محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
مرقس: |
تبدو الأحداث واحدة في الأناجيل الثلاثة، متى ومرقص ولوقا، فهي نفس القصص والمعجزات والتعاليم. ولكن الإنجيليين ليسوا مؤرخين يكتبون كتبا تاريخية. بل كل منهم له رؤيته والزاوية التي ينظر منها للمسيح فيرتب الأحداث بتسلسل يشرح به هذه الرؤية.
وسبق ورأينا هذه الفكرة مع إنجيل متى. فما هي نظرة القديس مرقس وما هو الشكل الذي يريد أن يرسمه ليصور به المسيح؟
يكتب القديس مرقس للرومان الذين يتباهوا بقوة ملوكهم ويعبدون القوة والانتصارات ويؤلهون ملوكهم وقادتهم المنتصرين ويفتخرون بهم. لذلك يقدم مرقس لهم المسيح الملك القوي بل الأقوى بما لا يقاس من ملوكهم. هو ملك ليس من الأرض بل هو ابن الله، أتى إلى الأرض ليؤسس مملكة ويحارب عدوا هو الشيطان ويحرر من كان قد استعبدهم ويشفيهم.
أقوى ملوك الرومان أو العالم كله لا يقدر أن ينتصر سوى على جنود بشر ويقتل منهم الكثيرين، لكن المسيح ملك يهزم القوَى الخفية التي يرتعب منها كل البشر بما فيهم ملوك الرومان، وهذه القوَى الخفية يسمونها الميتافيزيقية. لكن مرقس يقدم المسيح الملك الذي يهزم هذه القوى ويخطف من يده النفوس التي سبق وأسرها وقادها للموت، وجاء المسيح الملك ليحرر هذه النفوس من يده ويحييها فنجده هو الإله الحي المحيي. ومن هذه النفوس المحررة يكون مملكته، بل نجد أفراد هذه المملكة لهم نفس السلطان على الشيطان وعلى عمل المعجزات مثل المسيح (مر 16: 17، 18).
ولذلك تجد مرقس يقدم المسيح الملك القوي الذي له السلطان على كل الخليقة، الطبيعة، الإنسان، الموت، الشيطان والأمراض...... إلخ. فمن من ملوك الأرض له هذا السلطان بل من يستطيع أن يهب هذا السلطان لرعيته أو تابعيه.
1: 1 - إنجيل = مرقس يكرز ببشارة مفرحة إذن فما هي؟ ابن الله أتى لتكوين مملكة الحياة والشفاء. هو ليس ملك بشري توارث الملك من أبيه الملك الإنسان بل هو ابن الله.
1: (2-8)- هو له من يعد الطريق أمامه كالملوك، وهذا الذي يعد الطريق له غير مستحق لحل سيور حذائه. هذا لندرك عظمة هذا الملك. وطريق الإعداد هو الدعوة للتوبة، فمن يتوب ستنفتح عينيه ويعرف المسيح الملك ويتبعه. عمدتكم بالماء = هو قرار يأخذه من يقرر التوبة بنفسه ويعتمد علامة على ذلك. يعمدكم بالروح القدس = هو له هذا السلطان أن يهب الروح الذي يعين على اتخاذ قرار التوبة.
1: (9 – 11) –
هو ملك متواضع يقف في صفوف البشر، ولكن لأنه ملك من السماء وليس ملك أرضي، تشهد له السماء أنه ابن الله . وهذه الشهادة كانت لمن سمع ولنا. وهي شهادة من الله. هناك ملوك من قبل إدعوا هذا مثل الاسكندر الاكبر وقال أنه ابن الإله زيوس، وكان الناس والتاريخ يعرفون الحقيقة . أما المسيح فله شهادة من الله.1: (12 – 13) – هو ملك أتى ليقيم مملكة،
وها هو يعلن بدء الحرب ضد الملك القديم الشيطان وجنوده الوحوش. أما جنود جيش الملك المسيح الذي من السماء حتى الآن هم الملائكة السماويين. وهذا يعطي فكرة عن عظمة هذا الملك الآتي من السماء. هو سيقيم مملكته على أنقاض مملكة عدوه الملك السابق، أي الشيطان.1: (14، 15)- الملك يبدأ تكوين مملكته، ويبشر بأن هذه المملكة قد اقتربت، وسمات هذه المملكة الطهارة لذلك يطلب التوبة، فالنجاسة والخطية هي سمات مملكة إبليس عدوه، هو يطلب أن نترك مملكة عدوه مملكة النجاسة ونهايتها الموت لننتمي لمملكته مملكة الطهارة والحياة الأبدية.
1: (16 - 20)- هنا يبدأ الملك يكون جيشه الأرضي ويدعو جنوده وسفراءه. هو ملك السماء والأرض.
1: (21، 22)- هو يدعو لمملكته بالتعليم ولا يفرض على أحد شيئًا إلا بعد أن يقنعه (أر 20:7).
1: (23 – 28)- نرى هنا عدوه مهزوما. بدأ مرقس بهذه المعجزة فهي تبهر الرومان لأنها تظهر قوة وجبروت الملك المسيح على القوات الخفية التي ترعبهم وترعب ملوكهم وأبطالهم.
1: (29 – 34) – هو ملك يعطي الشفاء لمن ينتمي إلى
مملكته بعد أن دمرها الملك السابق. وهذا معنى "يكرز ببشارة ملكوت الله" (مر1: 14)، فهي بشارة مفرحة أنه أتى ليخلص البشر من ملك طاغي دمر البشر. وللمرة الثانية نرى سلطانه على الشيطان، فهو يحرر من يتبعه من سلطان إبليس ويشفيه مما لحقه من أثار عبوديته له.1: (35 – 39)- يصلي = هو له صلته وجلسته مع أبيه السماوي. الكرازة = لتأسيس مملكته. وهنا نرى للمرة الثالثة سلطانه على عدوه الملك المهزوم. هو أتى ليحاربه ونراه منتصرا دائما عليه.
1: (40 – 45) – سلطانه على شفاء الأمراض التي لا يشفيها سوى الله فهو ابن الله. والبرص مرض يشير للخطية (راجع تفسير سفر اللاويين)
وهو من عمل الملك السابق الشيطان الذي دمَّر البشر. والمسيح أتى ليشفي مملكته التي سيحررها من الملك السابق ويملك هو عليها. وهنا نفهم أن الشفاء متاح لمن يريد ويأتي للملك يسوع المسيح منضمًا لمملكته. ونرى هنا انتشار المملكة. إذًا سمات مملكة المسيح هي شفاء طبيعة الإنسان.
2: (1 – 12)- الخطية هي سلاح العدو المهزوم، وهي سبب آلام البشر وأمراضهم. والله له السلطان على غفران الخطية. وهذا السلطان لابنه الملك المسيح الذي أتى ليؤسس مملكة الطهارة وغفران الخطية لكل من يأتي إلى مملكته تائبًا قابلا أن ينتمي لهذه المملكة.
2: (13 – 22) – الكل مدعو لهذه للمملكة حتى أشر الخطاة. فالخطاة مرضى وهو الطبيب المعالج، بل هو أتى ليجدد الخليقة، ويخلق من الإنسان خلقة جديدة. أليس هو الخالق للأولى. وها هو يجد لاوي العشار ويجدده ليصير تلميذه الإنجيلي البشير القديس متى (مت 9: 9؛ 10: 3).
هي مملكة يحول فيها المسيح الملك السماوي الخطاة إلى قديسين.2: (23 – 28)- رب السبت = هو الملك المشرع ابن الله واضع وصية السبت قديمًا. وهو لا يناقض نفسه. لكنه هنا يفسر روح الوصية فالتمسك بالحرف يقتل.
3: (1 – 6)- غلاظة قلوبهم = من الذي يرفض هذه المملكة الجيدة مملكة الشفاء والحياة والخليقة الجديدة؟ هو من كان قلبه متحجرا، مستعبدا لشهواته القديمة هذا يرفض الطهارة الداخلية متمسكا بالحرف، مختفيا وراءه، مُسَكِّنًا قلبه بأن هذا التمسك الحرفي يحميه من اللوم أن ظل في نجاسات قلبه. مثل هؤلاء تكشفهم تصرفاتهم القاسية، فالابتعاد عن الله يجعل القلب متحجرا بلا رحمة. أما تعليم المسيح " فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم " (لو6: 36).وهذا يقدر عليه من كان ملتصقا بالله. وهذا يفسر موقف هؤلاء اليهود قساة القلوب الذين رفضوا الشفاء لإنسان. وهنا نرى المسيح الملك المشرع يشرح حكمة الشريعة إلا وهو الرحمة. أليس هو واضع قانون "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13).
3: (7 – 12) - نرى هنا انتشار المملكة،
وملكها يشفي من يتبعه، والملك القديم الشيطان يعلن هزيمته أمام المسيح الملك ويهرب من أمامه.ملحوظة
:- الشفاء الجسدي كان إشارة لشفاء طبيعة الإنسان المخلوق على صورة الله، ولكن في بداية تكوين المملكة كان الشفاء الجسدي، لأن الداخلين للإيمان ما كانوا يفهمون سوى هذا. وبعد ذلك فهمنا أن آلام الجسد يسمح بها الله كأداة لنكمل وتشفى طبيعتنا. ولنذكر كم تألم بولس الرسول.3: (13 – 20) – الملك يحدد ويعلن أسماء سفرائه وقادة جيوشه.
3: (21 – 35) – كل ملك خرج ليحارب فمن المؤكد أنه سيكون له أعداء هم بقلبهم لا زالوا تابعين للملك السابق الذي يحاربه الملك المسيح. والعجيب أن نرى أعداء الملك المسيح هم إخوته بالجسد، لذلك يشرح مرقس هنا أن الخليقة الجديدة التي يكونها المسيح لا علاقة بينها وبين الخليقة القديمة، فالمملكة التي يكونها المسيح ستصير جسده. فالمسيح ليس الملك المستبد بل هو جعل أفراد مملكته أقرباء له بالجسد وأحباء له. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وعجيب أيضًا أن نرى أعداءه هم من الكتبة دارسي وشارحي الناموس الذي وضعه المسيح الذي أمامهم، ولم يكتشفوا ذلك لحسدهم الذي أعماهم كما فهمهم أيضًا بيلاطس (مر 15: 10).
والحسد والغيرة أيضًا سبب عداء إخوته له، والملك القديم هو الذي أثار حسد إخوته ضده وأيضًا الكتبة وغيرهم، فهذا العدو لا يستسلم بسهولة. وهنا يشرح الملك خطته وأنه يهزم إبليس لينهب شعبه من بين يديه ويحررهم ويكون مملكته.
القديس مرقس تكلم عن أن المسيح الملك سيقيم مملكة، وحتى لا يفهم أحد أنها مملكة أرضية، فها هو يشرح سمات وأوصاف هذه المملكة. ثم نرى أن هذه المملكة هي كسفينة تضربها الأمواج، لكنها لن تغرق أبدًا فالمسيح الملك داخلها، ومسيطر على كل الأمور.
4: (1 – 34)- القديس مرقس يأتي بأمثال هنا ذكرها السيد المسيح عن ملكوت السموات ليشرح القديس مرقس أن المملكة ليست أرضية، وهي مختلفة عن ممالك العالم فهي مملكة طهارة ونقاء داخلي، وهي مملكة تنمو والعالم كله مدعو لها. يعلم = المسيح يشرح للناس مفهوم مملكته وأنها مختلفة عن مملكة من قبله أي الشيطان، فهو يقنع قبل أن يدعو (ار 20: 7).
4: (35 – 41)- هو ملك له سلطان على البحر بل وعلى كل الطبيعة. وهو ملك هادئ يبدو أنه نائم ولكنه يتدخل في الوقت المناسب ويهدئ أمواج بحر هذا العالم (اش 18: 4). وهذا ما يضع السلام في قلوب شعبه أنه ملك قوي، وأنه وسط كنيسته يحفظها. لذلك هو ملك السلام.
هنا نرى المسيح الملك له سلطان عجيب على جيش من الشياطين يسكن إنسانًا ويستعبده ويذله. الملك هنا يحارب بسلطانه جيشا لوحده. وهذه القصة تشرح عمل هذا الملك الملعون المستبد، فهذا الإنسان البائس كان يحيا في القبور (أي في الموت)، وكان مقيدا (أي مستعبدًا إشارة لرباطات الخطية) التي كبل الشيطان بها بني البشر، مجنونًا (إشارة لكل من يحيا رافضا التوبة فهو يختار الطريق الذي هو ضد مصلحته). أما الملك المسيح فلقد أتى ليحررنا من هذا الوضع وهذا المصير. أما من يصر على أن يبقى في النجاسة، نجاسة الخطية التي هي سلاح الشيطان الملك المهزوم (لذلك أسماه المسيح رئيس هذا العالم) فهو يظل مستعبدا لهذا الملك المذل، ويكون كالخنزير الذي يحيا في النجاسة. مثل هذا الإنسان البائس ستستعبده الشياطين وتخنقه في بحر هذا العالم حتى يموت، ولهذا ترك المسيح الشياطين تدخل في الخنازير لنفهم مصير من يصر على أن يحيا في نجاسته. والمسيح بعد أن شفى هذا الإنسان أرسله ليكرز بما صنعه المسيح به، إذ حوله إلى خليقة جديدة. فيصير نموذجًا لمن يقبل أن يدخل إلى مملكة المسيح.
ثم في صورة مناقضة للصورة السابقة نرى المسيح يشفي ويقيم من الأموات...هذه هي مملكته.
وبهذا نفهم لماذا بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله "بدء إنجيل يسوع المسيح" فكلمة إنجيل تعني بشارة مفرحة، والآن فهمنا ما هي البشارة المفرحة، أن المسيح أتى لينقل البشر من مملكة الموت والدمار والعبودية والذل لملك مستبد، إلى مملكته مملكة الحرية والشفاء والحياة الأبدية.
6: (1 – 6)- سلطان المسيح على الشفاء والحياة هما فقط لمن يؤمن به وينضم لمملكته. ولهذا تعجب المسيح ممن يرفض الشفاء والحياة منتميا للمملكة مُصِرًّا على رفض الإيمان.
6: (7 – 13) – هنا نرى أن حتى تلاميذه لهم نفس سلطان المسيح. وهنا المسيح يرسلهم لينشروا مملكته ويشفوا الأمراض ولهم سلطان على الشياطين ولن يعوزهم شيئا. والويل لمن يرفض دعوتهم، إذ أنه يرفض الشفاء والحياة الأبدية ويظل مقيدا مع الشيطان
. بل نجد أن هذا السلطان على عمل الشفاء والعجائب هو ليس لتلاميذ المسيح فقط بل "وهذه الآيات تتبع المؤمنين" (مر16: 17، 18). هي مملكة جبارة تحت مُلك ملك سماوي جبار هو ابن الله.6: (14 - 16) – تطبيقًا على ما فات نرى هنا رعب هيرودس الذي صور له قيامة المعمدان الذي كان قد قتله، وهذا مرض نفسي.
هنا نرى ملك أرضي له جيوشه لكنه في رعب، لأنه اختار مملكة الشيطان بخضوعه لشهواته الخاطئة.6: (17 – 29)- أسباب الرعب معروفة وهي الخطايا التي يرتكبها الإنسان. فسبب رعب هيرودس خطاياه. أما من يحيا في التوبة في طهارة فهو يحيا في سلام في مملكة السلام.
6: (30 – 44) – مملكة المسيح هي مملكة الشبع أي عدم الاحتياج (معجزة الخمسة الخبزات
). وقطعا من يشبع الجسد فهو قادر على إشباع النفس والروح.6: (45 – 53) – حتى لا يفهم التلاميذ أن المسيح سيقيم مملكته على الأرض صعد إلى الجبل إعلانًا منه انه سيصعد إلى السماء ولن يقيم مملكة أرضية. ولن تكون مملكته مملكة شبع مادي وسلام عالمي بل هناك آلام تنتظرها ولكنه هو ملك قوي وسيكون مسيطرًا على كل الأحداث. لكل ذلك ألزم تلاميذه أن ينزلوا للبحر رمزا للعالم، فالكتاب يستعمل البحر رمزا للعالم الهائج الذي سيخدم فيه تلاميذه، والمسيح الإله الضابط الكل دبر وسمح بهياج الريح رمزا لهياج الشيطان رئيس سلطان الهواء (اف 2: 2). والهواء هو الذي يُهَيِّج البحر = الشيطان هو الذي يهيج الناس ضد المسيح وكنيسته.
ماشيا على البحر أي مسيطرا على كل الأحداث فهو ضابط الكل.
4: (54 – 56) –
ولكن الآلام والضيقات التي ستواجه مملكة المسيح لن توقف امتداد ونمو مملكة المسيح. فنراها هنا تمتد وتنتشر بالرغم من ألامها.
7: (1 – 23) – هنا نرى أن مملكة المسيح سمتها الطهارة، وطهارة المملكة هي طهارة داخلية في
القلب، وليست مظاهر خارجية بغسل الأيادي بالماء، وهذه ليست في إمكان بشر، هذه فقط إمكانية دم المسيح القادر على تنقية الأعماق كما يقول بولس الرسول "مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير" (عب 10: 22). وهذا طريق الشفاء والسلام لمن ينضم للمملكة.7: (24 – 30)- سبب عدم الطهارة هو إبليس الملك السابق. والمسيح الملك له سلطان عليه ولكن لن يستفيد من هذا السلطان إلا من يأتي للمسيح طالبا الشفاء، وسيشفَى مهما كان نجسًا ويتحرر من الملك السابق الظالم إبليس.
7: (31 – 37) – عمل كل شيء حسنا = هذا عن الخليقة الجديدة بعد أن فسدت الخليقة القديمة والتي كانت حسنة جدًا (تك1: 31). وهنا نرى أن كل من يقبل إليه يشفى. ونرى هنا الطريقة التي يتم بها شفائنا وكيف يتحول الموت الذي فينا إلى حياة، تفل ولمس لسانه = تلامسنا مع
جسده (لعابه) يعطينا حياة، فجسده متحد بلاهوته الحي المحيي. وفتح الأذن إشارة لأن من يُشفَى تكون له إمكانية أن يسمع كلام الله، ثم يكرز به (شفاء اللسان فينطق) وتنمو المملكة. فالمملكة لا تنمو بالسيوف بل بالدعوة والإقناع، وهذا هو عمل الروح القدس الذي يقنع المتكلم والسامع، ويعطي كلمة للكارز.
8: (1 – 10)- المسيح هنا يسأل كم عندكم من الخبز = ليشبع الآلاف وليشرح أن طريق الشبع الحقيقي هو شخصه فهو خبز الحياة، هو مشبع لكل من في مملكته بشخصه = لن نحتاج لغيره.
8: (11، 12) – من قلبه غليظ
(كهؤلاء الفريسيين) لن يفهم بل هو يصر على عدم الفهم مهما رأى، لذلك فالمسيح يرفض أن يتعامل مع أمثال هؤلاء.8: (13 – 21)- هنا نرى عدم فهم التلاميذ أنفسهم بعد كل ما رأوه، والمسيح يعاتبهم.
8: (22 – 26)- القديس مرقس يضع قصة شفاء هذا الأعمى على مراحل، ليشرح ويبرر عدم فهم التلاميذ السابق ذكره وأنهم سيفهمون كل شيء على مراحل كما حدث مع هذا الأعمى.
8: (27 – 30)- المسيح يشرح كيف نعرف أن عيوننا قد انفتحت؟ هذا لو عرفنا من هو. بل هذا هو طريق الشبع به، إذ سنرى فيه كل احتياجنا.
8: (31 – 38) – هي مملكة المسيح الذي يبذل نفسه عن العالم وعلى تلاميذه أن يسيروا على نفس الطريق الذي
هو البذل وحمل الصليب [والصليب نوعان، صليب مفروض عليَّ كالمرض مثلًا وصليب اختياري كالصوم مثلًا (1كو9: 27)].
9: 1 - هناك من سيدرك هذا الملكوت من السامعين وبهذا يحيا، فهي مملكة الحياة.
9: (2 – 13) –
المسيح يعلن ويظهر ذاته كابن الله ويظهر لاهوته بالتجلي.9: (14 – 29) – تلاميذ المسيح لا بُد أن يكون لهم نفس سلطان المسيح على الشيطان. إلى متى أحتملكم = سر غضب المسيح أن تلاميذه لم يكن لهم نفس السلطان. وهو هنا يشرح لهم كيف يغلبوا إبليس. بالصوم والصلاة. الصوم = هو أن نحرم إبليس من سلاحه الذي هو ملذات الجسد.
والصلاة = هي صلتنا بالله وبهذه الصلة نغلبه.
9: (30 – 32) – المسيح
يصل في بذل ذاته ورفضه لملذات العالم إلى القمة وهي الصليب نفسه.9: (33 – 37) – هنا مرقس يشرح سبب فشل التلاميذ في إخراج الشيطان وهو شهوتهم للمراكز العالمية
وجدالهم عمن هو الأعظم بينهم، وهذا تناقض لما قاله المسيح في أنه سيصلب، وأنهم حتى يغلبوا إبليس عليهم بترك كل شهوة للعالم أي ما عبر عنه المسيح بالصوم ليحرموا إبليس من أسلحته. فحوارهم هذا عبر عن عدم فهمهم لما قاله المسيح.9: (38 – 50) – هنا نرى قوانين المملكة وأهمية الموت عن شهوات العالم لنغلب نحن أيضًا
. (راجع مت 18، 19 في موضوع قوانين المملكة).
10: (1 – 27)- قوانين مملكة المسيح في الزواج. وفي أن نعود كالأطفال الذين يعتمدون على أبيهم. وكتطبيق نرى قصة الشاب الغني الذي شرح المسيح فيها طريق الكمال وهو الاتكال عليه وليس على المال أو غيره.
10: (28 – 31)- في مملكة المسيح من يترك شيء لأجله يعوضه أكثر كثيرًا، روحيًا وماديًا.
10: (32 – 34)- نرى التطبيق في المسيح الذي يبذل ذاته ويترك كل شيء حتى الصليب.
10: (35 – 44)- مرة ثانية نرى عدم فهم التلاميذ فعيونهم مغلقة.
10: (46 – 52)- القديس مرقس يورد قصة تفتيح عين الأعمى ليقول أن المُبْصِر يعرف المسيح. فالتلاميذ لم يفهموا والعكس بعد ذلك مباشرة نسمع عن دخول المسيح لأورشليم والأطفال يعرفونه ويقولون أوصنا يا ابن داود.
ثم تأتي بعد ذلك قصة دخول السيد المسيح إلى أورشليم كملك، ثم يتوج ملكا على القلوب بصليبه، ويموت ليقوم ويصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه السماوي.
← تفاسير أصحاحات إنجيل مرقس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مرقس 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f482kjb