكمة من عمل الشيطان. ومبارك هو الرب الذي كشفها لي لأهرب منها... وكما قال الراهب القديس عبد المسيح الأثيوبي المتوحد ببرية شيهيت "فخ يا أباتي فخ"... نقطة أخرى بارزة في حرب الشيطان هي...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4fzwfcy