يوجد الرمل على شواطئ البحار وضفاف الأنهار وفي الجبال بالقرب من الصخور الرملية وفي الصحارى. ويكثر وجوده في مصر سيما في الصحراء الغربية المتصلة بصحراء أفريقيا الكبرى.
وقد وضع الرب الرمل تخمًا للبحر فريضة أبدية (ار 5: 22).
ويصلح الرمل لإخفاء أي شيء بسرعة إذا طمر فيه (خر 2: 12).
ويكنى بالرمل عن كثرة العدد (تك 32: 12؛ 41: 49)، وعن الثقل (اي 6: 3؛ ام 27: 3).
وورد عن زبولون ويساكر أنهما "يرتضعان من فيض البحار وذخائر مطمورة في الرمل" (تث 33: 19). وقيل أن العبارة الأخيرة تشير إلى الأصداف المطمورة في رمال نهر الزرقاء قرب عكا التي يلون بها أهل صور الأرجوان علاوة على أن الرمال المذكورة يصنع منها الزجاج.
والرمل هو فتات الصخر، وهو محصلة فعل عوامل التعرية في الصخور، ويتكون أساسًا من "السيليكا" Silica، ولكنه في أغلب الأحوال -وبخاصة في أرض فلسطين- يختلط بكربونات الكلسيوم (الجير)، والتي تكونِّ من 10-20% منه، كما أنها هي التي تربط بين حبات الرمل الحجر الرملي على شواطئ البحار.
والمناطق التي جرت فيها أغلب أحداث الكتاب المقدس، مناطق صحراوية تغطيها الرمال، فمن وقت خروج بني إسرائيل من مصر وعبورهم إلى برية سيناء، كانوا يسيرون في أحيان كثيرة فوق بحار من الرمال، ومع أن برية سيناء صخرية إلا أنه يتخللها الكثير من السهوب الرملية، وفي أرض الموعد، تكتنف شواطئ البحر المتوسط كثبان رملية، لا يمنعها من الزحف إلى الداخل سوى الغابات والأحراش، ولذلك يتكرر في الكتاب المقدس القول: "رمل البحر ".
وتُسْتَخْدَم كلمة "الرمل" مجازيًا مرارًا كثيرة في الكتاب المقدس:
(1) للدلالة على الكثرة التي لا تحد، التي سيكون عليها بنو إسرائيل (تك 22: 17؛ 32: 12؛ 2 صم 17: 11؛ 1 مل 4: 20؛ إش 10: 22 ؛ 48: 19؛ إرميا 33: 32؛ هوشع 1: 10؛ رومية 9: 27؛ عب 11: 12) وكذلك في وصف أعداء إسرائيل (يش 11: 4؛ قض 7: 12؛ 1 صم 13: 5؛ انظر أيضًا رؤ 20: 8) وقد " خزن يوسف قمحًا كرمل البحر" (تك 41: 49)، و"أعطى الله سليمان حكمة وفهما كثيرًا جدا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر" (1 مل 4: 29)، ويقول أيوب: "إِنِّي فِي وَكْرِي أُسَلِّمُ الرُّوحَ، وَمِثْلَ السَّمَنْدَلِ (وفي الترجمة الإنجليزية الشائعة: مثل الرمل sand) أُكَثِّرُ أَيَّامًا" (أيوب 29: 18)، والسلوى التي أمطرها الرب على بني اسرائيل في البرية كانت "كرمل البحر" (مز 78: 27)، ويقول المرنم عن أفكار الرب الصالحة: "إن أحصها فهي أكثر من الرمل" (مز 139: 18)، ويتحدث إرميا النبي عن خراب أورشليم أن "أراملهم أكثر من رمل البحر" (ارميا 15: 8).
(2) للدلالة على عدم الثبات، فقد شبه الرب يسوع، الذي يسمع أقواله ولا يعمل بها: برجل جاهل بَنَى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيمًا" (مت 7: 26).
(3) للدلالة على الوزن الثقيل، فيقول أيوب عن كربة ومصيبته أنها "أثقل من رمل البحر" (أيوب 6:3؛ أنظر أيضًا أم 27: 3).
ويقول موسى في بركته الأخيرة لسبطيّ زبولون ويساكر: "هناك يذبحان ذبائح البر لأنهما يرتضعان من فيض البحار، وذخائر مطمورة في الرمل" (تث 33: 19)، وقد تكون الإشارة هنا إلى ما في الرمال من أصداف ومعادن.
* انظر أيضًا: الرماد، الطين، التراب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/drv7x9r