St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   hope
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   hope

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

35- مَنْ ردهم الرب إلى أرضهم؟

 

يعقوب أبو الآباء، كان خارجًا من بيت أبيه، خائفًا من أخيه عيسو. وكان سائرًا في الطريق، ولا يعرف ماذا ينتظره. كل ما كان يعرفه، أنه وضع أمامه نصيحة أمه رفقة التي له: "هوذا عيسو أخوك متسل أخوك متسل من جهتك بأنه يقتلك... قم أهرب إلى أخي لابان إلى حاران، وأقم عنده أيامًا قليلة، حتى يرتد سخط أخيك، حتى يرتد غضب أخيك، حتى يرتد غضب أخيك عنك.." (تك 27: 43، 45).

وفيما هو هارب من أخيه المزمع أن يقتله، طمأنه الرب بقوله: "ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض".

إنه حنو من الحِفْظ الإلهي.

إلهنا الحنون الطيب، يرافق إنسانًا في هربه، ليحفظه، حيثما يذهب، ويكون معه، ويرده إلى أرضه.

ويظهر حنو الله وحفظة في هذه القصة، مما يأتي:

كان عمل الله رجاء مقدمًا لإنسان ضعيف عاجز:

St-Takla.org Image: Esau Embraces Jacob - The meeting of Jacob and Esau: (Genesis 33:3-4) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908 صورة في موقع الأنبا تكلا: عيسو يعانق يعقوب أخيه - مقابلة يعقوب وعيسو (التكوين 33: 3-4) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908

St-Takla.org Image: Esau Embraces Jacob - The meeting of Jacob and Esau: (Genesis 33:3-4) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908

صورة في موقع الأنبا تكلا: عيسو يعانق يعقوب أخيه - مقابلة يعقوب وعيسو (التكوين 33: 3-4) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908

* فأبونا يعقوب ما كان قادرًا أن يحمي نفسه.

* وكان أضعف من عيسو بكثير، وعدوه كان قادرًا على قتله.

* وما كان يعقوب قادرًا أن يحفظ نفسه في الطريق، ولا أن يرجع بقوته إلى تلك الأرض... وهنا تدخل الله، إله الضعفاء، ليحفظ ويحمي ويرد.

هناك عمل إلهي في حياة كل إنسان...

* عمل إلهي مصحوب بمواعيد، تعطي رجاء للنفس المتعبة...

وسنحاول أن نتتبع أمثلة لهذا العمل الإلهي، وهذا الحفظ الإلهي، كما يبدو قصص الكتاب المقدس.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* حينما أخذ شعب الله مسبيًا إلى بابل وإلى آشور، وكانوا هناك مستعبدين، أسرى الحرب، عاجزين عن حماية أنفسهم... وقد ملكتهم الكآبة، وعلقوا قيثاراتهم على أشجار الصفصاف، ورددوا قول المزمور: "على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا حينما تذكرنا صهيون" (مز 136: 1).

هنا تدخل الله، وهمس في إذن الشعب بكلمة رجاء، قال له فيها: "ها أنا معك. وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض".. وقد كان:

عادوا من السبي، وبنوا أسوار أورشليم المهدمة، وأصلحوا أبوابها المحروقة بالنار، وردهم الرب إلى تلك الأرض...

وقد شرح نحيما في فرح عظيم قصة هذا الرجوع، وعمل الله معه فيه. وكما نفذ الله وعده لفرد واحد هو يعقوب، نفذ أيضًا نفس الوعد لشعب بأكمله...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* هناك شخص آخر، كانت حالته أسوأ... هو أبونا آدم:

* أخطأ أبونا آدم وكسر الوصية. وطرده الرب من الجنة. وقال له بالتعب تأكل من الأرض كل أيامك. ووضع الرب الكاروبيم بلهيب سيف متقلب لحماية شجرة الحياة، حتى لا يأكل منها آدم ولا حواء. وأغلقت أبواب الفردوس أمامها (تك 3).. وماذا بعد؟

وسط كل هذا المتعب، ومع هذه العقوبة وهذا الطرد، كان نفس الوعد الإلهي مقدمًا لأبينا آدم "ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض"..

ومتى رده الرب إلى الفردوس..؟ كان ذلك بعد أكثر من خمسة آلاف سنة؟.. ليكن...

* إن وعد الله قائم، مهما طالت الأيام عليه...

لقد مرت آلاف السنوات، انقضت واختفت. ولكن لم تمر أبدًا ولم تختف عن نظر أحد من الآباء، تلك العبارة المعزية "ها أنا معك... وأردك إلى هذه الأرض".

ورقدوا جميعهم على رجاء...

* يرتل كل منهم عبارة المزمور "وأنا أؤمن أني أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء. انتظر الرب.." (مز 27: 13).

إن عقوبة الله لم تستمر... الله لا يغضب إلى الأبد، ولا يحقد إلى الدهر (مز 103: 9). لقد طرد آدم لأنه أخطأ. ولكنه مع الطرد، أعطاه الوعد بالخلاص...

وعندما سمر ربنا يسوع المسيح على الصليب، وحمل جميع خطايانا، ودفع الثمن كاملًا للعدل الإلهي، ماذا حدث؟

* فتح الرب أبواب الفردوس، ورد آدم إلى تلك الأرض.

ورد معه جميع بنيه، الذين رقدوا على رجاء، وكذلك اللص اليمين الذي مات على رجاء الوعد الإلهي "اليوم تكون معي في الفردوس". ونحن نسبح الرب ونقول له:

صادقة يا رب هي مواعيدك. وحقيقي كل رجاء تقدمه.

حينما تقول لأحد "أردك إلى هذه الأرض، لابد أن ترده فعلًا.

يعقوب أبو الآباء، مرت عشرون سنة، ورددته إلى أرضه. والشعب المسبي، مرت سبعون سنة ورددته. إلى الفردوس.

مواعيد الله لا بُد أن تنفذ. لا يهم بعد عشرين سنة، أو سبعين، أو خمسة آلاف...

المهم أن يحقق الله وعده، في الموعد الذي يحدده وفي محبة وقوة، يرد تلك النفس التي وعدها وهنا تظهر قوة العمل الإلهي في حياة الفرد، أو الجماعة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.

ونلاحظ ملاحظتين في هذه الأمثلة الثلاثة التي ذكرناها.

هذه الأمثلة الثلاثة تدور حول نفوس كانت عاجزة، وأيضًا خاطئة...

لا شك أن أبانا يعقوب كان عاجزًا عن رد نفسه إلى أرضه. وكذلك الشعب في السبي. وأيضًا آدم كان في عجز مطلق عن رد نفسه إلى الفردوس...

وهذه الأمثلة الثلاثة، تدور حول نفوس قد أخطأت إلى الرب، وبالتالي ما كانت مستحقة لوعوده...

آدم معروفة خطيته أو خطاياه العديدة(1).

ويعقوب خدع أباه الضرير، وأخذ البركة بالغش والاحتيال، كما سبق أن أخذ البكورية من أخيه باستغلال إعياء أخيه في جوعه. وشعب إسرائيل كان قد وقع في عبادة الأصنام، مع خطايا أخرى كثيرة جدًا أغضب بها الرب، حتى دفعه إلى أيدي أعدائه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ولكن الله لا يعطي مواعيده وحِفظه للأبرار فقط...

حتى الخطاة أيضًا، لا يُسْقِطهم الرب من رعايته وحفظه...

ولو كان الخطاة محرومين من عناية الله، ما خلص أحد...

ولكن الرب جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك... وقد أعلن أن المرضي هم الذين يحتاجون إلى طيب، وليس الأصحاء. وأنه جاء ليدعو الخطاة -وليس الأبرار- إلى التوبة.

* ما أكثر وعود الرب للخطاة، بردهم إلى تلك الأرض...

حتى في سقوط الإنسان وفي خطيئته، يقول له الرب: أنا معك، وأردك إلى هذه الأرض، أرض الأحياء.

الخروف الضال الذي خرج من الحظيرة وتاه، ولم يعرف يعيد نفسه إلى حظيرته، قال له الرب أيضًا: لا تخف، أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض". وفعلًا حمله على منكبية فرحًا، وأعاده إلى حيث كان.

والدرهم المفقود أيضًا، ما كان بقدرته أن يرجع إلى جيب صاحبه أو صندوقه ولكن الرب كان معه، وحفظه ورده إلى تلك الأرض.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* ولنا مثل آخر، في قصة يونان النبي:

يونان بخطيئته القي في البحر، وبخطيئته ابتلعه الحوت... وظل في بطن الحوت. مَنْ الذي يقدر أن يخرجه؟!

ولكنه في بطن الحوت، صلى إلى الدرب، لكي يعود فيرى هيكل قدسه. ونظر الله إليه وهو في جوف الحوت وقال له: لا تخف. ها أنا معك، وأردك إلى تلك الأرض... وقد كان...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عجيبٌ هو الله. كل شيء مستطاع عنده...

حتى ما يبدو مستحيلًا أو غير مستطاع، عند الناس...

* هل كان يجول في ذهن الثلاثة فتية، وهو يلقون في أتون النار، أنهم سيعودون مرة أخرى إلى بيوتهم؟!

ولكن في وسط النار، كان الرب يهمس في أذن كل واحد منهم "أنا معك... وأردك إلى هذه الأرض".

* ودانيال أيضًا، وهو في جب الأسود، ملقي في وسط الأسود الجائعة، يقول له الرب نفس العبارة...

وفعلًا، أخرج الله دانيال سالمًا من الجب.

وأخرج الثلاثة فتية من أتون النار.

كما سبق وأخرج يونان من جوف الحوت وردهم جميعًا...

حقًا عجيب هو الرب! عجيب في محبته، وفي حفظه، وعجيب في عمله الإلهي! عجيب في كل مرة قال فيها لأحد أحبائه: أنا معك، وأردك إلى هذه الأرض.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) أنظر كتابنا آدم وحواء المنشور هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/lands.html

تقصير الرابط:
tak.la/xz92maf