* تأملات في كتاب نحميا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
(1) استهزاء الأعداء والتهديد بالحرب (ع1-6)
(2) محاولة إضعاف عزيمة اليهود (ع7-14)
(3) استعداد نحميا للحرب مع استكمال البناء (ع15-23)
1 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ أَنَّنَا آخِذُونَ فِي بِنَاءِ السُّورِ غَضِبَ وَاغْتَاظَ كَثِيرًا، وَهَزَأَ بِالْيَهُودِ. 2 وَتَكَلَّمَ أَمَامَ إِخْوَتِهِ وَجَيْشِ السَّامِرَةِ وَقَالَ: «مَاذَا يَعْمَلُ الْيَهُودُ الضُّعَفَاءُ؟ هَلْ يَتْرُكُونَهُمْ؟ هَلْ يَذْبَحُونَ؟ هَلْ يُكْمِلُونَ فِي يَوْمٍ؟ هَلْ يُحْيُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ التُّرَابِ وَهِيَ مُحْرَقَةٌ؟» 3 وَكَانَ طُوبِيَّا الْعَمُّونِيُّ بِجَانِبِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ إِذَا صَعِدَ ثَعْلَبٌ فَإِنَّهُ يَهْدِمُ حِجَارَةَ حَائِطِهِمِ». 4 «اسْمَعْ يَا إِلهَنَا، لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا احْتِقَارًا، وَرُدَّ تَعْيِيرَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ نَهْبًا فِي أَرْضِ السَّبْيِ 5 وَلاَ تَسْتُرْ ذُنُوبَهُمْ وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّتُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ لأَنَّهُمْ أَغْضَبُوكَ أَمَامَ الْبَانِينَ». 6 فَبَنَيْنَا السُّورَ وَاتَّصَلَ كُلُّ السُّورِ إِلَى نِصْفِهِ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي الْعَمَلِ.
ع1:
سنبلط كان واليًا على السامرة من قبل المملكة الفارسية، لما سمع بأخبار عزم اليهود على بناء سور بمدينتهم أورشليم، غضب غضبًا شديدًا واغتاظ من هذا الأمر لما يلي:كان السامريون يؤمنون بأسفار موسى الخمسة فقط ويقدمون عبادتهم بتماثيل في بيت إيل ودان في بلادهم، أما اليهود فيؤمنون بكل أسفار الأنبياء ويقدمون عبادتهم في الهيكل بأورشليم، وبناء السور يشجع على العبادة في الهيكل فيظهر نقص السامريين بالمقارنة بالساكنين في أورشليم واليهودية.
تزاوج السامريون مع الأجانب الوثنيين وهذا ضد شريعة موسى، وهذا الأمر كان يرفضه اليهود في أورشليم وبالتالي يظهر بناء السور قوة اليهود وإدانتهم لما يفعله السامريون، وغيظ سنبلط وكل من معه من السامريين الذين هم يهود أصلًا ولكن اختلاطهم بالوثنيين في عبادتهم جعله يستهزئ ببناء اليهود لسور مدينتهم، وهذا يبين مدى كبريائه ولكن في نفس الوقت يظهر ضعفه لأنه اغتاظ فهو متكبر ولكن يشعر في داخله بالضعف أمام قوة أورشليم وهيكلها.
وكبرياء سنبلط جعله يحتقر اليهود ولا يحاول إيقافهم عن بناء السور بالقوة مكتفيًا بأن يستهزئ بهم وكان هذا بسماح من الله حتى يبدأ نحميا ببناء السور فيتشجع اليهود ولا يهملوا بمقاومات الأعداء التي ستتوالى عليهم.
†
لا تهاجم غيرك مستخدمًا أسلوب الاستهزاء ظنًا منك أنه فكاهة فهذا يظهر مدى شر قلبك وكبريائك وعدم محبتك للآخرين، بل واحتقارك لهم، فهناك فرق كبير بين الفكاهة اللطيفة التي تسعد الناس وبين إدانة الآخرين والاستهزاء بهم حتى لو لم يردوا عليك من أدبهم وخجلهم.
ع2: إخوته
: كبار معاونيه من السامريين في القيادة أي رؤساء الشعب عندما اغتاظ سنبلط جمع رؤساء الشعب وقادة جيوش السامريين وبدأ يظهر احتقاره واستهزاءه باليهود وثقته باستحالة قدرة اليهود على بناء السور الذي ظهر فيما يلي:ماذا يعمل اليهود الضعفاء؟
هل يتركونهم؟
هل يذبحون؟
هل يكملون في يوم؟
هل يحيون الحجارة من كوم التراب وهي محرقة؟
ع3: كان حاضرًا في هذا الاجتماع مع سنبلط طوبيا العمونى وهو رئيس لبنى عمون أعداء اليهود وهم يسكنون بجوار اليهود شرق بلادهم وشارك سنبلط في الاستهزاء باليهود فأضاف أمرًا سادسًا يؤكد عجز اليهود عن بناء سور قوى لمدينتهم، فقال إن اليهود حتى لو بنوا سورًا سيكون ضعيفًا جدًا لدرجة أن حيوان صغير وخفيف مثل الثعلب إن سار فوقه فسيسقط ولن يحتاج الثعلب استخدام مكره لإسقاط السور لأن حائط السور ضعيف جدًا سيسقط من نفسه إن سار فوقه الثعلب.
ع4، 5: لم يرد نحميا على استهزاءات الأعداء بل رفع قلبه إلى الله في صلاة لأن الله هو الذي يحارب عن أولاده وهو ملجأهم في كل احتياجاتهم وشملت صلاته الأمور الآتية:
1- "قد صرنا احتقارًا"
طلب من الله أن ينصت باهتمام لصلاته وقد يكون اشترك معه الشعب في ترديد هذه الصلاة ولكيما يستميل قلب الله قال له إننا شعبك وأولادك يستهزئ بهم الأمم ويعيرونهم وهذا بالطبع لا يرضيك لأنك تحب أولادك.
2- "رد تعييرهم على رؤوسهم"
طلب من الله أن يرجع استهزاء الأعداء على رؤوسهم إن أصروا على شرهم فالعدل الإلهي يقضى بمعاقبة الأشرار وليس هذا شعور انتقام أو كراهية من نحميا ولكنه إظهار للعدل الإلهي، لعل بتأديب الأشرار ونجاح الأبرار يقود الكل للإيمان.
3- "اجعلهم نهبًا في أرض السبي"
كتأديب من الله يطلب نحميا انهزام هؤلاء الأعداء في الحروب فيتعرضون لنهب وسلب غنائمهم، لعل هذا كله يقودهم للإيمان والتوبة.
4- "لا تستر ذنوبهم ولا تمح خطيتهم من أمامك"
يطلب من الله أن يظل في تأديبه للأشرار فلا يسامحهم بمحو خطاياهم ولا يستر عليها بل يظل يعاقبهم حتى يتوبوا وإن أصروا على الشر يكون عقابهم عبرة للآخرين لعلهم يتوبون.
5- "لأنهم أغضبوك أمام البانين"
تتعاظم خطية الأعداء أنهم أغضبوا الله إله بنى إسرائيل أمام اليهود الذين يبنون السور بقصد إدخال روح التشكيك واليأس فيهم، فيقفوا عن العمل ويغضب الله بالتالى عليهم.
ع6: "اتصل كل السور إلى نصفه"
: أي بُنى السور حول كل المدينة بمحيط كامل ولكن بنصف الارتفاع أى أصبح سورًا كاملًا ولكن ما زال منخفضًا. لم يهتم نحميا واليهود بتعييرات الأعداء بل استمروا في العمل من أجل الله وهو أهم من أي إنسان وإرضاؤه فوق الكل، بل أن هذه التعييرات دفعت اليهود للحماس في العمل حتى يظهروا قوة الله المساندة لهم ويكملوا السور في أقل وقت وكانوا يبنون بقلب متجه نحو الله وبوحدانية لإنجاز العمل.†
عندما يحاربك الشيطان لا تنزعج بل قاومه راسخًا في الإيمان واطرد أفكاره وأرفض شهواته واثقًا أن لك سلطانًا عليه واستمر في بناء حياتك الروحية ولا تلتفت إلى أفكار التشكيك واليأس فكلها من الشيطان وليست من المنطق أو الواقع كما يحاول أن يخدعك فإنه مهما كان ضعفك فأنت جبارٌ بالله الساكن فيك.
7 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَالثُّغَرَ ابْتَدَأَتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا جِدًّا. 8 وَتَآمَرُوا جَمِيعُهُمْ مَعًا أَنْ يَأْتُوا وَيُحَارِبُوا أُورُشَلِيمَ وَيَعْمَلُوا بِهَا ضَرَرًا. 9 فَصَلَّيْنَا إِلَى إِلهِنَا وَأَقَمْنَا حُرَّاسًا ضِدَّهُمْ نَهَارًا وَلَيْلًا بِسَبَبِهِمْ. 10 وَقَالَ يَهُوذَا: «قَدْ ضَعُفَتْ قُوَّةُ الْحَمَّالِينَ، وَالتُّرَابُ كَثِيرٌ، وَنَحْنُ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَبْنِيَ السُّورَ». 11 وَقَالَ أَعْدَاؤُنَا: «لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَرَوْنَ حَتَّى نَدْخُلَ إِلَى وَسَطِهِمْ وَنَقْتُلَهُمْ وَنُوقِفَ الْعَمَلَ». 12 وَلَمَّا جَاءَ الْيَهُودُ السَّاكِنُونَ بِجَانِبِهِمْ قَالُوا لَنَا عَشْرَ مَرَّاتٍ: «مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي مِنْهَا رَجَعُوا إِلَيْنا». 13 فَأَوْقَفْتُ الشَّعْبَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْقِمَمِ، أَوْقَفْتُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ. 14 وَنَظَرْتُ وَقُمْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوهُمْ بَلِ اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ».
: سكان أشدود وهي من المدن الخمس الكبيرة التي للفلسطينيين وفيها معبد الإله داجون الذي سقط أمام تابوت عهد الله أيام صموئيل النبي (1 صم5: 3) وخافوا حينئذ جدًا ولكنهم مع الوقت نسوا مخافة إله إسرائيل وتحالفوا لمحاربة اليهود.
الثغر: جمع ثغرة وهي فجوة داخل السور.
البلاد المحيطة بأورشليم لما سمعوا ببناء سورها غضبوا إذ خافوا أن تصبح أورشليم قوة فتحاربهم، فتحالفوا معًا لمحاربتها ليوقفوا بناء أسوارها وقتل العاملين في بناء السور، وهذه البلاد ليست ذات علاقات قوية بينها وبين بعضها ولكنهم تحالفوا في الشر لمقاومة مدينة الله.
ع9: لم ينزعج نحميا بل شجع الرؤساء والشعب وصلوا إلى الله وأقام بمعاونة الرؤساء حراسًا مستعدين للحرب والدفاع عن أورشليم.
ونلاحظ هنا أمرين عملهما نحميا الأول هو الصلاة وبعده حراسة أورشليم وبدأ بالصلاة لأن الله هو مانح القوة ثم عمل واجبه وهو حراسة المدينة.
†
فى كل مشاكلك ومشاريعك بل وكل أعمالك ابدأ بالصلاة وفى نفس الوقت لا تتهاون في القيام بواجبك بكل دقة ومهما كان ضعفك فالله سيكملك وينجحك.
ع10: بدأت مقاومة جديدة بعد المقاومات الثلاثة السابقة وهي:
اتهام اليهود بالتمرد على الدولة (2: 19).
الاستهزاء بهم واحتقارهم (نح 4: 1).
تدبير حرب لإيقاف بناء السور والإضرار بأورشليم (نح 4: 8).
وهذه المقاومة هي الموجودة بهذه الآية وكانت من اليهود أنفسهم من سبط يهوذا أي الساكنين في أورشليم واليهودية إذ أعلنوا أن العمل ضخم والتراب الذي يحملونه الذي كان موجودًا حول السور كثير جدًا ولم يعد للحمالين قوة على مواصلة العمل لرفع هذا التراب، وكانت هذه الأصوات من يهود عملاء للأعداء يبثون روح التشكيك والضعف في وسط العاملين في البناء، إذ أعلنوا عجزهم عن مواصلة العمل وأشاعوا هذا وسط الشعب، وبهذا تتكاتف مقاومتان معًا هما الحرب المدبرة من الأعداء مع روح التشكيك وإضعاف عزيمة العاملين في السور.
†
لا تنزعج إن اجتمع الأشرار عليك وكثرت الضيقات فهي بلا قيمة أمام قوة الله التي فيك. أطلب الله وثابر في جهادك وكن أمينًا في عملك واثقًا من قوة الله التي تغلب من يقاومك.
ع11: دبر الأعداء خطة حربية للهجوم المفاجئ على أورشليم فيتسلل الأعداء ويفاجأ اليهود بالحرب المسلطة عليهم والأعداء في وسطهم يقاتلونهم.
ولكن نعمة الله ساندت نحميا ووصلت إليه هذه الأخبار السرية للحرب المدبرة ضدهم وغالبًا كانت من اليهود الساكنين بجوار الأعداء فكانوا أمناء لمدينتهم ولم يخشوا الأعداء وأبلغوا نحميا بما يدبر ضد أورشليم.
ع12: جميع الأماكن التي منها رجعوا إلينا
: جميع البلاد التي خارج أورشليم والتي يسكن فيها اليهود بجوار الأعداء وعادوا منها إلى مدينتهم المقدسة أورشليم سواء للمشاركة في بناء السور أو فقط للإخبار بهذه المؤامرة الحربية.أكد خبر هذه الحرب المدبرة كثيرون من اليهود الساكنين خارج أورشليم والعاملين في بناء السور، فأبلغوا نحميا عشر مرات أي مرات كثيرة بهذه الحرب المدبرة.
ع13: قسيهم
: جمع قوس وهو المستخدم لرمي السهام.نظم نحميا حراسة السور والمدينة فأوقف حراسًا وراء الأجزاء من السور التي لم يكتمل بناءها أي ما زال السور فيها منخفضًا ثم في الأماكن التي ارتفع فيها السور وكمل، أوقف عليها حراسًا المعبر عنها بقمم السور وبهذا رتب حراسة حول المدينة كلها ولم ينزعج لعدم اكتمال السور.
وكان تنظيم الحراسة بحكمة من نحميا، إذ قام الحراس حسب عشائرهم فكل عشيرة تحرس جزءًا معينًا ليسهل التعاون بينهم لقرابتهم بعضهم لبعض.
وغالبًا أوقف على القمم رماة السهام بالقسى وفى الأماكن المنخفضة أي على الأرض وراء السور المنخفض حمل الرجال السيوف والرماح وكان واثقًا في قوة الله التي معهم فرغم أن الأعداء رجال حرب مدربين واليهود ضعفاء وغير مدربين على الحرب لكن نحميا عمل كل الاستعداد الممكن واعتمد على الله الحارس لمدينته.
ع14: اهتم نحميا بتشجيع الرؤساء والشعب المستعد للحرب معلنًا قوة الله المساندة التي لا تقهر فنحميا قائد شعبى يهتم بإقناع الكل ليدافعوا ببسالة وإيمان عن مدينتهم وهو قائد مفكر ينظر ويبحث الأمر ثم يقوم ليدبر ويوزع العمل ويشجع العاملين لحراسة المدينة.
واهتم نحميا أن يثير حماس وغيرة الشعب للدفاع عن مدينتهم لأن فيها نساءهم وأطفالهم وبيوتهم إذ لا يرضون أن يسبيهم الأعداء أو يقتلونهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاؤُنَا أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَا، وَأَبْطَلَ اللهُ مَشُورَتَهُمْ، رَجَعْنَا كُلُّنَا إِلَى السُّورِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شُغْلِهِ. 16 وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ كَانَ نِصْفُ غِلْمَانِي يَشْتَغِلُونَ فِي الْعَمَلِ، وَنِصْفُهُمْ يُمْسِكُونَ الرِّمَاحَ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالدُّرُوعَ. وَالرُّؤَسَاءُ وَرَاءَ كُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا. 17 الْبَانُونَ عَلَى السُّورِ بَنَوْا وَحَامِلُو الأَحْمَالِ حَمَلُوا. بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ، وَبِالأُخْرَى يَمْسِكُونَ السِّلاَحَ. 18 وَكَانَ الْبَانُونَ يَبْنُونَ، وَسَيْفُ كُلُّ وَاحِدٍ مَرْبُوطٌ عَلَى جَنْبِهِ، وَكَانَ النَّافِخُ بِالْبُوقِ بِجَانِبِي. 19 فَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «الْعَمَلُ كَثِيرٌ وَمُتَّسِعٌ وَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ عَلَى السُّورِ وَبَعِيدُونَ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. 20 فَالْمَكَانُ الَّذِي تَسْمَعُونَ مِنْهُ صَوْتَ الْبُوقِ هُنَاكَ تَجْتَمِعُونَ إِلَيْنَا. إِلهُنَا يُحَارِبُ عَنَّا». 21 فَكُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ الْعَمَلَ، وَكَانَ نِصْفُهُمْ يَمْسِكُونَ الرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى ظُهُورِ النُّجُومِ. 22 وَقُلْتُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَيْضًا لِلشَّعْبِ: «لِيَبِتْ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ غُلاَمِهِ فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ لِيَكُونُوا لَنَا حُرَّاسًا فِي اللَّيْلِ وَلِلْعَمَلِ فِي النَّهَارِ». 23 وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ الْحُرَّاسُ الَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا. كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ.
ع15: علم سنبلط وطوبيا وكل تابعيهم من الأعداء أن مؤامراتهم لغزو مفاجئ لأورشليم قد عرفها شعب الله واستعدوا لها ولم يخشوا قوتهم ففشلت مؤامراتهم ورجع شعب الله كل واحد إلى عمله في السور، أي لم يتعطلوا بهذه التهديدات، بل شعر شعب الله بقوته التي تساندهم وتبطل مؤامرات الأعداء ففرحوا وثبتوا في إيمانهم.
ع16: الرماح
: جمع رمح هو قضيب معدنى مدبب في نهايته وهو آلة حربية لطعن العدو.الأتراس: جمع ترس وهو قطعة خشبية مغطاة بالجلد لها عروة من الخلف يدخل فيها الجندى يده ويحرك الترس أمام وجهه وجسمه لحمايته من السهام.
الدروع: جمع درع وهو ملابس معدنية تغطى الصدر والبطن لتحمى الجندى من السهام والرماح أو أية آلة حربية.
بحكمة قسم نحميا العاملين معه إلى قسمين القسم الأول يقوم ببناء السور والقسم الثاني يحمل السلاح لحراسة السور من هجمات الأعداء.
وكانوا يحملون الأسلحة المختلفة المستخدمة في الحرب وقتذاك:
وكان الرؤساء يقومون بعملهم في تشجيع من يبنون السور أو من يحرسونه ليتمموا أعمالهم من أجل الله. وتفرغ قسم من العاملين لحمل السلاح له فائدتين هما حراسة السور بالإضافة إلى أنه راحة للحراس من تعب البناء ليستعيدوا قوتهم ثم يعودوا لعملية البناء الشاقة التي بدأ البعض يتعب منه لكثرة التراب الذي يحملونه (ع10).
ع17: معنى هذا أن نصف الرجال كانوا يعملون في بناء السور، سواء في بناء الحجارة أو حمل الأتربة، والنصف الآخر كان يقوم بحراسة السور، وتعبيرًا عن ذلك يقول أن باليد الواحدة يبنون وبالأخرى يحملون السلاح، أي نصفهم يبنى والآخر يحرس، وليس المقصود طبعًا أنه يحمل حملًا بيد واحدة ويمسك سلاحًا باليد الأخرى فهذا غير عملى.
ع18: إلى جانب تقسيم العاملين إلى قسم للحراسة وقسم للبناء، كان العاملون أيضًا يحملون أيضًا كل واحد سيفه على فخذه وغالبًا كان سيفًا صغيرًا لا يعوق حركة العامل في البناء، أما المسئول عن الحراسة فكان يحمل الأسلحة المختلفة السابق ذكرها في ع16. وكان نحميا بنفسه يتفقد العمل على السور ويشجع البانين والحراس، وكان بجواره رجل يحمل بوقًا كبيرًا، إذا نفخ فيه يسمع كل من في أورشليم صوته، وذلك لقيادتهم وجمعهم عند الاحتياج للحرب.
†
جيد في جهادك الروحي أن تهتم بحراسة حواسك وأفكارك وإبعادها عن كل خطية وفى نفس الوقت تهتم بالعمل الإيجابى من صلوات وقراءات وخدمات، فالإثنان يكملان بعضهما البعض لنموك الروحي.
ع19، 20: اتفق نحميا مع الولاة المساعدين له في إدارة المدينة وكل الرؤساء أن يعلموا الشعب العامل في بناء السور والحراس أنه نظرًا لإتساع مساحة السور فيصعب أن يسمع بعضهم البعض، لذا فعندما يسمعون البوق يجتمعون إليه، لأن نحميا وحامل البوق سيبقيان عند المكان الذي يهجم منه الأعداء، وبنفخ البوق يجمعون الشعب لنفس المكان ليصدوا هجوم الأعداء.
وهذا يؤكد أمورًا كثيرة هي:
أن نحميا كان يتفقد ويراقب العمل والمناطق المحيطة بأورشليم، أي يتابع البناء والاستعداد لهجمات الأعداء.
إن كان في كل مكان على السور يحملون السلاح لحراسته، ولكن عند الهجوم يجتمعون بقلب واحد فينظر الله إلى محبتهم وارتباطهم به وببعضهم البعض فيتدخل ويحارب عنهم الأعداء فهم يجتمعون ليعلنوا وحدانيتهم وخضوعهم لله وإيمانهم بقوته المدافعة عنهم.
البوق يرمز لكلمة الله التي تجمع المؤمنين إلى فكر واحد هو فكر المسيح فيحارب عنهم أمام هجمات الشيطان.
ع21: يلاحظ هنا الجدية في العمل من بداية الفجر حتى الظلام الكامل حيث تظهر النجوم وبالتالي فالحراسة أيضًا كانت كاملة من الفجر إلى الليل.
†
انتهز فرصة العمر لتعمل بأمانة وهذا العمر يرمز إليه النهار كما يقول المسيح "سيروا في النور ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" (يو12: 35) فما دمت قادرًا على عبادة الله وخدمته، والأمانة في كل عمل لأجله فلابد أن أعمل قبل أن يأتي الظلام أي الموت.
ع22: اهتم أيضًا نحميا بحراسة أورشليم وسورها طوال الليل فجعل بعض الرجال يبيتون مع مساعديهم في وسط أورشليم وداخل أسوارها، أى لا يبيت الكل في منازلهم، بل نظم حراسة ليلية كما نظم الحراسة النهارية.
ع23: كان نحميا وأقاربه ومساعديه وحراسه قدوة لباقى الرجال في النشاط طوال اليوم فكانوا لا يخلعون ثيابهم وأسلحتهم لمواصلة العمل طال النهار والاستثناء الوحيد لخلع الثياب هو عند ذهابهم إلى الماء للاغتسال والاستحمام.
← تفاسير أصحاحات نحميا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير نحميا 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير نحميا 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/nehemiah/chapter-04.html
تقصير الرابط:
tak.la/sha79sq