* تأملات في كتاب نحميا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) موافقة الملك على مطالب نحميا (ع1-8)
(2) نحميا في أورشليم واستياء الأعداء (ع9، 10)
(3) فحص المدينة والأسوار (ع11-18)
(4) احتقار الأعداء لنحميا (ع19، 20)
1 وَفِي شَهْرِ نِيسَانَ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ، كَانَتْ خَمْرٌ أَمَامَهُ، فَحَمَلْتُ الْخَمْرَ وَأَعْطَيْتُ الْمَلِكَ. وَلَمْ أَكُنْ قَبْلُ مُكْمَدُا أَمَامَهُ. 2 فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «لِمَاذَا وَجْهُكَ مُكْمَدٌّ وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ مَا هذَا إِلاَّ كآبَةَ قَلْبٍ!». فَخِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا، 3 وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ إِلَى الأَبَدِ. كَيْفَ لاَ يَكْمَدُّ وَجْهِي وَالْمَدِينَةُ بَيْتُ مَقَابِرِ آبَائِي خَرَابٌ، وَأَبْوَابُهَا قَدْ أَكَلَتْهَا النَّارُ؟» 4 فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ، 5 وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «إِذَا سُرَّ الْمَلِكُ، وَإِذَا أَحْسَنَ عَبْدُكَ أَمَامَكَ، تُرْسِلُنِي إِلَى يَهُوذَا، إِلَى مَدِينَةِ قُبُورِ آبَائِي فَأَبْنِيهَا». 6 فَقَالَ لِي الْمَلِكُ، وَالْمَلِكَةُ جَالِسَةٌ بِجَانِبِهِ: «إِلَى مَتَى يَكُونُ سَفَرُكَ، وَمَتَى تَرْجعُ؟» فَحَسُنَ لَدَى الْمَلِكِ وَأَرْسَلَنِي، فَعَيَّنْتُ لَهُ زَمَانًا. 7 وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي رَسَائِلُ إِلَى وُلاَةِ عَبْرِ النَّهْرِ لِكَيْ يُجِيزُونِي حَتَّى أَصِلَ إِلَى يَهُوذَا، 8 وَرِسَالَةٌ إِلَى آسَافَ حَارِسِ فِرْدَوْسِ الْمَلِكِ لِكَيْ يُعْطِيَنِي أَخْشَابًا لِسَقْفِ أَبْوَابِ الْقَصْرِ الَّذِي لِلْبَيْتِ، وَلِسُورِ الْمَدِينَةِ، وَلِلْبَيْتِ الَّذِي أَدْخُلُ إِلَيْهِ». فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ.
ع1: شهر نيسان
: يقابله شهر أبريل.السنة العشرين: هي السنة العشرون للملك أرتحشستا وبدايتها ليست مرتبطة ببداية السنة المدنية ولكنها تبدأ في أحد شهورها وقد مرت أربعة شهور بين شهرى كسلو ونيسان (ديسمبر وابريل) منذ سماع نحميا خبر أورشليم المتهدمة إلى دخوله أمام الملك المذكور في هذا الأصحاح.
مكمدًا: هو مظهر من مظاهر الحزن الشديد على الوجه.
كان يعمل عند الملك عدد كبير من السقاة لكل واحد منهم دوره، فكل بضعة أو عدة شهور يأتي دور الساقى ليهتم بتقديم المشروبات للملك، وقد مرت أربعة شهور بين أحداث الأصحاح الأول وهذا الأصحاح، وهذا يبين أن الأيام التي قضاها نحميا في خلوته المعبر عنها بأيام قد استغرقت مدة ليست بقصيرة قد تكون طالت إلى شهر أو اثنين في اعتكاف.
عندما جاء دور نحميا لتقديم الخمر والمشروبات للملك كان قد مر أربعة شهور على سماعه أخبار الأسوار المهدمة والأبواب المحروقة وكان حزنه القلبى شديدًا حتى أنه ظهر على وجهه طوال هذه المدة ولم يستطع أن يخفيه عند دخوله أمام الملك رغم أن هذا كان خطيرًا أن يظهر الساقى وعلى وجهه الحزن لئلا يغضب الملك خاصة وأن نحميا كان إنسانًا روحيًا مؤمنًا بالله فكانت بشاشة وجهه واضحة تعبر عن فرحه العميق وبالتالي يظهر فرقًا كبيرًا عندما يكمد وجهه.
ع2: عندما لاحظ الملك علامات الحزن على وجه نحميا سأله عن سبب حزنه رغم انه غير مريض، لأن المرض أحيانًا يسبب الآلام التي تجعل الوجه مكمدًا، ثم استكمل الملك كلامه قائلًا إن مظاهر الحزن هذه تبين أن قلبك حزين. فخاف نحميا، لأن المعتاد في هذا الوقت أن يظهر رجال الملك الخصوصيون أمامه بالفرح والإبتسامة، وإن ظهروا غير هذا يكونون معرضين للقتل.
ع3: أجاب نحميا الملك بالتحية والإكرام المعروفين في هذا الوقت بأن دعا له بأن يحيا إلى الأبد. ثم أعلن له سبب حزن وجهه وهو اكتشافه أن مدينة آبائه التي توجد فيه مقابرهم مهدمة بلا أسوار وكذلك أبواب المدينة محروقة. وكان القدماء يعتزون بمقابر آبائهم ويعز عليهم أن ألا توجد في حماية داخل مدنًا حصينة وأن المساس بهذه المقابر يهينهم ويضايقهم جدًا، وبهذا أثار نحميا تعاطف الملك معه وأشعره بمشكلته وأحزانه. ولم يقل للملك أنى أريد أن أبنى أورشليم وأحصنها حتى لا يخاف الملك من بناء مدن حصينة قد تثور عليه في يوم من الأيام، بل قال أنها مجرد مدينة مقابر آبائه ليتعاطف معه.
ع4: تظهر هنا نعمة الله في تجاوب الملك مع نحميا واستعداده لتلبية طلباته لحل مشكلته بل طلب منه تحديد مطالبه. وهنا يظهر نحميا كإنسان روحي، فرفع قلبه بالصلاة ليعطيه الله حكمة في عينى الملك، ويرشده للمطالب التي يقولها فرغم صلواته وأصوامه العميقة طوال أربعة شهور، ولكنه الآن يصلى ثانية في حضرة الملك ليتكلم الله على لسانه، لأنه لم يكن مسموحًا للسقاة أن يطلبوا شيئًا من الملك مستغلين وظيفتهم وقربهم إليه، ولكن بالصلاة آمن نحميا أن الله قادر أن يعطيه نعمة في عينى الملك فيجيب طلباته ولا يغضب عليه.
† ما أجمل أن تلتجئ إلى الله في كل حين وفى كل المواقف ليسندك فتختبر قوته، ومن ناحية أخرى تتمتع بالكلام مع الله طوال اليوم فتشعر بجمال عشرته.
ع5: بتأدب واتضاع قال نحميا للملك أنه إن رضى عنه وشعر أن مطالبه مناسبة فليته يسمح له بالذهاب إلى منطقة يهوذا التي فيها بلاد آبائه وأورشليم عاصمتها ليبنيها ويرممها لأنها مهدمة.
ع6: كان الملك أرتحشستا جالسًا وبجواره الملكة ولعل الملكة كان لها دورًا في موضوع نحميا، أي تحدثت مع الملك في حديث جانبى لتشجيعه على التعاطف مع نحميا ومن المحتمل أن تكون هذه الملكة هي أستير زوجة أحشويرش الملك والد أرتحشستا وتكون هي أمه، أو بمثابة أم أرتحشستا.
وافق الملك على الطلب الأول لنحميا بالسماح له أن يذهب إلى أورشليم ليبنيها وطلب منه تفاصيل مهمته أي ميعاد سفره والمدة التي يريد أن يقضيها هناك وبإرشاد الله حدد نحميا المدة المطلوبة ليسمح له الملك بهذه الأجازة من عمله كساقٍ وغالبًا كانت هذه المدة شهور أو سنة جددها بعد ذلك، ومن الممكن ألا يوجد نحميا قد مكث في أورشليم الإثنتى عشرة سنة فتصله، كما يذكر في هذا السفر (نح 13: 6)، ولكن قد يكون رجع مرة أو مرات إلى شوشن القصر، ثم عاد إلى أورشليم مرة أخرى.
ع7: عبر النهر
: الأراضي الواقعة حول نهر الأردن.قدم نحميا المطلب الثاني له إلى الملك، وهو حصوله على رسائل من الملك إلى الولاة التابعين له في المنطقة المحيطة شرقًا وغربًا لنهر الأردن ليسمحوا له بالمرور في بلادهم حتى يصل إلى يهوذا.
ع8: فردوس الملك
: حدائق الملك ذات الأشجار الكثيرة.القصر الذي للبيت: مبنى بجوار البيت الذي هو هيكل الله.
البيت الذي أدخل إليه: المسكن الخاص بنحميا المسئول من قبل الملك عن بناء أورشليم.
بعد أن طلب نحميا من الملك إجازة للسفر إلى أورشليم (ع6) ثم طلب السماح له بالمرور في بلاد عبر الأردن (ع7)، طلب مطلبه الثالث في هذه الآية وهو رسالة إلى المسئول عن حدائق الملك، وهي في نواحى أورشليم ليأخذ منها أخشابًا لبناء القصر الملحق بهيكل الله والذي يوجد فيه مخازن وملحقات خاصة بالخدمة وكذلك أخشاب لبناء سور المدينة وأبوابها وأخيرًا أخشاب لبناء مسكن خاص لنحميا فهو يهتم بهيكل الله والمدينة وفى النهاية يطلب الضرورى لنفسه أي مسكن يعيش فيه. وقد قدم بناء القصر قبل السور حتى يظهر للملك اهتمامه بعبادة الله في المدينة التي عاش فيها أباؤه والتي توجد بها مقابرهم، وليس الاهتمام بأن تكون أورشليم مدينة عظيمة ومحصنة حتى لا يثير مخاوف الملك منها.
ومن نعمة الله وافق الملك على كل مطالب نحميا وشعر نحميا أنه ينال مطالبه من يد الله عن طريق الملك فتعامله المباشر هو مع الله قبل الناس وغالبًا أعطاه الملك بسخاء حسبما حركه الله، لأن يد الله الصالحة هي التي تعطى نحميا وهو "الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير" (يع1: 5).
9 فَأَتَيْتُ إِلَى وُلاَةِ عَبْرِ النَّهْرِ وَأَعْطَيْتُهُمْ رَسَائِلَ الْمَلِكِ. وَأَرْسَلَ مَعِي الْمَلِكُ رُؤَسَاءَ جَيْشٍ وَفُرْسَانًا. 10 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ الْحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا الْعَبْدُ الْعَمُّونِيُّ سَاءَهُمَا مَسَاءَةً عَظِيمَةً، لأَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ يَطْلُبُ خَيْرًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.
ع9:
ظهرت نعمة الله مع نحميا في اهتمام الملك أن يرسل معه جنودًا لحراسته هو والقليل من اليهود الذين رافقوه (ع11)، وهكذا تحرك نحميا كمسئول رسمى من الملك تحرسه فرقة حربية، مما أعطاه مهابة في نظر ولاة عبر الأردن، فاستقبلوه بترحاب خاصة عندما قرأوا رسائل الملك إليهم، وهكذا اجتاز في بلادهم حتى وصل إلى أورشليم.† إن الله مستعد أن يعطيك نعمًا من عنده لم تطلبها ومهابة في أعين من حولك فلا تخشى الأشرار بل استخدم هذه المهابة لتكسب الكل للمسيح فمع احترامهم لك يرون محبتك فينجذبوا إلى مسيحك.
ع10: سنبلط الحورونى
: من مدينة حورنايم التي تقع في جنوب موآب وشمال غرب أورشليم على بعد 30 كم وكان رئيسًا وواليًا في مدينة السامرة ويكره اليهود لأن قوتهم تخيف السامريين فكان يعمل على إضعافهم.طوبيا العبد العمونى: كان عبدًا للملك وفى نفس الوقت رئيسًا لبنى عمون التي تقع شرق البحر الميت وهذا الشعب من نسل لوط وكان معاديًا لبني إسرائيل.
مساءة: إساءة أي أمر يحزن ويغضب.
لما سمع أعداء بني إسرائيل الممثلون في قادة بعض المدن والشعوب المحيطة بشعب الله وهما سنبلط وطوبيا تضايقا جدًا لأن مجئ نحميا معناه خير وبركة لأورشليم ويهوذا إذ كلما كانت يهوذا ضعيفة يشعر هؤلاء الأعداء بقوتهم أما إن كانت قوية فيخافون منها.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 فَجِئْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 12 ثُمَّ قُمْتُ لَيْلًا أَنَا وَرِجَالٌ قَلِيلُونَ مَعِي، وَلَمْ أُخْبِرْ أَحَدًا بِمَا جَعَلَهُ إِلهِي فِي قَلْبِي لأَعْمَلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعِي بَهِيمَةٌ إِلاَّ الْبَهِيمَةُ الَّتِي كُنْتُ رَاكِبَهَا. 13 وَخَرَجْتُ مِنْ بَابِ الْوَادِي لَيْلًا أَمَامَ عَيْنِ التِّنِّينِ إِلَى بَابِ الدِّمْنِ، وَصِرْتُ أَتَفَرَّسُ فِي أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ الْمُنْهَدِمَةِ وَأَبْوَابِهَا الَّتِي أَكَلَتْهَا النَّارُ. 14 وَعَبَرْتُ إِلَى بَابِ الْعَيْنِ وَإِلَى بِرْكَةِ الْمَلِكِ، وَلَمْ يَكُنْ مَكَانٌ لِعُبُورِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي تَحْتِي. 15 فَصَعِدْتُ فِي الْوَادِي لَيْلًا وَكُنْتُ أَتَفَرَّسُ فِي السُّورِ، ثُمَّ عُدْتُ فَدَخَلْتُ مِنْ بَابِ الْوَادِي رَاجِعًا. 16 وَلَمْ يَعْرِفِ الْوُلاَةُ إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُ، وَلاَ مَا أَنَا عَامِلٌ، وَلَمْ أُخْبِرْ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ الْيَهُودَ وَالْكَهَنَةَ وَالأَشْرَافَ وَالْوُلاَةَ وَبَاقِي عَامِلِي الْعَمَلِ. 17 ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، كَيْفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ خَرِبَةٌ، وَأَبْوَابَهَا قَدْ أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا». 18 وَأَخْبَرْتُهُمْ عَنْ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ، وَأَيْضًا عَنْ كَلاَمِ الْمَلِكِ الَّذِي قَالَهُ لِي، فَقَالُوا: «لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ». وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْرِ.
ع11:
وصل نحميا إلى أورشليم وظل فيها ثلاثة أيام يفحص المدينة والأسوار ويتعرف على كل الأمور الحادثة فيها ونحميا هنا يرمز للمسيح الذي ظل ثلاثة أيام في القبر وبعد هذا قام من الأموات كما قام نحميا ليبنى المدينة.
ع12: من أجل الخزي الذي كانت فيه أورشليم المتهدمة تحرك نحميا ليلًا وقام مع المجموعة الصغيرة من اليهود التي أتت معه من شوشن القصر وخرجوا في مهمة سرية ليفحصوا الأسوار والمدينة وكان نحميا يركب دابة ويتحرك بهدوء ولم يخبر أحدًا من رؤساء أورشليم بالعمل العظيم الذي يود أن يعمله وهو بناء السور والمدينة خاصة أنه يوجد أعداء يهمهم عدم عمل اى شيء مفيد لأورشليم، فنحميا لم يهتز من مقاومتهم ولكنه كان حريصًا أن تكون مهمته سرية لئلا يعطى الأعداء فرصة أن يزيدوا مقاومتهم.
† الأعمال العظيمة تحتاج إلى فحص بتريث وهدوء مع النفس قبل اتخاذ القرارات الكبيرة فالهدوء مع الصلاة والصوم يجعلوك تنال مراحم الله وإرشاده بسهولة فلا تندفع في أي أمر كبير في حياتك بل إعط نفسك فرصة لتسمع صوت الله.
ع13: باب الوادى
: أحد أبواب أورشليم ويقع في الجنوب الغربي منها وكان يطل على وادي هنوم المجاور لأورشليم حيث تلقى مخلفات الحيوانات وكل ما يتخلف عن المدينة ويحرق بالنار فكانت النار مشتعلة دائمًا فيه ومنه أخذت كلمة جهنم فهو يرمز للعذاب الأبدي، فباب الوادى يرمز إلى الحاجة للدموع والتوبة للخلاص من الدينونة والعذاب الأبدي.عين التنين: عبارة عن تمثال لتنين يخرج من فمه ماءً، وهذه العين كانت بجوار باب الوادى.
باب الدمن: الدمن هو روث الحيوانات أي فضلاتها لأنه أمام هذا الباب كان يلقى روث الحيوانات فهذا الباب يرمز لأهمية التطهر من كل نجاسة التي يشير إليها الروث الذي يلقى بعيدًا عن المدينة من هذا الباب يحكى نحميا بالتفصيل كيف بدأ يفحص أسوار المدينة وواضح أن تحركه كان في الجزء الجنوبى من سور المدينة وهو الجزء الباقى من السور لأن هجمات الأعداء كانت غالبًا تأتى من شمال المدينة وشرقها فكان السور في هذه الجهات لا يوجد منه إلا آثار قليلة. فتحرك من باب الوادى متجهًا إلى باب الدمن وهي مسافة حوالي 1 كم وأخذ يفحص الأسوار المهدمة والأبواب المحروقة كل ذلك تم ليلًا بعيدًا عن أعين الأعداء حتى يتسنى له أن يدبر أمره ويتخذ قراراته لإعادة بناء السور.
وذكر هذين البابين يرمز إلى أهمية التوبة والطهارة للبدء في البناء الروحي.
ع14: باب العين
: أحد أبواب أورشليم ويقع شرق باب الدمن وبجواره بركة يخزن فيها ماء العين القريبة من الباب وهذه البركة تسمى بركة سلوام أو بركة الملك لأنها قريبة من جنة الملك أي حدائقه (2 مل25: 4، أرميا 52: 7).استمر نحميا في فحص السور فعبر من باب الدمن على السور إلى باب العين وهناك صار السور مهدمًا وضيقًا لدرجة أنه لم يجد مكانًا لتمشى عليه دابته التي يركبها.
نلاحظ أن نحميا بدأ بفحص السور في الجزء الجنوبى الذي لم يتهدم بالمقدار الذي تهدم به السور من الجزء الشمالى فهو شخص إيجابى يرى الجزء الصالح من السور بشكل ما قبل الجزء المتهدم من السور تهدمًا شبه كامل ليقوى الرجاء في نفسه ومن معه.
ع15: مر بعد ذلك نحميا في وادي وصعد إلى أحد الجبال لأن أورشليم مبنية على خمسة جبال ومن على الجبل استطاع أن يرى جزءًا ليس بقليل من السور ثم عاد من حيث بدأ أي إلى باب الوادى.
ع16: الولاة
: رؤساء مدينة أورشليم.الأشراف: العظماء والأغنياء.
قام نحميا بفحص السور ومعه عدد قليل من اليهود الذين حضروا معه من شوشن القصر وكانت هذه المهمة سرية تمامًا لم يخبر بها الولاة ولا الكهنة ولا الأشراف ولا كل الشعب احتراسًا من الأعداء حتى لا يعرفوا خطته فتزداد مقاومتهم.
ع17: بعد الفحص السرى لأورشليم وأسوارها جمع نحميا ولاة المدينة وكهنتها وأشرافها ورؤساء العمال بها. وقال لهم عن سو حالة المدينة وأسوارها حتى صارت خزيًا وعارًا بين البلاد المحيطة بها وذلك ليستثير حماسهم واهتمامهم بالمدينة المقدسة وكان يتكلم عن دراسة وليس مجرد أخبار سمعها فكان كلامه قويًا مؤثرًا فيهم ودعاهم للنهوض وبناء المدينة وأسوارها.
ع18: أخبرهم أيضًا نحميا عن بركة الله التي أعطته نعمة أمام الملك أرتحشستا فوافق على مطالبه الثلاثة ففرحوا وتشجعوا وأعلنوا استعدادهم للنهوض والبناء. وهكذا نجح نحميا في تشجيع الشعب ورؤسائه فالعمل عمل جماعى ينبغى أن يقوم به الكل وليس فردًا واحدًا مهما كانت قوته.
† اهتم بالتعاون مع من حولك لأن العمل الجماعى أعظم من الأعمال الفردية ولكن يحتاج إلى دراسة ومحبة للآخرين وتشجيع لتجميع الطاقات فيبارك الله ويكمل بالنجاح.
19 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ الْحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا الْعَبْدُ الْعَمُّونِيُّ وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ هَزَأُوا بِنَا وَاحْتَقَرُونَا، وَقَالُوا: «مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتُمْ عَامِلُونَ؟ أَعَلَى الْمَلِكِ تَتَمَرَّدُونَ؟». 20 فَأَجَبْتُهُمْ وَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ وَلاَ حَقٌّ وَلاَ ذِكْرٌ فِي أُورُشَلِيمَ».
ع19: جشم العربى
: أحد رؤساء قبيلة قيدار التي تسكن في شبه الجزيرة العربية.سمع أعداء اليهود بكلام نحميا واستعداد الشعب للبناء فاغتاظوا جدًا لأن قوتهم تظهر في ضعف اليهود بل كانوا يحاولون استغلال اليهود ويجذبونهم لتبعيتهم فتضايقوا من محاولتهم التجمع وبناء المدينة وبالتالي يصيرون قوة تخيف هؤلاء الأعداء. فأرسلوا أول مقاومة لنحميا باتهامه بالتمرد على الملك أرتحشستا في تفكيره بناء المدينة وأسوارها فرغم أن نحميا معه أوامر الملك وتصريح ببناء المدينة ولكن الأعداء يخيفونه بأنهم مزمعون أن يرسلوا رسائل للملك يتهمونه بالتمرد حتى يهتز ويتراجع لأن الملوك لا يريدون قلاقل داخل البلاد التابعة لهم.
ع20: ظهرت قوة إيمان نحميا في عدم اهتزازه بتهديدات الأعداء لأنه يعتمد على الله إله السماء الذي يعلو عن كل قوة أرضية وأعلن بثقة أن الله يعطيهم النجاح وأنهم مزمعون أن يبنوا المدينة وأسوارها، ثم بقوة أعلن للأعداء رفضه أي تدخل منهم في شئون اليهود رغم أن هؤلاء الأعداء بنفوذهم وأموالهم كانوا قد تغلغلوا واستمالوا الكثيرين من اليهود إليهم. مثل طوبيا الذي صاهر الكهنة اليهود واستمال الكثيرين حتى أنهم عملوا له مكان إقامة داخل هيكل الله (نح 13) فهكذا تظهر قوة الإيمان التي لا تخشى المؤامرات ولا قوة الأعداء.
† ليكن لك إيمان بالله القادر على كل شيء مهما كانت المقاومات أو التهديدات المحيطة بك، فهي لا شيء أمام قوته تمسك به وألح عليه في الصلوات فهو حتمًا لا يتركك وينقذك من كل شر.
← تفاسير أصحاحات نحميا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير نحميا 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير نحميا 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/nehemiah/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/h2567mz