الخروج
الفصل الأول
مصر وتاريخها أثناء فترة مكوث بني إسرائيل فيها كما يشرحها الكتاب المقدس والآثار القديمة (خر 1: 1-7)
إن التلميذ المخلص والمجتهد للتاريخ لن يخفق في التعرف عليه كترتيب عجيب للعناية الإلهية لكون بداية ونهاية الاستعلان الإلهي للبشرية كان مرتبطًا بأعلى ثقافة ذهنية للعالم. عندما انطلق الرسل إلى العالم الروماني، أمكنهم الاستفادة من اللغة اليونانية المنتشرة عالميًا ومن الثقافة اليونانية ومن طرق التفكير.
وما كانت عليه اليونان للعالم في وقت السيد المسيح، كانت عليه مصر وأكثر عندما صار بني إسرائيل شعب الله المختار. ليس معنى هذا في كلا الحالتين أن حق الله احتاج لمعونة من حكمة هذا العالم. على العكس، فبمعنى ما وقفت حكمة العالم مقاومة لحق الله.
وبينما التاريخ لا يزال يتابع ما يبدو أنه مساره المستقل والفلسفة والعلم والفنون يتقدمون ظاهريًا بدون أية إشارة إلى استعلان، الكل في النهاية عُمل كخادم لتأييد وتعزيز ملكوت الله. وهكذا يكون الحال دائمًا. يستخدم الله بطريقة عجيبة الوسائل الطبيعية لأجل غايات فائقة للطبيعة، ويجعل كل الأشياء تعمل معًا لمجده وأيضًا لخير شعبه.
كما نراه الآن فقط كان أمرًا في غاية الأهمية أن يؤتى ببني إسرائيل إلى مصر ويستقروا لعدة قرون هناك قبل أن يصيروا أمة مستقلة. لقد أظهر التاريخ المبكر لبني يعقوب حاجتهم على السواء لإبعادهم من الاحتكاك مع شعب كنعان ولصهرهم في أتون الضيقة لإعدادهم لوراثة الأرض التي وُعد بها آبائهم.
لكن هذا كان يمكن أن يحدث في أي بلد آخر غير مصر. لكن ليس الأمر هكذا بالنسبة لتدريبهم، لأن بالنسبة لتدريبهم منحت مصر أفضل فرصة أو بالأحرى قدمت هي في ذلك الوقت الفرصة الوحيدة المناسبة.
حقًا مكوثهم هناك تضمن أيضًا مخاطر مميزة مثلما برهن تاريخهم بعد الخروج. لكن هذه كان سيتم مصادفتها تحت أية ظروف أخرى، بينما المنافع التي استقوها من مخالطتهم للمصريين كانت متميزة وفريدة.
لكن لا يزال يوجد وجه آخر للأمر. عندما وقف بولس الرسول أمام أغريباس الملك، أمكنه أن يستند بثقة على علانية تاريخ المسيح وشيوعه على الملأ لكونه لم يتم في ركن مغمور في أرض بربرية، بل في على مرأى من العالم الروماني: "لأن هذا لم يُفعل في زاوية" (أع 26: 26)، وكذلك عبودية إسرائيل وخلاص الله العجيب تم بمشهد واضح نطاقه ليس أقل من إمبراطورية مصر العالمية قديمًا.
في الواقع كان الارتباط بين مصر وإسرائيل وثيق جدًا حتى إنه كان من المستحيل فهم تاريخ إسرائيل كما ينبغي بدون معرفة شيء عن تاريخ مصر. لذلك سوف نكرس هذا الفصل التمهيدي لوصف مختصر عن مصر. لكن بصفة عامة قد يختلف المؤرخون من جهة الزمن الذي حدثت فيه أحداث معينة، لكن أرض مصر ذاتها ممتلئة بذكريات ماضية عن قصة بني إسرائيل. وقد أُظهرت هذه إلى النور بفضل أبحاث حديثة تكاد تُضاف سنة بعد سنة إلى حصيلة معرفتنا.
ومن الملاحظ هنا بصفة خاصة أن كل اكتشاف تاريخي جديد يميل لأن يلقي ضوء الروايات الكتابية بل ويؤكدها. لكن بعض الحجج الرئيسية ضد الكتاب المقدس كانت في وقت من الأوقات مشتقة من التاريخ الُمفترض لمصر!
هكذا بينما يستمر الناس في إقامة اعتراضات ضد الكتاب المقدس، تلك التي اعتمدوا عليها بمنتهى الثقة سابقًا، قد تم إزالتها بمزيد من الأبحاث التي عُملت بطريقة مستقلة تمامًا عن الكتاب المقدس، مثلما أن المعرفة المتسعة مستقبلًا سوف تكتسح تلك التي نتجادل بها في أيامنا.
فقد حدث فعلًا أن الآثار الآشورية، الحجر الذي يسجل رواية موآب (2مل3)، المعابد والقبور وأوراق البردي المصرية، قد جاءت كل واحدة منها على التوالي لتخبرنا بقصتها وكل واحدة منها تشهد بطريقة عجيبة لصدق الرواية الكتابية. فلنرى ما يمكننا تعلمه من مثل هذه المصادر عن الحالة القديمة لمصر بقدر ما يمكنها أن تساعد على شرح تاريخ إسرائيل.
يمكن القول أن العلاقة بين إسرائيل ومصر بدأت مع زيارة إبراهيم لمصر. فعند وصوله هناك يلزم أنه وجد الشعب في قمة الحضارة. وتاريخ رؤساء الآباء ينال مزيد من الأضواء الجديدة من الآثار وأوراق البردي القديمة. هكذا ورقة بردي معروفة باسم "الأخوان" -موجودة الآن في المتحف البريطاني، والتي ربما تكون أقدم عمل قصصي في الوجود- تبرهن أن إبراهيم كان لديه ما يبرر خوفه بسبب سارة. فهي تخبر عن فرعون أرسل فرقتين من الجيش لانتزاع امرأة جميلة من زوجها وبعد ذلك يقتلوه.
بردية أخرى -موجودة الآن في برلين- تسجل كيف أن زوجة وأبناء شخص أجنبي اغتصبهم فرعون وأخذهم عنوة. وإنه لأمر يثير الدهشة بما فيه الكفاية أن هذه البردية يرجع تاريخها تقريبًا إلى الوقت الذي كان فيه إبراهيم في مصر. ومن هذه الفترة أيضًا لدينا صورة من أحد المقابر تصوّر وصول رئيس بدوي -مثل إبراهيم- مع أسرته وتابعيه، يطلب الحماية من الملك. وتم استقبال هذا القادم الجديد بكونه شخص متميز وصاحب منزلة رفيعة.
ولجعل التطابق أكثر دهشة وغرابة -ولو أن هذا الرئيس لا يُظن أنه إبراهيم- فهو من الواضح أنه من أصل سامي ويلبس رداءًا له ألوان كثيرة، وتم تصنيفه بكونه هيك Hyk، وهي كلمة تعادل شيخ في الوقت الحاضر أو زعيم قبيلة بل ويحمل اسم أبشا Ab-shah أي "أب الرمل" وهو تعبير يشابه الذي لإبراهيم "أب جمهور"(68).
ورواية أخرى مصرية عن "ابن شجر الجميز" وتذكّرنا إلى حد بعيد بيوسف، فبطلها بدوي غريب يصل إلى أعلى مرتبة في بلاط فرعون ويصير مستشاره الرئيسي. هذه أمثلة عن كيف أن التاريخ المصري يشرح ويؤكد الكتاب المقدس. وعن تسخير بني إسرائيل في بناء وترميم بعض المدن، لدينا -كما سنبين حالًا- دليل كافي في نقش مصري مُكتشف مؤخرًا. لدينا أيضًا رسم تصويري لأسرى ساميين ربما إسرائيليين يصنعون الطوب اللبن بالطريقة التي وردت في الكتاب، بل ويوجد رسم آخر يرجع تاريخه إلى حكم ملكي متأخر، فيه إسرائيليين إما أسرى حرب، أو كما تم التخمين حديثًا، أجراء بقوا في مصر بعد خروج بني إسرائيل، استخدمهم فرعون في رسم الأحجار أو تقطيعها في المحاجر وإكمال أو توسيع مدينة رمسيس الحصينة والتي بناها آباؤهم سابقًا. البناؤون الذين في ثاني هذه الصور يُدعون بصريح العبارة "عبيرو" وهي أقرب تعبير لاسم العبرانيين.
ورغم أن هاتين المجموعتين من الصور من المرجح جدًا أن تاريخها يرجع إلى فترة متأخرة عن زمن الخروج، لكنها تشرح بدرجة ملحوظة ما نقرأه عن أحوال وأشغال بني إسرائيل أثناء فترة الظلم والسخرة التي تعرضوا لها. بل إن هذا الذي قدمناه لن يستنفذ ويوفي العلاقة التي بين الآثار المصرية التاريخ المبكر لإسرائيل.
ففي الحقيقة يمكننا تتبع التاريخين تقريبًا بصورة معاصرة ونرى كيف أن الواحد منها يلقي الضوء بطريقة مدهشة على الآخر. وبصفة عامة فإن معرفتنا عن التاريخ المصري مشتقة من الآثار، والتي تكلمنا عنها من قبل من بعض مصادر للمؤرخين اليونانيين والتي ليس لها قيمة كبيرة لاسيما من الكتاب التاريخي لشخص يُدعى مانيثو Manethoوهو كاهن مصري كتب حوالي سنة 250 قبل الميلاد.
في ذلك الوقت كانت آثار مصر لا تزال سليمة (لم تمسها يد غريب وتنهبها). كان لمانثيو إمكانية أن يدخل إلى كل أماكن الآثار وكان على دراية واسعة وشاملة لكل الأدب القديم في وطنه وكتب ما كتبه تحت توجه ورعاية ملك الأرض آنذاك.
لكن لسوء الحظ فُقد ما كتبه ولم توجد سوى شذرات منها حُفظت إنما بصورة مشوهة فقط استخدمها يوسيفوس بما يفيده في كتابه تاريخه، ووجدت أيضًا في تأريخ زمني للأحداث كتبه عالم مسيحي آمن في القرن الثالث (وهو يوليوس أفريكانوس). لكن هذا العمل الأخير فُقد أيضًا وعرفناه فقط من خلال عمل مُشابه كُتب بعده بقرن (بواسطة يوسابيوس أسقف قيصرية)، حيث أبحاث أفريكانوس تم إدماجها فيه(69).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هذه هي الصعوبات التي تقف أمام الدارس!
![]() |
ومن ناحية أخرى فإن كل من أفريكانوس ويوسابيوس جمعا المادة التاريخية من مصر ذاتها وكان كل واحد منها كفؤ ومقتدر لعمله، فأفريكانوس كان على الأقل أمامه كتاب مانثيو، وأخيرًا باتفاق عام وشامل، تؤكد آثار مصر بدرجة ملحوظة أقوال مانثيو التي لا جدال حولها.
ككل المؤرخين الوثنيين تبدأ قائمة ملوك مانثيو بالآلهة، بعدها عدّد ثلاثين أسرة مالكة، ووصل بتاريخه إلى سنة 343 قبل الميلاد. وقد أتضح الآن أن بعضًا من هذه الأسر ليست متوالية بل معاصرة لبعضها البعض، بمعنى أن القائمة تقدم مختلف الملوك الذين ملكوا في ذات المكان والزمان على مختلف مقاطعات مصر.
وهذا ينطبق بالأخص على ما تُدعى الأسر السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشر. ومن المستحيل تمامًا تخمين أية فترة زمنية قد تكون شغلتها تلك الأسر. بعد ذلك لدينا معلومات لها أساس أقوى. نحن نعرف أنه في ظل حكم الأسرة الثانية عشر توحدت كل مصر تحت سيادة ملك واحد. وكما جمعنا من الآثار فإن مصر آنذاك كانت في حالة عظيمة من التمدين والنجاح.
وفي بداية حكم هذه الأسرة نفترض أن زيارة إبراهيم لمصر تمت. وقد دام حكم هذه الأسرة أكثر من قرنين من الزمان(70)، ونحن نخمن ارتقاء يوسف لحكم مصر تم إما في ختام حكم هذه الأسرة أو في بداية حكم الأسرة الثالثة عشر.
من الملك الرابع في الأسرة الثالثة عشر إلى وصول الأسرة الثامنة عشر إلى عرش البلاد يكاد يكون التاريخ المصري خالي من أية معلومات مؤكدة. فتلك الفترة شغلها حكم ما يُطلق عليهم بالهكسوس أو الملوك الرعاة، وهم غزاة برابرة أجانب، قاومهم وأبغضهم الشعب، إذ كانوا يبغضون حضارة مصر القديمة ودينها.
ومع أن يوسيفوس يصوّر مانثيو بكونه يحدد فترة زمنية طويلة لحكم الملوك الرعاة، لكنها لا يقدم سوى أسماء ستة فقط منهم. فأولئك الستة فقط تأيد وتوثق حكمهم بآثار مصرية، ونحن مخول لنا الاستنتاج أن أولئك فقط هم الذين فعليًا ملكوا على مصر. والفترة التي شغلها حكمهم قد تصل بين قرنين وثلاث قرون، وهذه تتفق مع التأريخ الكتابي.
من الواضح أن الملوك الرعاة كانوا جنسًا شرقيًا وربما من أصل فينيقي. فهكذا اسم أول ملكين في قائمتهم من أصول سامية بطريقة جازمة (سالتيس Salatis ويعني قوي أو حاكم، وبيون Beonأو بينون Benon ويعني ابن العين أو المحبوب)، ويوجد دليل على أن هذا الجنس جلب معه عبادة بعل وعادة تقديم ذبائح بشرية، فهذين من أصول فينيقية.
من المهم أن نضع هذا في بالنا، عندما سنعاين أنه كان هناك حربًا تكاد تكون مستمرة بين الفينيقيين على طول الشاطئ الغربي لفلسطين والحيثيين وملوك مصر الوطنيين الذين أثناء فترة تملكهم كانوا يخضعونهم تحت سيادتهم.
هذه العداوة الدائمة تفسر أيضًا السبب المعقول لماذا أن "كل راعي غنم رجس للمصريين" (تك 46: 34)، وتفسر لنا كذلك لماذا ترك الملوك الرعاة رعاة بني إسرائيل في أرض جاسان بدون إزعاج حيث وجدوهم.
هكذا مقارنة التاريخ الكتابي بالتاريخ مصر وحالة السلام والرخاء الواضحة لمصر المتحدة تحت حكم ملك واحد كما يذكر الكتاب، تقودنا للاستنتاج أن مكوث يوسف هناك يلزم أنه تم في ختام الأسرة الثانية عشر أو مؤخرًا في بداية حكم الأسرة الثالثة عشر. لم يكن ممكن له أن يأتي أثناء حكم الهكسوس، لأن مصر كانت آنذاك في حالة فوضى وتشتت وانقسام، ولم يمكنه أن يأتي بعد ذلك، لأنه بعد طرد الملوك الرعاة واسترداد الحكام الوطنيين للبلاد لم يقم في مصر ملك جديد أو أسرة ملكية جديدة.
ومن ناحية أخرى فإن الوصف المتأخر ينطبق تمامًا على ملك واحد والذي عند إعادته كل شيء لوضعه القديم طرد الهكسوس. وهنا أيضًا تقدم لنا آثار مصر تأكيدًا ملحوظًا لتاريخ يوسف. فأولًا أسماء أول ثلاثة فراعنة في الأسرة الثالثة عشر تحمل تشابه مُلفت لتلك التي أعطاها فرعون الكتاب ليوسف (صفنات فعنيح). ثم إننا نعرف أن فراعنة الأسرة الثانية عشر كانت لهم علاقة خاصة جدًا مع كهنة مدينة أون (تك 41: 45)، وأن رئيس كهنتها من المرجح جدًا أنه كان على الدوام من أقارب فرعون.
لذلك آثار تلك الفترة تمكننا من فهم رواية زواج يوسف. لكنها تلقي أيضًا ضوء على مسألة لها أهمية أعظم وهي كيف أن عبد للرب تقي وورع كيوسف أمكنه أن يدخل في مثل هذه العلاقة الحميمة مع كهنوت مصر.
هنا معرفتنا بأقدم ديانة في مصر تمكننا من تهيئة إجابة كاملة وشافية. بدون شك كل البشرية كان لها في البدء شيء من المعرفة عن الإله الوحيد والحقيقي وعن ديانة حقيقية ورثوها من جنة عدن. هذه الدين الأولي يبدو أنه حُفظ لفترة طويلة في مصر.
كل عصر عاين في الواقع فسادًا وضلالًا جديدًا إلى أن صارت مصر في النهاية تتبنى أبشع الخزعبلات والأساطير. لكن السجلات المصرية المبكرة كالتي حُفظت في ذلك الكتاب الشهير "طقس دفن الموتى"، يكشف عن حالة مختلفة للأشياء.
يمكن بدون شك لو نتخلص من كل التفاسير والمعتقدات المتأخرة أن نجد أنها تشمل وتُدرِج الاعتقاد بالخلود والأبدية والوجود الذاتي لإله غير معروف، وخلود النفس وبالثواب والعقاب في المستقبل، وتغرس في الأذهان أسمى الواجبات الأخلاقية والأدبية.
كلما درسنا بتمعن أكثر هذه السجلات المصرية القديمة، كلما انبهرنا بعمق أكثر بالسمو والنقاء الذي لديانتها وتشريعها الأولي. وعندما انطلق بني إسرائيل إلى البرية أخذوا معهم في هذا الصدد أيضًا من مصر دروس كثيرة لم يكن لهم أن يتعلموها من جديد - مع أن هذه الحقيقة العظمى والأساسية كان لهم أن يقتنوها وهي أن الإله الذي كان غير معروف للمصريين كان هو الرب الإله الحي والحقيقي. لذلك يمكننا أن نفهم كم كانت العلاقة الوثيقة بين يوسف والكهنوت المصري ممكنة ومرجحة.
لكن هذا لم يكن كل ما في الأمر. ففقط تحت سيادة ملك من أهل مصر كان يمكن أن يتم إعادة تقسيم الأرض وإعادة ترتيب نظام الضرائب التي اقترحها يوسف. علاوة على ذلك نحن نعرف أنه تحت سيادة آخر الملوك العظماء لهذه الأسرة الملكية الوطنية تم إدخال نظام ري جديد تمامًا للنيل، والذي نعتقد جيدًا أنه عُمل بقصد تحاشي فترة مجاعة طويلة أخرى، وأغرب من كل شيء، أن الموضع الذي جُعل بحيرة صناعية في ذلك الوقت حمل اسم "بيانيه" Pi-aneh، ويعني "بيت الحياة" والذي يشبه بطريقة فريدة الاسم الذي أعطاه فرعون ليوسف.
لو الآن تجاوزنا عن الفترة المختصرة للأسرة الرابعة عشر وفترة الهكسوس، حيث يمكننا الاعتقاد أن بني إسرائيل بقوا في جاسان بدون أي إزعاج، نأتي لفترة استرداد أسرة ملكية جديدة مصرية لعرش البلاد والتي تُدعى الأسرة الثامنة عشر.
بعد طرد الملوك الرعاة (خر 1: 9-10)، بقي بني إسرائيل في أرض جاسان على حدود مصر، الأمر الذي سيبدو أنه من الطبيعي للملك الجديد أن يعتبرهم خطرًا على البلاد على نطاق واسع، وبالأكثر لأن الإسرائيليين يمتون بصلة للملوك الرعاة من جهة أصلهم السامي ووظيفتهم الأساسية كرعاة للغنم وكانوا على صلة ودية بهم.
في ظروف كهذه أي ملك حكيم قد يسعى لإضعاف شعب كهذا بأعمال السخرة. ولأجل هذا استخدمهم في بناء مدن حصينة فِيثُومَ وَرَعَمْسِيس (خر 1: 11)، ورعمسيس تحمل اسم نفس المنطقة التي أُقيمت فيها، بينما فيثوم تعني "حصن الغرباء"هكذا يعني أصلها.
علاوة على ذلك نعرف من الآثار أن هذا الملك الجديد (أحمس الأول) استخدم في بناء حصونه من يُدعون فنشو Fenchu وهي كلمة تعني "حاملي عصا الراعي" والتي لذلك ستنطبق بالضبط على بني إسرائيل. إن الفترة بين الملك الجديد الكتابي (أحمس الأول) وتحتمس الثاني (الذي جاء بعده وخلفه) حيث نفترض أن الخروج حدث في عهده، يتفق تمامًا مع الحساب الكتابي.
فتحتمس الثاني هذا كانت بداية حكمه متألقة ومشرقة جدًا. لكن بعد فترة كان يوجد تعتيم تام في سجلات الآثار عنه. لكننا نقرأ عن عصيان عام عقب موته بين الأمم التي أخضعها وهزمها أبيه من قبل. بالطبع لا يمكن للمرء توقع أن يجد في الآثار المصرية خبر عن الكوارث التي كابدتها أمة مصر عند الخروج، ولا ذكر كذلك لغرق فرعون وجيشه في البحر الأحمر.
لكننا نجد في فترة حكمه أحوال حتمًا ينبغي توقعها في ظروف كهذه، مثل فترة حكم مزدهرة لوقت قصير ثم انهيار فجائي، موت الملك وليس من ابن يخلفه، وتشغل العرش أرملة فرعون ولمدة عشرين سنة ليس من محاولة تُبذل لاستعادة سيادة مصر على الأمم المتمردة في كنعان وشرق الأردن.
أخيرًا فإن شخصية ملكته كما يتضح من الآثار هي شخصية امرأة متكبرة وغير متعقلة بالمرة مثلما لنا أن نتوقعه من كونها هي التي شجعت فرعون على أن يقسي قلبه ضد الرب. لكن سلسلة التطابق لا تتوقف حتى عند هذا الحد. فمن الوثائق المصرية نعلم أنه في فترة الملك السابق -أي قبل دخول بني إسرائيل مباشرة في برية سيناء- توقف المصريون عن العمل والاستفادة من المناجم التي كان لهم وكانت تعمل إلى ذلك الحين في شبه الجزيرة.
علاوة على ذلك نعلم أنه أثناء الجزء الأخير من فترة مكوث بني إسرائيل في البرية، شن ملك مصر تحتمس الثالث حروبه في كنعان وأكملها، وأنه قبل دخول بني إسرائيل مباشرة أرض كنعان تحطم تمامًا التحالف العظيم لملوك كنعان ضده. وهذا يوضح لنا الحالة التي وجد فيها يشوع أرض كنعان، بكونها مختلفة تمامًا عن القوة المتماسكة والمتينة التي كانت لهم قبل أربعين سنة وبثت في الجواسيس مثل هذا الرعب، وأيضًا يساعدنا على أن نفهم كيف أنه في وقت يشوع كل ملك صغير كان يمسك بزمام مدينته ومنطقته وكيف بسهولة الخوف من الأمة -التي بواسطتها هلك فرعون وجيشه- قد حل على سكان الأرض [قارن أيضًا كلمات بلعام في (عد 23: 22؛ 24: 8).
لا يمكننا هنا أن نتتبع هذه العلاقة بين التاريخين أكثر من هذا. لكن على مدى كل الفترة المضطربة للقضاة المبكرين إلى باراق ودبورة، فإن التاريخ المصري مثلما هو مُكتشف من الآثار يقدم شرح وتفسير دائم وتأكيد لحالة كنعان ولتاريخ إسرائيل كما هو وارد في الكتاب المقدس. هكذا عملت العناية الإلهية لتنفيذ مقاصد الله وهو يعمل بطريقة ملحوظة جدًا في أيامنا هذه فيقيم شهودًا لكلمته حيث شهادتهم لا يمكن توقعها بالمرة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
نحن نتذكر أن أبرام دُفع في البدء بمجاعة إلى مصر. ونفس السبب أيضًا قاد إخوة يوسف لطلب القمح لقوتهم من هناك. لأنه منذ أزمنة مبكرة، كانت مصر هي المخزن العظيم للغلال في العالم القديم. كانت الخصوبة غير العادية لأرض مصر تعتمد -كما هو معروف جيدًا- على التدفق السنوي للنيل (بطميه)، والذي بدوره تسببه الأمطار الغزيرة في جبال أثيوبيا ووسط أفريقيا.
القدر الذي به تغطي مياه النيل التربة، تكون الأرض كبستان أخضر، وبعيدًا عنها تكون الأرض صحراء قاحلة. حتى في أرض العجائب تلك -مثلما كانت تُسمى مصر- النيل هو أحد خصائصها البارزة والعظيمة. وخاصية أخرى كما نراها نحن، هي الآثار والنقوش التي لها. هذان العلامتان البارزتان يمكن أن يشكلا عن حق ما يزال متاح من مساحة لنقوله عن أرض مصر وشعبها.
إن اسم القطر مصر، إيجيبت (باليوناني أجيبتوس) تقابل بالضبط التسمية المصرية كاح بتاح Kah-Ptah "أرض بتاح" حيث بتاح أحد آلهتها ومن اسمه يبدو أيضًا أن اسم الأقباط أُشتق. وفي الأسفار العبرية الاسم هو مصرايم، ويعني "مَصَران" والتي أيضًا تقابل اسم مصري آخر للبلاد "كيم" [وتعني أيضًا أرض حام (مز 105: 23، 27)]، وكل من مصر وحام يعنيان كلٍ في لغته الطمي الأحمر أو التربة السوداء والتي يتكون منها الجزء المزروع في مصر. وربما هي دُعيت مصرايم أي مَصَران ربما بسبب انقسامها القديم لمصر العليا ومصر السفلى.
إن ملك مصر العليا كان يُشار إليه بلقب علامته الأولية كانت قصبة منحنية، الأمر الذي يوضح فقرات وردت في (2مل 18: 21؛ إش 36: 6؛ حز 29: 6)، بينما حكام مصر السفلى يحملون لقب "نحلة"(71) والذي ربما أُشير إليه في (إش 7: 18)(72). إن مساحة أرض مصر أقل من عشرة آلاف ميل مربع منها خمسة آلاف وستمائة الآن -وقديمًا ثمانية آلاف- صالحة للزراعة. التاريخ الكتابي شأنه وعلاقته بالأساس مع مصر السفلى والذي يقابل الجزء الشمالي من البلاد، بينما الآثار الرائعة والفخمة جدًا تقع في مصر العليا أي الجزء الجنوبي منها.
كما سبق أن قلنا فإن خصوبة الأرض تعتمد على تدفق مياه النيل والتي تبدأ في ارتفاع معدلها في منتصف يونيه وتصل إلى ذروتها في نهاية سبتمبر، بعدها تبدأ ثانية في التناقص. وبحسب قياسه في القاهرة، لو لم يصل ارتفاع منسوب النيل إلى 24 قدم فلن يكون الحصاد جيدًا، وأي ارتفاع أقل من 18 يهدد بالمجاعة. وفي حوالي منتصف أغسطس فإن المياه الحمراء والعكرة للنهر المندفع توزع عبر قنوات عبر كل البلاد وتحمل معها الخصوبة. وعند تراجعه يترك النيل خلفه تربة حمراء سميكة، حملتها مياه النيل معها من وسط أفريقيا، وعلى هذه الرواسب الغنية تُزرع البذار.
![]() |
لا يوجد في مصر مطر وليس من احتياج إليه لزراعة الأرض. يقدم النيل أيضًا مياه عذبة بل ومنعشة للشرب وبعض الأطباء ينسبون لها قدرة على الشفاء! تكاد لا توجد ضرورة لأن نضيف أن النيل يعج بالسمك. كقطعة رائعة وخضراء وسط صحراء محيطة، فإن شواطئ النيل وقنواته العديدة كبستان مروي جيدًا تحت سماء مدارية الطقس. حيث الطقس والتربة على أفضل ما يمكن تخيله، يلزم أن تكون الخصوبة ليس لها مثيل.
يبدو أن المصريين القدامى أولوا اهتمامًا كبيرًا أيضًا بحدائق الثمر والزهور والتي مثلها مثل التي لنا، كانت ملحقة بڤيلاتهم. وفي الآثار المصرية نرى البستاني يقدم باقة ورد جميل، والبساتين تتخللها طرقات للسير ومزينة بأرصفة وأعمدة ومليئة بأشجار النخيل والتين والرمان والليمون والبرتقال والبرقوق والتفاح... إلخ.، بينما في الكروم - كما هو الحال في إيطاليا- كانت الأغصان تُرتب بحيث تلتقي عبر تكعيبة تتدلى منها عناقيد العنب.
هذه كانت الأرض التي في القفر الفظيع ومجاعة البرية جُرّب بني إسرائيل للتطلع إلى الخلف إليها بتوق خاطئ وشهوة شريرة! عندما دخل أبرام مصر، يلزم أن انتباهه انجذب مثل أي سائح في العصر الحديث إلى الأهرامات العظيمة. قد تم عد ستين من هذه الأهرامات، لكن أكبرها تلك التي تقع بالقرب من ممفيس القديمة والتي تبعد حوالي عشرة أميال عن القاهرة.
ممفيس - وفي الكتاب وردت باسم نوف (إش 19: 13؛ إر 2: 16؛ 46: 14، 19؛ حز 30: 13، 16) كانت عاصمة مصر السفلى مثلما طيبة عاصمة مصر العليا، وطيبة وردت في الكتاب باسم فتروس (إش 11: 11؛ إر 44: 1، 15).
يكاد يكون من الصعب أن ننقل فكرة وافية عن الأهرام. تخيل مبنى يغطي مساحة منطقة حوالي 65 ألف قدم وترتفع لأعلى بمقدار ستمائة قدم(73)، أو لإعطاء فكرة أفضل هذه الأرقام هي أكثر من طول دير وستمنستر من كل جانب بمقدار النصف وأعلى بثمانين قدم قمة كاتدرائية القديس بولس، وتغطي ألأرض مساحتها 13 أكر(74)، وقد قُدّر أنه يحتوي على سبعة مليون طن من مواد البناء(75).
لا يمكننا هنا أن نتطرق إلى مختلف الأغراض التي وراء هذه المباني الرائعة والمدهشة فالبعض منها على كل حال كانت له أغراض علمية. ليس بعيدًا عن الأهرام العظيمة كانت مدينة أون القديمة المرتبطة بتاريخ يوسف وربما فيها حصل موسى على تدريبه المبكر، لكن كل ما في هذا الجوار في غاية الأهمية لما يحويه من قبور وآثار وسجلات تاريخية ومواقع لمدن قديمة.
نحن في أرض الأحلام وكل ما يحيط يحمل أشكال وحدود أحلامية، هائلة في نسبها، بل وتُجعل أكثر ضخامة بالطريقة التي بها تُعرض وتُقدم. وربما الأكثر عظمة وروعة هي تلك الآثار التي في مصر العليا في فتروس الكتاب، في تلك التي عاصمتها طيبة، في آمون نو الكتاب المقدس (إر 46: 25؛ حز 30: 14-16؛ نا 3: 8).
لقد كان مستحيلًا في مساحة موجزة أن نصف معبدها. المعبد ذاته كان صغيرًا لكن مقابله ساحة تنفتح على قاعة يمكن أن توضع فيها كاتدرائية باريس العظيمة بدون أن تلمس جدرانها من أي جانب! ويوجد 140 عامود يسندون هذه القاعة والأعمدة المركزية ارتفاع الواحد منها ستة وستون قدم، ومن الاتساع بحيث أن العمود يحتاج لستة رجال أيديهم ممتدة من الجانبين حتى يتمكنا من احتضانه.
يكاد عقل المرء ينذهل ويتحير بمثل هذه النسب الضخمة. كل ما يحيط من حولك، الأسوار تحمل صور ونقوش وسجلات، بين أولئك الملوك المسجلين شيشق الذي استولى على أورشليم أثناء حكم رحبعام. لكن المعبد ذاته يكاد يكون عديم الأهمية عندما يُقارن بمدخله الذي عبر صفين من ستين أو سبعين تمثال من تماثيل أبو الهول برأس كبش موضوعين بمعزل الواحد عن الآخر بمسافة أحد عشر قدم. يوجد طريق آخر يؤدي إلى المعبد يطوق بحيرة مخصصة لطقوس الجنازات، بل ويوجد طريق ثالث لتماثيل أبو الهول ممتد لمسافة ستة آلاف قدم إلى القصر.
تم اختيار هذه العينات لإعطاء فكرة بسيطة جدًا عن عظمة مصر وروعتها.
سيكون من العسير أن نشكل فكرة تقدير عالي لثقافة وحضارة العالم القديم المفتوحة أمامنا هنا. يبدو أن قوانين مصر كانت معتدلة وحكيمة وعاداتها بسيطة وأليفة، وشعبها قانع بما عنده ومثقف وناجح.
كانت النساء تشغل مكانة عالية جدًا في المجتمع ويكاد يكون تعدد الزوجات استثنائي جدًا. كانت العلوم والأدب والفنون مزدهرة، والتجارة والملاحة البحرية تتم على أفضل وجه، بينما جيش قوي وأسطول بحري كفيء كان يحفظ لفراعنة مصر قوتهم وسطوتهم.
تبدو مصر بكل معنى الكلمة قديمة في حضارتها، بينما على السواء حكماء اليونان القدامى ومشرعي إسرائيل تعلموا من حكمتها. لكن كم كان الفرق الذي كان لإسرائيل أن تستفيد به من حضارة مصر، مقارنة بالطريقة التي بها وضع فلاسفة اليونان معارفهم!
ما هو حق وجيد ومفيد كان له أن يدخل كعنصر ملائم في حياة إسرائيل. لكن هذه الحياة تشكلت وتكونت بطريقة مختلفة تمامًا عن التي لمصر. إسرائيل كأمة ولدت من الله، فداها الله، تعلمت من الله ومنه تهذبت وأُفرزت لخدمة الله وعبادته. وكان لهذا الإله أن يكون معروفًا لهم بكونه يهوه (الرب)، الإله الحي والحقيقي.
الأفكار التي ربحوها والمعرفة التي اقتنوها والحياة التي تعلموها، بل والحقائق التي سمعوها في مصر، يمكنهم أخذها معهم، لكن لو جاز القول، ينبغي لها أن تتعمد في البحر الأحمر ويتم تكريسها تحت سفح جبل سيناء. خلفهم تمامًا وعلى مسافة بعيدة تقع مصر التي تركوها بحدودها الهائلة وعالمها المتسم بكونه عالم الأحلام والروعة.
كما أن الرمل الذي يُحمل من الصحراء يغطي الأرض، كذلك فعل تراب الخزعبلات إذ دفن تدريجيًا الحقائق القديمة (لبني إسرائيل). نحن متأهبين للاعتراف بأن بني إسرائيل انتفعوا واستفادوا مما رأوه وتعلموه. لكن المثير للدهشة بالأكثر هو المفارقة النهائية بين الخزعبلات المصرية التي حطت من قدر ذاتها في النهاية لتصنع آلهة تقريبًا من كل شيء في الطبيعة، والعبادة الروحية والمجيدة لإسرائيل الله.
تلك المقارنة تلاقينا جنبًا إلى جنب بالتشابه بما كان في مصر، ويصير الأكثر وضوحًا بالشيء الذي يوضع بجانبه من الطرف الآخر. لن يكون دين إسرائيل عكس ما لمصر بصورة أكثر بروزًا مثلما عندما نكتشف أوجه التشابه بين الاثنين، ومطلقًا قوانينهم وتشريعاتهم لن تكون فعليًا الأكثر عدم تشابه مثلما عندما نتقصى التشابه بينهما. لقد تبنت إسرائيل من مصر الكثير والكثير، لكنها تعلمت فقط من الرب الإله الذي بكل معنى الكلمة أخرج شعبه بيد قديرة وذراع ممتدة!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ملاحظات على سفر الخروج:
من أجل فهم أوضح، يمكن أن نعطي هنا الخطوط العامة لسفر الخروج. كمثل سفر التكوين (انظر تاريخ رؤساء الآباء في مقدمة الجزء الأول)، يتكون سفر الخروج من جزئين كبيرين، الأول يصف فداء إسرائيل والثاني تكريس إسرائيل كشعب لله. الجزء الأول (خر 1: 1 - 15: 21) وينتهي على نحو ملائم بأنشودة موسى، بينما بالمثل الجزء الثاني يختم بإقامة وتكريس خيمة الاجتماع والتي فيها كان للرب أن يسكن وسط شعبه ويجعل شركته معهم.
مرة أخرى كل واحد من هذين الجزئين يمكن ترتيبه في سبعة أقسام (سبعة هو رقم العهد) كالتالي:
الجزء الأول:
1- إعدادي: تزايد عدد بني إسرائيل واضطهادهم في مصر (خر1)، ميلاد وحفظ حياة محرر ومخلص لهم (خر2).
2- دعوة موسى وتدريبه (خر3-4).
3- إرساله إلى فرعون (خر 5: 1 - 7: 7).
4- العلامات والعجائب (خر 7: 8 - 11: 10).
5- إفراز إسرائيل بالفصح، وإطلاق سراحهم (خر 12: 1 - 13: 16).
6- عبور البحر الأحمر وهلاك فرعون (خر 13: 17 - 14: 31).
7- ترنيمة الانتصار على الجانب الآخر من البحر الأحمر (خر 15: 1-21).
سبعة أقسام الجزء الثاني على النحو التالي:
1- مسيرة بني إسرائيل إلى جبل الله (خر 15: 22 - 17: 7).
2- موقف ثنائي للأمم تجاه إسرائيل: عداوة عماليق وصداقة يثرون (خر 17: 8 - 18: 27).
3- العهد في سيناء (خر 19: 1 - 24: 11).
4- توجيهات إلهية تختص بصنع الخيمة (خر 24: 12 - 31: 18).
5- ارتداد بني إسرائيل واستردادهم ليكونوا شعبًا لله (خر32-34).
6- تصنيع الخيمة وآنيتها (خر35-39).
7- إقامة ونصب الخيمة وتكريسها (خر40)، والقسم السابع يقابل كقسم ختامي للجزء الثاني لترنيمة موسى التي بها انتهى الجزء الأول (انظر شرح كايل الجزء الأول ص302-311).
سيلاحظ القارئ هذه الأجزاء والأقسام في كتابه المقدس ويدرك أية وحدة وروعة توجد في خطة سفر الخروج وكيف هي توفي تمامًا فكرة التخبير برواية ملكوت الله.
_____
(68) هنا لنا أن نشير إلى مقالة بارعة عن "علاقات التاريخ المصري بأسفار موسى الخمسة" في ملحق الجزء الأول من كتاب The Speaker’s Commentary. وعن نقش على هذا الفريسكو الشهير انظر كتاب "أرض مصر الفراعنة وسيناء مشروحة بالريشة والقلم" صفحة 102.
(69) وحتى هذه موجودة فقط في ترجمتها الأرمينية وليس في نصها الأصلي.
(70) يلزمنا أن نشير ثانية على من يرغبون في مزيد من المعلومات إلى نفس المقالة التي ذكرناها من قبل، فنحن هنا تبنينا الاستنتاجات الأساسية فقط.
(71) تعليق للمترجم: يبدو لي أن هذا اللقب مشكوك فيه لأن الشاهد الذي يرجع إليه المؤلف إش 7: 18 يرتبط الكلام عن النحل بأشور وليس مصر.
(73) الارتفاع العمودي 479 قدم.
(74) قد يكون المقصود به هكتار، لكن عمومًا هو مقياس للمساحة يساوي 4840 ياردة مربعة (بحسب قاموس المورد)
(75) انظر كتاب كانون تريفور Canon Trevor "مصر القديمة" صفحة 40.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-2/exodus.html
تقصير الرابط:
tak.la/rqfc56g