St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   02-Engil-Morkos
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

مرقس 8 - تفسير إنجيل مرقس

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب مرقس:
تفسير إنجيل مرقس: مقدمة إنجيل مرقس | مرقس 1 | مرقس 2 | مرقس 3 | مرقس 4 | مرقس 5 | مرقس 6 | مرقس 7 | مرقس 8 | مرقس 9 | مرقس 10 | مرقس 11 | مرقس 12 | مرقس 13 | مرقس 14 | مرقس 15 | مرقس 16 | تسلسل الأحداث في إنجيل مرقس

نص إنجيل مرقس: مرقس 1 | مرقس 2 | مرقس 3 | مرقس 4 | مرقس 5 | مرقس 6 | مرقس 7 | مرقس 8 | مرقس 9 | مرقس 10 | مرقس 11 | مرقس 12 | مرقس 13 | مرقس 14 | مرقس 15 | مرقس 16 | مرقس كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

الآيات (1-9): في كتاب إنجيل متى (مت32:15-38‌)

الآيات (10-21): في كتاب إنجيل متى (مت1:16-12‌)

 

الآيات (22-26): (شفاء أعمى)

الآيات (مر22:8-26): "وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا. فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»."

تمت في هذه المعجزة معجزتين: [1] فتح أعين الأعمى؛ [2] ملأ ذاكرته.

ولشرح هذا علينا أن نفهم كيفية الرؤية: فنحن عند ولادتنا، تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة المخ، وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه الصورة؟ ولمن هذه الصورة. وهذا يفسر لنا قول الأعمى حين انفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون. هو في الواقع بدأ يرى أشياء، ولكن ذاكرته ليس بها شيء، فهو لا يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل. ولما وضع السيد يديه عليه ثانية ملأ ذاكرته فأبصر جليًا أي استطاع أن يميز بين الناس وبين الأشجار.

وأيضًا في المعجزة السابقة، وهي شفاء أصم أعقد، يمكن اعتبارها معجزتين: [1] شفاء الصمم واللسان. [2]التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات.

ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجيًا، على مراحل. وذلك لأن السيد أراد إظهار هذا، فهو شفى عميان مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو9). إذًا فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية. فمثلًا في قصة شفاء بارتيماوس الأعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر46:10-52) ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا الأعمى للسيد المسيح، وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل، أو سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفًا، ومن كان إيمانه ضعيفًا يصير شفاؤه أصعب.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وبالتدريج.. أي مع كل خطوة شفاء ينمو الإيمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء. وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحيًا، ويبدأ الله العمل معنا عن طريق خدامه، كما قدم الناس هذا الأعمى للمسيح، ومع أول استجابة لعمل المسيح تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا لا نبصر جيدًا، ولكن ما نراه يكون كافيًا.. إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل الله.. لزيادة إيماننا ومع زيادة الإيمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا بالأكثر، فنرى الروحيات أوضح، ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا.. وعلينا أن نصرخ دائمًا "إفتح عيني حتى أراك يا رب".

وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية لا تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم. وهكذا يدعونا المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا. وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويلاته بسبب عدم إيمانهم "ويلٌ لك يا كورزين، ويلٌ لك يا بيت صيدا" (مت20:11-22). فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد تابوا. فأرسله إلى بيته= هو سبق وقال له لا تدخل القرية= فهو إذًا من قرية أخرى.

ولاحظ أن السيد يأخذ بيد الأعمى ليخرجه خارج القرية، فالمسيح يعيننا على ترك أماكن الشر، فهل نطيع مثلما أطاع هذا الأعمى السيد المسيح.

هذا الأعمى كان من بيت صيدا جولياس على الشاطئ الشرقي للبحيرة وليست بيت صيدا الغربية. بدليل أن الرب في (الآية 27) نجده قد خرج إلى قرى قيصرية فيلبس وهذه في الشرق. والرب شفى الأعمى على مرحلتين وبنفس طريقة الشفاء التي إتبعها مع الأصم. فالرب أخذه وأخرجه خارج القرية وتفل في عينيه. فهو ما زال وسط الوثنيين ويظهر لهم أن الشفاء منه وليس بالسحر. وأيضًا هنا تم الشفاء على مرحلتين وباللمس في المرتين وهذا يشير أن الموضوع لا علاقة له بالسحر. وكما قلنا أن الربيين كانوا يستعملون اللعاب في الشفاء وبالذات مع العينين. وهناك قصة مسجلة عن الرابي مائير أن امرأة كانت كثيرة التردد على محاضراته، وأثار هذا زوجها فأمرها بالبصق على هذا الرابي. ولما أخبرت الرابي بما طلبه زوجها لم يُرِد أنها تكسر أوامره. وكان أن إدَّعى أن عينيه مريضتين وطلب من المرأة أن تبصق فيهما ليشفوا. ولكن من ناحيتنا نقول أن لعاب المسيح بل وأي جزء من جسده المتحد بلاهوته فيه الحياة والشفاء، وهذا ما نحصل عليه من سر الإفخارستيا أي حياة أبدية لمن يتناول منه.

 

الآيات (مر 27:8-30): في كتاب إنجيل متى (مت13:16-20‌)

الآيات (مر 31:8-1:9): في كتاب إنجيل متى (مت21:16-28‌)

الآيات (مر 34:8-38): في كتاب إنجيل متى (مت34:10-36 وما بعده‌)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل مرقس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/02-Engil-Morkos/Tafseer-Engeel-Markos__01-Chapter-08.html

تقصير الرابط:
tak.la/fwk78ch