St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   24_M
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

الموت | الأموات

 

St-Takla.org Image: The death of Ezekiel's wife (Ezekiel 24:15-18) صورة في موقع الأنبا تكلا: موت امرأة حزقيال (حزقيال 24: 15-18)

St-Takla.org Image: The death of Ezekiel's wife (Ezekiel 24:15-18)

صورة في موقع الأنبا تكلا: موت امرأة حزقيال (حزقيال 24: 15-18)

قال الله لآدم في صدر كلامه عن شجرة معرفة الخير والشر "يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2: 17؛ قابل رو 5: 12-14؛ 1كو 15: 21، 22؛ عب 9: 27). وليس المراد بذلك انه يجري حكم الموت عليه في ذلك اليوم بعيه بل المراد انه يكون على يقين من نزوله به. إنما في ذلك اليوم عينه أوقع عليه حكم الموت الروحي الذي هو البعد عن الله والانفصال عنه. والموت ينقسم إلى: ما يصيب الجسد فقط دون النفس، والى ما يصيبهما معًا (مت 10: 28). وتدعى حالة الاستسلام للخطيئة موتًا (اف 2: 1). ويدعى أيضًا هلاك النفس موتًا (يع 5: 20). أما فادينا فقد أباد بواسطة موته ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس واعتق أولئك خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية س (عب 2: 14، 15).

الموت هو توقف الحياة، وهذا هو الموت الجسدي. أو الانفصال عن

الله، وهذا هو الموت الروحي. فالموت الطبيعي هو "خلع الخيمة والتغرب عن الجسد" (2 كو 5: 1-9).

أولًا :- الموت في العهد القديم: كان الرأي في العهد القديم أن الموت هو النهاية الطبيعية للحياة، فكانت غاية الإسرائيلي هي أن يعيش طويلًا في ملء الصحة، وأن يخلف الكثير من النسل، وأن يموت في سلام، وأولاده وأحفاده ملتفين من حوله. وفي العهد القديم الكثير من الاعتراضات على الموت المبكر [كما في حالة حزقيا الملك - (2 مل 20: 1-11)]، فكان الموت المبكر يبدو أنه نتيجة دينونة من

الله.

ومع أن الموت هو الخاتمة الطبيعية للحياة، إلا أنه كان على الدوام أمرًا غير مقبول، فالموت يقطع الإنسان عن المجتمع، كما عن مواصلة خدمة

الله. وقد يمنح

الله عزاءً في مواجهة الموت (مز 73: 23-28)، ولكن قلما يذكر وجوده مع الأموات إلا في الأسفار المتأخرة (مز 139: 8)، فلم يكن الموت يعتبر بابًا إلى حياة أفضل.

وقد دخل الموت إلى العالم بسقوط الإنسان في الخطية، إذ كان الأمر الإلهي: "أما شجرة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 3: 17). وكانت عقوبة التعدي على ناموس

موسى "القطع من الجماعة" أي الانفصال عنها بالموت، كما أن عصيان وصايا

الله كان يمكن أن يؤدي إلى الموت المبكر (تث 30: 15- 20؛ إرميا 21: 8؛ حز 18: 21- 32).

وأول إشارة واضحة إلى قيامة الأموات -في العهد القديم- هي الواردة في (نبوة دانيال 12: 2)، وإن كان ثمة تلميح إلى ذلك في (أيوب 19: 25، 26).

St-Takla.org Image: Graveyard, tombstones, tombs, death - by Amgad Wadea صورة في موقع الأنبا تكلا: مدافن، لوحات قبور، قبر، الموت - رسم أمجد وديع

St-Takla.org Image: Graveyard, tombstones, tombs, death - by Amgad Wadea.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مدافن، لوحات قبور، قبر، الموت - رسم أمجد وديع.

ثانيًا:- الموت في العهد الجديد: يُنظر إلى الموت في العهد الجديد كمشكلة لاهوتية أكثر منه حادثة فردية، فهو أكثر من مجرد نهاية للحياة الجسمانية، بل يمتد أثره إلى كل جوانب حياة الإنسان، فالله وحده هو الخالد الذي وحده له عدم الموت، وهو مصدر كل حياة في العالم (رو 4: 17؛ 1 تي 6: 16)، فالحياة الحقيقية هي الحياة المرتبطة بالله. ولكن منذ أن دخلت الخطية إلى العالم، ملك الموت على العالم (رو 5: 12، 17، 18؛ 1 كو 15: 22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). فعندما فصل آدم نفسه عن

الله، أدى هذا الانفصال إلى الموت، فكل البشر ساروا في خطوات آدم (رو 3: 23؛ 5: 12) مما جعل الموت حتمًا على كل إنسان، "لأن أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23؛ عب 9: 27)، ولذلك فالموت ليس مجرد شيء يحدث للناس في نهاية حياتهم على الأرض، بل هو أيضًا الحياة بعيدًا عن الشركة مع

الله.

وسيادة الموت شاملة، فكل إنسان يحيا في ظل الخوف من الموت (رو 8: 15؛ عب 2: 15)، فالموت يملك على كل من هو من الجسد (رو 8: 6)، فكل من لا يعيش في علاقة مع المسيح، إنما هو يعيش في حالة موت (يو 3: 16- 18؛ 1 يو 5: 12). وإبليس، الذي هو رئيس هذا العالم، هو الذي له سلطان الموت (عب 2: 14)، ولكن المسيح بموته على الصليب وقيامته قد هزم الشيطان وأبطل الموت (2 تي 1: 10) إذ "جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" أي في الصليب (كو 2: 15)، وسوف يُطرح "الموت والهاوية في بحيرة النار" (رؤ 20: 14).

لقد مات المسيح ودفن وقام في اليوم الثالث (رو 4: 25؛ 1 كو 15: 3، 4؛ 1 تس 4: 14)، وبهذا الحادث التاريخي انهزم الموت، فقد وضع المسيح نفسه "وأطاع حتى الموت" تكفيرًا عن خطايانا (في 2: 8). لقد مات ذبيحة عن خطايا الجميع (1 كو 5: 7؛ 2 كو 5: 15). والأمر البالغ الأهمية هو أنه لم يبق في القبر، بل قام منتصرًا، "ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه" (أع 2: 24). فله وحده "مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ 1: 17، 18). وقد فعل المسيح ذلك، لا لنفسه، بل من أجل كل من يؤمنون به، ويسلمونه حياتهم (مرقس 10: 45؛ رؤ 5: 6-8؛ 1 تس 5: 9، 10)، فهو وحده الذي لم يكن للموت سلطان عليه، لكنه أطاع حتى الموت، ليكسر شوكة الموت لكل من يؤمن به.

وهكذا يخلص المؤمن من "جسد هذا الموت" (رو 7: 24) بقوة المسيح إذ نشترك في قيامته، "فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته" (رو 6: 3 -5)، فقد متنا "للناموس بجسد المسيح" (رو 7: 4-6؛ غل 6: 14؛ 2 كو 2: 20)، أي أن موت المسيح حسبه

الله موتًا للمؤمن، "عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية" (رو 6:6)، لأنه "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذًا ماتوا، وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام" (2 كو 5: 14، 15)، فقد أصبحت الخطية بالنسبة للمؤمن شيئًا ماضيًا، إذ "مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ "(غل 2: 20). فبموت المسيح، منُحنا نحن الحياة، فأصبح المؤمنون منفصلين عن العالم، بعد أن كانوا قبلًا منفصلين عن

الله، أما الآن فهم أدوات بالنسبة للعالم، وأصبحت الحياة لهم هي المسيح (فى 1: 21؛ كو 3:3).

St-Takla.org Image: They didn't respect the dead (Amos 2:1-3) صورة في موقع الأنبا تكلا: لم يحترموا الموتى (عاموس 2: 1-3)

St-Takla.org Image: They didn't respect the dead (Amos 2:1-3)

صورة في موقع الأنبا تكلا: لم يحترموا الموتى (عاموس 2: 1-3)

ويقول الرب نفسه "لأنه لم يرسل

الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" (يو 3: 17). ويقول أيضًا: "إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة ابدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل (فعلًا) من الموت إلى الحياة" (يو 5: 24، 25). فمنح الحياة الأبدية لن يحدث عند القيامة، بل يحدث في لحظة الإيمان، فكل من يسلم حياته للرب يسوع المسيح، ينتقل فورًا من الموت إلى الحياة، أو بعبارة أخرى: "إن كان أحد يحفظ كلامي، فلن يرى الموت إلى الأبد... فلن يذوق الموت إلى الأبد" (يو 8: 51، 52). فالنقطة الأساسية هي أن كل من هم خارج المسيح، هم أموات فعلًا، أما كل الذين يؤمنون بالمسيح فلهم حياة. فالفرق الأساسي بين المسيحي وغير المسيحي هو الفرق بين الحياة والموت. فالمؤمنون الذين يموتون جسديًا. يقال عنهم "أموات في المسيح" (1 تس 4: 16)، أي أنهم ليسوا أمواتًا بالمرة بل "راقدين" (1 كو 15: 6، 18، 20، 51؛ 1 تس 4: 13-15؛ انظر أيضًا يو 11: 11-14)، فرغم موت الجسد، فإن المؤمنين لا ينفصلون عن المسيح، فهم ليسوا في الحقيقة أمواتًا فكل قوات الموت والجحيم لا تقدر أن تفصلهم عن المسيح (رو 8: 38، 39)، ولم يعد الموت بالنسبة لهم خسارة بل ربحًا، لأنه يقربهم إلى المسيح (2 كو 5: 1- 10؛ في 1: 20، 21). والأكثر من ذلك، هو أن المؤمنين سيقاسمون المسيح في نصرته على الموت الجسدي أيضًا لأنه هو "باكورة الراقدين" (1 كو 15: 20؛ كو 1: 18)، فالذين رقدوا في المسيح سيقومون ليكونوا معه إلى أبد الآبدين (1 تس 4: 17).

ومن الجانب الآخر، فإن الذين لا يؤمنون بالرب يسوع المسيح، هم في انفصال كامل عن

الله، وفي الدينونة الأخيرة، "كل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة، طرح في بحيرة النار"، "هذا هو الموت الثاني" (رؤ 20: 14، 15). أما المؤمنون فقد نجوا من الموت (يع 5: 20) لأنهم قد انتقلوا من "الموت إلى الحياة" (1 يو 3: 14)، ولم يعد للموت الثاني سلطان عليهم (رؤ 2: 11؛ 20: 6)، بل سيكونون مع

الله الذي لا يمكن أن يوجد موت في محضره لأنه "هو الحياة ذاتها" (يو 11: 25؛ رؤ 21: 4).

 

* انظر أيضًا: دفن، قبر، قيامة، غزالة "طابيثالعازر.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/24_M/M_286.html

تقصير الرابط:
tak.la/99xsaqc