St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1633- هل اُستخدمت المزامير في العبادات اليهودية والمسيحية؟ ولماذا نُصلّي للآن بالمزامير وبها رموز قد بطلت؟ وهل فكرة ترتيل المزامير بالموسيقى اقتبسها داود من الحضارة المصرية؟ وهل المسيحيون الذين يرنمون المزامير هُم يشايعون اليهود على حساب الفلسطينيين؟

 

St-Takla.org Image: Some wind musical instrument, like the flute and the pipe - Musical Instruments Museum: Galleria dell'Accademia: Gallery of the Academy of Florence, Florence (Firenze), Italy. Established in 1784. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 30, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض آلات النفخ الموسيقية مثل الفلوت والمزمار - صور متحف الآلات الموسيقية في متحف الأكاديميا، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. أُنشئ عام 1784 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: Some wind musical instrument, like the flute and the pipe - Musical Instruments Museum: Galleria dell'Accademia: Gallery of the Academy of Florence, Florence (Firenze), Italy. Established in 1784. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 30, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض آلات النفخ الموسيقية مثل الفلوت والمزمار - صور متحف الآلات الموسيقية في متحف الأكاديميا، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. أُنشئ عام 1784 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 سبتمبر 2014

 يقول "المستشار محمد سعيد العشماوي": " فالمزامير جمع مزمور، وهو يعني إنشاد أو تلاوة (Reciting) ابتهالات أو أناشيد مع استعمال المزمار، وهذا الأسلوب في تلاوة النصوص الدينية والابتهالات الروحية بترتيليها بمصاحبة الناي هو أسلوب أوزير (أوزريس) ومنه انتقل إلى اليهودية فهو من ثمَّ أحد الأصول المصرية" (55)، وجاء في هامش الكتاب بأنه سيورد فيما بعد " بيان موثَّق بنسبة التراتيل والمزامير إلى أوزير. هذا ويلاحظ أن ما يُعرَف بتعبير الناي الحزين لم يزل سائدًا في مصر لوصف الابتهالات أو بث لواعج الشجن" (56).

 ويقول "د. محمد علي البَار": " وتتميز الإستغاثات الجماعية بأن تذكّر الرب بعهوده التي قطعها على نفسه لإبراهيم وإسحق ويعقوب ولشعبه إسرائيل. وكما تقول دراسة المدخل إلى المزامير: "فالأمر في النهاية يتعلق بكرامة الله وأمانته وإخلاصه لإسرائيل، ولا فرق بين قضية الشعب وقضية الرب!!

 وهذا يوضح لنا إلى حد بعيد عقلية اليهود وعقلية النصارى الذين يتعبدون بهذه المزامير، لهذا نجد النصارى الذين يترنمون بالمزامير والذين يقرأون العهد القديم على أساس أنه كتاب مقدَّس يميلون إلى اليهود ضد أعدائهم من العرب والفلسطينيين على أساس أن تعاليم الرب وعهوده قد دلَّت دلالة قاطعة على أنه يقف مع ابنه البكر إسرائيل ضد هذه الشعوب التي تريد أن تستولي على الأرض التي حلف الله مرارًا وتكرارًا بأن يجعلها لابنه البكر إسرائيل" (57).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: أولًا: استخدام المزامير في العبادة اليهودية:

 اُستخدمت المزامير في خيمة الاجتماع ثم هيكل سليمان قبل السبي، وأيضًا بعد العودة من السبي وإعادة بناء الهيكل وتجديده، فقد كوَّن داود 24 فرقة كل فرقة تتكوَّن من 12 مـن اللاويين والضاربين على الآلات الموسيقية (1أي 25) بالإضافة إلى 154 من المغنيين، فيبلغ عدد الفرقة الواحدة 160، ويبلغ العدد الإجمالي للأربعة والعشرين فرقة 3840، وهذا ما أوضحه سفر الأخبار فقد كان هناك نحو " أَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ" (1أي 23 : 5) تلك الأعداد التي لم يعرف لها التاريخ مثيل، وحدَّد داود ثلاث رؤساء لهذه الفرق وهم هيمان وآساف ويدثون، ودُعوا بالرائيين لأنهم ينظرون رؤى الله (1أي 25 : 6، 2أي 29 : 30، 35 : 15)، وكانت كل فرقة تخدم لمدة أسبوع ثم تحل محلها فرقة أخرى (لو 1 : 8، 23)، ولكن في أيام الأعياد كانت تجتمع جميع الفرق، فكان هيمان في الوسط، وآساف في اليمين، ويدوثون في اليسار، والكهنة يشاركون بالأبـواق (2أي 5 : 11-14، 29 : 25-30)، وظل نظام التسبيح منذ زمن داود النبي وحتى السبي، ينشط أحيانًا ويضعف أحيانًا أخرى، بناء على حالة الملك الروحيَّة والتقويَّة.

 وفي الترتيل بالمزامير أحيانًا يأخذون جزء من المزمور فقط، وأحيانًا يدمجون أكثر من جزء من أكثر من مزمور، ولعل أحد يتساءل هل كان مسموحًا للمرأة بترتيل المزامير في الهيكل؟.. والحقيقة أنه لم يكن مسموحًا للمرأة أن ترنم المزامير في الهيكل، إنما كانت ترنمها خـارج الهيكل في الأعياد، وأيضًا في بيتها، وعندما جاء في المزمور: " فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ" (مز 68 : 25) فهو لم يصف خدمات الهيكل إنما يصف المواكب الدينية التي كانت تقام خارج الهيكل، وقال "فيلو" اليهودي بأن النساك اليهود كانوا في القرن الأول الميلادي يشركون النساء في خدمة التسبيح بالمزامير، وأنـه كان هناك خورسان " أحدهما من الرجال والآخر من النساء... ويرنمون ترانيم الحمد لله... أحيانًا بفم واحد، وأحيانًا بالترنيم المتبادل بنظام الأنتيفونا" (58).

 

ثانيًا: استخدام المزامير في العبادة المسيحية:

 استخدمت الكنيسة المزامير منذ نشأتها، فعندما أسَّس رأس الكنيسة سر الإفخارستيا سبحوا بمزامير التهليل (مز 113-118)، وكان الرسل يصعدون للهيكل في ساعات الصلاة ليصلوا بالمزاميـر (أع 3 : 1)، وقال بولس الرسول: " مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ" (1كو 14 : 26).. " مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغــَانِيَّ رُوحِيَّةٍ" (أف 5 : 19).." مُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ" (كو 3 : 16)، وأوصت "الدسقولية": " اجتمعوا كل يوم بكرة وعشية، لاسيما يوم السبت ويوم القيامة الذي هو الأحد" (59)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ورتبت الكنيسة صلوات الأجبية السبع، فحوت صلاة باكر 20 مزمورًا، وكل من صلوات الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة والغروب والنوم 12 مزمورًا، وصلاة نصف الليل عشرة مزامير بما فيها المزمور الكبير (119)، ونُلاحظ أن بعض المزامير مكرَّرة في أكثر من ساعة، وفي مقدمة الصلاة في كل ساعة نصلّي مزمور (مز 51)، وأيضًا تصلي الكنيسة بالمزامير في صلوات التسبحة، والتي تتمثل في:

 1ــ مزمور (117): " سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ " يُصلّى في تسبحة عشية بلحن خاص.

 2ــ مزمور (136): يمثل الهوس الثاني وله نغمته الخاصة به، ويذكر التاريخ أن الجنود عندما هجموا على كنسية الأنبا ثاؤنا في غرب الإسكندرية للقبض على القديس أثناسيوس، ولم يُمكّنهم الشعب من هذا أعملوا سيوفهم فحصدوا الكثير من الأرواح، أما البابا أثناسيوس فقد أشار للشمامسة والشعب للترنم بالمزمور (136) الذي تنتهـي كل آية فيه بعبارة: " لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ".

3ــ مزمور (148 - 150): ويمثل الهوس الرابع وأيضًا له نغمته الخاصة به.

 4ــ الهوس الكبير: وهو قطع مختارة من المزامير تناسب المناسبة التي تعيشها الكنيسة، فهناك هوس لشهر كيهك، وآخر لعيد الميلاد، وثالث لعيد الغطاس، ورابع للصوم الكبير، وخامس لأحد الشعانين، وسادس لعيد القيامة، وسابع سنوي.

 وأيضًا تصلّي الكنيسة بالمزامير في القداس الإلهي، حيث يُرنّم الشماس جزء من المزامير قبل قراءة الإنجيل، سواء في رفع بخور عشية، أو رفع بخور باكر، أو القداس الإلهي، والمزامير تجدها في جميع أسرار الكنيسة بلا استثناء، ويكثر استخدام المزامير في أسبوع الآلام حيث تُرنَّم باللحن الأتريبي الذي ترن فيه نغمات الحزن، وأيضًا تصلّي الكنيسة المزامير في عمل القربان، فعندما يجهز الشماس العجين يرنم (مز 145 : 7)، وعندما يضع الغطاء فوق العجين يُصلّي (مز 34 : 1 - 6)، وعندما يُشكّل القربان يُصلّي المزامير (مز 82 - 101، 118 : 24). والكنيسة تُصلّي المزامير في طبخ الميرون.

 وقد أدخل "القديس أمبروسيوس": أسقف ميلانو الصَّلاة بالمزامير في كنائس الغرب، فكانت المزامير تُصلّى من خلال خورسين بروحانية عجيبة، مما كان له تأثيرًا قويًا على أُغسطينوس الذي قال: " لقد انسابت أصواتهم في أذني، وقطر الحق في قلبي، وتملكني خشـوع ورهبـة، حتى فاضت مآقيَّ بدموع الفرح" (60).

كما قال "القديس أُغسطينوس": " شكل روحك بمشاعر المزامير"..

 إن كان المزمور ينفث روح صَّلاة صلِّ،

 إن كان مملوء تنهدًا. تنهد أنت أيضًا،

 إن كان مُفرحًا، فافرح أنت أيضًا،

 إن كان يشجع واهبًا رجاء. ترجى الله،

 إن كان يدعو إلى الخوف والتَّقَوي، ارتعب أمام العظمة الإلهيَّة، فإن كل الأشياء هنا تحمل مرآة تعكس سماتنــا الحقيقية... دع قلبك يعمل ما تعنيه كلمات المزامير" (61).

 واعتادت الكنيسة منذ القدم على ترتيل المزامير باللحن، فيقول "البابا أثناسيوس الرسولي": " فإنه يوجد أُنَاسِ بسطاء يؤمنون بأن المزامير مُوحى بها من الله ويظنون أن سبب تنغيمها هو مجرد جعلها أجمل وقعًا على السمع. وليس الآمر هكذا على الإطلاق، فالكتاب المقدَّس لم يُجعَل لتشنيف الأذان، والمزامير إنما تنشد لنا لفائدة الروح ذاتها، ومرد التغني بالمزامير أساسًا. سببان: الأول: أنه من المناسب تسبيح الله بالكتابات المقدَّسة... ينبغي للناس أن يُعبّروا بها عن محبتهم لله بكل قواهم. والسبب الثاني هو ما يسبغه التغني بالمزامير من الأثر على المُرنّم.

 فترنيم المزامير يتطلب أن يتركز وينحصر فيها الإنسان بكليته وكيانه بحيث يزول عنه ما يوجد فيه عادة من التشويش الفكري وما يقابله من الاضطراب الجسماني، مثلما تتحد بالانسجام الموسيقي أصوات عزف متعدد بالناي في نغمة واحدة، وبذا لا نجد الإنسان متفكرًا بالخير وفاعلًا الشر" (62).

 ولئلا يغير أحد كلمات المزامير أثناء تلحينها قال "البابا أثناسيوس الرسولي": " بقيت كلمة تحذير فأنه يجب ألا يسمح واحد لنفسه أيًّا كانت مجادلات اقتناعه بأن يزين المزامير بأمور خارجية أو يغير في ترتيبها أو كلماتها. بل ينبغي أن تُنشد وتُرنَّم ببساطة تامة وبغير زخرف، كما كُتبت... وكما أن سير القديسين هيَ أجمل من سير غيرهم، فكذلك أيضًا كلماتهم أفضل من خير كلماتنا وأعظم منها اقتدارًا طالما هيَ صادرة من قلب بار" (63).

 والمزامير في الكنيسة لها ألحانها العذبة المتعددة، فالمزامير التي تُرتَل قبل قراءة الإنجيل لها لحن خاص، ومزامير أسبوع الآلام تُرتَل باللحن الأتريبي، ومزمور التوزيع (150) تختلف نغمته بحسب المناسبة التي تعيشها الكنيسة، وترتل الكنيسة مزمور (151) في ليلة سبت الفرح بلحن مميز، والهوس الكبير الذي هو مختارات من أجزاء من المزامير له طريقته أيضًا وهلم جرا...

 

ثالثًا: الرد على التساؤلات:

 1ــ قد يتساءل أحد: لماذا نُصلّي بالمزامير وفيها أمور قد بطل استخدامها مثل الوعد بامتلاك الأرض، وتقديم الذبائح الحيوانية، والكهنوت اللاوي، والحج إلى أورشليم، وطلب النقمة من الأعداء... إلخ.

والحقيقة أننا نُصلّي بالمزامير بروح جديدة ومعاني روحية جديدة، فنرى في داود الملك شخص السيد المسيح ابن داود، ونرى في ذبائح العهد القديم ذبيحة الصليب، وفي هيكل سليمان كنيسة العهد الجديد، وفي أورشليم الأرضية أورشليم السمائية، وفي الأعداء الشياطين... إلخ، ويقول " نيافة الأنبا بيشوي" مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانه: " إن كانت الذبيحة الحيوانية قد ذُبحت وتقطعت على المذبح فوق النار فاشتم رائحة رضا وسرور، هل الله يأكل اللحم المشوي؟ بالطبع لا، أو هل يجد مسرته في رائحة شيء اللحم!! (الله) من خلال هذه الذبيحة - مُطلِع على الأمور وحاضر في جميع الأزمنة - يرى ذبيحة ابنه التي على الصليب، فهذه الذبيحة هيَ رمز لذبيحة الصليب... ورائحة الرضا والسرور، هيَ من خلال الطاعة الكاملة للابن الوحيد التي قدمها على الصليب" (64).

 ولا أحد يستطيع أن ينكر ما في المزامير من غنى وشبع روحي ومشاعر صادقة فياضة، ولهذا فأنها تستخدم في الصلوات في جميع الطوائف المسيحية بصورة أو بأخرى، وبالرغم من مرور ثلاثة آلاف عام عليها فهيَ مازالت جديدة كل صباح.

 2ـ الموسيقى تراث عالمي، لا تقف عند حدود دولة دون الأخرى، وليست هيَ وقف على حضارة دون الأخرى، فمنذ اخترع يوبال بعض الآلات الموسيقية (تك 4 : 21) فأنها انتشرت في العالم كله، والتسبيح والترنيم بالموسيقي أمر شائع في كل الحضارات وليس وقفًا على عبـادة أوزريس المصرية ، ولماذا يقول "المستشار محمد سعيد العشماوي" أن داود اقتبس التراتيل بالموسيقى من الحضارة المصرية القديمة ولم يقل أن داود اقتبس هذا من آبائه وأجداده؟!، ولماذا يتغافل ترانيم بني إسرائيل على ضفاف البحر الأحمر بعد عبورهم وغرق فرعون سنة 1446 ق.م وقبل داود بأكثر من أربعمائة عام " فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ" (خر 15 : 20)، بل قبل الخروج بمئات السنين كان لاَبَانَ خال يعقوب يستخدم مع شعبه الدف والعود (تك 31 : 27). إن الكنيسة تغنت بالألحان والمزامير، ولعل الآذان والمصحف المرتل أخذ من بعض هذه النغمات، بل أن بعض موسيقى أم كلثوم اُقتبست من الموسيقى القبطية.

 3ــ كان الشعب الإسرائيلي يمثل شعب الله المختار قديمًا، فاختار الله إبراهيم أب الآباء لكي ما عن طريقه يبارك بقية الأمم عندما يأتي المسيا المُخلص من نسله، ولكن بعد أن جاء السيد المسيح الإله المتأنس ورفضوه وصلبوه وتنكَّروا له ولم يؤمنوا به صاروا مرفوضين من قِبل الله، وحلت عليهم اللعنة الإلهيَّة فدُمرت أورشليم سنة 70م وتشتَّت اليهود في بقاع العالم، وعندما نُصلّي بالمزامير ونقرأ العهد القديم فنحن في ملء الثقة أن هذه كلمات الله التي أودعها لنا في الكتاب المقدَّس. أما نظرة "د. محمد علي البَار" السياسية واتهامه الصريح لنا بأننا نحن المسيحيين نتحيز لليهود ضد الفلسطينيين، فهو إتهام لا محل له من الإعراب، والكل قد عرف وطنية أقباط مصر عندما حُرقت كنائسهم في طول البلاد وعرضها بيد الإخوان المسلمين في أغسطس عام 2013م ولم يحركوا ساكنًا، وقال "قداسة البابا تواضروس الثاني" عبارته الخالدة: " إن وطنًا بدون كنائس لهو أفضل من كنائس بدون وطن"، ومن قبلــه قـال "قداسـة المتنيح البابا شنوده الثالث": " إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل هيَ وطن يعيش فينا"، ويشهد بوطنية أقباط مصر حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، فبطل الجزيرة الخضراء "العميد مجدي بشارة" قد أعطى الأمر للمدفعية المصرية بعد أن عجز عن حمايتها بأن تُدك الجزيرة وهو فيها مع جنوده الأوفيـاء، و"اللواء المهندس باقي زكي يوسف" هو الذي ابتكر تحطيم أسطــورة خـط بارليف بالمضخات المائية، و "اللواء فؤاد عزيز غالي" هو الذي حرَّر القنطرة شرق ثم تولى قيادة الجيش الثاني الميداني، و "العميد شفيق متري سدراك" قائد اللواء الثالث مشاه كان في طليعة الشهداء، وغيرهم الكثير والكثير من المصريين الأقباط، فلا يصح زرع روح الفتنة الطائفية والمزايدة على وطنية الأقباط سواء في مصر أو خارجها.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(55) الأصول المصرية لليهودية ص 197، 198.

(56) هامش الأصول المصرية لليهودية ص 198.

(57) أباطيل التوراة والعهد القديم "2" الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم ص 391.

 (58) الشماس الدكتور إميل ماهر - سفر المزامير قبطي عربي جـ 1 ص 49.

(59) الشماس الدكتور إميل ماهر - سفر المزامير قبطي عربي جـ 1 ص 51.

 (60) سفر المزامير - دراسة وشرح وتفسير - المقدمة ص 250.

(61) أورده القمص تادرس يعقوب - تفسير سفر المزامير جـ 1 ص 41.

(62) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير المزامير للقديس أُغسطينوس مع رسالة في المزامير للقديس أثناسيوس الرسولي  ص 21، 22.

(63) المرجع السابق ص 24.

(64) تأملات في مختارات من مزامير الأجبية جـ 1 ص 203.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1633.html

تقصير الرابط:
tak.la/5xnwj3n