← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الآيات 1-5:- "فَقَالَ دَاوُدُ: «هذَا هُوَ بَيْتُ الرَّبِّ الإِلهِ، وَهذَا هُوَ مَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ لإِسْرَائِيلَ». وَأَمَرَ دَاوُدُ بِجَمْعِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَأَقَامَ نَحَّاتِينَ لِنَحْتِ حِجَارَةٍ مُرَبَّعَةٍ لِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ. وَهَيَّأَ دَاوُدُ حَدِيدًا كَثِيرًا لِلْمَسَامِيرِ لِمَصَارِيعِ الأَبْوَابِ وَلِلْوُصَلِ، وَنُحَاسًا كَثِيرًا بِلاَ وَزْنٍ، وَخَشَبَ أَرْزٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ لأَنَّ الصِّيدُونِيِّينَ وَالصُّورِيِّينَ أَتَوْا بِخَشَبِ أَرْزٍ كَثِيرٍ إِلَى دَاوُدَ. وَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُبْنَى لِلرَّبِّ يَكُونُ عَظِيمًا جِدًّا فِي الاسْمِ وَالْمَجْدِ فِي جَمِيعِ الأَرَاضِي، فَأَنَا أُهَيِّئُ لَهُ». فَهَيَّأَ دَاوُدُ كَثِيرًا قَبْلَ وَفَاتِهِ."
فقال داود = في قصة بيدر أرنان (ص 21). أجاب الرب داود بنار من السماء فعلم داود أن ذلك المكان هو المكان المعين من الرب ليكون بيتهُ فيه. وفي (2) الأجنبيين هم الكنعانيون الساكنون وسط الإسرائيليين وقد سخرهم داود وسليمان،هم بقوا على ديانتهم ولكنهم عاشوا وسط اليهود فسخروهم للأعمال التي لهم مهارة فيها (قطع خشب وصناعة حديد ونحاس... إلخ).
وهنا نرى داود يبدأ الإعداد للعمل. وقد وجد سليمان تعداد هؤلاء 153600 (2 أي 17:2). وفي آية (3) حديد ونحاس = كان الحديد والنحاس نادِرَيْن في تلك الأيام وداود أخذ نحاسًا كثيرًا ممن انتصر عليهم في الحروب. وفي (4) الصيدونيين والصوريين = اشتهروا لمهاراتهم في الصناعة. وفي (5) صغير وغض = يقال كان عمره 20 سنة وقيل عن رحبعام أنه فتى رقيق القلب وعمرهُ 41 سنة (2 أي 7:13).
الآيات 6-16:- "وَدَعَا سُلَيْمَانَ ابْنَهُ وَأَوْصَاهُ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ: «يَا ابْنِي، قَدْ كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي. فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي. هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. الآنَ يَا ابْنِي، لِيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ فَتُفْلِحَ وَتَبْنِيَ بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِكَ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْكَ. إِنَّمَا يُعْطِيكَ الرَّبُّ فِطْنَةً وَفَهْمًا وَيُوصِيكَ بِإِسْرَائِيلَ لِحِفْظِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِكَ. حِينَئِذٍ تُفْلِحُ إِذَا تَحَفَّظْتَ لِعَمَلِ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. هأَنَذَا فِي مَذَلَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ الرَّبِّ ذَهَبًا مِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ، وَفِضَّةً أَلْفَ أَلْفِ وَزْنَةٍ، وَنُحَاسًا وَحَدِيدًا بِلاَ وَزْنٍ لأَنَّهُ كَثِيرٌ. وَقَدْ هَيَّأْتُ خَشَبًا وَحِجَارَةً فَتَزِيدُ عَلَيْهَا. وَعِنْدَكَ كَثِيرُونَ مِنْ عَامِلِي الشُّغْلِ: نَحَّاتِينَ وَبَنَّائِينَ وَنَجَّارِينَ وَكُلُّ حَكِيمٍ فِي كُلِّ عَمَل. الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ لَيْسَ لَهَا عَدَدٌ. قُمْ وَاعْمَلْ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»."
نلاحظ أن داود أعد كل شيء لسليمان. وسليمان هو الذي بَنَى، والهيكل نُسِبَ إليه. وهذا درس لكل خادم أن لا يهتم ما الذي يُنْسَب إليه فيعطي، وما الذي لا ينسب إليه فلا يُعطي. فالبناء والخدمة هي لله وليست لإنسان. والمهم هو أن يتمجد وَيُبْنَى البيت أو تُبْنَى الكنيسة، فعلى كل خادِم أن يُعِد ويضيف حجرًا للمبنى دون أي غيرة من مجد يُنْسَب للآخرين. بل نجد أن داود ما زال يعد حتى آخر يوم في حياته رغمًا عن شيخوخته ولم يتعلل بمرضه. وفي (8) سفكت دمًا كثيرًا = لا يفهم من هذا أن حروب داود كانت خطيته فنحن سمعنا أن الرب كان معهُ يخلصهُ حيثما توجه (1 أخ 13:18).
وداود إنشغل بالحروب لتثبيت المملكة وتأمينها ويتسلمها سليمان في حالة هادئة فيبني. إذًا كان لكل منهما دورهُ. وإحتفظ الله لسليمان بدور البناء رمزًا للمسيح ابن داود الذي سيبني هيكل جسده أي كنيسته. أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ.. إِلَى الأَبَدِ
(آية 10) لقد ثبت الله كرسي داود وكرسي سليمان إلى نهاية مملكة يهوذا. وسيثبت كرسي المسيح وملكوته إلى الأبد. وفي (12) يُعْطِيكَ.. فِطْنَةً = كان هذا هو طلب سليمان في أول حكمه، والفطنة هي التصرف العملي في كل ظرف اما الحكمة فهي الأفكار الموجودة في العقل. ويوصيك بإسرائيل = عندما يعطيك الرب أن تتولى الملك على إسرائيل، فالملك هو من عند الرب فماذا يوصيه داود أن يفعل حين يملك؟ لِحِفْظِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ = أي أن يحفظ وصايا الرب وشريعة الله (هو نفسه وأيضا شعبه) ليستمر الله في سكب نعمته وبركاته عليه وعلى إسرائيل = حينئذ تفلح (13). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذه وصية لكل إنسان لكي يفلح طريقه. وفي (14) في مذلتي = لقد إحتمل داود الكثير من الآلام والمشقات ورغم هذا هيأ ما هيأه للهيكل. 100000 وزنة ذهب... إلخ. = إذا فهمنا أن هذا الرقم كما هو يكون فيه صعوبة فهذه الكمية من الذهب ضخمة جدًا وهناك عدة احتمالات لتفسير الرقم:-1) المقصود أن الذهب كمية ضخمة جدًا (تك 60:24؛ دا 10:7؛ مي 7:6).
2) الوزنة المذكورة هنا غير الوزنة العادية وبحساب الوزنة العادية يكون 100,000 وزنة ذهب = 3600 طن = 3600000 كجم وقطعًا فهذا الرقم ضخم لذلك ربما كانت الوزنة التي تستعمل في الهيكل أقل من الوزنة العادية.
3) قيل احتمال آخر أن الذهب والفضة المذكورين هنا غير خالصين.
4) إلا أن هناك من يقبل الرقم كما هو ويقول إن داود أخذ في حروبه كثير من الفضة والذهب. وهذه الفضة والذهب استعملت في البناء وأيضًا في أجرة العاملين ولعمل آنية الهيكل ولنلاحظ أن داود هيأ لسليمان الآتي:-
1. الذهب والفضة وكل المواد.
2. أعطاه وصايا ليستمر متمتعًا ببركات الله.
3. وصايا للرؤساء أن يساعدوا ابنه آية (17).
4. تنظيم خدمة اللاويين والبوابين وفرق التسبيح.
ولنلاحظ أن تهيئة داود كانت بسخاء لأنه أحب الرب كثيرًا، وهو كان أي داود ممكنًا لهُ أن يأخذ كل هذا الذهب لنفسه لكنه فضل أن يكون كنزه في السماء والله لا يُسر بالمال الكثير الذي ننفقه بقدر المحبة التي نقدم بها عملنا وعطائنا وخدمتنا.
الآيات 17-19:- "وَأَمَرَ دَاوُدُ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَاعِدُوا سُلَيْمَانَ ابْنَهُ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مَعَكُمْ، وَقَدْ أَرَاحَكُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، لأَنَّهُ دَفَعَ لِيَدِي سُكَّانَ الأَرْضِ فَخَضَعَتِ الأَرْضُ أَمَامَ الرَّبِّ وَأَمَامَ شَعْبِهِ؟ فَالآنَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ لِطَلَبِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَقُومُوا وَابْنُوا مَقْدِسَ الرَّبِّ الإِلهِ، لِيُؤْتَى بِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَبِآنِيَةِ قُدْسِ اللهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يُبْنَى لاسْمِ الرَّبِّ»."
داود في كل ما حققه، رأى يد الرب الأمين الذي وَعد فأوفى، وعد الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وها هو يوفي بما وعد به لكن على الجميع أن يعمل بأمانة.
← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الأول 23 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أخبار الأيام الأول 21 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4q5ypya