محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
يشوع: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
نجد هنا خطاب يشوع الوداعي الأول. وفي ص 24 نجد خطابه الوداعي الثاني. ونجد يشوع هنا في نهاية حياته يدعو الشيوخ ليسلمهم وصاياه الوداعية التي جاءت مطابقة لإيمانه وعبادته وسلوكه العملي، وإذا كانت تعاليم المعلم مطابقة لحياته تكون لها قوة وفاعلية. وملخص نصائح يشوع.
1. حفظ وصايا الرب (آية 6).
2. محبة الله (آية 11).
3. عدم الاختلاط بالوثنيين أو مصاهرتهم حتى لا يسقطوا في فخ الوثنية (آيات 12، 13).
4. تذكر عمل الله معهم ومع آبائهم مما يدل على أمانة الله معهم وأنه نفذ كل وعوده لهم وممّا يساعدنا على حفظ وصايا الله وعلى محبته أن نذكر إحساناته المستمرة لنا.
آيه (1، 2): "وَكَانَ غِبَّ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، بَعْدَمَا أَرَاحَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ حَوَالَيْهِمْ، أَنَّ يَشُوعَ شَاخَ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. فَدَعَا يَشُوعُ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ وَشُيُوخَهُ وَرُؤَسَاءَهُ وَقُضَاتَهُ وَعُرَفَاءَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا قَدْ شِخْتُ. تَقَدَّمْتُ فِي الأَيَّامِ."
غبّ أيام = بعد أيامٍ.
آيه (3):- "وَأَنْتُمْ قَدْ رَأَيْتُمْ كُلَّ مَا عَمِلَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ بِجَمِيعِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ."
كل ما عَمِلَ الرب إلهكم = لاحظ أنه لم يقل ما عملته من أجلكم. فما أجمل أن ينسى الراعي نفسه حتى في اللحظات الأخيرة وينسى تعبه وجهاده وأسهاره ويركز أنظار شعبه إلى الله صانع جميع العجائب معه والذي أحبهم وقدَّم لهم الميراث ليلهب قلوبهم بمحبة الله. فمحبتهم لله هي التي تضمن لهم ميراثهم.
الآيات (4-8): "اُنْظُرُوا. قَدْ قَسَمْتُ لَكُمْ بِالْقُرْعَةِ هؤُلاَءِ الشُّعُوبَ الْبَاقِينَ مُلْكًا حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ، مِنَ الأُرْدُنِّ وَجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي قَرَضْتُهَا، وَالْبَحْرِ الْعَظِيمِ نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. وَالرَّبُّ إِلهُكُمْ هُوَ يَنْفِيهِمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَيَطْرُدُهُمْ مِنْ قُدَّامِكُمْ، فَتَمْلِكُونَ أَرْضَهُمْ كَمَا كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. فَتَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ الْمَكْتُوبِ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى حَتَّى لاَ تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِينًا أَوْ شِمَالًا. حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ، أُولئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا، وَلاَ تَعْبُدُوهَا، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا. وَلكِنِ الْصَقُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ كَمَا فَعَلْتُمْ إِلَى هذَا الْيَوْمِ."
لاحظ أنه يكرر ما قاله لهُ الله (يش 1: 7) فكلمات الله ظلت ترن في أذنيه. لقد ظل يرددها ويلهج فيها ويحفظها في فكره ككنز وها هو يقدمها لشعبه كأثمن كنز عرفه واختبره. إن جوهر التقليد أن نسلم للجيل القادم كلمة الله بلا انحراف كما تسلمناها وعشناها.
الآيات (9-11): "قَدْ طَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ شُعُوبًا عَظِيمَةً وَقَوِيَّةً، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَكُمْ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفًا، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ. فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ."
يبعث فيهم الرجاء خلال الخبرة التي عاشوها وكيف أحسن الله إليهم. وحينما نذكر حسنات الله علينا، نشكره ونسبحه ويزداد رجاؤنا أن يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد فتزداد محبتنا لله. وعلينا أيضاَ أن نذكر ضعفاتنا وخطايانا فنطلب مراحم الله ولا ننتفخ بكبرياء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك الكنيسة في بدء كل صلاة تصلي صلاة الشكر والمزمور الـ"50".
لا يقف أحد قدامكم = كان هذا وعد الله ليشوع (يش 1: 5) ولكن يشوع فهمه أنه لكل واحد ولكل الشعب عبر كل الأجيال. فهو وعد إلهي يجدد رجاؤنا في الرب (يو 19: 11) رَجُلٌ وَاحِدٌ.. يَطْرُدُ أَلْفًا = قارن مع أن الله أعطانا أن ندوس الحيات والعقارب وهي أجناد الشر الروحية في السماويات. فنفهم أن هذا وعد من الله بأن نهزم الشيطان.
الآيات (12-16): "«وَلكِنْ إِذَا رَجَعْتُمْ وَلَصِقْتُمْ بِبَقِيَّةِ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ، أُولئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ، وَصَاهَرْتُمُوهُمْ وَدَخَلْتُمْ إِلَيْهِمْ وَهُمْ إِلَيْكُمْ، فَاعْلَمُوا يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ لاَ يَعُودُ يَطْرُدُ أُولئِكَ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيَكُونُوا لَكُمْ فَخًّا وَشَرَكًا وَسَوْطًا عَلَى جَوَانِبِكُمْ، وَشَوْكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، حَتَّى تَبِيدُوا عَنْ تِلْكَ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَهَا أَنَا الْيَوْمَ ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا. وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. وَيَكُونُ كَمَا أَنَّهُ أَتَى عَلَيْكُمْ كُلُّ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلهُكُمْ عَنْكُمْ، كَذلِكَ يَجْلِبُ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ كُلَّ الْكَلاَمِ الرَّدِيءِ حَتَّى يُبِيدَكُمْ عَنْ هذِهِ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. حِينَمَا تَتَعَدَّوْنَ عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ وَتَسِيرُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، يَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ فَتَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمْ»."
بعد أن تحدث عن الجوانب الإيجابية وكشف لهم عن محبة الله لهم المعلنة خلال أعماله معهم. وكلمهم عن حفظ الوصايا كسند لهم وسر رجائهم. بدأ يحذرهم أن ينتكسوا روحيًا ويلتصقوا بالخطية فتتحول نصرتهم إلى هزائم بشعة إن رجعتم والتصقتم بالشعوب وصاهرتموهم... يكونون لكم فخًا وشركًا... وسوطًا وشوكًا. هذه الآية تضع مبدأ روحي هام فإن الخطية عقوبتها في نفسها أو الخطية هي عقوبة نفسها. فمن أحبوهم وصاهروهم صاروا سببًا لآلامهم. وإذ نقبل الخطية وندخل معها في علاقات أشبه بالزواج يسلمنا الله نفسه لها لإذلالنا فتكون شهوة قلوبنا هي بعينها سر تحطيمنا وتكون لنا فخًا وشركًا نسقط فيه. قد نظن أننا بالخطية ننال لذة وفرصة لا تعوض وإذ بها تكون كالسياط تنزل علينا ونجد أنفسنا وإذ نحن في فخ (مثل مصيدة الفئران وبها الطعم لتجذب الفريسة فيجد الفأر نفسه حبيسًا) ولكي يعطيهم يشوع عظة قال: أنا ماضٍ في طريق الأرض كلها: أَنَا الْيَوْمَ ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا = وهذه توجه لكل من يظن أنه من حقه أن يستمتع بالخطية فعليه أن يذكر أن الموت كلص يأتي فجأة. وليس هناك من سيبقى على الأرض للأبد فماذا انتفع لو ربحت العالم وخسرت نفسي. وهناك ملحوظة أخرى أن يشوع يحذرهم والخطايا الآن غير متسلطة عليهم = الكنعانيين في حالة ضعف وتحت الجزية وهكذا إبليس الآن في حالة انكسار بعد الصليب مربوط بسلسلة ولا سلطان لهُ علينا وقد ننخدع بالخطايا التي تتسلل إلينا في ضعف أو نذهب لها في تساهل. ولكن إن ذهبنا نحن بأنفسنا نجدها قوية وندخل في أسرها. لذلك يحذر يشوع لا ترجعوا وتلتصقوا بها.
← تفاسير أصحاحات يشوع: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يشوع 24 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع 22 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/arh4bdb