سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
الشفاعة Intercession هي التوسل أو الصلاة من أجل الآخرين، وهي لا تنبعث من مجرد العاطفة أو المنفعة، بل عن إدراك واع بأن علاقة الله بالإنسان ليست علاقة فردية فحسب، بل واجتماعية أيضًا، فهي تمتد إلى علاقة الإنسان بالإنسان.
نرى في قصة أيوب الصديق مثال واضح جدًا على الشفاعة (بالعكس: الشكوى)، حينما حضر الشيطان أمام الله واشتكى على أيوب الصديق (أي 1، 2). فإن كان الشيطان له كلمة (مسموعة أحيانًا) أمام الله، فكم بالأحرى الملائكة والقديسين في حضرة الله؟!
ومن العجيب أن تنكر بعض طوائف البروتستانت (الإنجيليين) شفاعة القديسين متعللة بأن التشفع بالقديسين يفقد السيد المسيح وظيفة هامة من وظائفه وهي التوسط بين الآب والجنس البشري، استنادًا إلى ذبيحته الكفارية على عود الصليب. كما تستكثر على كنيستنا العظيمة أن تطلب توسلات القديسين من أجلها باعتبار أنهم أموات غير قادرين على تلبية هذا النداء. وتعود هذه الاعتراضات إلى عدم فهم واضح لماهية الشفاعة ومعناها اللغوي وأهميتها، كذلك تعود إلى عدم فهم لماهية الكنيسة وارتباط أعضائها جميعًا بالرأس الواحد ربنا يسوع المسيح. وحينما تتحدث مع بعض المعترضين (البروتستانت) تجد أنهم غير مدركين جيدًا لمعنى الشفاعة في الكنيسة الأرثوذكسية. بخلاف مناداتهم كالعادة بما هو ضد الكتاب المقدس! وسوف نحاول في هذه الكلمات البسيطة أن نتعرف على بعض النقاط الهامة المرتبطة بهذا الموضوع:
1-
معنى كلمة الشفاعة:
تذكر كلمة الشفاعة مرات عديدة في
العهدين القديم والجديد، وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى
العديد من الكلمات التي توضح المعنى ففي العهد القديم تدل عليها كلمة
egp
(بغى) العبرية والتي تعطى معنى قريب من المعنى العربي للكلمة بمعنى:
"أراد الشيء وطلبه وألح فيه"،
"يقدم التماسا بغرض قبوله"، "يتوسط" وقد ترجمت هذه الكلمة إلى "يلح" في (راعوث 1:
16، إرميا 7: 16)، و"يلتمس" في (تك 23: 8، أي 21: 15)، و"يتوسل" في (إرميا 27:
18)، و"يتضرع" (إرميا 15: 11).
أما في العهد الجديد فقد دلت عليها الكلمة اليونانية
entugcanw (انتيجخانو) بمعنى "يلتمس" أو "يتوسَّل" (أع 25: 24، رو 8: 26 و27 و34، 11: 2، عب 7: 25)، كما ترجمت إلى كلمة صلاة في (1 تي 4: 5)، ابتهالات في ( 1 تي 2: 1).ويتضح في العديد من هذه المواقع السابقة أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال الله الأنبياء والقديسين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم ومن أجل شفاء آخرين أو التوسل من أجل عدم هلاكهم.
2- كنيسة الأحياء:
ومن الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة
أن لا نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات، فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين يعيشون
الآن من أعضاء الكنيسة هم الأحياء بينما المنتقلين من الآباء والقديسين هم أموات
حيث أن هذا مخالف لتعاليم السيد المسيح نفسه حينما يقول:" أنا اله إبراهيم واله
اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (مت 22: 32). "ليس هو اله
أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيرًا" (مرقس 12: 27)،
"وليس هو اله أموات بل اله
أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38)
(ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة
باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل
المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس،
والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة.
ولذا فإننا لا نجد أي وجاهة في
اعتراض
البروتستانت بأنه لا يجوز أن نطلب توسلات وشفاعة الأموات من أجلنا وأن
الشفاعة قاصرة على الأحياء فقط لأنه إن كنا نطلب صلوات المجاهدين الذين يتعرضون
للتجارب والضيقات والآلام من أخوتنا على الأرض فكم بالأولى أن نطلب صلوات الذين
انتصروا واقتربوا أكثر من الله.
3- الحقيقة أن هناك فارِقًا أساسيًا كبيرًا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين: فشفاعة المسيح شفاعة كفارية..
أي أن السيد المسيح يشفع في مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التي نابَت عنا في دَفع ثمن الخطية. وهكذا يقف وسيطًا بين الله والناس. بل هو الوسيط الوحيد؛ أي أنه أعطى الآب حقه في العدل الإلهي، وأعطى الناس المغفرة، بأن مات عنهم، كفّارة عن خطاياهم.
وهذا هو المعنى الذي يقصده القديس يوحنا الرسول. فهو يقول: "إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار. وهو كفّارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1يو1:2، 2).
هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة. فهي شفاعة في الإنسان الخاطئ "إن أخطأ أحد"، وهذا الخاطئ يحتاج إلى كفارة. ونفس المعنى هو الذي قاله بولس الرسول، ونجده عندما نكمل الآية: "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فِدية لأجل الجميع" (1تي5:2).
هذا النوع من الشفاعة لا نِقاش فيه مطلقًا. إنه خاص بالمسيح وحده، أما شفاعة القديسين في البشر، فلا علاقة لها بالكفارة ولا بالفداء. وهي شفاعة فينا عند السيد المسيح نفسه.
4- شفاعة القديسين فينا هي مجرد صلاة من أجلنا ولذلك فهي شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية.
والكتاب يوافق عليها، إذ يقول: "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5)، والقديسون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم. فالقديس بولس يقول لأهل تسالونيكي: "صلوا لأجلنا" (2تس1:3). ويطلب نفس الطلبة من العبرانيين (عب18:13)، وهنا كذلك (أف18:6)... إلخ.
فإن كان القديسون يطلبون صلواتنا، أفلا نطلب نحن صلواتهم؟!
وإن كنا نطلب الصلاة لأجلنا من البشر الأحياء، الذين لا يزالون في فترة الجهاد "تحت الآلام مثلنا"، أفلا نطلبها من القديسين الذي أكملوا جهادهم، وانتقلوا إلى الفردوس، يحيون فيها مع المسيح..؟!
وإن كنا نطلب صلوات البشر، هل كثير أن نطلب صلوات الملائكة؟!
5-
شفاعة الروح القدس:
فالروح القدس "المعزي الآخر" (يو 14: 16و 17، 15: 26، 16: 13 و14) يشفع في المؤمنين كما نقرأ في رسالة رومية:"وكذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع συναντιλαμβάνεται فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع εντυγχάνει في القديسين" (رومية 8: 26، 27). وهنا نلاحظ عمل الروح القدس القوي في حياة المسيحي حينما ترتفع أناته المقدسة والمركزة فينا في الوقت الذي نكون فيه قد فقدنا القدرة على معرفة ما نصلي من أجله.
6.
هل يستجيب الله لشفاعة العذراء والقديسين؟
يحتوي العهدين القديم والجديد على
العشرات من المواضع التي تتحدث عن قبول الله لشفاعة قديسيه وأنبيائه والسيدة
العذراء وسوف نذكر هنا مثالًا واحدًا ويمكن الرجوع إلى عشرات من هذه الأمثلة في
الكتاب المقدس.
- استجاب الله لشفاعة السيدة العذراء
في
عرس قانا الجليل رغم أن ساعته لم تكن قد جاءت بعد:"وفي اليوم الثالث كان عرس
في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك.
ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس. ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر.
قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.
قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه.
وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو
ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق.
ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا"
(يو 2: 1-8).
أيَّة شفاعة أعظم، وأية استجابة أسرع
من هذه، إن كانت السيدة العذراء قد توسلت من أجل أصحاب الحفل في أمورهم المادية
واستجاب لها الرب، أليس بالأولى أن نطلب شفاعتها من أجلنا لكي تطلب من ابنها
الحبيب من أجل حياتنا الروحية والجسدية.
وكما سبق لا نستطيع أن ننكر
شفاعة العذراء من أجلنا بدعوى إنها انتقلت الآن فمازالت العذراء عضو في الكنيسة وجسد
المسيح تشفع في أبنائها المحتاجين إلى صلواتها وطلباتها وتوسلاتها من أجلهم أمام
عرش النعمة. ولعل وجودها الدائم معنا من خلال ظهوراتها المتكررة في كل مكان في
العالم -والتي لا يستطيع أحد إنكارها بعد أن رأيناها بعيوننا- والمعجزات
الكثيرة التي تقوم بها هو خير دليل على اهتمامها بنا.
ولكننا ينبغي أن نعلم أننا حينما
نطلب شفاعة
العذراء والملائكة وتوسلات وصلوات القديسين من أجلنا فإننا لا نقدم
لهم الصلاة أو العبادة، فالعبادة والصلاة لا تقدم إلا لله الواحد المثلث
الأقانيم. وإنما نحن نطلب منهم كأحباء لنا، مثلما يطلب الطفل الصغير من أمه أن
تطلب من أبيه من أجله، رغم أن الأب يحب الابن ويفرح بتلبية جميع طلباته إن كانت
في صالحه.
ولا يعني طلبنا لتوسلات القديسين من
أجلنا أن نمتنع نحن عن الصلاة أمام الله من أجل أن يستجيب طلباتنا، فلابد أن نصلي
بلجاجة، ويدعمنا في هذه الصلاة أعضاء جسد المسيح من القديسين الذين ارضوا الله
بمحبتهم. فالله يحبنا ويريد أن نقرع ونطلب ونسأل، ليفتح ويعطي ويجيب جميع ما
نطلب، بل وأكثر مما نطلب حسب غناه، حسب مشيئته الصالحة.
# أمثلة للشفاعة:
* إن الله يطلب من الناس شفاعة الأبرار فيهم كما سنرى من الأمثلة التالية..
فقد تشفع داود النبي بعد موته في سليمان (1مل12:11، 13)، ويربعام (1مل31:11، 32، 34)..
إن كانت هكذا مكانة داود عند الرب، فمن بالأكثر تكون مكانة العذراء، والملائكة ومكانة يوحنا المعمدان أعظم مَنْ ولدته النساء.. وكم تكون مكانة الشهداء... لقد كان الله يرحم أحيانًا الناس من أجل قديسيه حتى دون أن يصلّوا كما رأينا في بعض الأمثلة! فكم بالأولى إن صلوا لأحد؟!
وإن كانت الشفاعة -وهي صلاة- تعتبر وساطة، وإن كانت كل وساطة غير مقبولة، تكون إذن كل صلاة إنسان من أجل إنسان آخر هي أيضًا وساطة مرفوضة إذ لنا وسيط واحد..!
وبرفض وساطات الصلاة، يكون الرسول إذن قد أخطأ (حاشا) حينما قال "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5)، على اعتبار أن العلاقة بين الإنسان والله، علاقة مباشرة، وهي في ظل الحب الإلهي لا تحتاج إلى صلاة من أحد..! وبالتالي تكون كل الصلوات من أجل الآخرين التي وردت في الكتاب لا معنى لها وضد الحب الإلهي!!
إن صلوات البشر بعضهم لأجل بعض (منتقلين ومجاهدين) دليل على المحبة المتبادلة بين البشر، ودليل على إيمان البشر الأحياء بأن الذين انتقلوا ما يزالون أحياء يقبل الله صلواتهم، دليل على إكرام الله لقديسيه.
من أجل هذا سمح الله بهذه الشفاعات، لفائدة البشر. وهذه الشفاعة أقامت جسرًا ممتدًا بين سكان السماء وسكان الأرض. ولم تعد السماء شيئًا مجهولًا مخيفًا في نظر الناس. وأصبح للناس إيمان بالأرواح وعملها ومحبتها.
# تفاصيل أمثلة الشفاعة في العهدين:
أولا:- الشفاعة الكفارية: التي من الرب وحده "لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تي2: 5).
"لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (إش53: 12).
"فرأى انه ليس إنسان وتحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده" (أش59: 16).
"يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (1يو2: 1).
"الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (رو3: 25).
"الذي اسلم من اجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25).
"من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).
ثانيا:- الشفاعة التوسلية: وهي صلاة القديسين من اجلنا.
- قبل الله الشفاعة من أبونا إبراهيم عندما أخطأ أبيمالك الملك (تك1:20-7):
1.
صلاه أبيمالك كانت قوية عندما كانت
مصحوبة بصلاة إبراهيم إلى الله والقصة
مسرودة في سفر التكوين (تك
- ولا ننسى قصة شفاعة إبراهيم في سادوم عندما "تفاوض" مع الله لئلا يهلك المدينة..
2.
شفاعة إبراهيم من اجل سدوم وعمورة
التي يسكن فيها لوط أخيه وفي التكوين (تك
- واشترط الله شفاعة أيوب في أصحابه (أي7:42، 8).
3. رفض الرب صلاة أصحاب أيوب بسبب أنها لم تكن مصحوبة بصلاة أيوب (أي 42: 8) وقبولها بعد ذلك "والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدي أيوب واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم وعبدي أيوب يصلي من أجلكم لأني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب فذهب اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه أيوب ورد الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفًا".
- وكذلك توجد شفاعة موسى في الشعب (خر7:32-14).
4. تشفع موسي بإبراهيم واسحق (خر 32: 11-13) "فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد".
5.و صلى اسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته (تك 22: 21).
6. تشفع سليمان بداود أبيه في السماء (2أي 6: 42) وقال "والآن قم أيها الرب الإله إلى راحتك أنت وتابوت عزك كهنتك أيها الرب الإله يلبسون الخلاص وأتقياؤك يبتهجون بالخير أيها الرب الإله لا ترد وجه مسيحك اذكر مراحم داود عبدك".
7. قبول الرب صلاه داود من أجل أن لا تنقسم المملكة في أيام سليمان (1مل11:11-13) "فقال الرب لسليمان من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها فاني أمزق المملكة عنك تمزيقا وأعطيها لعبدك إلا أني لا افعل ذلك في أيامك من اجل داود أبيك بل من يد ابنك أمزقها على إني لا أمزق منك المملكة كلها بل أعطي سبطا واحدا لابنك لأجل داود عبدي ولأجل أورشليم التي اخترتها".
8. إقامة الميت إكرامًا لأليشع النبي بمجرد لمس الميت لعظامه (2مل13: 20) "ومات اليشع فدفنوه... وفيما كانوا يدفنون رجلًا إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر أليشع فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام على رجليه.... فحن الرب عليهم ورحمهم والتفت إليهم لأجل عهده مع إبراهيم وإسحق ويعقوب ولم يشأ أن يستأصلهم ولم يطرحهم عن وجهه حتى الآن".
9. لقد دعي الرب نفسه "اله إبراهيم" (تك31: 42) "لولا أن اله أبي اله إبراهيم وهيبة اسحق كان معي لكنت الآن قد صرفتني فارغا مشقتي وتعب يدي قد نظر الله فوبخك البارحة" وقال أيضًا "فظهر له الرب في تلك الليلة وقال أنا اله إبراهيم أبيك لا تخف لأني معك وأباركك وأكثر نسلك من اجل إبراهيم عبدي (تك26: 24) + وهوذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب اله إبراهيم أبيك واله اسحق الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك" (التكوين 28: 13) وأيضًا "ثم قال أنا اله أبيك اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله (الخروج 3: 6) + وقال الله أيضًا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" (خر3: 15).
10. تشفع موسي من أجل برص أخته فشفاها الرب "فقال هرون لموسى أسألك يا سيدي لا تجعل علينا الخطية التي حمقنا وأخطأنا بها فلا تكن كالميت الذي يكون عند خروجه من رحم أمه قد أكل نصف لحمه فصرخ موسى إلى الرب قائلا اللهم اشفها فقال الرب لموسى ولو بصق أبوها بصقا في وجهها أما كانت تخجل سبعة أيام تحجز سبعة أيام خارج المحلة وبعد ذلك ترجع فحجزت مريم خارج المحلة سبعة أيام ولم يرتحل الشعب حتى أرجعت مريم"(عدد12).
11. تشفع الرب من أجل الشعب لأجل انه قد عبد العجل الذهب "فرجع موسى إلى الرب وقال آه قد أخطأ هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لأنفسهم إلهة من ذهب والآن أن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت فقال الرب لموسى من أخطأ إلى امحوه من كتابي والآن اذهب أهد الشعب إلى حيث كلمتك هوذا ملاكي يسير أمامك ولكن في يوم افتقادي افتقد فيهم خطيتهم فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذي صنعه هرون" (خر33: 30).
12. الملائكة تشفع من أجل سلامة العالم: "فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة فأجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلا هكذا قال رب الجنود غرت على أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك12:1، 13) فنجد أن خلاص أورشليم كان نتيجة لصلاة الملائكة.
13. تصريح الهي بأن القديسين يقفون أمام الرب للشفعة ولكثرة شرور هذا الشعب فان الرب لن يسمع لصلواتهم "ثم قال الرب لي وان وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من أمامي فيخرجوا" (ار15: 1).
14. "كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلى أيضًا فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرها" (يعقوب 5: 17).
"لعل الرب إلهك يسمع جميع كلام ربشاقي الذي أرسله ملك أشور سيده ليعير الإله الحي فيوبخ على الكلام الذي سمعه الرب إلهك فارفع صلاة من اجل البقية الموجودة" (2مل19: 4) وأيضًا قال الرب لإرميا "وأنت فلا تصل لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة لأني لا اسمع في وقت صراخهم إلى من قبل بليتهم" (إر11: 14).
* الشفاعة التوسلية في العهد الجديد:
الصلاة من أجل الآخرين في العهد الجديد:
مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين (أف6: 18).
وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطية تغفر له (يع5: 15).
فاطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس (1تي2: 1).
ولما اخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ5: 8).
وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش (رؤ8: 3).
فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله (رؤ 8: 4).
فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت إلى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما أبصرت بطرس جلست (أع 9: 40).
فحدث أن أبا بوبليوس كان مضطجعًا معترى بحمى وسحج فدخل إليه بولس وصلى ووضع يديه عليه فشفاه (أع 28: 8).
ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية وإذ قال هذا رقد (أع7: 60).
من اجل ذلك نحن أيضًا منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحي (كو1: 9).
من اجل ذلك نحن أيضًا نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم انتم المؤمنين (1تس2: 13).
أكرر الجزء السابق عن كنيسة الأحياء:
فمن الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة
أن لا نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات، فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين يعيشون
الآن من أعضاء الكنيسة هم الأحياء بينما المنتقلين من الآباء والقديسين هم أموات
حيث أن هذا مخالف لتعاليم السيد المسيح نفسه حينما يقول:" أنا اله إبراهيم واله
اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (مت 22: 32). "ليس هو اله
أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيرًا" (مرقس 12: 27)،
"وليس هو اله أموات بل اله
أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة
باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل
المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس،
والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة.
وها هي بعض الآيات الأخرى التي توضح آثار بركة القديسون الذين رقدوا في الأحياء، ودالتهم عند الله بسبب أعمالهم الصالحة..
1- حتى عظام القديسين، أو بعض آثارهم، فيها قوة إلهية ويمكن أن يصدر عنها معجزات:
"وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلًا إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ" (2مل20:13، 21).
"حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ، وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ" (أع15:5، 16).
"وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ، حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (أع 11:19، 12).
2- الله إله أحياء وليس إله أموت:
"أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ"(مت32:22).
"وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا. وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ" (لو29:9-31).
3- القديسون لهم دالة عند الله أيضًا بعد انتقالهم للسماء، وبركة أعمالهم الصالحة وبِرّهم تحل على آخرين حتى بعد موتهم:
"وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ" (تك11:25).
"فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ.. وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي" (تك 26: 3-5).
"فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ.. اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ..»" (خر11:32-13).
"فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل" (تث9:7).
"فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا»" (1مل11:11-13).
"هأَنَذَا أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ سُلَيْمَانَ وَأُعْطِيكَ عَشَرَةَ أَسْبَاطٍ. وَيَكُونُ لَهُ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي دَاوُدَ.. وَلاَ آخُذُ كُلَّ الْمَمْلَكَةِ مِنْ يَدِهِ، بَلْ أُصَيِّرُهُ رَئِيسًا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَفَرَائِضِي" (1 مل 11: 31-34).
"فَحَنَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ، وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ" (2مل23:13).
"وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي" (2 مل 34:19).
"أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ. اذْكُرْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ عَبْدِكَ" (2أخ42:6).
الثلاثة فتية يطلبون دالة المنتقلين عند الله لمساعدتهم: "لاَ تَصْرِفْ رَحْمَتَكَ عَنَّا لأَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَإِسْحَاقَ عَبْدِكَ وَإِسْرَائِيلَ قِدِّيسِكَ." (تتمة سفر دانيال 1: 35).
4- الصلة بيننا وبين القديسين لا تنقطع بعد انتقالهم للسماء، لأنهم لم ينفصلوا عن جسد المسيح:
"لِيُعْطِ الرَّبُّ رَحْمَةً لِبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ، لأَنَّهُ مِرَارًا كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي، بَلْ لَمَّا كَانَ فِي رُومِيَةَ، طَلَبَنِي بِأَوْفَرِ اجْتِهَادٍ فَوَجَدَنِي. لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ.." (2تي16:1-18).
"وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ" (لو37:20، 38).
5- القديسون الذين انتقلوا والملائكة في السماء يعرفون أحوالنا على الأرض:
"فَقَالَ صَمُوئِيلُ (روح صموئيل): وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟" (1صم16:28): إن كان حقًا سمح الله بظهور روح صموئيل فعلًا.
"وَأَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا النَّبِيِّ (بعد صعوده للسماء) تَقُولُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَتَلْتَ أَيْضًا إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، هُوَذَا يَضْرِبُ الرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وَكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وَإِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ الْمَرَضِ يَوْمًا فَيَوْمًا»." (2أخ12:21-15).
"أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.. يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ" (لو7:15، 10).
"فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ (في السماء): يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا" (لو 16: 25).
"فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ" (1كو12:13): سواء أكان يتحدث عن الملكوت الأبدي، أو حتى بعد الموت كي يسمح الله بأن يعرف المنتقلين بعض الأمور..
"وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟» فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ" (رؤ9:6-11): يعرفون ماذا يحدث على الأرض، وماذا فعل الله، ويخبرهم الله بخطته المستقبلية كذلك.
6- الملائكة والأرواح السماوية يعرفون صلواتنا، لأنهم يحملونها إلى عرش الله:
"اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت10:18).
"فَلَمَّا شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ الْخَوْفُ، قَالَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ (الملاك): صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ" (أع4:10).
"وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ" (رؤ 8:5).
"وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ. فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ" (رؤ 4،3:8).
7- الملائكة يساعدوننا في جهادنا حتى نَرِث الخلاص:
الملاك يرشد هاجر ويعدها بالبركة "فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا»" (تك9:16): سواء أكان ملاكًا أم أحد ظهورات السيد المسيح في العهد القديم (بسبب قوله لها "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ").
الملاك يعين أليعازر الدمشقي: "اَلرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أَقْسَمَ لِي قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ" (تك 7:24).
"وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: «هذَا جَيْشُ اللهِ!»" (تك 1:32، 2).
الملاك يساعد يوسف البار: "الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ، يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ" (تك 16:48).
"فَانْتَقَلَ مَلاَكُ اللهِ السَّائِرُ أَمَامَ عَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ وَسَارَ وَرَاءَهُمْ، وَانْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. فَدَخَلَ بَيْنَ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ، وَصَارَ السَّحَابُ وَالظَّلاَمُ وَأَضَاءَ اللَّيْلَ. فَلَمْ يَقْتَرِبْ هذَا إِلَى ذَاكَ كُلَّ اللَّيْلِ" (خر19:14، 20).
الملاك يساعد طوبيا وابنه وسارة: "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاَكَهُ الْقِدِّيسَ رَافَائِيلَ لِيَشْفِيَ كِلاَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنَ رُفِعَتْ صَلَوَاتُهُمَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ إِلَى حَضْرَةِ الرَّبِّ" (طو 3: 25).
"مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ" (مز7:34).
"وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ" (زك1:3، 2).
"أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ" (عب14:1).
مرجع: كتاب اللاهوت المقارن - الجزء الأول - قداسة البابا شنوده الثالث.
المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.).
كتاب شفاعة القديسين - القمص بيشوي كامل.
كتاب شفاعة القديسين - القس يوحنا نصيف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/27mftwr