St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   12_S
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

سِيناء | جَبَلِ حُورِيب | جَبَلِ سِينَاء | جبل موسى

 

اللغة الإنجليزية: Sinai - اللغة العبرية: סיני - اللغة اليونانية: Σινά - اللغة السريانية: ܣܝܢܝ.

 

اسم جبل يطلق عليه أيضًا جبل حوريب واسم البرية المحيطة بهز ويذكر الكتاب المقدس برية سيناء وجبل سيناء 35 مرة، وفي 17 مرة تسمى حوريب وقد قضى العبرانيون عند هذا الجبل سنة في طريقهم من مارَّة وإيليم والبحر الأحمر، من مايو إلى ابريل، ووصلوا إليه بعد قيامهم من مصر بثلاثة أشهر (خروج 19: 1). وكان يبعد عن قادش برنيع مسيرة إحدى عشر يومًا عن طريق جبل ساعير (تثنية 1: 2) وعلى مسيرة ثلاثة أيام من مصر (خروج 5: 3). وكانت تحيط بهذا الجبل برية كافية لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة (خروج 19: 2) وكانت البرية قريبة من الجبل حتى يمكن مسّه (خروج 19: 12) وقد أعطى الله الشعب الوصايا العشر من على هذا الجبل، وعمل معهم العهد أن يكون إلهًا لهم وأن يكونوا شعبًا له (خروج 20: 1؛ 24: 8) ولا يسجل لنا الكتاب المقدس أن أحدًا زار هذا الجبل بعد ذلك إلا إيليا حين هرب من وجه إيزابل (1 ملوك 19: 8).

St-Takla.org Image: A map for the wilderness of Sinai (Numbers 10:11-13) صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة لبرية سيناء (العدد 10: 11-13)

St-Takla.org Image: A map for the wilderness of Sinai (Numbers 10:11-13)

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة لبرية سيناء (العدد 10: 11-13)

وهناك رأيان عن موقع جبل سيناء، الأول أنه جبل سربال في وادي فيران، ويؤيد هذا القول يوسابيوس، ولكن لا توجد عند جبل سربال برية تكفي لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة. والقول الآخر انه جبل موسى، ويوافق على ذلك جستنيان ويقول يوسيفوس أن جبل موسى عظيم الارتفاع ومن المستحيل تسلقه لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار ولا يستطيع أحد أن يطيل النظر إليه دون أن تؤلمه عيناه لأنه شديد الضوء.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويظن يوسيفوس أن هذه الأحوال الطبيعية تجعل جبل موسى أكثر استعدادًا لأن يكون الجبل من فوقه أعطيت الشريعة. ويقول البعض أن موقع سيناء في أرض آدوم ولكن لا يتفق هذا القول مع ما ورد في الكتاب المقدس عن رحلات العبرانيين في البرية. ويقع وادي الرحلة أسفل هذا الجبل، وتبلغ مساحته أربعة أميال مربعة، وهو يكفي لأن يعسكر فيه العبرانيون. وتوجد اليوم عند جبل موسى أديرة وكنائس اكتشفت فيها بعض النسخ القديمة من الأسفار المقدسة، في اللغات اليونانية والسريانية والجورجية والأثيوبية والسلافية والعربية وغيرها. وقد اكتشفت النسخة السينائية للكتاب المقدس في اللغة اليونانية في دير القديسة كاثرين وقد كتبت في القرن الرابع الميلادي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) اسم سيناء:

أغلب الظن أن كلمة "سيناء" مُشتقة من الكلمة العربية "سنا" أي الضوء الشديد، كما أن "سينو" هو الإله القمر عند البابليين. وتقع برية "سين" (خر 16: 1؛ 17: 1؛ عدد 33: 11، 12) بين جبل سيناء وخليج السويس، ولعلها سُمِّيَت بهذا الاسم من شدة انعكاس الضوء على الحجر الجيري الأبيض. أما في سيناء فقد "كان منظر مجد الرب كنار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل" (خر 24: 17). وفي الواقع ما زال مجد الرب يصبغ منحدرات جبل موسى باللون الأحمر الناري المنعكس من صخوره الجرانيتية الحمراء، وصخور الصوان الوردية حتى بعد أن تكون الظلال قد خيمت على السهل أسفل الجبل. ويرد اسم سيناء -سواء على البرية أو الجبل- في خمسة وثلاثين موضعًا من العهد القديم. وَيُطْلَق على الجبل والبرية اسم "حوريب" (ومعناها "الخراب" أو "القفر") في سبعة عشر موضعًا، غالبيتها في سفر التثنية، ولو أن اسم "سيناء" يُذْكَر أيضًا في (سفر التثنية 33: 2). ويرد اسم حوريب في أسفار التوراة الأخرى (خر 3: 1؛ 17: 6؛ 33: 6) للدلالة على "جبل الله" وبرية رفيديم التي تقع على بُعْد نحو عشرين ميلًا إلى الشمال الغربي منه.

 

(2) الموقع التقليدي لسيناء:

St-Takla.org Image: Arrangements before the LORD's coming down upon Mount Sinai in the sight of all the people (Exodus 19:10-15) صورة في موقع الأنبا تكلا: الترتيب لظهور الله على الجبل (خروج 19: 10-15)

St-Takla.org Image: Arrangements before the LORD's coming down upon Mount Sinai in the sight of all the people (Exodus 19:10-15)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الترتيب لظهور الله على الجبل (خروج 19: 10-15)

والإشارات في مختلف المواضع في أسفار التوراة، تؤيد الرأي التقليدي الذي أصبح مقبولًا عند كل المستكشفين الذين فحصوا الأمثلة بكل دقة، وإن كانت هناك نظريتان أخريتان، يلزمنا التنويه بهما. لقد هرب موسى إلى أرض مديان (أو الأردن الخلاء) التي كانت تمتد في شرقي شبه جزيرة سيناء (عدد 22: 4، 7، 25، 31) وعندما كان يرعى القطعان جاء إلى حوريب (خر 3: 1) أي إلى الطرف الغربي من البرية. ونقرأ في (سفر التثنية 1: 2) أن الرحلة من حوريب عن طريق جبل سعير إلى قادش برنيع كانت تستغرق أحد عشر يومًا، وهي مسافة تبلغ نحو 145 ميلًا بسرعة نحو 14 ميلًا في اليوم الواحد، ولو أن بني إسرائيل بقطعانهم ونسائهم وأولادهم قد قطعوا هذه المسافة على ست عشرة مرحلة. كما أن المسافة من مصر إلى سيناء هي "سفر ثلاثة أيام" (خر 5: 3). وهي مسافة 117 ميلًا قطعها بنو إسرائيل في عشر مراحل. أما العرب الذين لا يعوقهم وجود نساء أو أولاد أو قطعان، فإنهم يقطعونها على ظهور الجمال أو سيرًا على الأقدام، في ثلاثة أيام بسرعة 39 ميلًا في اليوم.

 

(3) جبل موسى:

وهذه المسافات لا تترك لنا مجالا للذهاب بجبل سيناء شرقًا إلى ما وراء جبل موسى. والجبال العالية في كل بلاد العالم ينظر إليها كأماكن مقدسة باعتبارها مسكنًا لله. ويقول يوسيفوس أن جبل سيناء "أكثر الجبال ارتفاعًا في تلك المنطقة" ثم يقول أيضًا "إنه أعلى الجبال في تلك البلاد، وأنه ليس شامخ الارتفاع فحسب، ولكنه أيضًا صعب المرتقى جدًا -ليس لارتفاعه العظيم فحسب- بل لصخور سفوحه الحادة، ولا يستطيع أحد أن يرفع عينه طويلًا إلى القمة دون أن تؤلمه عيناه. كما أنه كان مهيبًا مرهوبًا يُخْشَى الاقتراب منه للاعتقاد بأن الله يسكن هناك". وواضح أنه في عصره كان جبل سيناء يُعتبر إحدى قمم الكتلة الجرانيتية العظيمة المُسَمَّاة "الطور" وأعلى قممها هو جبل كاترين الذي يرتفع إلى 8,550 قدمًا فوق سطح البحر. وإلى الشمال الشرقي منه يوجد جبل موسى (7,370 قدمًا). ومع أنه اقل ارتفاعًا من جبل كاترين، إلا أنه روعة لوجود سهل يُسَمَّى "سهل الراحة" إلى الشمال الغربي منه، ويبلغ طول هذا السهل نحو أربعة أميال وعرضه أكثر من الميل، مما يجعله مكانًا طبيعيًا عند أقدام الجبل، يكفي لأن ينزل به كل بني إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر.

ولجبل موسى قمتان رئيسيتان، يتوج إحداهما -التي في الجنوب الشرقي- كنيسة. أما القمة الثانية فتقسمها ممرات ضيقة إلى ثلاث رؤوس شديدة الانحدار. ويقوم على الرأس الشمالية منها "دير" وَتُسَمَّى "رأس الصفصافة". وإلى الشمال من الدير توجد القمة الصغرى لجبل الدير.

 

(4) وصف جبل موسى:

ومن المستحيل أن نحدد تحديدًا قاطعًا أي قمة منها هي التي صعد إليها موسى، فجميعها أعلى من كل جبال سيناء ومديان أيضًا. فأعلى القمم في صحراء "التيه" إلى الشمال لا يزيد ارتفاعها عن أربعة آلاف قدم، ولا يوجد في بلاد مديان شرقي إيلات جبل يرتفع عن 4,200 قدم. وأعلى قمة في جبال "سربال" التي تقع على بُعْد عشرين ميلًا إلى الغرب من جبل سيناء يبلغ ارتفاعها 6,730 قدما فوق سطح البحر. ولا يذكر الكتاب المقدس أن أحدًا من بني إسرائيل زار جبل حوريب بعد أيام موسى سوى إيليا حيث هبت الريح العظيمة الشديدة التي شقت الجبال وكسرت الصخور (1 مل 19: 8، 11).

St-Takla.org Image: Then it came to pass on the third day, in the morning, that there were thunderings and lightnings, and a thick cloud on the mountain; and the sound of the trumpet was very loud, so that all the people who were in the camp trembled.. Now Mount Sinai was completely in smoke, because the LORD descended upon it in fire. Its smoke ascended like the smoke of a furnace, and the whole mountain quaked greatly (Exodus 19:16-25) صورة في موقع الأنبا تكلا: الرب يظهر على جبل سيناء على هيئة نار (خروج 19: 16-25)

St-Takla.org Image: Then it came to pass on the third day, in the morning, that there were thunderings and lightnings, and a thick cloud on the mountain; and the sound of the trumpet was very loud, so that all the people who were in the camp trembled.. Now Mount Sinai was completely in smoke, because the LORD descended upon it in fire. Its smoke ascended like the smoke of a furnace, and the whole mountain quaked greatly (Exodus 19:16-25)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الرب يظهر على جبل سيناء على هيئة نار (خروج 19: 16-25)

ومما يؤيد هذا الموقع التقليدي، أن الجو يَتَلَبَّد فجأة بالسُّحُب التي تستمر أيامًا (خر 24: 15، 16). وقد وصل بنو إسرائيل سيناء في أواخر مايو (خر 19: 1)، وحدث في اليوم الثالث "أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل" (خر 19: 16). ومثل هذه العواصف لا تحدث عادة في برية سيناء إلا في شهريّ ديسمبر ويناير. أما العواصف الرعدية فقد تحدث في فلسطين حتى في مايو.

 

(5) أقوال الآباء حول موقع جبل سيناء:

هناك تقليد متواتر يرجع إلى القرن الرابع، يحدد موقع الجبل. فيحدد يوسابيوس وجيروم موقع حوريب بالقرب من فاران التي كانت تقع بالنسبة لهم في "وادي فيران". وقد عاش النساك المتوحدون في فاران وفي سيناء منذ عام 365 م. وقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير من أجلهم، وما زالت كنيسته قائمة. ويقول "كوزماس" (Cosmas) أن رفيديم كانت تُسَمَّى في ذلك العهد "فاران" (وُيُفَرِّق بين حوريب وسيناء كما يفعل يوسابيوس). ويحدد موقعها على "بُعْد ستة أميال من فاران"، "بالقرب من سيناء".

وكل ما سبق أن ذكرناه يكفي لبيان أن التقليد المتواتِر عن حوريب يرجع -على الأقل- إلى زمن يوسيفوس، وأنه يتفق تمامًا مع كل الإشارات الوارِدَة عنه في العهد القديم.

 

(6) نظرية لبسيوس حول موقع جبل سيناء:

ينكر لبسيوس (في كتابه "رسائل من مصر" 1842-1844 م.) وجود أي تقليد متواتر غير منقطع عن موقع جبل سيناء، ويظن اعتمادًا على مفهومه لعبارة "كوزماس" أن جبل سيناء هو "جبل سريال" الذي يقع في وادي فيران، وحجته الأساسيان في ذلك هي أنه زار سيناء في شهر مارس، ولم يجد في المنطقة مياها تكفي كل شعب إسرائيل. وردًا على هذا، نذكر هنا ما يقوله القس "ف. و. هولاند" بعد أن زار سيناء أربع مرات (في 1861، 1865، 1867، 1868 م.): "أما عن موارد المياه، فليس في كل شبه الجزيرة موقع به من مصادر المياه، ما يضارع منطقة جبل موسى، ففيها أربعة نُهيرات للمياه الجارية، أحدها في وادي الليجا، والثانية في وادي الطلا ويروي سلسلة من البساتين تمتد أكثر من ثلاثة أميال، وَيُكَوِّن بُحيرات كثيرًا ما سبحت فيها. والثالث ينبع من شمالي مجتمع المياه في سهل الراحة ويجري غربًا إلى وادي الطلا. أما الرابع فيتكون من المياه المتدفقة من جبال "أم علوي" إلى الشرق من "وادي الصبية"، ويجري إلى الوادي في جدول ضيق أمام جبل الدير. وعلاوة على هذه النهيرات، يوجد عدد كبير من الآبار والعيون، مما يكفل توفر المياه في كل هذه المنطقة الصخرية. وقلما احتجت إلى أن أحمل معي ماء في رحلاتي الجبلية. واعتقد أن منطقة جبل موسى تضارع كثيرًا من المناطق الجبلية في اسكتلنده فيما يتعلق بموارِد المياه. كما لا يوجد في كل شِبه جزيرة سيناء نظير لهذه المنطقة في مراعيها".

St-Takla.org Image: Sinai map (Numbers 14:36-39) صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة سيناء (العدد 14: 36-39)

St-Takla.org Image: Sinai map (Numbers 14:36-39)

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة سيناء (العدد 14: 36-39)

وهذا أمر بالغ الأهمية، فقد حَلَّ بنو إسرائيل بالقرب من سيناء من نهاية مايو إلى أبريل من السنة التالية. كما توجد بئر على السفوح السفلى لجبل موسى نفسه عند بداية مصعد الجبل.

 

(7) نظرية جرين عن موقع جبل سيناء:

وهناك نظرية أخرى أعلنها "مستر بيكر جرين" Mr. Baker Greene وأيَّدها دكتور "سايك"، ولكنها تبدو واضحة الشطط وبعيدة جدًا عن الحقيقة، فهو يزعم أن "ايليم" (خر 15: 27) هي "ايلة" (تث 2: 8) على رأس خليج العقبة، وأن جبل سيناء -بناء على هذا- هو جبل غير معروف في بلاد مديان. ولكن -في هذه الحالة- يكون بنو إسرائيل قد قطعوا في أربعة أولا مسافة مائتي ميل (خر 15: 22، 23، 27) وهو الأمر المستحيل إذا أخذنا في الاعتبار أنهم كانوا يصحبون معهم نساءهم وأطفالهم وغنمهم ومواشيهم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/12_S/S_186.html

تقصير الرابط:
tak.la/s22fqt5