قاموس المصطلحات الكنسية | معاني المصطلحات | معنى كلمة

هرطوقي | مهرطق | الهرطقة | الهيراطيقي | الهراطقة

الهرطوقي (المهرطق أو الهيراطيقي) هو الإنسان المُبْتَدِع الذي يقول بتعليم يخالف ما كُتِبَ في الكتاب المقدس، كما أنه لا يخضع لتعاليم الكنيسة على لسان آبائها عبر القرون. ونسميه "صاحب بدعة"، ويحاكمه مجمع كنسي مسكوني أو محلي. وقد تُرْجِمَت الكلمة إلى "الأراطقة" في بعض المراجع القديمة⁽¹⁾.

وهي مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة "هيراسيس" αἵρεσις (وصفتها αἱρετκός هيريطقوس)، والإنجليزية "هيرسي" heresy تعني "الاختيار" أو "الانتقاء"، أي انتقاء جانب واحد والتركيز عليه، وتضخيمه؛ فيصير هرطقة، حتى لو كان صحيحًا في وسط سياقه، ومع الجوانب الأخرى. أو الانتقاء لرأي ما مع تفضيله عن غيره من الآراء⁽²⁾. وفي الإنجليزية صاحب الهرطقة الأول يُطلق عليه Heresiarch/hæresiarch/arch-heretic أي "رئيس الهراطقة" أو "أبو الهرطقة"، أما أتباعه فَيُطْلَق عليهم "الهراطقة" heretics.

ويتدرج عقاب المهرطق في عدة درجات، أهمها "عقاب الحَرْم" أو "الحِرمان"؛ أي عدم قبوله بين المسيحيين لأنه يعكر سلام الكنيسة (تي3: 1).

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد فرق بين كل من:

1- الهرطقة: وهي خطأ عقيدي ضد عقيدة الخلاص والأمور اللاهوتية مثل أخطاء ضد لاهوت المسيح، أو في الأقانيم كأقنوم الروح القدس وغيره... وصاحب الهرطقة أو أتباعه يصرون على الأمر، فيتم حرمهم هم وتعاليمهم ومَنْ يتبعها.

2- البدعة: أما البدعة فهي خطأ ذو درجة أقل... مثل بدعة الحبل بلا دنس وخلافه...

3- الرأي: أما الرأي الشخصي، فهو قد يكون رأي شخصي ينفرد به أحد المعلمين، ويخالف الإجماع الآبائي والكنسي العام... فيتم رفضه وتوضيحه للعامة...

وهناك خطأ قد يُعتبَر سهو، مثل أن يقول شخص مصطلح لاهوتي خاطئ أو يفسر أمر بسوء فهم، ثم يتراجَع عن الأمر بعدما يتم توضيح الخطأ له. أو شخص يقول أمر خطأ وَيُصِرّ عليه، مُتجاهِلًا محاولات الإصلاح أو الإشارة والتوضيح أن ما يقوله هو مخالف للكتاب المقدس وإيمان الآباء. فأي من أصحاب هذا التقسيم الثلاثي، إن تاب وعاد عن فِكره الخاطئ أو فهم الرأي القويم، أو راجَع نفسه فيما يقول، فلا يُحْسَب الأمر عليه، لا في الأرض ولا في السماء. إن كان شخص عادي وله مُحيط محدود فيوضح أنه عرف التفسير الصحيح للأمر، وإن كان ذو مسئولية أكبر كمؤلف أو من رجال الإكليروس أو غيره، فقد يُطْلَب منه -أو يفعل ذلك عن طريق الإحساس بالمسئولية الجسيمة- أن يقوم بتوضيح الأمر، وشرح الفِكر السليم سواء في مجال خدمته أو من خلال محاضرة علنية أو عن طريق كِتابة مقال أو كتاب... أما إن تم محاولة تصحيح الأمر له، ورفض وعانَد وأصرَّ على ما يقول، وبدأ ينشر فِكره الخاطئ، فيتم الرد عليه علانية (ويهمنا هنا الرد على الفِكْر وتوضيح خطأه بدون شخصنة أو هجوم ذاتي على الشخص)، عملًا بقول الدسقولية: "امح الذنب بالتعليم".

وهناك العديد من الهراطقة والهرطقات heresies في التاريخ المسيحي كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... مثل هرطقة آريوس - هرطقة أوطاخي - هرطقة مقدونيوس - هرطقة ديودور الطرسوسي - هرطقة ثيودور الموبسويستي - هرطقة نسطور - هرطقة سابيليوس - هرطقة أبوليناريوس...

ويوجد بدع أخرى على مدار التاريخ المسيحي مثل بدعة التهود - بدعة السيمونية - بدعة إيلين وايت وطائفة الأدفنتست السبتيين - بدعة ماكس ميشيل وزواج الأساقفة - بدعة مارتن لوثر وجماعة البروتستانت... وفي القرن العشرين هناك بعض البدع الحديثة التي تبنّاها البعض من داخل أو خارج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القويمة.

* انظر أيضًا: كتاب الأمانة في التعليم عن المبتدعين والهراطقة، من كتب القمص أثناسيوس فهمي جورج - الارتداد.