أخبار الأيام الأول 27 - تفسير سفر أخبار الأيام الأول

كان بنو إسرائيل معدودين ومنظمين لأجل خدمة الملك العسكرية والمدنية وعليهم رؤساء وعرفاء. وانقسم الجيش إلى 12 فرقة في كل فرقة 24000. وعلى كل فرقة خدمة شهر في السنة وكانوا يقضون الباقي من السنة في أعمالهم الخاصة. وذلك حتى لا ترهق المملكة بميزانية ضخمة بلا داعٍ. وفي (5) بنايا بن يهوداع الكاهن الرأس = وهذه الآية تفهم أن يهوياداع هو الكاهن الرأس أو أن بنايا هو الكاهن الرأس ولكن لأن الكهنة الرؤوس هم صادوق وأبياثار لذلك نفهم أن بنايا هو الكاهن الرأس. وكاهن هنا مثلما جاء في (2 صم 18:8) بمعنى منصب سامٍ عند الملك أو مشير للملك. وفي (7) عسائيل قتله أبنير في أول ملك داود (2 صم 18:2-23) وسميت الفرقة باسمه إكرامًا له وكان ابنه زبديا رئيسها. على أننا نلاحظ من الأسماء أن أغلب القادة كانوا من يهوذا.

الآيات 16-24:- "وَعَلَى أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ: لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ الرَّئِيسُ: أَلِيعَزَرُ بْنُ زِكْرِي. لِلشِّمْعُونِيِّينَ: شَفَطْيَا بْنُ مَعْكَةَ. لِلاَّوِيِّينَ: حَشَبْيَا بْنُ قَمُوئِيلَ. لِهَارُونَ: صَادُوقُ. لِيَهُوذَا: أَلِيهُو مِنْ إِخْوَةِ دَاوُدَ. لِيَسَّاكَرَ: عَمْرِي بْنُ مِيخَائِيلَ. لِزَبُولُونَ: يَشْمَعِيَا بْنُ عُوبَدْيَا. لِنَفْتَالِي: يَرِيمُوثُ بْنُ عَزَرْئِيلَ. لِبَنِي أَفْرَايِمَ: هُوشَعُ بْنُ عَزَزْيَا. لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى: يُوئِيلُ بْنُ فَدَايَا. لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى فِي جِلْعَادَ: يَدُّو بْنُ زَكَرِيَّا. لِبَنْيَامِينَ: يَعْسِيئِيلُ بْنُ أَبْنَيْرَ. لِدَانَ: عَزَرْئِيلُ بْنُ يَرُوحَامَ. هؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَلَمْ يَأْخُذْ دَاوُدُ عَدَدَهُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا دُونَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ إِنَّهُ يُكَثِّرُ إِسْرَائِيلَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ. يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ ابْتَدَأَ يُحْصِي وَلَمْ يُكْمِلْ لأَنَّهُ كَانَ جَرَى ذلِكَ سَخَطٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُدَوَّنِ الْعَدَدُ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِلْمَلِكِ دَاوُدَ."

سبق موسى وفعل نفس الشيء أي عين رؤساء للأسباط.

وجعل رئيسًا لبيت هارون (غالبًا رئيس إداري). فهناك اثنين من رؤساء الكهنة: صادوق على خيمة التابوت في أورشليم، وأبياثار على الخيمة التي في جبعون. فجعل أحدهما مسئولًا وهو صادوق.

على أننا هنا نجد أن أسباط جاد وأشير قد إنضمت لأسباط أخرى فلم يذكر أسماؤها ثم ذكر اسم منسى مرتين (نصف سبط منسى ونصف سبط منسى) وسبط أفرايم كلٌ وحدهُ. وربما ذلك لتقسيم جغرافي أو بحسب العدد.

بالنسبة لسبط منسى فكان سبط منسى مقسومًا قسمين أحدهما شرق الأردن وأحدهما غرب الأردن (شرق الأردن هو ما يسمى جلعاد) آية (21). وكانت جلعاد شرق الأردن وإمتدت من الطرف الشمالي من بحر لوط حتى الطرف الجنوبي من بحر الجليل. وكان القسم الشمالي منها لمنسى والجنوبي منها لجاد. وفي (23) من ابن عشرين سنة فما دون = ومعنى الآية أن داود قام بإحصاء كل من كان فوق سن العشرين أي الصالحين للحرب كما أوضحنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت سابقًا. وفي (24) كان التعداد عملًا مكروهًا عند يوآب ولم يكمل يوآب التعداد. وحتى داود عاد واشمأز منه ومن نتائجه. ولم يدون التعداد بصورة رسمية. ودائمًا تكون نتائج الخطية شيء مقزز. على أننا نجد أن بعض الأرقام من هذا التعداد قد سجلت في الكتاب المقدس ، بينما المدون هنا أنه لم يُدون في سفر....

والمقصود بهذا أنه لم يدون بصورة رسمية ولكن الإحصاءات كانت موجودة (2 صم 9:24).

الآيات 25-31:- "وَعَلَى خَزَائِنِ الْمَلِكِ عَزْمُوتُ بْنُ عَدِيئِيلَ. وَعَلَى الْخَزَائِنِ فِي الْحَقْلِ فِي الْمُدُنِ وَالْقُرَى وَالْحُصُونِ يَهُونَاثَانُ بْنُ عُزِّيَّا. وَعَلَى الْفَعَلَةِ فِي الْحَقْلِ لِشُغْلِ الأَرْضِ عَزْرِي بْنُ كَلُوبَ. وَعَلَى الْكُرُومِ شِمْعِي الرَّامِيُّ. وَعَلَى مَا فِي الْكُرُومِ مِنْ خَزَائِنِ الْخَمْرِ زَبْدِي الشَّفْمِيُّ. وَعَلَى الزَّيْتُونِ وَالْجُمَّيْزِ اللَّذَيْنِ فِي السَّهْلِ بَعْلُ حَانَانَ الْجَدِيرِيُّ. وَعَلَى خَزَائِنِ الزَّيْتِ يُوعَاشُ. وَعَلَى الْبَقَرِ السَّائِمِ فِي شَارُونَ شَطْرَايُ الشَّارُونِيُّ. وَعَلَى الْبَقَرِ الَّذِي فِي الأَوْدِيَةِ شَافَاطُ بْنُ عَدْلاَيَ. وَعَلَى الْجِمَالِ أُوبِيلُ الإِسْمَاعِيلِيُّ. وَعَلَى الْحَمِيرِ يَحَدْيَا الْمِيرُونُوثِيُّ. وَعَلَى الْغَنَمِ يَازِيزُ الْهَاجِرِيُّ. كُلُّ هؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الأَمْلاَكِ الَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ."

هنا الرؤساء على أعمال داود الخاصة فكان لهُ أملاك زراعة وأشجار ومواشي وكان للملك خزائن في أورشليم وخزائن في حقوله. وكان المتولين على أملاك داود يسددون العائد من أملاكه لاثنين أحدهما في الحقل (خزائن الحقل) وأحدهما في أورشليم (خزائن الملك) وهذين الاثنين اسميهما في آية (25) عزموت ويوناثان.

وإذا كانت مملكة داود رمز للملكة السماوية أو ملكوت الله، فالله يعين خدامًا لرعيته أو للكنيسة كرمه ويسألهم الحساب ولاحظ أن كل واحد من الذين ولاّهم داود لهُ موهبته فيما ائتمنه عليه، مثال آية (30) عَلَى الْجِمَالِ أُوبِيلُ الإِسْمَاعِيلِيُّ = الكلمة مُشْتَقَّة من أصل يشبه الكلمة العربية آبل أي الحاذق في شئون الإبل وهو إسماعيلي أي من العرب الخبيرين بالجمال. وفي (31) والرئيس عَلَى الْغَنَمِ يَازِيزُ الْهَاجِرِيُّ وكان الهاجريون في شرقيّ جلعاد ولهم مرعى وغنم وهم خبيرين في المراعي وهكذا في الكنيسة يُرسل الله أناسًا لهم مواهب متعددة وكل في موهبته.

الآيات 32-34:- "وَيَهُونَاثَانُ عَمُّ دَاوُدَ كَانَ مُشِيرًا وَرَجُلًا مُخْتَبِرًا وَفَقِيهًا. وَيَحِيئِيلُ بْنُ حَكْمُونِي كَانَ مَعَ بَنِي الْمَلِكِ. وَكَانَ أَخِيتُوفَلُ مُشِيرًا لِلْمَلِكِ، وَحُوشَايُ الأَرْكِيُّ صَاحِبَ الْمَلِكِ. وَبَعْدَ أَخِيتُوفَلَ يَهُويَادَاعُ بْنُ بَنَايَا وَأَبِيَاثَارُ. وَكَانَ رَئِيسَ جَيْشِ الْمَلِكِ يُوآبُ."

هؤلاء هم مشيري داود. ومنهم من مات لكنه يسجل المشاهير هنا. وصاحب الملك هي وظيفة في البلاط والاسم مأخوذ من مصر. يهوياداع بن بنايا = رأينا سابقًا بنايا بن يهوياداع والآن نرى أنه لهُ ابن باسم جده.