St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

37- عقوبات الله المخيفة

 

إن رحمة الله التي لا تحد، لم تمنع ورود أمثلة لعقوبات مخيفة، أوقعها العدل الإلهي على البشرية، بسبب خطايا الإنسان التي تحدت قداسة الله، وقاومت صلاحه، وكسرت وصايا...

* مثال ذلك الطوفان، الذي محا الله فيه الإنسان من على وجه الأرض... (تك 6: 7).

* مثال آخر هو حرق سدوم وعمورة...

إذ أمطر الله عليهما كبريتًا ونارًا من السماء "وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض... ونظرت امرأة لوط إلى الوراء فصارت عمود ملح" (تك 19: 24-26)...

ونحن نقف أمام الطوفان، وأمام حرق سدوم وعمورة ونتعظ ونفكر...

مَن قال إن خطايانا هي أقل من خطايا سدوم؟!

أو أقُل من خطايا الناس وقت الطوفان؟!

أو أقُل من خطية امرأة لوط التي صارت عمود ملح؟!

ومَن قال إن الله الذي أوقع هذه العقوبات في القديم، قد تغير في العهد الجديد؟!

أليس "هو هو، أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8) "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17)...

St-Takla.org Image: Noah's Ark, and Noah's survival with his wife and sons, Coptic art by Tasony Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: فلك نوح ونجاته مع أولاده وزوجته، فن قبطي من رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: Noah's Ark, and Noah's survival with his wife and sons, Coptic art by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فلك نوح ونجاته مع أولاده وزوجته، فن قبطي من رسم تاسوني سوسن.

* هو أيضًا الذي في العهد الجديد أوقع حنانيا وسفيرا ميتين... من أجل أنهما كذبا في حديثهما مع بطرس الرسول... وكم من الناس يكذبون أثناء حديثهم مع الآباء الأساقفة والآباء الكهنة بل مع الآباء البطاركة أيضًا...!

* وهو أيضًا الذي سمح لعبده بولس أن يقول عن خاطئ كورنثوس: "حكمت... أن يُسَلَّم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1كو5: 5).

* ومن أعنف ما ورد في الكتاب المقدس عن عقوبات الله للخطاة: اللعنات التي صبها الله على مَن يعصى وصاياه.

وقد وردت قائمة بهذه اللعنات في سفر التثنية إذ يقول الرب:

"مَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. 

مَلْعُونَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. 

مَلْعُونَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. 

مَلْعُونًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. 

يُرْسِلُ الرَّبُّ عَلَيْكَ اللَّعْنَ وَالاضْطِرَابَ وَالزَّجْرَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ لِتَعْمَلَهُ، حَتَّى تَهْلِكَ وَتَفْنَى سَرِيعًا مِنْ أَجْلِ سُوْءِ أَفْعَالِكَ إِذْ تَرَكْتَنِي... 

تَكُونُ سَمَاؤُكَ الَّتِي فَوْقَ رَأْسِكَ نُحَاسًا، وَالأَرْضُ الَّتِي تَحْتَكَ حَدِيدًا...

يَجْعَلُكَ الرَّبُّ مُنْهَزِمًا أَمَامَ أَعْدَائِكَ. فِي طَرِيق وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ عَلَيْهِمْ، وَفِي سَبْعِ طُرُق تَهْرُبُ أَمَامَهُمْ،

وَتَكُونُ قَلِقًا فِي جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ... 

وَلاَ تَنْجَحُ فِي طُرُقِكَ بَلْ لاَ تَكُونُ إِلاَّ مَظْلُومًا مَغْصُوبًا كُلَّ الأَيَّامِ وَلَيْسَ مُخَلِّصٌ... 

أَيْضًا كُلُّ مَرَضٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ لَمْ تُكْتَبْ فِي سِفْرِ النَّامُوسِ هذَا، يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ عَلَيْكَ حَتَّى تَهْلِكَ... 

وَتَكُونُ حَيَاتُكَ مُعَلَّقَةً قُدَّامَكَ، وَتَرْتَعِبُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَلاَ تَأْمَنُ عَلَى حَيَاتِكَ. 

(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى)

فِي الصَّبَاحِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الْمَسَاءُ، وَفِي الْمَسَاءِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الصَّبَاحُ، مِنِ ارْتِعَابِ قَلْبِكَ الَّذِي تَرْتَعِبُ، وَمِنْ مَنْظَرِ عَيْنَيْكَ الَّذِي تَنْظُرُ..." (تث 28: 15-68).

حقًا مخيفة ومرعبة هي هذه اللعنات. ومن شدة ما فيها من رعب أصمت عن تسجيل جميعها...

إنها تعطينا فكرة عن قداسة الله التي لا تتساهل مطلقًا مع الخطية، وتعطينا فكرة عن عدل الله الذي يجازي الخطية حسب ما فيها من بشاعة، فليتنا نقرأ كل هذا ونتعظ ونتوب... وتاركين الخطية التي تسبب كل هذه اللعنات...

* حقًا أن اللعنة دخلت إلى العالم نتيجة الخطية:

* عندما أخطأ آدم، قال له الرب "ملعونة الأرض بسببك" (تك 3: 17). ثم تطور الأمر فزجفت اللعنة إلى الإنسان ذاته، وهكذا قال الرب لقايين "ملعون أنت من الأرض التي فزحفت فاها لتقبل دم أخيك من يدك" (تك 4: 11) "ملعون أنت..." تمامًا مثلما قال للحية من قبل "ملعونة أنت..." (تك 3: 14). وهكذا تشابه الإنسان الخاطئ مع الشيطان "الحية القديمة" وحق أن يسمي الخطاة بأنهم "أولاد إبليس" (1 يو 3: 10)، أو أنهم "أولاد الأفاعي" (مت 3:7).

ثم كانت لعنة الطوفان، التي هي لعنة الإفناء (تك 8: 21).

ثم كانت لعنة العبودية التي وقعت أولًا على كنعان، حيث قيل له "ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لأخوته" (تك 9: 25).

ثم كانت لعنات الناموس (تث 28) التي شملت عقوبات عديدة... كان منها الموت والمرض والوباء والفقر والفشل والظلم والقلق والهزيمة...

وفي العهد الجديد لعن السيد المسيح شجرة التين المورقة غير المثمرة (مر 11: 21) التي تعطي فكرة عن الرياء مع عدم التقوى، وكانت رمزًا لكل من يسلك هذا السبيل.

حقًا مَن يقرأ كل هذا ولا نخاف؟!

ومَن يحتمل أن يلعنه الله؟!

بل من يحتمل أن يفقد البركة التي أخذها أولًا من الرب؟!

فلنتب يا أخوتي لأن كل هذه الأمور قد تركت لنا مثالًا، وكتبت لإنذارنا، نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (1كو 10: 11).

ولنغسل خطايانا بدموع التوبة، قبل أن يلحقنا يوم الدينونة الرهيب حيث لا ينفع بكاء ولا توبة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-037-Punishments-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/f6hb9s2