St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   dialogue-with-god
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حوار مع الله، ومقالات منتقاه - البابا شنوده الثالث

22- إنذارات من الله، وطرق الإنذارات

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

قصص إنذارات
أنواع وطرق شتى
ردود الفعل للإنذارات

إنذارات من الله

إنها أجراس من الله، تنذرنا بخطر معين، لكي نصحو إلى أنفسنا، ونرجع إلى الله. فهي إذن لفائدتنا. وقد تكون عبارة عن ضيقات تحل بنا، أو مجرد كلمات إنذار...

إنها من مراحم الله. تعطي الإنسان فرصة لمراجعة نفسه.

كما حدث في بعض الزلزالات التي هزَّت بلادنا. وخاف البعض واعتبروها علامة على بداية النهاية. وكان الخوف نافعًا لهم، قادهم إلى التوبة وإلى مزيد من الحرص...

إن الله لا يضرب الناس ضربة مفاجئة تهلكهم. بل بمراحمه ينذرهم.

لذلك تعجبني صلاة كان يصليها أحد الرهبان، ويكررها قائلًا: "لا تأخذني يا رب في ساعة غفلة".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قصص إنذارات:

* ولعل من أولى إنذارته: الإنذار الذي قدمه لقايين أول قاتل على الأرض. قال له "عند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها. وأنت تسود عليها" (تك4: 7). هذه الخطية الرابضة هي حسدك لأخيك هابيل ورغبتك في ايذائه. وأنت لا تزال تسود على هذه الخطية. فاحترس، لئلا يتطور الأمر، فتسود الخطية عليك، وتقتل أخاك. احترس إذن، ها قد أنذرتك.

* إنذار قبل ذلك قدمه الله لأبينا آدم: "وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك2: 17). وعلمت حواء بهذا الإنذار، وقالته للحية (تك3: 2-3).

إنه إنذار قبل السقوط. وهناك إنذارات بعد السقوط، عبارة عن دعوة إلى التوبة.

وعن هذا الأمر، قال الرب في سفر حزقيال النبي "يا ابن آدم، قد جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل فاسمع الكلمة من فمي، وانذرهم من قبلي. إذا قلت للشرير موتًا تموت، وما أنذرته أنت، ولا تكلمت إنذارًا للشرير من طرقة الرديئة لإحيائه. فذلك الشرير يموت بإثمه. وأما دمه فمن يدك أطلبه. وإن أنت أنذرت الشرير، ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديئة فإنه يموت بإثمه. وأما أنت فقد نجيت نفسك" (حز3: 17- 19).

لذلك يؤسفني إننا لا ننذر: بدافع من الخجل أو المجاملة أو العطف.

بسبب المجاملة أو الخجل، نبعد النصيحة أو الإنذار عن أحبائنا ومعارفنا. وأحيانًا بدافع الخوف لئلا يتضايقوا منا.

وقد توجد أم عطوفة على ابنها أو طفلها. مهما أخطأ، لا توبخه مطلقًا لئلا يحزن أو لئلا يغضب منها. وقد تفتخر بهذا الأمر وتقول "هذا ابني، أعامله بمنتهى الحب. لم أحزنه في شيء منذ ولادته"... بينما ربما هذا دليل يفسده. والحب الحقيقي هو أن توجهه إلى أخطائه، لكي لا يقع فيها مرة أخرى. وبأسلوب لا تخسره به.

إن عالي الكاهن، لما لم ينذر أولاده بحزم، استحق عقوبة شديدة من الله. فمات وانتهى الكهنوت من أسرته (1صم3: 14) وسمح الله بموت ابنيه في الحرب (1صم4: 18).

* هناك نوع من الإنذار قبل توقيع العقوبة.

من أمثلة ذلك الإنذار الذي قدمه الله قبل الطوفان. وبلغه لأبينا نوح. "قال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم. فاصنع لنفسك فلكًا..." (تك6: 13-14). أطاع نوح وأسرته هذا الإنذار ونجوا. أما باقي الناس، فرأوا نوحًا يبني الفلك، ولم يبالوا بالإنذار، وهلكوا...

مثال آخر: أرسل الله إنذارًا قبل حرق سدوم. وقام لوط بتبليغ هذا الإنذار. "وكلم أصهاره الآخذين بناته. وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب سيهلك المدينة. فكان كمازح في أعين أصهاره" (تك19: 14). ونفذ لوط إنذار الرب ونجا وبناته معه. أما شعب سدوم فهلكوا.

* من أمثلة الإنذارات: الضربات التي أصابت مصر.

كان يمكن بها أن يقتاد فرعون إلى التوبة، فيسمح بخروج الشعب. ولكنه لم يستفِد بتلك الإنذارات. ولو أنه كان أحيانًا يستجيب ويعد. ثم يرجع ويقسي قلبه. فمثلًا بعد ضربة البرد "أرسل فرعون ودعا موسى وهرون. وقال لهما "أخطأت هذه المرة. الرب هو البار، وأنا وشعبي الأشرار. صليا إلى الرب. وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم..." (خر9: 27-28) ولما رفع الرب عنه الضربة، عاد فرعون وقسّى قلبه. وانتهى الأمر بهلاكه، على الرغم من كل الإنذارات التي قدمت إليه.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أنواع وطرق شتى:

1- قد يأتي الإنذار من الله نفسه مباشرة.

مثل قول الرب في أواخر سفر التثنية "أشهد عليكم السماء والأرض. هوذا قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك. إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته. وتلتصق به لأنه هو حياتك" (تث30: 19-20).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- وقد يكون عن طريق الرسل والأنبياء والكهنة والمعلمين.

كل هؤلاء أرسلهم الله، لينقلوا كلمته إلى الناس، وينذروهم إن كان الأمر يستدعي ذلك. كما قال الرب في سفر حزقيال النبي "قد جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل. فاسمع الكلام من فمي، وانذرهم من قبلي" (حز3: 17). وكما قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وبخ انتهر عظ، بكل أناة وتعليم" (2تي4:2).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- وقد يأتي الإنذار، برسائل يرسلها الرب.

كما حدث مع ملائكة الكنائس السبع. فقد أرسل الرب إلى ملاك كنيسة أفسس يقول له "اذكر من أين سقطت وتب... وإلا فإني آتيك عن قريب وازحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" (رؤ2: 5). وأرسل إلى ملاك كنيسة ساردس يقول له "أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت... تب فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك" (رؤ3: 1، 3).

وفي رسالته إلى ملاك ثياترا، أرسل إنذارًا إلى الخاطئة إيزابل يقول فيه "أعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تتب" (رؤ2: 21). ثم أنذرها بعقوبة لها وللمخطئين معها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- وقد يأتي الإنذار عن طريق علمانيين، أو امرأة.

كما حدث مع داود النبي، لما تملكه الغضب من نابال الكرمي وقرر أن يقتله، ولا يبقي له بائلًا بحائط... أن أرسل الله له أبيجايل لتنذره. فقالت له "عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من أجلك، ويقيمك رئيسًا على إسرائيل، أنه لا تكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي إنك قد سفكت دمًا عفوًا، أو أن سيدي قد انتقم لنفسه" (1صم25: 30-31).

وتقبل داود النبي هذا الإنذار بفهم ورحابة صدر. وقال لأبيجايل: "مبارك هو الرب إله إسرائيل الذي أرسلك هذا اليوم لاستقبالي. ومبارك عقلك ومباركة أنت، لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي... اصعدي بسلام إلى بيتك. انظري قد سمعت لصوتك..." (1صم25: 32 - 35)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Forgive the offender (Corinthians sinner/adulterer) after repenting: "You ought rather to forgive and comfort him, lest perhaps such a one be swallowed up with too much sorrow. Therefore I urge you to reaffirm your love to him. For to this end I also wrote, that I might put you to the test, whether you are obedient in all things. Now whom you forgive anything, I also forgive. For if indeed I have forgiven anything, I have forgiven that one for your sakes in the presence of Christ, lest Satan should take advantage of us; for we are not ignorant of his devices" (2 Corinthians 2: 7-11) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: مسامحة خاطئ/زاني كورنثوس بعد التوبة: "تسامحونه بالحري وتعزونه، لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط. لذلك أطلب أن تمكنوا له المحبة. لأني لهذا كتبت لكي أعرف تزكيتكم، هل أنتم طائعون في كل شيء؟ والذي تسامحونه بشيء فأنا أيضا. لأني أنا ما سامحت به - إن كنت قد سامحت بشيء - فمن أجلكم بحضرة المسيح، لئلا يطمع فينا الشيطان، لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كو 2: 7-11). - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: Forgive the offender (Corinthians sinner/adulterer) after repenting: "You ought rather to forgive and comfort him, lest perhaps such a one be swallowed up with too much sorrow. Therefore I urge you to reaffirm your love to him. For to this end I also wrote, that I might put you to the test, whether you are obedient in all things. Now whom you forgive anything, I also forgive. For if indeed I have forgiven anything, I have forgiven that one for your sakes in the presence of Christ, lest Satan should take advantage of us; for we are not ignorant of his devices" (2 Corinthians 2: 7-11) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مسامحة خاطئ/زاني كورنثوس بعد التوبة: "تسامحونه بالحري وتعزونه، لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط. لذلك أطلب أن تمكنوا له المحبة. لأني لهذا كتبت لكي أعرف تزكيتكم، هل أنتم طائعون في كل شيء؟ والذي تسامحونه بشيء فأنا أيضا. لأني أنا ما سامحت به - إن كنت قد سامحت بشيء - فمن أجلكم بحضرة المسيح، لئلا يطمع فينا الشيطان، لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كو 2: 7-11). - لفنان غير معروف.

5- وقد يكون الإنذار عن طريق عقوبة تحدث تأثيرها.

كما حدث بالنسبة إلى خاطئ كورنثوس في العقوبة التي وقعها عليه القديس بولس الرسول، فعزله المؤمنون من وسطهم (1كو5: 5، 13). ونتيجة لهذه العقوبة حزن وندم وبكي وتاب. ثم أعادوه في محبة، لئلا يبتلع من الحزن المفرط (2كو2: 7).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- وقد يأتي الإنذار عن طريق أحداث معينة.

كما حدث مرة، حينما هجم وباء الكوليرا على مصر سنة 1948، وقاد كثيرين إلى التوبة. أو حينما يصاب بلد من البلاد بزلزال خطير يوقظ ضمائر الناس ويعيدهم إلى الله. وكذلك مع كل كارثة طبيعية من البراكين أو الفيضانات أو القحط أو الحروب.

وقد أرسل الرب انذارات عن الأحداث التي تسبق مجيئه الثاني في (مت24) (مر13)، وفي أبواق الملائكة في (رؤ8-9). وقال لنا الرب "كونوا أنتم إذا مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان" (لو12: 40) "اسهروا إذن... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا" (مر13: 26، 35).

إن كثيرًا من الكوارث تكون إنذارًا للناس.

ولكن لسنا ننتظر الكوارث حتى نتوب. بل علينا من الآن أن نكون مستعدين في كل حين. تجذبنا محبة الله، أكثر مما تخيفنا الإنذارات. فعلى الأقل إن رأينا تلك الأحداث، نستيقظ.

لا شك أن كثيرًا من الأحداث تحمل صوتًا من الله إلينا. وعلينا أن نسمع ونفهم ونستفيد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- وقد يكون الإنذار عن طريق فشل أو مرض أو ضيقة.

قد يفشل إنسان، فيبحث عمليًا كيف يعالج فشله. وقد يستيقظ آخر إلى نفسه ويقول: ربما هذا الفشل نتيجة لتخلي الله عني بسبب خطاياي. إنه إنذار لي لكي اصطلح مع الله. وقد يمرض أحدهم مرضًا خطيرًا. فيقول إنه إنذار، ربما الموت قريب، وعلى أن أرجع إلى الله قبل أن أموت.

كذلك فإن بعض المشاكل العويصة، قد تحمل إنذارًا بالرجوع إلى الله لكي يتدخل ويحل المشكلة.

إن الابن الضال، حينما جلس إلى نفسه، وأدرك سوء الحالة التي وصل إليها، رجع إلى نفسه، ورجع إلى بيت أبيه (لو15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- وقد يكون الإنذار عن طريق تأثير روحي.

ربما عن طريق قراءة روحية قرأتها في الكتاب المقدس، أو في تاريخ الكنيسة، قدمت لك إنذارًا لتغيير وضع خاطئ أنت فيه.

وقد يكون الإنذار عن طريق توبيخ لك من أب اعترافك، أو من والديك، أو نصيحة لك من أحد أصدقائك، أو من مرشد روحي. وقد يأتيك الإنذار من عظة تأثرت بها أو من مقال روحي قد قرأته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9- وهناك إنذارات عامة يقدمها الله عن طريق الأمراض المستعصية.

مثل مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه، وصار إنذارًا للمنحرفين خلقيًا يخافون منه. إنه إنذار يقدمه الأطباء والمجتمع، بل وقد قدمه الله للناس. وبالمثل بعض الأمراض المستعصية الأخرى مثل فيروس C الكبدي وفشل الكبد وتليفه، والفشل الكلوي، وأمراض أخرى مماثلة تعتبر إنذارات للناس لكي يستعدوا ويرجعوا إلى الله.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10- وربما يكون الإنذار موت أحد الأحباء أو الزملاء

وما يتأثر به القلب لهذا الموت، وما يسمعه من عظات بعده... بل إن الكنيسة لأهمية هذا الإنذار، تضعه أمامنا في صلاة النوم كل ليلة، حيث يقول المصلي "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة. لأن التراب في القبر لا يسبح. ليس في الموتى مَن يذكر، ولا في الجحيم من يشكر".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ردود الفعل للإنذارات:

1- هناك نوع سريع التأثر، يستجيب، وينتفع بالإنذار.

* مثال ذلك أهل نينوى، الذين ما أن سمعوا الإنذار من فم يونان النبي، حتى تابوا وصاموا وتذللوا أمام الله، ولبسوا المسوح، وجلسوا على الرماد، وصرخوا إلى الله "فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة" (يون3) غفر لهم الله، وعفا عنهم فلم يعاقبهم.

ولذلك طوّب ربنا يسوع المسيح هذه الاستجابة الطيبة منهم فقال "إن أهل نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا" (مت12: 41).

* ومن الاستجابة السريعة للإنذار، خاطئ كورنثوس حينما عوقب، وداود النبي لما سمع إنذار أبيجايل، والابن الضال لما أدرك سوء حالته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- وهناك نوع من الناس يسمع الإنذار فيتأثر، ولكنه يؤجل

مثال ذلك فيلكس الوالي الذي سمع القديس بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعد هذا الوالي، ولكنه قال للقديس بولس "اذهب الآن. ومتى حصلت على وقت أستدعيك" (أع24: 25). لقد أجل الإيمان والتوبة. ولم يقل الكتاب إنه حصل على وقت واستدعى القديس بولس!! وضاعت الفرصة منه.

وبنفس الوضع تأثر أغريباس الملك، ووصلة إنذار بولس. حينما قال له "أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن" (أع26: 27) فأجاب أغريباس وقال للقديس بولس: "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا". ولكنه أجل ولم يستفد...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- وهناك نوع يتلقَّى الإنذار، ويتراخى، ثم ييأس!

مثال ذلك شمشون الجبار لما حاولت دليلة أن تعرف منه سر قوته. فقال لها "لو أوثقوني بسبعة أوتار طرية" (قض16: 6-7) ونادت على أعدائه فقدر عليهم. ثم سألته مرة ثانية، ومرة ثالثة. وفي كل مرة كانت تستدعي أعداءه. ولا شك أنه عرف خيانتها له وأنها منضمة إلى أعدائه. ولكنه لم يستفد من تلك الإنذارات الثلاثة. وأخيرًا "ألحت عليه. فضاقت نفسه إلى الموت وكشف لها كل قلبه" (قض16: 16-17). فخانته وأسلمته إلى أيدي أعدائه، وأضاعته!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- وهناك نوع لا يتأثر بالإنذار الأول، ويستجيب للإنذار الثاني.

من هذا المثل: لوط البار. سكن في أرض سدوم الخاطئة "وكان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم، يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2بط2: 8). وأتاه الإنذار عندما تم سبي أهل سدوم وهو معهم. ثم أنقذه أبونا إبراهيم (تك14). ولكنه لم ينتفع بهذا الإنذار وعاد إلى السكنى في سدوم. ولكن لما أتاه الإنذار الثاني من الله بحرق هذه المدينة، أطاع وخرج من سدوم بعد أن فقد كل شيء (تك19).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- وهناك نوع يسمع الإنذار ولا يبالي، ويستمر في خطيته.

مثال ذلك قايين الذي سمع الإنذار من فم الله نفسه (تك4: 7) ولكنه استمر في خطيته، وتدرج بها حتى قتل أخاه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- وهناك نوع يتأثر مؤقتًا. ثم يعاند ويقسي قلبه ويخطئ.

مثال ذلك فرعون الذي جاءته إنذارات الله في ضربات متتابعة. وكان يتأثر أحيانًا ويطلب الصلاة لأجله. ثم يعود إلى قساوة قلبه ويستمر في عناده، حتى هلك أخيرًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- وهناك نوع كان يتأثر باستمرار. ولكن شهوته كانت تضله.

مثال ذلك بلعام: أتاه الإغراء برسل من بالاق ملك موآب ليلعن شعب إسرائيل. وقال له الله "لا تذهب معهم ولا تلعن الشعب" (عد22: 12).

ثم ذهب بعد ذلك. وكانت له صورة التقوى. وكان يقول "ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبًا، لا أقدر أن أتجاوز وصية الرب" (عد22: 18) وأقام ذبائح وقدم محرقات. وأخيرًا شهوة المال سيطرت عليه، فقدم لبالاق نصيحة ينتصر بها على الشعب. إنها ضلالة بلعام (رؤ2: 14).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- وهناك نوع يأتيه الإنذار، فيستهزئ ويقاوم.

كان ذلك لما حدث أن آخاب ملك إسرائيل استشار انبياءه الكذبة هل يذهب إلى حرب راموت جلعاد. فتملقوه قائلين له: اصعد إلى راموت جلعاد فيدفعها الرب إلى يدك (1مل22: 12). أما ميخا النبي فكلمه بصراحة وقال له إن الشيطان كان روح كذب في أفواه أنبيائه، وإن الرب تكلم عليه بالشر (1مل22: 22-23). فلم يسمع آخاب الملك لإنذار ميخا النبي. وأمر قائلًا: ضعوه في السجن، واطعموه خبز الضيق، حتى آتَى بسلام"، فقال ميخا "إن رجعت بسلام، فلم يتكلم الرب بي" (1مل22: 27-28). ومات آخاب في الحرب، ولحست الكلاب دمه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9- وهناك نوع عنيد صلب الرقبة، لا يستمع إلى إنذارات الرب.

مثل بني إسرائيل الذين لم يستمعوا إلى إنذارات الرب ولعناته كما وردت في (تث28) فكانت النتيجة أنهم هلكوا في البرية، ولم يدخلوا أرض الموعد. ثم أيضًا لم يسمعوا إنذارات الرب على أفواه أنبيائه وبخاصةً في الفترة السابقة للسبي. فكانت النتيجة أن الرب أسلمهم إلى يد نبوخذنصر، وتم سبيهم إلى بلاد فارس. وبكوا حينما جلسوا على أنهار بابل (مز137: 1). وتذكر بولس الرسول قسوة قلوبهم، فقال "إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط" (عب3: 7-8).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10- وهناك نوع لا يتأثر إطلاقًا مهما سمع من إنذارات فيهلك

مثل يهوذا الإسخريوطي، الذي سمع من الرب إنذارات كثيرة، واستمر في خيانته. قال الرب لتلاميذه "واحد منكم سيسلمني" (مت26: 21). وعند غسل الأرجل قال لهم "أنتم الآن طاهرون، ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه" (يو13: 10-11). وقال "ابن الإنسان ماض كما هو محتوم، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه" (لو22: 22). وقال عن مسلمه "كان خيرًا لذلك الإنسان لو لم يولد" (مر14: 21).

ولم يتأثر يهوذا بكل تلك الإنذارات. وخان سيده وسلمه.

أما أنت فإن أتاك إنذار الرب، فاستجب ولا تقس قلبك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/dialogue-with-god/warnings-from-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/vby75cq