St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

542- ما هيَ الخصائص التي تميز بها إنجيل لوقا؟

 

س542: ما هيَ الخصائص التي تميز بها إنجيل لوقا؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: بلا شك أن الملكات التي تمتع بها القديس لوقا الإنجيلي من حيث أنه الطبيب، والمؤرخ، والأديب، والفنان، واللاهوتي (راجع س536)، هذه الملكات قد انعكست على خصائص كتاباته المميزة التي اتسمت بالطابع الإنساني الراقي، فالكاتب طبيب وفنان يتمتع بمشاعر حساسة متعددة، يتطرق للمسات الإنسانية مثل اهتمامه بالأمم، والخطاة والمنبوذين والمهمشين مثل المرأة والأطفال والفقراء، حتى أن الشاعر الإيطالي "دانتي" دعى القديس لوقا أنه " كاتب وداعة المسيح". والقديس لوقا في أدبه الراقي استخدم الشعر والنثر والوصف والحوار والمقابلات وكتب إنجيله بمشاعر الأديب وقلب الطبيب ودقة الجراح وكفنان بارع رسم بقلمه قصة حياة السيد المسيح كأيقونة رائعة خالدة على مدى الدهور والأزمان. ويقول "وليم باركلي": "ويوجد لمعان برَّاق في إنجيل لوقا نرى فيه كأن نور السماء قد لامس أطراف الأرض فكساها بضلالة من نور سماوي" (49).

أما بالنسبة للخصائص التي تميَّز بها إنجيل لوقا، فدعنا يا صديقي نُلقي الضوء عليها واحدة فواحدة:

 

1- يُقدِّم إنجيل لوقا السيد المسيح الكمال المُطلّق: طالما اشتاقت البشرية إلى ابن لها يتسم بالكمال المُطلّق فلم تجد، ومع توالي الأجيال ضاعت آمالها أدراج الرياح، حتى تجسَّد أقنوم الكلمة، فوجدت فيه ضالتها المنشودة. لقد وُجِد الإنسان الذي يُمثل الكمال المُطلّق، الذي بلا عيب وحده، الذي حبلت به العذراء القديسة الطاهرة مريم (لو 1: 31)، وولدته بعد تسعة أشهر وقمطته ووضعته في مذود للحيوانات (لو 2: 6، 7) وفي اليوم الثامن تم ختانه (لو 2: 21) نما قليلًا قليلًا بشبه البشر وفي الثانية عشر أظهر فهمًا وبراعة في حواره مع شيوخ اليهود (لو 2: 46، 47)، وكان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة (لو 2: 52). وعاش حياة طبيعية يجوع (لو 4: 2) ويعطش ويتعب وينام (لو 8: 23) ويتحنن (لو 7: 13) ويتهلَّل بالروح (لو 10: 21) ويبكي (لو 19: 41) ويصلي دائمًا (لو 3: 21، 6: 12، 9: 28، 11: 1، 23، 34..). وله علاقاته الاجتماعية، فهو صديق البشرية الذي يغمر الجميع بفيض محبته: "وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي" (لو 12: 4).. لقد دخل منازل ثلاثة من الفريسيين (لو 7: 36، 11: 37، 14: 1)، وبيت بطرس (لو 4: 38)، وبيت متى العشار (لو 5: 29، 30)، وبيت مرثا ومريم (لو 10: 38)، وبيت زكا رئيس العشارين (لو 19: 5، 6)، وبيت تلميذي عمواس (لو 24: 29). وبلا شك أنه دخل بيوت كثيرة لم يأتي لها ذكر في الأناجيل... أنه الضيف المتواضع الذي لا يرفض دعوة إنسان قط، حتى لو كان من الفريسيين الخطاة... أنه يدخل منازلنا فيغفر ويصفح عن آثامنا، ويشفي أمراضنا، وإذ هو في بيوتنا يحتوينا في قلبه الحنون. أيضًا تحدث إنجيل لوقا عن آلامه الخلاصية، وقطرات عرقه التي تصبَّبت كقطرات الدم (لو 22: 44). وتحدث عن موته على عود الصليب حيث أمال رأسه وأسلم الروح (لو 23: 46).

وكما قدم القديس لوقا لنا السيد المسيح الإنسان الكامل، قدم لنا الرب يسوع الإله الكامل، ولذلك أكثر من استخدم لقب "الرب" ليس بمعنى السيد ولا مثلما استخدمها كلٍ من مرقس ومتى بمعنى "رابي" العبرانية، أي "يا معلم". فالقديس لوقا لم يفعل ذلك إلاَّ مرة واحدة (لو 19: 31 بالمقابلة مع مت 21: 3، مر 11: 3)، بينما استخدم كلمة "الرب" خمسة عشر مرة. إشارة إلى لاهوته (راجع الأرشمندريت يوسف درة الحداد - دراسات إنجيلية (2) ص124) ومن أمثلة ذلك:

أ– قالت أليصابات للعذراء مريم: "فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ" (لو 1: 43).

ب- قال ملاك الرب للرعاة: "وُلِدَ لَكُمُ... مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لو 2: 11).

جـ- " فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ" (لو 22: 61).

د– " فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ" (لو 24: 3).

(راجع أيضًا لو 7: 13، 10: 1، 40، 11: 39، 12: 42، 13: 15، 17: 5-6، 18: 6، 19: 8، 22: 31) (راجع الخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ 3 - يسوع في أورشليم - الآلام والقيامة ص 57-76).

St-Takla.org Image: Saint Luke the Evangelist, with his symbol: the winged ox - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس لوقا الإنجيلي (مع الرمز الخاص به: ثور مجنح) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

St-Takla.org Image: Saint Luke the Evangelist, with his symbol: the winged ox - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس لوقا الإنجيلي (مع الرمز الخاص به: ثور مجنح) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

2- إنجيل لوقا هو إنجيل الآلام الخلاصية: ركز القديس لوقا على آلام السيد المسيح الخلاصية، وأكد على ضرورتها، فهدف التجسد الأساسي هو قضية الفداء، ولذلك تجده يُكثر من استخدام فعل " يَنْبَغِي":

أ – " إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا.." (لو 9: 22).

ب- " يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ" (لو 17: 25).

جـ- " يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ" (لو 22: 37).

د – " يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابن الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ.." (لو 24: 7).

هـ- " يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ" (لو 24: 26).

و – " أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي" (لو 24: 44).

3- إنجيل لوقا هو إنجيل الروح القدس: كثيرًا ما تحدث القديس لوقا عن عمل الروح القدس، ومن أمثلة ذلك:

أ- قال ملاك الرب عن يوحنا المعمدان: "وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (لو 1: 15).

ب- قال ملاك الرب للعذراء مريم: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ" (لو 1: 35).

جـ- " وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (لو 1: 41).

د– " وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (لو 1: 67).

هـ- قال عن سمعان الشيخ: "وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْه" (لو 2: 25).

و– قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح: "هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَار" (لو 3: 16).

ز– في عماد السيد المسيح: "وَنَزَلَ عَلَيه الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ" (لو 3: 22).

ح– " أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ" (لو4: 1).

ط– بعد التجربة: "وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ" (لو 4: 14).

ى– قرأ السيد المسيح: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ" (لو 4: 18) في مجمع الناصرة.

ك– بعد عودة إرسالية السبعين: "تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ" (لو 10: 21).

ل– قال السيد المسيح: "الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ" (لو 11: 13).

م– " وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ" (لو 12: 10).

ن– وعد السيد المسيح تلاميذه بأن: "الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ" (لو 12: 12).

س– وعد السيد المسيح تلاميذه بأنه سيرسل لهم الروح القدس فينالون قوة من الأعالي (لو 24: 49).

أما سفر أعمال الرسل فهو سفر عمل الروح القدس الذي سجله لنا القديس لوقا.

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

4- إنجيل لوقا هو إنجيل الصلاة: أكثر القديس لوقا من الحديث عن الصلاة، ذكر أن السيد المسيح كان يُصلِّي نحو تسع مرات، حتى دعى البعض هذا الإنجيل "إنجيل صلوات يسوع":

أ- أثناء المعمودية: "وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ" (لو 3: 21).

ب- قال عن السيد المسيح: "وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي" (لو 5: 16).

جـ- قبل اختيار السيد المسيح لتلاميذه: "خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لله" (لو 6: 12).

د– قبل أن يسأل تلاميذه عن هويته: "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ" (لو 9: 18).

هـ- في وقت التجلي: "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِه" (لو 9: 29).

و– بعد عودة الرسل: "تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ.." (لو 10: 21).

ز– قال لبطرس: "وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ" (لو 22: 32).

ح– في بستان جثسيماني: "كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ" (لو 22: 44).

ط– صلى على الصليب: "فَقَالَ يَسُوعُ يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لو 23: 34).

وكما ذكر القديس لوقا صلاة السيد المسيح مرات عديدة، ذكر أيضًا حديث السيد المسيح عن الصلاة، ومن أمثلة ذلك:

أ– أوصى بالصلاة قائلًا: "وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ" (لو 6: 28).

ب- علَّم تلاميذه الصلاة الربانية (لو 11: 1-4).

جـ- أوصى بالصلاة الدائمة: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لو 18: 1).

د– أوصى تلاميذه بالصلاة في البستان: "قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ" (لو 22: 46).

وأيضًا ذكر السيد المسيح مثلي الصديق وزائر الليل (لو 11: 5-8)، والأرملة وقاضي الظلمة (لو 18: 1-8) للحض على اللجاجة في الصلاة، وذكر صلاة العشار (لو 18: 10-14) كمثال للصلاة المقبولة.

 

5- إنجيل لوقا هو إنجيل الفرح والترنيم والتسبيح والتمجيد: إنجيل لوقا هو الإنجيل الذي يبدأ بالفرح بولادة يوحنا المعمدان (لو 1: 14) والطفل يسوع (لو 2: 10)، وينتهي بالفرح بقيامة الرب يسوع (لو 24: 41)، وفي أجواء هذا الإنجيل صدحت كلمات الترنيم والتسبيح والتمجيد، حتى أن ما حواه هذا الإنجيل من هذه المفردات يفوق كل ما حوته أسفار العهد الجديد، ودعا البعض هذا الإنجيل "إنجيل الفرح المسياني"، ومن الأمثلة على ذلك:

أ– قال ملاك الرب لزكريا الكاهن: "وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِه" (لو1: 14).

ب- ضم إنجيل لوقا تسبحة أليصابات (لو 1: 41-45)، وتسبحة مريم العذراء (لو 1: 46-55)، وتسبحة زكريا الكاهن (لو 1: 67 - 69).

جـ- بشر ملاك الرب الرعاة: "فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ" (لو 2: 10) وجمهور الملائكة سبحت: "الْمَجْدُ لله فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّة" (لو 2: 14)، ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه (لو 2: 20).

د– حوى إنجيل لوقا تسبحة سمعان الشيخ (لو 2: 28-32)، ووقفت حنة بنت فنوئيل تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم (لو 2: 38).

هـ- المفلوج بعد شفائه: "وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ الله. فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا الله" (لو 5: 25، 26).

و– بعد إقامة ابن أرملة نايين: "فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا الله" (لو 7: 16).

ز– بعد إرسالية الرسل للأمم: "فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ... وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ.." (لو 10: 17: 21).

ح– المرأة المنحنية بعد شفائها: "اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ الله" (لو 13: 13).

ط– عندما وجد الراعي خروفه الضال دعا الأصدقاء والجيران قائلًا: "افرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ. أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ" (لو 15: 6، 7). وتكرر الموقف مع المرأة عندما وجدت درهمها المفقود (لو 15: 9، 10) وعندما عاد الابن الضال سُمع صوت آلات الطرب والرقص في البيت (لو 15: 25) وقال الأب: "كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ" (لو 15: 32).

ى– السامري الأبرص: "لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ الله بِصَوْتٍ عَظِيمٍ" (لو 17: 15).

ك– أعمى أريحا: "وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ الله. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا الله" (لو 18: 43).

ل– زكا العشار عندما ناداه السيد المسيح: "فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا" (لو 19: 6).

م– في دخول السيد المسيح إلى أورشليم: "ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ الله بِصَوْتٍ عَظِيمٍ" (لو 19: 37).

ن– حتى هيرودس الملك: "وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا" (لو 23: 8).

س– في ظهور السيد المسيح للتلاميذ بعد القيامة كانوا: "غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ" (لو 24: 41).

6- إنجيل لوقا إنجيل التقابلات والثنائيات: ومن أمثلة هذه التقابلات:

أ– بشارة زكريا الكاهن بولادة يوحنا (لو 1: 5-20) وبشارة العذراء مريم بولادة السيد المسيح (لو 1: 26 - 38).

ب- في تسبحة العذراء مريم: "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ" (لو 1: 52، 53).

جـ- ولادة يوحنا المعمدان المُبشَّر به (لو 1: 57-66) وولادة الطفل يسوع المُبشَّر به (لو 2: 1-7).

د– كرازة يوحنا المعمدان (لو 3: 1-20) وكرازة السيد المسيح (لو 4: 15-24: 53).

هـ- سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة (لو 7: 36-39).

و– المديونان (لو 7: 41-43).

ز– مرثا ومريم (لو 10: 38-42).

ح– الغني ولعازر (لو 12: 13-21).

ط– الابن الأصغر والابن الأكبر (لو 15: 11-32).

ى– الفريسي والعشار (لو 18: 10-14).

ك– بيلاطس وهيرودس (لو 23: 1-12).

ل– اللص اليمين واللص اليسار (لو 23: 39-43).

ويميل القديس لوقا إلى استخدام الثنائيات المتناقضة، مثلما تضع اللون الأسود بجوار اللون الأبيض، ليظهر الأسود أشد سوادًا والأبيض أنصع بياضًا، ومن أمثلة ذلك المديونان، والابنان الأصغر والأكبر، والغني ولعازر، والفريسي والعشار، واللصين اليمين واليسار... إلخ.

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

7- إنجيل لوقا إنجيل الأمم: حتى أن هذا الإنجيل دُعي "الإنجيل المسكوني" فسلسلة الأنساب لم تتوقف عند إبراهيم، إنما وصل بها القديس لوقا إلى آدم أب كل البشرية، والسيد المسيح دعى نفسه "ابن الإنسان". كما دُعي هذا الإنجيل "إنجيل الصداقة الإلهيَّة". وقد تم مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل، فيُرجى الرجوع إلى س539.

 

8- إنجيل لوقا إنجيل الاهتمام بالخطاة: حتى أن هذا الإنجيل دُعي "إنجيل المسيح المُخلص"، وفيه تلتقي بابن الإنسان صديق الخطاة: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لو 19: 10)، وكثيرًا ما وردت في إنجيل لوقا كلمات "يخلّص" و"خلاص" كما وردت كلمة "النعمة" ثمان مرات، حتى أن البعض دعى الفقرات التي ترد فيها مثل هذه المترادفات "فقرات بولسية" نسبة لبولس الرسول، ليس لأن بولس الرسول مصدرها، ولكن لأنها تحمل روح بولس الرسول التي تحتضن العالم كله. ومن أمثلة اهتمام القديس لوقا بقبول الخطاة، ما يلي:

أ– في نبوءة زكريا الكاهن عن ابنه يوحنا النذير قال: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى... لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ" (لو 1: 76، 77).

ب- كان يوحنا المعمدان: "يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (لو 3: 3)، ونادى قائلًا: "فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَة" (لو 3: 8).

جـ- في كرازة السيد المسيح قال: "لَمْ آتِ لأَدعُوَ أَبرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوبَة" (لو 5: 32).

د– ذكر قبول توبة المرأة الخاطئة ودفاع السيد المسيح عنها (لو 7: 36-50).

هـ- رفض السيد المسيح الانتقام من أهل السامرة الذين رفضوه (لو 9: 51-56).

و– كرَّر السيد المسيح إنذاره: "إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو 13: 3، 5).

ز– تشفع السيد المسيح في شجرة التين التي لم تُثمر لمدة ثلاث سنوات (لو 13: 6-9).

ح– قدم القديس لوقا أروع أصحاحات التوبة حيث أمثال التوبة الثلاثة: الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال.

ط- قدم السيد المسيح لنا مَثَل الفريسي والعشار (لو 18: 10-14).

ى– ذكر توبة زكا العشار وثمار هذه التوبة (لو 19: 1-10).

ك– تشفع السيد المسيح من أجل بطرس حتى لا يفنى إيمانه (لو 22: 31، 32).

ل– صلى السيد المسيح من أجل صالبيه مُلتمسًا لهم العُذر (لو 23: 34).

م– ذكر قبول توبة اللص المصلوب والوعد بالفردوس (لو 23: 39-43).

ن– أوصى السيد المسيح تلاميذه: "وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ" (لو 24: 47).

9- إنجيل لوقا إنجيل الاهتمام بالمرأة: دعى البعض هذا الإنجيل "إنجيل المرأة" نظرًا لاهتمامه بوضع ومكانة المرأة في نظر السيد المسيح، فبينما كانت المرأة حينذاك مهمَّشة، والكتبة والفريسيون يتحاشون مصافحتها، ولم يُسمح لهم بتلقي العلوم مثل الرجل، والرجل اليهودي يشكر الله كل صباح لأنه لم يخلقه امرأة، فإن القديس لوقا ذكر أسماء نحو ثلاثة عشر امرأة وعلى رأسهن القديسة العذراء الطاهرة مريم، ومن أمثلة اهتمام إنجيل لوقا بالمرأة ما يلي:

أ– ذكر "أليصابات" المرأة المتزوجة البارة (لو 1: 5، 40).

ب- ذكر كلية الطُهر العذراء مريم التي اختارها الله ليتجسد منها (لو 1: 27).

جـ- ذكر حنَّة بنت فنوئيل الأرملة النبية (لو 2: 36).

د– ذكر أرملة نايين وتحنن الرب عليها (لو 7: 12).

هـ- ذكر قبول توبة المرأة الخاطئة (لو 7: 37).

و– ذكر مريم التي تُدعى المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين (لو 8: 2). كما ذكر يونا امرأة خوزي، وسوسنة (لو 8: 3).

ز– ذكر نازفة الدم وشهادة السيد المسيح لإيمانها (لو 8: 43).

ح– ذكر إقامة ابنة يايرس (لو 8: 54).

ط– ذكر مرثا ومريم ومحبة يسوع لهما (لو 10: 38، 39).

ى– ذكر المرأة التي طوَّبت السيد المسيح (لو 11: 27).

ك– ذكر ملكة التيمن ومدح السيد المسيح لها (لو 11: 31).

ل– ذكر شفاء المرأة التي بها روح ضعف ثماني عشرة سنة (لو 13: 11-13).

م– ذكر المرأة والخميرة (لو 13: 20، 21)، والمرأة التي أضاعت الدرهم (لو 15: 8-10).

ن– ذكر مَثَل المرأة وقاضي الظلم (لو 18: 2-8).

س– ذكر المرأة التي ألقت فلسين في خزانة الهيكل فامتدحها السيد المسيح (لو 21: 1-4).

ع – ذكر بكاء بناء أورشليم وحديث السيد المسيح معهن وهو حامل صليبه (لو 23: 28-31).

ف– ذكر النسوة اللواتي وقفن عند الصليب (لو 23: 55).

ص– ذكر النسوة حاملات الطيب (لو 24: 1).

10- إنجيل لوقا إنجيل الاهتمام بالأطفال: حتى أن الأصحاحين الأولين دُعيَّا "إنجيل الطفولة" وفيهما يتحدث عن البشارة بيوحنا المعمدان والسيد المسيح، ولقائهما وهما أجنة في بطني أمهاتهما، وولادتهما، وختانهما، وطفولتهما. وفي كرازة السيد المسيح قال له المجد: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ الله" (لو 18: 16)، وأقام السيد المسيح ابنة يايرس من الموت وعمرها اثني عشر عامًا (لو 8: 41-56).. إلخ.

 

11- إنجيل لوقا إنجيل الاهتمام بالفقراء والمهمشين: ومن أمثلة ذلك:

أ– اهتمام إنجيل لوقا بفتاة الناصرة الفقيرة اليتيمة.

ب- اهتمام إنجيل لوقا ببشارة ملاك الرب للرعاة البسطاء الساهرين على حماية قطعانهم.

جـ- قدمت العذراء مريم عن تطهيرها تقدمة الفقراء كما صرحت بهذا شريعة موسى " زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ" (لو 2: 24).

د– أوصى يوحنا المعمدان قائلًا: "مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هكَذَا" (لو 3: 11).

هـ- أوصى السيد المسيح قائلًا: "طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ... طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْجِيَاعُ" (لو 6: 20، 21)، وحتى ولو كان المقصود المسكنة بالروح والجوع للبر كما أوضح ذلك القديس متى (مت 5: 3، 6) فإن هذا ينطبق أيضًا على الفقراء المساكين والجائعين بالجسيد.

و– قال السيد المسيح: "إِذَا صَنَعْتَ ضِيَافَةً فَادْعُ الْمَسَاكِينَ الْجُدْعَ الْعُرْجَ الْعُمْيَ. فَيَكُونَ لَكَ الطُّوبَى" (لو 14: 13، 14).

ز– انفرد إنجيل لوقا بمَثَل الغني ولعازر البلايا (لو 16: 19-31).

12- التركيز على رحلة يسوع الأخيرة إلى أورشليم: اهتم القديس لوقا برحلة السيد المسيح الأخيرة من الجليل إلى أورشليم التي استغرقت نحو ستة أشهر، وقد أفرد لها القديس لوقا نحو عشرة أصحاحات (لو 9: 51-19: 28) (راجع الدكتور القس فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد) فقد أولى القديس لوقا اهتمامًا كبيرًا لمدينة أورشليم، المدينة التي سيتم فيها القبض على السيد المسيح ومحاكمته وصلبه وموته وقيامته، أحداث الفداء العظيم، كما أن هناك أحداثًا هامة ارتبطت بأورشليم:

أ– بدأ القديس لوقا إنجيله بزكريا الكاهن وهو يكهن في هيكل الرب في أورشليم (لو 1: 8، 19)، وأنهاه بعودة التلاميذ بعد الصعود إلى أورشليم بفرح عظيم (لو 24: 52).

ب- صعدت العائلة المقدَّسة من بيت لحم أرض يهوذا إلى أورشليم (لو 2: 22).

جـ- قال القديس لوقا عن الطفل يسوع: "وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ" (لو 2: 41).

د– في التجربة قيل عن إبليس وما فعله مع السيد المسيح: "ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ" (لو 4: 9).

هـ- في حديث موسى وإيليا مع السيد المسيح: "وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ" (لو 9: 31).

و– قال القديس لوقا عن السيد المسيح: "وَحِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لارْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (لو 9: 51).

ز– رفض أهل السامرة استقبال السيد المسيح: "فَلَمْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ وَجْهَهُ كَانَ مُتَّجِهًا نَحْوَ أُورُشَلِيمَ" (لو 9: 53).

ح– قال السيد المسيح: "لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ. يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ" (لو 13: 33).

ط- " عَادَ فَقَالَ مَثَلًا لأَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ أُورُشَلِيمَ... وَلَمَّا قَالَ هذَا تَقَدَّمَ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ" (لو 19: 11، 28).

ى– " نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا" (لو 19: 41).

والسيد المسيح قُبض عليه، وتمت محاكمته، وصُلب ومات، وقام وظهر لتلاميذه في أورشليم. وإن كان القديس لوقا سلَّط الأضواء في إنجيله على أورشليم، فإنه ركز الأضواء في سفر الأعمال على مدن الأمم ولا سيما "روما" عاصمة الإمبراطورية الرومانية.

13- كثيرًا ما تغاضى القديس لوقا عن البُعدين الزماني والمكاني: ومن أمثلة ذلك:

أ – " وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ" (لو 5: 12) دون أن يذكر اسم المدينة.

ب- " وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً" (لو 8: 22) دون أن يذكر أي يوم، ولا سفينة مَن؟

جـ- " وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ" (لو 9: 18) دون أن يهتم بذكر مكان الصلاة.

د – " وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً" (لو 10: 38) دون أن يذكر اسم القرية... إلخ.

وفيما تغاضى القديس لوقا عن البُعد الزمني، فإنه ركز على "اليوم" باعتباره الزمن الحاضر، ومن أمثلة تركيزه على اليوم في حياة السيد المسيح:

أ– قال الملاك للرعاة: "وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مِدينة دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لو 2: 11).

ب- قال السيد المسيح لأهل الناصرة: "إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ" (لو 4: 21).

جـ- قالت الجموع: "إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ" (لو 5: 26).

د– قال السيد المسيح: "يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ" (لو 19: 5).

هـ- قال السيد المسيح للص المصلوب: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43).

ويقول "الأرشمندريت يوسف درة الحداد": "ولوقا يؤرخ لرسالة سماوية، لا لسيرة عادية، فيكتفي في ذوقه الأدبي بما قلَّ ودلَّ... يهدف لوقا إلى إبراز جوهر أحداث الرسول والرسالة باللقطات الكبيرة والمشاهد المثيرة، التي لا تعرف سير القصة في طريقها إلى غايتها، فيسوع هو الرب المخلّص والخلاص بدم المسيح، وانتشار الدعوة يكون من أورشليم إلى روما، عاصمتي التوحيد والوثنية...

فلوقا مؤرخ وأديب معًا، يفهم التاريخ على طريقة الأقدمين... فأسلوب لوقا التاريخي جمع بعبقريته الأرامية السورية بين إعجاز العبرانيين وحكمة اليونانيين، في وحدة تاريخية فنية لسيرة المسيح ودعوته" (50).

ويقول "شاتو بريان" في كتابه "عبقرية المسيحية": "لوقا كاتب كبير، يشع إنجيله بأنوار العبقرية اليونانية والعبرية" (51).

وبعد أن انتشرت اليونانية الشائعة الشعبية في القرن الأول كتابة وقراءة، وكادت اليونانية الفصحى أن تختفي، جاءت كتابات القديس لوقا أقرب أسفار العهد الجديد لليونانية الفصحى، بينما كتبت أسفار العهد الجديد، باستثناء كتابات القديس لوقا والرسالة إلى العبرانيين، باللغة اليونانية الشعبية السائدة. وشهد بهذا "لوازي" الناقد قائلًا: "إن الإنجيل بحسب لوقا، مع بعض تعابيره السامية، هو أقرب الأناجيل إلى اليونانية الفصحى" (52).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(49) ترجمة القس مكرم نجيب - تفسير العهد الجديد - إنجيل لوقا ص13.

(50) دراسات إنجيلية (2) تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا، ص91، 92.

(51) دراسات إنجيلية (2) تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا، ص93.

(52) المرجع السابق، ص93.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/542.html

تقصير الرابط:
tak.la/vj7fhzy