محتويات
الباب الرابع: عوائق الفضيلة
حياة البر والفضيلة لا تسير سهلة باستمرار، إنما تصادفها عوائق في الطريق. حتى في سير القديسين صادفتهم في حياتهم عوائق:
لماذا سمح الله بهذه العوائق؟ ما مصادرها وأسبابها وفوائدها؟
الذي يجول مثل أسد زائر يلتمس فريسة. الذي يلقي الزوان في كل حقل. الذي ألقي نصيحة مهلكة في أذن أمنا حواء... هذا إلى يجب أن نحترس منه، كما قال معلمنا بولس الرسول "لأننا لا نجهل أفكاره" (2كو11:2).
إن القديس أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسية قال "إن عدونا الأول ليس هو الأريوسية وإنما الشيطان".
من ضمن أسبابها: الأكاليل الناتجة عنها:
فإذا وجدت عوائق، وأنتصر الإنسان عليها، إنما يدل ذلك على محبته لله، وإصراره على السير في الطريق الروحي، مهما صادفته من عقبات. وهكذا ينال أكاليل على محبته وجهاده وانتصاره... فلا يقل احد: تصادفني متاعب في البيت والعمل والبيئة، نقول له: هذه طبيعة الطريق الروحي. لا بُد أن يكون هكذا... فلماذا؟
هناك ما يسمونه "حسد الشياطين" يحسدون الأبرار على برهم.
يحسدونهم على أنهم نجحوا في منهج، فشلوا هم فيه. ويحسونهم على النعمة المصاحبة لهم على عمل الروح القدس فيهم... بل يحسدونهم على الحياة مع الله. لذلك يثيرون حولهم الزوابع، لكيما يفشلوا ويصيروا مثلهم ضمن مملكتهم.
فإن وجدت عوائق، اطمئن، لأنك سائر في الطريق السليم:
لو كنت سائر في طريق الشيطان، ما كان يحاربك! بل على العكس يسهل طريقك ويشجعك. أما محاربته لك أو محاربة أعوانه، فدليل أكيد على أن مسلكك يتعب الشيطان... ولهذا قال السيد المسيح له المجد:
"لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته، ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، ذلك يبغضكم العالم"، "إن كان العالم يبغضكم، فاعلموا أنه قد أبغضني قلبكم" (يو15: 19،18)... إن بغضة العالم لك، ومضايقته لطريق، أمر طبيعي ومطمئن، ووسام على صدرك.
وقد وصف الرب الباب بأنه ضيق، والطريق بأنه كرب (مت14:7).
إن العمل العظيم هو الذي يستحق المحاربة من عدو الخير، كذلك فإن البداية الطيبة تخيفه، لئلا تنمو وتثمر. لذلك نرى كثيرًا أن البدايات تكون صعبة في كل عمل ناجح لأنك كلما تبدأ في عمل الخير، يبدأ الشيطان وأعوانه عملًا مضادًا لك...
حتى في حياة الرسل وكبار الآباء القديسين، كانت هناك عوائق أمام خدمتهم وكرازتهم.
قام ضدهم أباطرة وملوك وولاة وحكام وقضاء، ودفعوا إلى محاكمات وسجون ونفي، وتعرضوا للطم واضطهادات ووقفت ضدهم الديانات والفلسفات القديمة. ويكفي قو السيد لهم "وتكونون مبغضين من الجميع لأجل اسمي" (مت22:10). وقوله أيضًا "تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو2:16). ولكننا في كل ذلك نقول:
كانت هناك عوائق، ولكنها لم تكن موانع:
قامت، عوائق كثيرة ضد الكرازة، ولكنها لم تستطع أن تمنع الكرازة. بل امتد الإيمان وانتشر، وتأسست الكنائس في كل مكان. ويكفي في ذلك قول الكتاب: والذين تشتتوا، جالا مبشرين بالكلمة" (أع4:8). وقيل ما يشبه ذلك في العهد القديم "ولكن بحسبما أذلوهم، هكذا نموا وانتشروا" (خر12:1). وقيل أيضًا عن الكنيسة "كل آلة صورت ضدك لا تنجح" (أش17:54).
وقف العالم كله ضد أثناسيوس الرسولي، ونفي عدة مرات، وعزلوه ورجع إلى منصبه ومع كل ذلك أنتصر أثناسيوس على كل مقاوميه.
فالحواس هي أبواب للفكر، والفكر يوصل إلى القلب والمشاعر، والعالم يقدم حروبًا كثيرة وعوائق في طريق الروح... وهكذا الجسد وكل عوائقه.
كما قال الري لإسرائيل"، مرشدوك مضلون" (أش 12:3). وكما وصف الرب الكتبة والفريسيين بأنهم قادة عميان (مت23). وقال إن أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة...
ويدخل في هذا الأمر المفاهيم الخاطئة، التي تنتشر في وسط أي جماعة فتضللها وتعيقها عن الوصول إلى الله. إن بطرس بمفهومه الخاطئ عن الآلام وقف معثرة أمام الرب فانتهره وقال له "أذهب عني" (مت23:16)...
ومن ضمن هذه المعوقات الكتب والمطبوعات الخاطئة...
وربما تكون بعضها طباعًا موروثة، أو طباعًا مكتسبة من البيئة، أو من كثرة الممارسة... ولكن على الإنسان أن ينتصر عليها، سواء كان الشخص غضوبًا أو سماعًا أو متسرعًا... إلخ.
ومن أهدافها الخاطئة. كما قال الكتاب "لم تصبكم تجربة إلا بشرية "ونحن نصلي إلى الله أن ينقذنا من كل العوائق أيًا كانت مصادرها.
ولكنني في كل هذه العوائق والمحاربات، أحب أن أطمئنك وأقول لك: لا تخف، بل أثبت واستمر. فهناك حقيقة.
أنت لست وحدك في محاربتك. إنما معك المعونة الإلهية:
الشيطان يعيقك، والنعمة تشجعك وتقويك... الله يسمح بوجود العوائق، هذه نصف الحقيقة، أما النصف الآخر فهو أن الله في نفس الوقت، يعطيك القوة التي تجاهد بها وتنتصر، بل هو نفسه يقودك في موكب نصرته (2كو14:2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إنه يسمح بالتجارب، ولكنه "أمين، لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو13:10). ولكنك لعلك تسأل: ولماذا يسمح اله بالتجربة؟ ولماذا يسمح بالعوائق؟ وهذا ينقلنا إلى نقطة أخرى وهي:
سمح الله بالعوائق لاختبار محبتنا. ولاختبار إرادتنا، واختبار مدى طاعتنا.
كل إنسان يمكنه أن يقدم نية طيبة. ووعودًا طيبة، مثلما فعل بطرس حينما قال: "وإن شك فيك الجميع. فأنا لا اشك أبدًا"،"ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك" (مت26: 23، 35)... ولكن في ساعة التنفيذ، حينما تبدو المخاوف والمخاطر، هنا يقف الاختبار أمام كل الكلام النظري، وكل النيات الطيبة.
أ) إنسان متيسر وغني، يستطيع أن يعطي، دون أن يؤثر العطاء على مركزه المالي. أما إن وجدت عوائق من الاحتياج أو العوز، فهنا تختبر فضيلة العطاء، وهكذا ظهرت فضيلة الأرملة التي أعطت من أعوازها، مدحها الرب (مز44:12). وهكذا أيضًا ظهرت فضيلة أرملة صرفة صيدا، التي أعطت إيليا النبي - في أيام المجاعة ما معها من دقيق وزيت، ستعمله، ليكون أكلتها الأخيرة هي وابنها، ثم يموتان" (1مل12:17). إذن فالذي يدفع للرب - وليس عنده تكون محبته أعمق، وأجره اكبر...
ب) وينطبق العطاء من العوز، على الوقت. وعلى العشور أيضًا، كما ينطبق كذلك على القوة والصحة.
فالذي يدفع العشور، وهو فقير، كل إيراده لا يكفيه، هذا الذي انتصر على عائق الفقر، وأطاع الوصية على الرغم من العوائق، بعكس الذي يتخذ العوز عذراء يغطي أو يبرر به عدم طاعته. كذلك الخادم إلى يستمر في خدمته، في عمق أيام الامتحانات، وليس لديه وقت على الإطلاق، بل هو محتاج إلى كل دقيقة. وكذلك الذي يتعب في الخدمة، على ضعف صحته... كل هؤلاء في انتصارهم على العوائق. دلوا على أن محبتهم لله وللناس أكثر عمقًا. وبرهنوا على تمسكهم بعمل الخير مهما كانت العوائق...
ج) وكذلك من يحتمل غيره، على الرغم من عمق الإساءة. وعلى الرغم من الإحراج أمام الناس.
إنه يدل على أن فضيلة الاحتمال التي عنده انتصرت على العوائق... وذلك قال السيد المسيح له المجد "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك. وإن سلمتم على أخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم..." (مت5: 44-47). هنا المحبة والسلام على الرغم من طول المدة في الاحتمال... وكذلك من يتحمل خيانة صديق على الرغم من عُمق الخيانة ونتائجها:
د) كذلك مَنْ يقول كلمة حق، مع عوائق من النتائج المتعبة:
سهل أن يقول كلمة الحق، إن كانت سهلة، ولا أذية من قولها... أما من يقول كلمة الحق، على الرغم من الاضطهاد الذي يلحقه بسببها، فهذا يدل على مدى اهتمامه بالشهادة للحق، كما يدل أيضًا على شجاعة وجرأة. ومن أمثلة ذلك القديس يوحنا المعمدان، الذي قال للملك هيرودس: "لا يحل لَكَ أن تأخذ امرأة أخيك (لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ)" (مر18:6). وكانت النتيجة أن يوحنا ألقي به في السجن، وقطعت رأسه على طبق.
ه) مثال آخر، هو الشكر على الرغم من العوائق:
كل إنسان يمكنه أن يشكر الله في حالات الصحة والراحة والسعة والنجاح... أما أن تشكر الله وأنت في المرض والألم، أو تشكره وأنت تحتمل ظلمًا واضطهادًا، أو تشكره وأنت في الفقر والعوز، أو تشكره وقد صليت صلوات كثيرة ولم تشعر باستجابته... ففي هذا كله يظهر عمق فضيلة الشكر عندك، ويظهر أنك تحب الله من أجل ذاته، وليس من أجل خيراته...
العوائق تظهر مدى ثبات الإنسان في إيمانه، وفي علاقته بالله والناس.
إن الشهداء أظهروا عمق إيمانهم، على الرغم من التهديدات والعذبات والسجن والنفي، وعلى الرغم من الإغراءات التي عرضت عليهم... وبرهنوا أنهم كانوا اقوي من كل ذلك. وانتصروا على عوائق الألم والإغراء، وناولوا الأكاليل.
وأيوب الصديق ظهرت فضيلته على الرغم من فقده ماله وأولاده وصحته، كما فقد العطف من أصدقائه وزوجته، وفقد الاحترام من عبيده، بل فقد كل شيء. لكنه استطاع أن يقول "الرب أعطي، الرب أخذ، ليكن اسم الرب مباركًا" (اي21:1).
كذلك في التعامل مع الأصدقاء والمعارف، يبدو عمق العلاقة إن استطاع الإنسان أن يحتفظ بمحبته، ولا يضحي بها بسبب خطأ يحدث، أو إهمال مقصود أو غير مقصود أو سبب تقصير أو زلفة لسان... إلخ...
الفضيلة الثابتة على الرغم من العوائق، تشبه البيت المبني على الصخر:
ثبات هذا البيت تعرض لعوائق الرياح والأمطار والأنهار ولكنه أنتصر ولم يسقط (مت7). كذلك الإنسان الروحي الذي يبقى إيمانه ثابتًا، ولا يفقد هدوءه ولا سلامه ولا محبته، على الرغم من كل العوائق... لا يهتز، ولا يتغير، ولا يضطرب، ولا يشك ولا يضعف... تدل الاختبارات على أن معدنه طيب وقوي، وعلى أنه يحيا حياة الانتصار باستمرار...
مثال ذلك: إبراهيم أبو الآباء، في كل اختبارات إيمانه:
كانت دعوته الأولى: أن يترك أهله وعشيرته وبين أبيه (تك12). ويمضي وراء الله "وهو لا يعلم إلى أين يذهب" (عب8:11). ومع ذلك "لما دعي أطاع". ولم يناقش، ثم كان الاختبار الثاني والأصعب، أن يأخذ ابنه وحيده الذي تحبه نفسه، ويقدمه لله محرَقة على أحد الجبال" (تك2:22). ولم يقف هذا الأمر عائقًا أمام محبة إبراهيم لله ولا أمام إيمانه ولا طاعته...
كذلك هناك فرق كبير بين الخدمة السهلة والخدمة الصعبة:
كثيرون يفضلون الخدمة السهلة المريحة. وبلا شك أن أجرها عند الله لا يمكن أن يكون في مستوى الخدمة الصعبة، التي بلا إمكانيات، مثل كرازة مارمرقس في أرض مصر... أو تكون خدمة فيها مشاكل ومتاعب من الأوضاع ا, من الناس أو من أخوة كذبة كما حدث لبولس الرسول (2كو4: 6، 11). الذي قال أيضًا "حاربت وحوشًا في أفسس" (1كو8:3). فكلما انتصر الإنسان على عوائق الخدمة لأجل بناء ملكوت الله، هكذا يكون أجره عظيمًا في السماء.
ربما لو كانت الحياة الروحية سهلة وبلا عوائق، وسلسلة من الانتصارات، لوقع الإنسان في المجد الباطل والشعور بالقوة. بينما العوائق كثيرًا ما توقفنا أمام حقيقة أنفسنا، فنشعر بأننا ضعفاء، وأن الأمر ليس سهلًا، ويحتاج إلى جهد قد يكون فوق مستوانا.
وهكذا تتضع قلوبنا من الداخل، وبخاصة إن فشلنا في بادئ الأمر، كما حدث مع بطرس، ومع داود، ومع شمشون.
فلا نعتمد على أنفسنا، إنما نعتمد على الله، ونقول مع المرتل: لولا أن الرب كان معنا... لابتلعونا ونحن أحياء" (مز124).
ونقول للرب أيضًا "أصغ إلى صراخي، لأني قد تذللت جدًا. نجني من الذين يضطهدونني، لأنهم اشد مني فصرخت إليك يا رب. وقلت أنت هو رجائي وحطي في أرض الأحياء" (مز142). والعوائق تجعل صلواتنا أكثر عمقًا وأكثر حرارة.
أليس هو القائل "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (لو5:15). نلمس قوله "أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت20:28). وهكذا نرى عمليًا كيف أن الله يحل لنا المشاكل، ويزيل العوائق والعقبات. وندرك عمليًا قول الله عن زربابل "من أنت ايها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلًا" (زك7:4). ونختبر كيف يحول الله الشر إلى خير، وكيف يتدخل في الأحداث، ويديرها حسب مشيئته، ويجعلها كلها تؤول إلى مجد اسمه.
وبخبراتنا في الانتصار على العوائق بمعونة إلهية نختبر عمليًا تفسير الآية التي تقول:
"قفوا وانظروا خلاص الرب... الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر14: 13-14)...
وإذا بالقصص التي نقرؤها في الكتاب - تصبح واقعًا عمليًا أمامنا كقصة الثلاثة فتية في الأتون، أو قصة دانيال في الجب، ونضيف إلى حياتنا سجلًا واقعيًا من معاملات الله معنا أو مع أقاربنا وأصحابنا وزملائنا وبالتالي شجاعة وقوة، ولا نعود نخاف من الشدائد ولا العوائق ولا من الأمور الصعبة... ونرى كيف أن الله يسمح العوائق، ولكنه يوجد طريقًا داخلها للفكاك منها...
الشكر لله الذي أنقذ ودبر وأزال العوائق. الله الذي يفتح ولا أحد يغلق. الله الذي هو أقوى من فرعون ومن نيرون ومن ديقلديانوس. وهكذا نرتل قائلين "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا عوننا من عند الذي خلق السماء والأرض" (مز 124).
ونرى في كل العوائق أن الذين معنا أكثر من الذين علينا (2مل16:6).
نرى أن الملائكة المحاربين معنا، أكثر من الشياطين القائمين علينا. ونرى أن عمل الله الهادئ أكثر من قوي الشر الصاخبة... وعمل الروح القدس أعمق من كل الإغراءات المضادة. إن آدم لم يشعر بقيمة كل الخيرات المحيطة به وهو في جنة عدن. ولكن. الشعب التائه في سيناء، عرف قيمة الماء المتفجر من الصخرة، والمن النازل من السماء لن الاحتياج يعطي قيمة للشيء أكثر من توافره...
وهكذا يغني القلب الذي يواجه العوائق، ويقول "مبارك... الذي الرب يعلم يدي القتال، وأصابعي الحرب" (مز1:144). لولا جليات ما اختبر داود قوة رب الجنود، وأولًا الحروب الروحية، ما كنا نحصل على تعاليم الآباء الذي جربوا خداع العدو، ووصفوا لنا قتالاته وطريقة الانتصار عليها. لقد عاش بولس البسيط في ظل صلوات القديس أنطونيوس الكبير. ثم دعاه القديس أن يسكن بمفرده في الوحدة "لكي يجرب قتالات العدو "لكي تنشط روحه في الجهاد، وتختبر الانتصار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/righteousness/stumbles.html
تقصير الرابط:
tak.la/hjgnah7