يفيدنا جدًا أن نعرف صفات الشيطان في حروبه معنا لكي ندرك كيف نواجهه. والمعروف عن الشيطان الصفات آلاتية:-
الشيطان صاحب قتال لا يهدأ. وهوايته إسقاط الآخرين. وهو في قتاله لا يمل ولا يستريح. إنه ماهر، باستمرار يرقب حالة ضحاياه ويلقي بذاره في كل مكان. وحتى إن كانت حروبه تنتهي أخيرًا إلى هزيمته، ولكنه لا يستطيع أن يبطل الحرب لأنها صارت جزءً من طبيعته.
والشيطان قوي ودلائل قوته إنه أستطاع أن يضل العالم كله أيام الطوفان، ولم تنجو من ضلاله سوي أسرة واحدة هي أسرة أبينا نوح.
ونفس الوضع نقوله عن مدينة سدوم أيام لوط البار، التي ألقاها في الشذوذ الجنسي حتى استحقت عقوبة الله.
وقوة الشيطان تظهر أيضًا في إلقائه العالم كله في الوثنية في العهد القديم ماعدا شعبًا واحدًا حدث إنه وقع في الوثنية أيضًا، فكثير من ملوك يهوذا وإسرائيل وقعوا في عبادة الأصنام وأخطأ معهم الشعب. كذلك أوقع العالم في تعدد الآلهة في كثير من البلدان. ومن أمثلة قوته إنه صرع أناس كثيرين، قيل إنه كانت عليهم أرواح نجسة.
ولكن ليس معنى الحديث عن قوة الشيطان أن نخاف منه!! كلا. فإن كان الشيطان قويًا، فإن قوة الله أعظم وأعظم وهو ينقذ الناس من قوة الشيطان. وآباء عديدون قد غلبوا الشيطان وكان يخاف منهم.
والشيطان خبير بالحروب وخبير بالبشر. تصوروا أن الشيطان كان يحارب الإنسان منذ أكثر من سبعة آلاف سنة منذ الإنسان الأول. فأي خبرة تكون له في حربه مع البشرية. لاشك إنه أقدر مخلوق على فهم النفس البشرية وطريقة محاربتها. ويعرف نواحي القوة والضعف فيها، ويعرف الأسلوب الذي يمكنه أن يحاربها به.
إن أكبر عالم نفساني، وأكبر محلل نفساني، هو الشيطان. علم النفس عنده ليس مجرد نظريات، إنما هو خبرات، على المستوى العملي والعلمي أيضًا. وبنطاق واسع جدًا شمل البشرية كلها. كذلك هو يعرف متى يحارب وكيف يحارب ومتى ينتظر! ومن أي الأبواب يدخل إلى الفكر أو إلى القلب.
والشيطان ذكي وحكيم في الشر. وحكمة الشيطان كلها خبث ومكر وحيله. ومن مظاهر ذكاء الشيطان إنه قد يغير خططه وأساليبه لتوافق الظروف. فهو يسبك حيله بطريقة ذكية لا يشعر بها الإنسان المحارب منه، أو أنه يقدم الخطية في أسلوب فضيلة.
ومن صفات الشيطان أنه كذاب فلا يجوز أن نصدق كل ما يقوله الشيطان ولا ننخدع به، مهما قدم في حيله من إغراءات. وهو يعلن كذبه في الأحلام والرؤى الكاذبة. ومن أمثلة ذلك إنه ظهر مرة لراهب متوحد وقال له أنا الملاك ميخائيل أرسلني الله إليك. فأجابه الراهب "في اتضاع إنني إنسان خاطئ لا استحق أن يظهر له ملاك. فلعلك أُرسلت إلي غيري وأخطأت الطريق". فمضي الشيطان عنه وظهر كذبه.
ولعل من كذب الشيطان أيضًا ما يقوله على أفواه المنجمين ومن يدعون معرفة الغيب، كمن يقرأ الكف، أو يضرب الرمل، أو يقرأ فنجان القهوة أو يدعي معرفة البخت والطالع بأنواع وطرق شتي. وواضح لاهوتيًا أنه لا يعرف الغيب سوى الله وحده.
وإغراءات الشيطان كلها أكاذيب حيث يصور للإنسان سعادة تأتيه من وراء الخطية فإذا سقط الشخص يجد أن كل إغراءات الشيطان هي سراب زائل.
كذلك أحلام اليقظة التي يقدمها لضحاياه كلها أكاذيب.
ومن أكاذيب الشيطان إيهام المنتحر أن الموت سوف يريحه من متاعبه. وأنه لا حل لمشاكله سوى الموت حيث يتخلص من كل متاعبه ويستريح. فإذا صدَّق من ينتحر يجد نفسه في الجحيم وليس في راحة.
وتقريبًا في غالبية الخطايا يضع الشيطان أكاذيبه. فهو يوحي للسارق بأنه ليس أحد يكشف سرقته، وكذلك يوحي للمرتشي والمهرب والغشاش. وهو يوحى للقاتل بأن المقتول يستحق القتل، أو أن القتل غسل للعار الذي يلوث الشرف. بل لعل الإلحاد هو أكثر أكذوبة قدمها الشيطان للبشرية.
والشيطان أيضًا لحوح، لا يمل من الإلحاح. وربما ما يعرضه من فكر خاطئ يظل يعرضه مرات عديدة مهما رفض الناس، وربما من كثرة ضغطه وإلحاحه، يستسلم الإنسان له ويخضع.
والشيطان في إلحاحه لا ييأس من الفشل أبدًا بل يعود. وهو في إلحاحه لا يعترف بالعقابات، ولا يهمه مراكز الناس ولا روحياتهم بل يضرب ضربته ويحدث ما يحدث. وربما الذي لا يهلك بسمومه اليوم، قد يهلك بها غدًا أو بعد سنين أو أكثر. إنه مثابر نشيط دائب على العمل.
والشيطان كثير المواهب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهو يعرف الموسيقى والفن والنحت والرسم والشعر والأغاني. ويمكنه أن يلهم المشتغلين بالملاهي كل ما يحتاجونه في فنونهم لإغراء الناس وإسقاطهم.
وهو قاسٍ. يسقط الناس بلا رحمة، وتظهر قسوته أحيانًا في محاربة البعض بالمناظر المخيفة. وأيضًا في قسوته على من يصرعهم. وهو قاسٍ فيما يثيره على العالم من حروب وويلات وجرائم. ويفرح بكل ويلات العالم ويحسب ذلك انتصارًا له. وهو يبث الخصومات والانشقاقات ويفرح بالتخريب.
وهو خبيث في تظاهره بالعطف. وفي ذلك يبرر لك الخطأ حتى لا يتعبك ضميرك. وكل أخطائك يقدم لها من العديد من الأعذار والتبريرات وينصحك قائلًا "لا تقل على كل شيء إنه خطأ، ولا تبالغ في تبكيت نفسك لئلًا يقودك هذا إلى الوسوسة". حقا إن ما فعلته خطأ، ولكنك لم تقصد ونيتك طيبة، والله ينظر إلى النيات وماذا كان بإمكانك أن تفعل!! الظروف كانت ضاغطة. وهو يعطف عليك حينما تصوم ويدعوك إلى الأكل حرصًا على صحتك وهو لا يلومك على التدخين وأضرارك الصحية. إن عطف الشيطان ليس حبا وإنما هو حيلة للإسقاط.
الشيطان أيضًا حسود ونهَّاذ للفرص. ومن أمثلة ذلك إنه حسد يوسف الصديق على ما رآه من رؤى، ونقل الحسد إلى قلوب إخوته. وهو يحسد كل إنسان في حياة الفضيلة فيحرمه منها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3bzx62v