← اللغة الإنجليزية: Cloud - اللغة العبرية: ענן - اللغة اليونانية: Νέφος - اللغة الأمهرية: ደመና - اللغة الأرامية: ܥܢܢܐ - اللغة اللاتينية: Nubes.
هي الغيم، والقطعة منه سحابة (أمثال 25: 14) وكان مجيء السحاب من الغرب علامة المطر في أرض فلسطين (لوقا 12: 54). وقد قاد الله بني إسرائيل بعمود من السحاب وهم في طريق خروجهم من أرض مصر، وهو سحاب معجزي غير معتاد (خروج 13: 21، 22). وعندما يجيء المساء كان الله يرسل النور فيه ليضيء لهم. وكان السحاب يستر مجد الله (خروج 16: 10) كما وقد ظللت سحابة المسيح والرسل الثلاثة على جبل التجلي (متى 17: 5). وعندما انتهت خدمة المسيح على الأرض صعد على سحابة (أعمال 1: 9) وسيأتي ثانية على سحاب المجد (متى 24: 30) ويكون ذلك لدينونة الأمم (رؤيا 14: 14). وقد يعبّر بالسحابة عن قصر الزمن (أيوب 30: 15) كما تعني كثرة الجماهير (إشعياء 60: 8).
لم ترد في الكتاب المقدس سوى إشارات قليلة إلى ارتباط السحب بالظواهر الجوية. فالطقس في فلسطين أكثر استقرارًا وأقل تقلبًا منه في كثير من البلاد. ففلسطين عبارة عن شريط طويل ضيق يمتد بين البحر المتوسط غربًا والصحراء شرقًا. والرياح التي تهب من الغرب ، تأتي دائمًا محملة بالأبخرة، فإن كانت درجة الحرارة فوق البلاد منخفضة بدرجة كافية، تكثفت السحب وهطلت الأمطار. أما إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة -كما في أشهر الصيف الخمسة- فلا تهطل الأمطار رغم ظهور السحب. فالسماء -بصفة عامة- ملبدة بالغيوم شتاء وصافية صيفًا.
(1) السحب المطيرة:
في فصل الخريف تهب العواصف فجأة من البحر، وما يبدو مجرد غيمة صغيرة "قدر كف إنسان" كالتي رآها غلام إيليا (1مل18: 44) صاعدة من البحر، سرعان ما تتحول في خلال بضع ساعات قليلة إلى عاصفة سوداء تهطل "مطرًا عظيمًا" (1مل18: 45). فالرياح الغربية والجنوبية الغربية ممطرة دائمًا (انظر لوقا12: 54).
(2) سحب بغيضة:
تهب أحيانًا في شهور أبريل ومايو وسبتمبر رياح شرقية قادمة من الصحراء تحمل معها سحبًا رملية تملأ الجو وتنفذ إلى كل شيء. وفي الصيف، وبخاصة في شهر أغسطس، قد تزحف من الجنوب -في وقت الأصيل- على ساحل البحر، سحب منخفضة تعرف علميًا "بالسمحاق الطبقي" (Cirro - Stratus) تملأ الجو بالرطوبة مما يزيد الإحساس بالقيظ، وهي التي يصفها يهوذا بأنها "غيوم بلا ماء" (يهوذا 12)، أو كما يقول إشعياء: "حر بظل غيم" (إش 25: 5).
يكثر في الكتاب المقدس استخدام "السحاب" استخدامًا رمزيًا في صور مجازية رائعة، وبخاصة في سفر أيوب.
(1) ففي العهد القديم كان الرب "يهوه" يستعلن بمجده في السحاب، فيقول: "ها أنا آت إليك في ظلام السحاب" (خر19: 9؛ انظر أيضًا 24: 16؛ 34: 5). وقد ملأ مجده المكان في السحاب، حيث التفتوا "فإذا مجد الرب قد ظهر في السحاب" (خر16: 10؛ انظر أيضًا 40: 38؛ عد10: 34). ويقول النبي: "التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة" (مراثي3: 44) و"كان لما خرج الكهنة من القدس أن السحاب ملأ بيت الرب" (1مل8: 10).
ونقرأ في العهد الجديد، أن ابن الإنسان سيأتي على السحاب، فيقول: "ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير" (مت 24: 30؛ انظر أيضًا 26: 64؛ مرقس13: 26؛ 14: 62؛ لو 21: 27). وفوق جبل التجلي ظللت الرب ومعه موسى وإيليا "سحابة نيرة" (مت17: 5)، كما أن الرب يسوع المسيح عند صعوده أخذته سحابة عن أعين الرسل (أع1: 9). وسيأتي ثانية مع السحاب (رؤ1: 7). "ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 17).
(2) عمود السحاب:
كان عمود السحاب رمزًا لوجود الله وسط شعبه وقيادته لهم في رحلاتهم إلى أرض الموعد: "أنت برحمتك الكثيرة لم تتركهم في البرية، ولم يزل عنهم عمود السحاب نهارًا لهدايتهم في الطريق" (نح9: 19) (انظر الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلا).
(3) القوس في السحاب:
"قال الرب لنوح: هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم.. وضعت قوسي في السحاب، فيكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي.. فمتى كانت القوس في السحاب، أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديًا.." (تك9: 12-17).
(4) السحاب يحجب الضوء:
فالسحاب المتراكم يظلم الجو ويُستخدم رمزًا للدينونة، فيقول حزقيال النبي: "ويظلم النهار في تحفنحيس.. فتغشاها سحابة.. فيعلمون أني أنا الرب" (حز30: 18، 19؛ انظر أيضًا مراثي2: 1).
(5) السحب العابرة:
يوجد عادة فرق كبير بين درجات الحرارة في الليل في فلسطين، ودرجات الحرارة في النهار. فالنهار دافئ والسحب القادمة من البحر كثيرًا ما تتلاشي بفعل حرارة الجو فوق اليابسة، وتختفي وكأنها لم تكن. وهكذا يقول الرب: "قد محوت كغيم ذنوبك، وكسحابة خطاياك" (إش44: 22). كما يشير النبي هوشع إلى سرعة زوال هذا السحاب العابر بالقول: "إن إحسانكم كسحاب الصبح ، وكالندى الماضي باكرًا" (هو6: 4). ويشبه أيوب سعادته بالسحاب العابر: "فعبرت كالسحاب سعادتي" (أي30: 15).
(6) السحاب وقدرة الله المطلقة وجهالة الإنسان:
فالله "يصر المياه في سحبه" (أي26: 8)، و"السحاب غبار رجليه" (نا1: 3). كما أنه يأمر "الغيم أن لا يمطر فلا يمطر" (إش5: 6). أما بالنسبة للإنسان: "من يحصي الغيوم بالحكمة، ومن يسكب أزقاق السموات؟" (أي38: 37). و"هل يعلل أحد عن شق الغيم أو قصف مظلته؟" (أي36: 29)، "أتدرك موازنة السحاب، معجزات الكامل المعارف؟" (أي37: 16). ويقول الجامعة : "من يراقب السحب لا يحصد" (جا11: 4). لأن الله هو الذي يتحكم في السحب، ولا يستطيع الإنسان أن يسير غور حكمة الله، لأن "السحاب ستر له فلا يُرى" (أي22: 14).
(7) السحاب والرؤى:
ارتبطت السحب بالعديد من الرؤي، فقد رأى حزقيال: "وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال، سحابة عظيمة" (حز1: 4). ويقول يوحنا الرائي: "ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء ، وعلى السحابة جالس شبه ابن الإنسان" (رؤ14: 14؛ انظر أيضًا دانيال 7: 13؛ رؤ10: 1؛ 11: 12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى).
(8) السحاب المخيف:
كما يرمز السحاب أيضًا للخوف والدمار، فإن يوم الرب "يوم غيم" (حز30: 3؛ 34: 12). وهو "يوم سخط، يوم ضيق وشدة، يوم خراب ودمار، يوم ظلام وقتام، يوم سحاب وضباب" (صف1: 15). كما يوصف العدو الغازي بأنه "كسحاب يصعد" (إرميا4: 13). ويتنبأ يوئيل عن هجوم الجراد بأنه "يوم ظلام وقتام، يوم غيم وضباب" (يؤ2: 2)، وهو تشبيه حرفي ومجازي. كما يشبه الجامعة الشيخوخة برجوع "السحب بعد المطر" (جا12: 2).
(9) تشبيهات أخرى:
وتستخدم السحب في العديد من التشبيهات الأخرى، مثل سرعة
الحركة: "من هؤلاء الطائرون كسحاب؟" (إش60: 8)، "وهوذا الرب راكب على سحابة
سريعة" (إش19: 1؛ انظر مز 140: 3). وكقيد للبحر: "السحاب لباسه والضباب
قماطه" (أي38: 9). كما تشير السحب إلى الارتفاع الشاهق: "ولو بلغ
السموات
طوله ومس رأسه السحاب" (أي20: 6)، "وأصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل
العلي" (أش14: 14). كما تشير إلى الكثرة كما فى: "إذ لنا سحابة من الشهود
مقدار هذه" (عب12: 1). ويرمز "صباح صحو مضيء غب
المطر" (2صم23: 4) إلى جو
البر والعدل. كما يشير السحاب إلى المجد المستتر (لا16: 2؛ أع1: 9؛ رؤ1:
7).
* انظر أيضًا: الصاعقة، الطخاء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7jykyx9