Theodoret of Cyrus / Cyrrhus - Θεοδώρητος Κύρρου
ولد ثيودورت (1) في أنطاكية نحو عام 393 م. وتلقى علومه في مدارس أديرتها، ثم انضم إلى دير نيكيرت Nicerte عام 416 م. واختير عام 423 م. أسقفًا لقورش وهي مدينة صغيرة بالقرب من أنطاكية، فحارب الوثنين واليهود والهراطقة.
ورغم أنه لا يمكن أن نثبت أن ثيودور اسقف الميصة المبتدع كان معلمه، ولا أن نسطور ويوحنا الإنطاكي كانا زميليه في الدراسة، إلا أنه سرعان ما دخل في غمار الجدال اللاهوتي الكريستولوجي بين القديس كيرلس السكندري وبين نسطور المبتدع الذي اعتنق ثيودورت مذهبه وبدعته.
ولأنه كان متأثرًا بالطبع بالأفكار اللاهوتية للمدرسة الأنطاكية، لذلك كان يتهم القديس كيرلس بأن الهرطقة الأبولينارية Apollinarism مُتَضَمَّنَة في تعليمه، وقد أعلن ذلك صراحةً في بدايات عام 431 م. عندما أصدر عملًا جَدَليًا بعنوان "دحض حرومات كيرلس الاثني عشر"، إلا أن هذا العمل قد فُقِدَ.
وفي مجمع أفسس الأول، أعلن ثيودورت تأييده ليوحنا الأنطاكي، وظل متمسكا بآرائه حتى بعد إدانة نسطور وبدعته، بل أنه أصدر عملًا في خمس كتب يهاجم فيه القديس كيرلس الكبير وقرارات مجمع أفسس الأول.
كذلك رفض قبول مصطلحات الاتحاد بين كيرلس وأساقفة الشرق، إلا أنه قبل الاتحاد في النهاية، لكن بعد أن أُسْقِط الطلب الرسمي بإدانة نسطور.
وسرعان ما دخل ثيودورت في جدال آخر حول البدعة الأوطاخية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وفي مجمع أفسس الثاني الذي رأسه القديس ديسقورس، خُلِعَ ثيودورت ونُفِيَ، لكن ما إن ارتقى الإمبراطور مرقيان العرش حتى أعاد ثيودورت إلى قورش.
وفي مجمع خلقدونية عام 451 م. قوبِل حضوره بموجة من الرفض الشديد، وعُقِدَت جلسة خاصة لبحث قضيته، وطُلِبَ منه بإصرار أن يحرم نسطور. وبعد تردد كثير استجاب لطلب الحاضرين، وقال "فليكن نسطور أناثيما هو وكل الذين لا يعترفون أن العذراء المباركة مريم هي أم الله، والذين يقسمون الابن الوحيد الجنس إلى اثنين".
لذلك أُعيدَ إلى كرسيه الأسقفي ثانية (2)، وظل في قورش لمدة سبع سنوات إلى أن مات عام 466 م.
وفي مجمع القسطنطينية الخامس (مجمع كاثوليكى) عام 553 م. أُدِينَت كِتابات ثيودورت ضد البابا كيرلس، كما أُدِينَت بعض عظاته ورسائله.
وهو أول أعماله التاريخية، ويسرد فيه في 30 فصلا سير 28 ناسكا وسير ثلاث أمهات ناسكات، وقد عاش أغلب هؤلاء المجاهدين بالقرب من أنطاكية وكانوا معروفين شخصيًا لثيودورت.
والعشرون فصلًا الأولى تتحدث عن "مصارعين المسيح Atheletes of Christ” الذين انتقلوا إلى العالم الأبدي، أما العشرة فصول الأخيرة فتتحدث عن هؤلاء الذين لا يزالون في القتال والجهاد ومنهم سمعان العمودى (3)، وقد خص ثيودورت الفصول من 14: 25 لنساك إيبارشية قورش.
ويمكن أن يقارن هذا العمل بالتاريخ اللوزياكى لبالاديوس، لكن الأخير أكبر كثيرًا، وقد كتب ثيودورت هذا العمل عام 442 م، وحفظ لنا عددا معقولًا من هذه السير في نسخة سريانية.
قدم ثيودورت في تاريخه الكنسي الأخبار التي أغفلها يوسابيوس (4)، ويشمل هذا العمل الفترة من 323 م. وحتى عام 428 م، مبتدئا بالجدال الأوريجاني ومنتهيًا بموت ثيودور أسقف الميصة الهرطوقي، ولا يذكر نسطور الذي جلس على كرسي بطريركية القسطنطينية سنة 428 م، ولا يتحدث قط عن الجدال النسطوري، وكان يهدف من هذا العمل أن يعلن نصرة الكنيسة على الهراطقة وخاصة الآريوسيين.
وتتمثل الأهمية التاريخية لهذا العمل في انه يحفظ عددا من الوثائق الهامة جدًا والتي لم يحفظها أي عمل آخر عداه.
وقد انتهى ثيودورت من هذا العمل عام 449- 450 م. وهو في امنفى في اسبونا Aspona.
وهو آخر أعمال ثيودورت التاريخية، ويقع في خمس كتب: الأربعة كتب الأولى: تصف كل الهرطقات منذ بطرس ماغوس وحتى نسطور وأوطاخى.
والكتاب الخامس: يتعرض للأخطاء المتنوعة في التقديم المنهجي لتعليم الكنيسة في 29 فصلا.
ويذكر ضمن مصادره التي اعتمد عليها يوستين الشهيد (انظر كتاب "القديس يوستين والآباء المدافعون" ضمن هذه السلسلة اخثوس) كلمنضس السكندري، أوريجانوس، القديس ايرياناؤس أسقف ليون، يوسابيوس القيصري، يوسابيوس أسقف اديسا وآخرون.
يخبرنا زكريا البليغ (5) أن ثيودورت وضع كتابًا عن مجمع خلقيدونية إلا أن هذا العمل قد فقد.
وبجانب هذه الأعمال التاريخية الهامة، وضع ثيودورت الكثير (6) من التفاسير للأسفار المقدسة مثل أسفار موسى، المزامير، نشيد الأناشيد، دانيال، حزقيال، أشعياء، أرميا، ورسائل بولس الرسول، كما كتب ضد الوثنين وضد اليهود، وترك عظات ورسائل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k55h6cj