محتويات
حينما أراد لوط أن يختار أرضًا مثمرة رفع عينيه
"ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي، قبلما خرّب الرب
سدوم
وعمورة، كجنة
الرب كأرض مصر" (تك10:13). هكذا حسب
الأرض التي رآها كجنة الرب
كأرض مصر.
فقد كانت مصر تتسم بكثرة خيراتها ووفرة محصولاتها.
"حدث جوع في
الأرض، فانحدر
إبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في
الأرض كان شديدًا جدًا"
(تك10:12). وأرسل
يعقوب أبناءه ليشتروا قمحًا من هناك لذات السبب
(تك57:41)، وتكرر الأمر للمرة الثانية (تك1:43). لهذا شُبّهت
مصر بجنة
الرب، وهكذا أيضًا يشبه
الإنسان الأول قبل السقوط في
جنة عدن بجنة مثمرة.
عاش أبوانا
آدم وحواء في
جنة عدن، التي دُعيت جنة الرب، حيث كانت كل الطبيعة في خدمتهما، يتمتعان بثمار
الجنة، ويحملان ثمرًا روحيًا داخليًا يفرح قلب الله وقلوب السمائيين. هكذا
كان الله مشتاقًا أن تبقى البشرية دومًا في شبع دائم، تفيض بالثمر، فتكون
هي ذاتها جنة الرب المثمرة. يناجي الرب النفوس المقدسة له فيقول: "أختي
العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم، أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة
فاغية
وناردين،
ناردين وكركم،
قصب الذريرة وقرفة مع كل
عود اللبان".
وتناجيه النفوس قائلة له: "ليأت حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس"
(نش12:4-16).
هكذا يرى
الإنسان في أعماقه
"جنة الرب" التي يأكل الرب منها الثمر النفيس ويشتم فيها روائح طيبة، بل
ويدعو السمائيين ليتمتعوا بجنته هذه قائلاُ: "قد دخلت جنتي يا أختي العروس،
قطفت مُرّي مع طيبي، أكلت شهدي مع عسلي، شربت خمري مع لبني. كلوا أيها
الأصحاب، اشربوا واسكروا أيها الأحباء" (نش1:5).
إن كانت
مصر في عصر الآباء ترمز إلى
الإنسان قبل
الخطية، يعيش كما في جنة الرب، ويحمل في أعماقه جنة مثمرة مفرحة، لكنها في
نفس الوقت تمثل بركات الرب الزمنية التي إن تعلق بها
الإنسان دون واهبها
تفقد الجنة طبيعتها. كل البركات الزمنية هي هبات إلهية مجانية، نشكر عليها
الله واهبها، فننشغل به كواهب العطايا لا بالعطايا نفسها. لقد خشي الله
على أولاده من التعلق بخيرات مصر،
فطلب منهم الخروج منها أو عدم الالتجاء إليها. فعندما حدث جوع في أيام
إسحق، "ظهر له الرب وقال: لا تنزل إلى
مصر.
اسكن في
الأرض التي أقول لك. تغرّب في هذه
الأرض، فأكون معك وأباركك..."
(تك2:126،3).
دخل
يوسف
مصر كعبدٍ، وكعبدٍ بارك بيت
فوطيفار،
وأُلقي في
السجن ظلمًا فخدم المسجونين والمطرودين والمرذولين، وأخيرًا إذ
دخل قصر ملك مصر أقام المخازن لتشبع المصريين والأجانب في فترة سنوات
المجاعة، فأنقذهم من الموت.
ألم يكن ذلك نبوة عن عمل
المسيح في كنيسته بمصر، فإنه إذ صار عبدًا من أجلنا حوّل حياتنا إلى الحب
لنشاركه روح
التواضع والحب والخدمة، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
دخل كنيستنا
كيوسف ليُقيم فيها مخازن
الحب والروحانية الحقيقية عبر الأجيال، لكي يجد كل مؤمن فيها ما يشبعه فلا
يموت جوعًا.
حوِّلها كما إلى جنتك المثمرة.
لتهب لي نهر روحك القدوس،
يفيض بمياهك في أعماقي،
وتتحول بريتي الداخلية إلى جنتك
المثمرة!
* لتنطلق يا
حبيبي إلى جنتك،
فتجد في داخلي ثمر روحك القدوس.
لتأكل وتشرب،
فإن كل ما في داخلي هو من عمل يديك!
لتحرسها بنار حبك فلا يحطمها العدو!
مصر كجنة الرب
اخرج من
مصر!
مخازن الله في
مصر
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/egypt/patriarchs.html
تقصير الرابط:
tak.la/tz368rv