ج : لم ترد كلمة "سلاه" في عناوين المزامير، إنما وردت في صُلب المزامير 71 مرة، بمعدل مرة واحدة في 16 مزمور، ومرتين في 15 مزمورًا، وثلاث مرات في 7 مزامير، وأربع مرات في مزمور واحد، كما جاءت في سفر حبقوق ثلاث مرات (حب 3 : 3، 9، 13).. فما هو معناها؟
الحقيقة أن كلمة "سلاه" هو اصطلاح عبري لا يُعرف معناه على وجه التحديد، ولذلك فهناك عدة احتمالات للمعنى:
أ- وردت في التراجم اليونانية السبعينية وسيماخوس وثيودثيون "ديابسالما" Diapsalma أي استراحة فاصلة وتشير إلى تغيّر اللحن أو تغيير المعنى، ولكن ورودها أحيانًا في نهاية المزمور جعل هذا الاحتمال ضعيفًا.
ب - الشرح اليهودي لكلمة "سلاه" أي "إلى الأبد" أو "دائمًا"، مثل كلمة "آمين".
جـ - قال المفسرون أنها إشارة لتوقف الإنشاد واستمرار الموسيقى، أو توقف الاثنان معًا الإنشاد والموسيقى ليسجد الشعب لله، وحتى عندما ترد في نهاية المزمور مثل (مز 50، 84، 85، 87، 88) فأنها تؤدي الغرض منها قبل إنشاء البركة الختامية.
د - إشارة للمرنمين لرفع أصواتهم لجذب أنظار السامعين. وجــاء فـي موقع "Holy_Bible_I" عن كلمة "سلاه" أنها تنطق "سيلاه": "وهيَ لغويًا تعني وقفة أو سكون موسيقي (علامة موسيقية) تشبه لمن يعرف علامات النوتة الموسيقية ما يُسمى بعلامة "أس" التي تأتي في وسط السطر الموسيقي لتعبّر عن وقفة موسيقية، ورغم أنها سكتة موسيقية فهيَ تعني لبعض اليهود أنها سكتة موسيقية لرفع الصوت بعدها للتعبير عما يشبه معنى آمين بعد كل مقطع في المزامير.
ويقول " كمشي" المفسر اليهودي هيَ أتت من جذر بمعنى يرفع، فهيَ تعني توجيه للرفع أي جعل الصوت حادًا حينما تأتي هذه الكلمة، وقال مفسرون يهود أنها أيضًا تعني وقفة للانتباه، ويقول بن عزرا أنها أيضًا تأتي للتأكيد بمعنى "حقًا" أو "آمين" (نقلًا بتصرف من بحث الأستاذ/ أنجيليوس دونيوس).
ويقول الرائي "تسفي مالاخي" أن "سلاه" إشارة موسيقية تعني رفع صوت الترنيم... إشارة موسيقية تعني إيقاف الترنيم، أي علامة موسيقية تشير للسكون... أنها تعني إلى الأبد... ويقول الرائي "دافيد كامحي" كلمة "سلاه" هيَ إشارة رفع أي في المكان الذي نرى فيه كلمة "سلاه" كان في رفع صوت من قِبل مرنم المزمور، ولهذا لن تجدها إلاَّ في سفر المزامير... وصلاة النبي حبقوق التي كانت كترنيمة أيضًا".
ويقول "الشماس الدكتور إميل ماهر": " يظن البعض أنها مشتقة من الفعل "سِلاَه" بمعنى "يرفع. يعظم" أي أنها تشير إلى رفع الصوت عند النطق بالبركة، بتقوية اللحن وتوقيعه بشدة. ولذلك صنفها القديس جيروم مع "آمين" و "سلام"، وفسرها القديس يعقوب أسقف الرها في القــرن السابع على أنها تشبه "آمين" التي يرددها المرنمون المسيحيون بعد سماع البركة. فكأن "سلاه" تعني "أعط بركة". والبعض يعتقد أنها في الأصل... "سلّه" مـن الفعل "سلل" أي "يلقي. يطرح" أي بمعنى "انطراح" أي "سجود".. والمُرجَح أن اليهود استخدموا هذا المصطلح في نهاية العصر الفارسي مرتبطًا بالمزامير التي ترنم بمصاحبة الآلات الموسيقية في العبادة الجمهورية... وقد تُرجم في السبعينية اليونانية بكلمة "ديابسالما" ومعناها "استراحة"، ويقصد بها وقفة pause موسيقية " يتوقف إثناءها المرنمون عن الترنيم لتُسمع الآلات الموسيقية وحدها. ويظن آخرون أنها وقفة موسيقية تامة، خصوصًا عندما يستدعى المعنى لحظات للراحة، فتتوقف إثناءها الآلات الموسيقية ويصمت المرنمون للتأمل في الكلمات التي أنشدوها. وهذا يذكرنا بأن المزمور يحتاج إلى روح التأمل والهدوء إصغاءً لما يقوله الروح" (54).
_____
(54) سفر المزامير قبطي عربي جـ 1 ص 31، 32.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1632.html
تقصير الرابط:
tak.la/w36w7yn