يرى بعض النُقَّاد أن أحداث سفر أستير لا تمثل أحداث تاريخية، ولم يكن لأحشويرش زوجة يهودية بِاسم أستير، ولم يذكر التاريخ شيئًا عنها ولا عن وشتي وذكر التاريخ أنه تزوج بملكة هي أمستريس Amestris سنة 479 ق. م. في السنة السابعة من مُلكه، ولعل "وشتي" هو لقب للملكة أمستريس (هيروديت 7: 114، 9: 112) وأنها قصة رمزية تدور حول الآلهة والإلهات، فمردخاي يشير إلى مردوك Marduk إله بابل، وفوريم تعني مجمع الآلهة، وأستير تشير للإلهة إشتار، ووشتي تشير للإلهة العيلامية مشتي، وهامان Humman هو إله عيلامي، ولا سيما أنه لم يرد اسمي مردخاي وأستير في تسبحة الحمد الخاصة بالآباء في سفر يشوع بن سيراخ التي كُتبت سنة 180 ق. م.(6).
ويقول "زينون كوسيدوفسكي": "مغامرة أستير ومردخاي في قصر الملك الفارسي في شوشن (السوس) تعتبر مثالًا للأسطورة الشرقية، فخيال المؤلف الواسع والجامح قد ضخّم بلا شك كل الأحداث التي يصفها وأضاف إليها الكثير، وليمة الملك استمرت مائة وثمانين يومًا، بنات فارس العذارى تعطّرت وتطيبت اثنا عشر شهرًا قبل المثول بين يدي الملك، أو الأصح في حضن الملك، أستير جُهّزت أربع سنوات للزواج. ارتفاع المشنقة التي عُلّق عليها هامان كان خمسين ذراعًا، وأخيرًا قتل اليهود انتقامًا خمسة وسبعين ألف شخص من خصومهم"(1).
ويقول "د. دريفر" إن الخطر الذي كان يتهدَّد اليهود، كان خطرًا محليًا في مكان واحد، وبناءً عليه يكون السفر مجرد قصة خيالية رغم ما فيها من أسس تاريخية"(2) واعتقد "سملر" أن سفر أستير نتاج خيال محض، وأنه لا يُثبِت سوى غطرسة اليهود وكبريائهم(7).
ج: 1- جاءت قصة أستير عبر سفر كامل في الكتاب المقدَّس، ونحن نثق ثقة تامة كاملة في كل ما جاء في الكتاب، لأنه هو حق وصادق وأمين، لأن " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحى بِهِ مِنَ اللهِ" (2تي 3: 16) والكتاب بعيد تمامًا عن أية أساطير أو خرافات.
2- في قصة أستير تحتل أستير مركز البطولة، ودائمًا الأسطورة تمجد وتعظم البطل وتنسج حوله البطولات، وتتغاضى تمامًا عن ضعفاته وسقطاته، أما الكتاب فقد ذكر مظاهر القوة وأيضًا مظاهر الضعف لأستير، فذكر مدى خوفها من الدخول للملك وهو في عزلته، وعندما وجدت وجهه متجهمًا خافت وكاد يغشى عليها من الخوف والرعدة، وأنها لم تكتفِ بانتقام اليهود من أعدائهم لمدة يوم واحد بل طلبت من أحشويروش يومًا آخَر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إن قصة أستير هي قصة شعب الله الذي تعرّض للإبادة بدون ذنب، والرب أنقذه بعمل إلهي عجيب، وهذا عمل بعيد تمامًا عن قصص الآلهة والإلهات في الأساطير، وبينما لا تجد في الأسطورة زمانًا محددًا ولا مكانًا محددًا، نجد في قصة أستير التواريخ بدقة فقد حدثت في عصر الملك الفارسي أحشويروش وهو شخصية تاريخية حقيقية، تولى المُلك خلال الفترة من (486 - 465 ق. م) ثم اُغتيل بيد برناباس، وفي القصة نلاحظ تحديد تواريخ الأحداث بدقة، فالوليمة الأولى أقيمت في السنة الثالثة من مُلك أحشويروش (أس 1: 3) وأُخذت أستير إلى القصر في شهر طيبيت في السنة السابعة لمُلك أحشويروش (أس 2: 16) وفي أول نيسان ألقى العرفاء القرعة أمام هامان لتحديد يوم إبادة اليهود، فوقعت القرعة على يوم 13 من شهر آذار (أس 3: 7) وصام الشعب مع أستير ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث تراءت أستير أمام الملك (أس 5: 1) وتحدد عيد الفوريم يومي 14، 15 من شهر آذار (أس 9: 17، 18) وقد جرت أحداث القصة في مدينة "شوشن" وهى مدينة "سوسة" عاصمة عيلام.
3- "مردخاي" الذي قالوا عنه أنه يشير إلى "مردوخ" إله بابل، قد أوضح السفر نسبه قائلًا: "كان في شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسمُهُ مُردَخَايُ بن يائير بن شَمْعِي بن قَيْسٍ رَجُلٌ يمِينِي. قد سُبِيَ من أُورُشَلِيمَ مع السَّبْيِ الذي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بابل"(أس 2: 5، 6) وقد تم اكتشاف نقوش فارسية جاء فيها اسم "مردخاي" على أنه رجل من رجال بلاط فارس أثناء حكم الملك أحشويروش (أزركسيس) وهذا يؤيد تاريخية السفر. أما قول بعض النُقَّاد بأن كلمة "فوريم" تعني مجمع الآلهة، فالحقيقة أن "فوريم" من "فور" أي قرعة، لأن هامان ألقى قرعة حتى يختار اليوم الذي يبيد فيه اليهود "كَانُوا يُلْقُونَ فُورًا، أي قُرعةً، أمام هامان" (أس 3: 7) والكلمة الفارسية "بور" تعني "قرعة"، وتم اكتشاف نقوش ذُكرت فيها كلمة "بور" مرتين بمعنى قرعة. وبينما رأى البعض مثل "ر.هـ. فيفر" أن السفر يعبر عن قصة خيالية، فإن البعض الآخر مثل "ل.هـ. بروكنجتون" رأى أن السفر يعبر عن رواية تاريخية(8).
4- كيف يقيم أحشويروش وليمة تستمر نصف عام؟
كانت مملكة فارس ممتدة الأطراف من الهند إلى الحبشة، تضم 127 كورة ضمت أعداد كبيرة من شعوب مختلفة، فأراد أحشويروش أن يُظهِر "غِنَى مَجدِ مُلْكِهِ ووقار جلال عظمتِهِ" (أس 1: 4)، وأيضًا كان هناك هدفًا هامًا من هذه الوليمة وهو حشد أكبر عدد ممكن من الجنود لغزو اليونان لأن جيوش اليونان لا تكف عن تهديد مملكة فارس، وإن كانت الوليمة استمرت ستة أشهر إلاَّ أن المدعوين لم يستمروا هذه المدة، بل كان يحضر عظماء ورؤساء وأشراف دولة معينة فيتم استضافتهم لمدة أسبوع أو أكثر قليلًا وينصرفون ليحل محلهم آخرون وهَلُمّ جرا، وهكذا ظلت هذه الولائم متصلة لمدة ستة أشهر، وكان الملك ومشيريه يحضرون مع كل فوج يأتي إلى شوشن، وبعد هذه الوليمة "عَمِلَ المَلِكُ لجَمِيعِ الشَّعْبِ المَوجُودِينَ في شُوشَنَ القَصرِ، من الكَبِيرِ إلى الصَّغِيرِ، ولِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّام في دار جَنَّةِ قصرِ المَلِكِ. بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وخَضرَاءَ وأسمانجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بحِبَال مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوانٍ، فِي حَلَقَاتٍ من فِضَّةٍ، وأعمِدَةٍ من رُخَام، وأسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وفضَّةٍ"(أس 1: 5، 6) وكان اللونان الأبيض والأسمانجوني يمثلان اللونين الملكيين في فارس، ولذلك "خَرَجَ مُرْدَخَايُ منْ أمام المَلِكِ بِلِبَاس مَلِكِيٍّ أسمَانجُونِيٍّ وأبيَضَ"(أس 8: 15) وقد أوضحت آثار مدينة "برسبوليس" الفارسية أن القصور الفارسية كان بها مكانًا فسيحًا به أعمدة تحمل مظال، وبهذا يتضح ما جاء في سفر أستير عن أنسجة بيضاء وخضراء وأسمانجونية، أي مظال يستظل بها الجالسون في الاحتفال، وعُلِقت هذه المظال بحبال رُبِطت بأعمدة، ويقول "أ. مكدونالد" A. Macdonold: "كشفت الحفريات الفرنسية الحديثة بقايا هذه الأعمدة التي كانت تتعلّق عليها الحلقات والحبال"(3).
5- هناك فارق زمني بين أحداث الأصحاح الأول وأحداث الأصحاح الثاني يبلغ أربع سنوات، ففي السنة الثالثة من مُلك أحشويروش أقام وليمته (أس 1: 3) وفي السنة السابعة تزوج بأستير (أس 2: 16). وهذا الفارق الزمني يرجع لانشغال الملك أحشويروش بغزواته الفاشلة ضد اليونان، وهذه السنوات الأربع لم تكن لإعداد أستير لكيما تكون ملكة، إنما كانت بسب انشغال الملك بحروبه. ونظرًا لعظمة مملكة فارس وملكها حينذاك، وحيث أن عظمة الملك من عظمة الملكة لذلك بالغ مستشاري الملك في إعداد الفتاة التي ربما تصبح بين ليلة وضحاها ملكة لأعظم ملك على وجه الأرض، فكانت تقضي عامًا كاملًا للاهتمام بزينتها وتطييب جسدها، وأيضًا لتعليمها أدبيات القصر.
6- كيف لم يتعرَّف أحشويروش على الشعب اليهودي، وقد تزوّج بأستير اليهودية؟
كان الملك أحشويروش متقلّب المزاج، كل همّه توسيع مملكته وتحصيل الجزية من شتى الشعوب الخاضعة له، وعندما تزوج بأستير كانت أستير تتكلم اللغة الفارسية بطلاقة، كما أن اسمها (أستير) اسم فارسي لا غبار عليه، ولذلك لم يلحظ أنها غريبة عن بلاد فارس. وأيضًا لم تخبره أستير بجنسها بحسب وصية مردخاي لها (أس 2: 20). هذا من جانب، ومن جانب آخَر أن هامان عرض الأمر بشكل غامض وخبيث، فلم يذكر اسم هذا الشعب الذي يعادي الملوك، بل قال "إنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ ما مُتَشَتِّتٌ ومُتَفَرِّقٌ بين الشُّعُوب في كُلِّ بلاد مَملَكَتِكَ، وسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لجَمِيعِ الشُّعُوب، وهم لا يَعْمَلُونَ سُنَنَ الملِكِ فَلاَ يَلِيقُ بالمَلِكِ تَركُهُمْ" (أس3: 8) وبسبب ثقة الملك في هامان لم يستفسر عن هذا الشعب الذي سيُباد ما دام هو عدوًا له، فقد أعطى الملك أذنه لهامان، دون أن يتأكد من صحة آراءه، ولم يتطرق إلى ذهنه أن الشعب الذي سيُباد هو الشعب اليهودي، ومع أنه قد وردت شكاوي من قبل ضد هذا الشعب واتهموا أورشليم بأنها المدينة العاصية (عز 4: 7 - 24) فأنه أمر بوقف بناء الهيكل ولم يفكر قط في إبادة هذا الشعب العريق.
ويقول "متى هنري": "صوَّر هامان اليهود للملك تصويرًا سيئًا كاذبًا، وصوَّر أيضًا أخلاقهم تصويرًا كاذبًا... لقد أراد هامان بأن يعتقد الملك:
1- أن اليهود شعب مُحتقَر، وليس من كرامته أن يأويهم "أنه موجود شعب" دون أن يذكر اسم ذلك الشعب، كأنه لا يوجد شعب واحد، لكنه "متشتت ومتفرق بين الشعوب" كمشردين على وجه الأرض، ومقيمين في كل الممالك، كعبء ثقيل ولعنة على الأماكن التي يحلون فيها.
2- أنهم شعب خطر، ولا أمان في أن يأويهم، إن لهم نواميسهم وشرائعهم وعاداتهم الخاصة، ولا يخضعون لشرائع وقوانين المملكة وعادات البلاد. ومن أجل هذا فقد يكونون ساخطين على الحكومة، وقد يصيرون قدوة سيئة لغيرهم بشذوذهم الذي قد ينتهي بتمرد أو ثورة"(4).
7- لماذا تأخر هامان في تنفيذ الأمر بإبادة اليهود إحدى عشر شهرًا؟
حصل هامان على التصريح الملكي بإبادة الشعب اليهودي، ووضع الخطة لإبادتهم عن طريق أعدائهم، فيقضون عليهم ويسلبون ممتلكاتهم، ومع هذا كان متخوفًا من فشل خطته بسبب تعاطف البعض معهم بسبب محبتهم لهم، أو بسبب كراهيتهم لحكم فارس، أو خوفًا أن يأتي الدور عليهم، ولذلك أراد أن يستعين بآلهته لتنفيذ فكرته الجهنمية، ولذلك دعا العرفاء وألقوا قرعة لتختار الآلهة اليوم المناسب لهذه المجزرة, "كانُوا يُلْقُونَ فُورًا، أي قُرعَةً، أمام هامان، من يوم إلى يوم، ومنْ شهر إلى شَهْرٍ، إلى الثَّاني عَشَرَ، أي شَهْر أذار" (أس 3: 7)، وتم اختيار يوم 13 من هذا الشهر، واستسلم هامان لاختيار الآلهة رغم تعطشه الشديد لدماء اليهود. وحقد هامان هذا انعكس على مدى المبالغة في ارتفاع الصليب الذي أعدّه لمردخاي، وبلغ طوله خمسون ذراعًا لكيما يكون منارة تُرى من بُعد، ويكون مثار أحاديث الناس وتعجبهم، وبهذا يروع كل من تسول له نفسه أن يعصاه من جانب، ومن جانب آخَر ينفث عن الحقد الأسود الذي ضاق به صدره.
8 - كيف يعرض هامان مبلغ ضخم كهذا على أحشويروش مقابل موافقته على إبادة اليهود؟
عرض هامان على أحشويروش مبلغ عشرة آلاف وزنة من الفضة (أس 3: 9) وهذا المبلغ يعادل ثلثي ما يدخل لخزانة الملك سنويًا، فما الذي دفع هامان لهذا؟
أ - عرض هامان على الملك هذا المبلغ الضخم جدًا ليعوضه عن خسارته الناجمة من ضياع الجزية والضرائب التي يحصّلها من اليهود، فقد أراد هامان أن يضمن موافقة الملك أحشويروش على إبادة هذا الشعب.
ب - أراد هامان دفع كل هذا المبلغ ليرضي شهوة الانتقام التي اجتاحته.
ج - عُرف اليهود بممارسة التجارة واكتناز الأموال، فقد منَّى هامان نفسه بالاستيلاء على ممتلكات اليهود، وبذلك يعود إليه ماله وأكثر منه، وبذلك يكون اليهود قد تحملوا ثمن موتهم.
د - أجاب الملك طلب هامان، وردّ له الفضة قائلًا: "الفضَّة قد أُعطِيَتْ لك والشَّعب أَيضًا لتَفْعَل به ما يَحسُنُ في عينَيْكَ"(أس 3: 11).
9- لم يذكر التاريخ كل شيء عن زوجات الملوك، ولاسيما أن الملوك كانوا يكثرون من الزيجات سواء لأسباب سياسية أو لإشباع شهواتهم التي لا تُشبَع، وفي قصة أستير واضح أنه بعد طلاق وشتى تم اختيار عدد كبير من الفتيات ليصرن سراري للملك باستثناء واحدة تصبح هي الملكة، فكانت هي أستير، وكل هؤلاء السراري لم يذكر التاريخ حتى أسمائهن، وكان لسليمان سبعمائة زوجة وثلثمائة سرية، ولا أحد يعرف شيء عنهن باستثناء ابنة فرعون التي بنى لها قصرًا في أورشليم. إذًا زواج الملك أحشويروش من "أمستريس"، لا ينفي زواجه من أستير وغيرها، وهناك احتمال أن تكون "وشتي" هي "أمستريس"، فيقول "ج. أس. رايت": "إن الاسم الفارسي (وشتى) الذي تدخل فيه الحروف (و) و(ش) اللتين ليس لهما نظير في اللغة اليونانية يمكن أن يتحول إلى (أمستريس) في اليونانية"(5). وقد عَزل الملك "وشتي" في السنة الثالثة من مُلكه (أس 1: 3) قبل ذهابه للحرب مع اليونان، وتزوج بأستير بعد عودته من الحرب في السنة السابعة من مُلكه (أس 2: 16) وظلت أستير ملكة حتى السنة الثانية عشر من مُلك أحشويروش (أس 3: 7) ولا نعرف مصيرها في الثمانية سنين الأخيرة من مُلك أحشويروش الذي مَلَكَ لمدة نحو عشرين عامًا، فربما ماتت، وربما عادت وشتى إلى موقعها ثانية.
_____
(1) ترجمة د/ محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 374.
(2) دائرة المعارف الكتابية جـ1 ص 214.
(3) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 377.
(4) ترجمة القمص مرقس داود - سفر أستير ص 37، 38.
(5) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - أستير ص 17.
(6) راجع القس صموئيل يوسف - المدخل إلى العهد القديم ص 280، 281.
(7) راجع دائرة المعارف جـ1 ص 213.
(8) راجع جوش بولدوين - التفسير الحديث للكتاب المقدّس - أستير ص 32.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1480.html
تقصير الرابط:
tak.la/f42r3gv