سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة روحية وعامة
الصلاة في المسيحية هي صِلَة مع الله تبارك اسمه(*).. هي علاقة محبة مع الله، فهي حديث مع مَنْ نحب.. والذين اختبروا حياة الصلاة تكون أوقات الصلاة بالنسبة لهم هي أحلى أوقاتهم، حيث يكونوا في اشتياق دائم للحديث مع الله ومناجاته.. وقد علمنا السيد المسيح قائلًا: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ" (إنجيل مرقس 13: 33).
وهناك عدة تصنيفات للصلاة كل منها له عدة أنواع:
يوجد لدينا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كتاب السبع صلوات اليومية (الأجبية - السواعي)، وهو كما يتضح من اسمه يضم 7 صلوات كل منها عبارة عن بعض المزامير (التي هي جزء من الكتاب المقدس)، بالإضافة إلى صلوات وضعها آباء الكنيسة القديسون، وكل ما فيها يتفق مع روح الكتاب.. وقد أوضحنا مواعيد الصلوات السبع والتأمل الخاص بكل منها في موقع الأجبية هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.. وعمومًا، فإذا كنت مبتدئًا في الحياة الروحية، عليك أن تتدرج في الصلاة بإرشاد من أبيك الروحي أو أب اعترافك، لأن كل شخص له مستوى روحي معين.. فإن كنت مبتدئًا من الممكن أن تقرأ مقدمة الصلاة ومزمورًا واحدًا ثم قطع كل ساعة ثم الختام.. وهذا لا يستغرِق دقائق معدودة.. ومع نمو حالتك الروحية واستعدادك ستجد نفسك لا تريد أن تترك الصلاة.. وإن تركتها فهي لا تتركك وتحفظك وتظِل في فكرك وتأملاتك وتعاملاتك..
فَمِنْ الناس مَنْ يقوم بعمل ما قلناه في الفقرة السابقة، أو مَنْ يصلي ثلاث صلوات هي صلاة باكر وصلاة الغروب وصلاة النوم.. وهناك مَنْ يصلي كل الصلوات.. وهناك مَنْ يزيد عليها صلاة الستار كذلك (وهي صلاة خاصة بالآباء الرهبان).. وهناك مَنْ يدمج صلوات معًا.. فيصلي في الصباح مثلًا صلاة باكر والثالثة، ثم حوالي الساعة الثانية أو الثالثة ظهرًا يصلي صلاة السادسة والتاسعة، ثم في الخامسة أو السادسة يصلي صلاة الغروب، ثم في المساء يصلي صلاة النوم وصلاة نصف الليل..
وكل هذه المواعيد هي مواعيد مَرِنَة.. فالله عز وجل لا ينظر إلى الساعة فإذا صليت صلاة بعد موعدها أو قبله لن يرفض صلاتك.. "لأَنَّ.. الرَّبُّ.. يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ" (سفر صموئيل الأول 16: 7)، "لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ" (سفر المزامير 20: 4).. فإن صليت صلاة الغروب في الثالثة أو الرابعة سيقبلها الله نفس قبولها في السابعة أو الثامنة.. لا تقلق، المهم النية..
ومن الممكن أن تبدأ الصلاة بترنيمة أو لحن روحي تحبه.. وذلك يجعل ذهنك صافيًا، مستعدًا للصلاة، ويعطيك الفرصة أن تهدأ من أفكار ومشاغل العالم قبل الصلاة..
لا تنظر إلى الصلاة على أنها واجب عليك أن تفعله فيبدو لك الأمر صعبًا، بل اجعلها فترة راحة من مشاغل العالم واهتماماته، ولقاء روحي مع من أحبك وفداك على الصليب، وبالتالي أنت تبادله الحب. وكما قلنا كل شخص ينبغي أن يتدرج في الصلاة طبقًا لحالته الروحية وحسب إرشاد أبيه الروحي.. حتى يصل إلى المستوى الروحي الذي يجعله في حالة صلاة دائمة.. ولا تنسى أيضًا أن هناك فضيلة روحية اسمها فضيلة التغصب..
يقول كتاب الله: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (إنجيل لوقا 18: 1).. أيضًا من سفر إشعياء النبي: "عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ" (سفر إشعياء 62: 6، 7).
عندما يتدرج الإنسان وينمو في حياته الروحية، وعندما تزداد عدد وأوقات وعمق صلواته، يحب أن يكون في صلة دائمة مع الله طوال اليوم.. فيصلي في أي وكل وقت: عندما يستيقظ، وقبل وأثناء وبعد الأكل، وأثناء قيامه بأمور حياته اليومية، وقبل الإقدام على أي عمل أو قرار وأثنائه.. وفي أي وضع: في جلوسه وقيامه وأثناء سيره.. حيث يطلب اسم الله وشفاعة القديسين.. وفي أي مكان: في المنزل والعمل والكنيسة والشارع.. إلخ. يكون قلبه دائمًا مرفوعًا لله -إن لم يكن في صلوات المخدع- فبصلوات سهمية سريعة، أو بصلاة لأجل موضوع معين.. أو بصلاة تسبيح وشكر لله على معاملاته معه، أو من خلال تأملاته الكتابية، أو تسبيح الرب على أعماله العظيمة، وعلى الطبيعة الجميلة.. إلى غير ذلك..
الصلاة الفردية: التي يصليها الإنسان في مخدعه أو بينه وبين الله في أي وقت.
الصلاة الجماعية: التي يصليها مع سائر أفراد الكنيسة الذين هم جميعًا أعضاء في جسد المسيح. كما في صلوات القداس، والاجتماعات، والأفراح، والجنازات، والرسامة.. إلخ.
الصلاة الفردية
الصلاة الجماعية
الصلاة لأجل الشكر
الصلاة وقت الضيق
الصلاة والتأمل بآيات الكتاب
الصلاة لأجل التسبيح
الصلاة والميطانيات metanoia
مقالات من سلسلة كتب كلمة منفعة للبابا شنوده الثالث: الصلاة - ليالي الصلاة - صلاة في بدء العام الجديد - الصلاة 2 - ليالي الصلاة - الصلاة المنسحقة - تدريب الصلاة في كل حين - لماذا نصلي؟ - كيف تصلي؟
من كتاب مقالات روحية للبابا شنودة: ما هي الصلاة وكيف تكون؟
كتاب الوسائط الروحية للبابا شنوده الثالث به قسم عن الصلاة وما هي وتداريب عليها
كتاب تأملات في صلاة أبانا الذي في السموات، من كتب البابا شنوده.
وستجد بنفسك المزيد من المقالات عن البحث عن كلمة "الصلاة" في موقع البحث القبطي هنا.
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org (م. غ. - م. ص. - مراجعة لغوية: سامي فانوس).الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3cf4n5d