محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
يشوع: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43
ربما مر بعض الوقت بعد أن ضرب يشوع أريحا بأمر من الله وضرب عاي بخطة عسكرية واستسلم له الجبعونيون. والآن نجد خمسة ملوك يحاربون جبعون بسبب تسليمهم أنفسهم لإسرائيل وإله إسرائيل. وطلبت جبعون الحماية من يشوع ولهم كل الحق فهم الآن بحسب ما حكم يشوع عبيدًا للشعب ويجب على السادة أن يحموا ويدافعوا عن عبيدهم. والأهم فهم صاروا الآن عبيدًا لله. فهم قبلوا أن يخدموا بيت الله ومذبحه المقدس وهم أسموا أنفسهم عبيدًا ليشوع. إذًا فالهجوم عليهم يعتبره الله هجوم على الله نفسه. والآن هم يستنجدون بيشوع فكأنهم يحتمون بإله إسرائيل. وكان يشوع قد توقف بعد حرب عاي عن الحرب حتى حدث هذا التجمع لملوك كنعان وكان تجمعهم هذا لحرب جبعون إشارة إلى يشوع ليبدأ الحرب من جديد بل هذا سهل له الحرب فهو ضربهم كلهم في ضربة واحدة.
ونلاحظ أنها حرب 5 ملوك ضد شعب الله وبالمعنى الرمزي فرقم (5) يشير للحواس التي يأتي منها هجوم عدو الخير ولكن في الوقت نفسه يشير لنعمة الله القادرة على مساندة ابن الله المؤمن ولو استعان بهذه النعمة يغلب كما غلب يشوع.
آية (1): "فَلَمَّا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ قَدْ أَخَذَ عَايَ وَحَرَّمَهَا. كَمَا فَعَلَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا فَعَلَ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا، وَأَنَّ سُكَّانَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَكَانُوا فِي وَسَطِهِمْ،"
أدوني صادق ملك أورشليم= هنا نجد أول ذكر لأورشليم في الكتاب المقدس. ولاحظ أن ملكي صادق كان ملك ساليم فيبدو أن صادق وهي تعني البر هو لقب لملوك أورشليم وأدوني صادق تعني رب البر أما أورشليم فلها عدة تفسيرات.
أورشليم= |
يرو (أساس) أور (نور) رأاه (رأى) |
شليم (السلام) = أساس السلام شليم (السلام) = نور السلام شليم (السلام) = سوف يرى السلام |
الآيات (2-8): "خَافَ جِدًّا، لأَنَّ جِبْعُونَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَإِحْدَى الْمُدُنِ الْمَلَكِيَّةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايٍ، وَكُلُّ رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ. فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ، وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ، وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ، وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ يَقُولُ: «اصْعَدُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي، فَنَضْرِبَ جِبْعُونَ لأَنَّهَا صَالَحَتْ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». فَاجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ: مَلِكُ أُورُشَلِيمَ، وَمَلِكُ حَبْرُونَ، وَمَلِكُ يَرْمُوتَ، وَمَلِكُ لَخِيشَ، وَمَلِكُ عَجْلُونَ، وَصَعِدُوا هُمْ وَكُلُّ جُيُوشِهِمْ وَنَزَلُوا عَلَى جِبْعُونَ وَحَارَبُوهَا. فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: «لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلًا وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْجَبَلِ». فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْهُمْ، لأَنِّي بِيَدِكَ قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ. لاَ يَقِفُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِوَجْهِكَ»."
هؤلاء الملوك طلبوا أن يحاربوا جبعون لأنها صالحت يشوع وبني إسرائيل. وأي نفس تصطلح مع المسيح وترجع لكنيسته تتعرض لحروب إبليس. وهم خمسة إشارة للحواس الثائرة فإبليس يستخدم حواسنا ولكن لا يهزم إبليس في هذه الحرب سوى يشوعنا الحقيقي أي المسيح فهو الذي يقدس حواسنا إذا استغثنا به.
آية (9): "فَأَتَى إِلَيْهِمْ يَشُوعُ بَغْتَةً. صَعِدَ اللَّيْلَ كُلَّهُ مِنَ الْجِلْجَالِ."
صعد يشوع ليلًا حتى لا يضيع الوقت وتضرب جبعون.
الآيات (10-14): "فَأَزْعَجَهُمُ الرَّبُّ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَهُمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً فِي جِبْعُونَ، وَطَرَدَهُمْ فِي طَرِيقِ عَقَبَةِ بَيْتِ حُورُونَ، وَضَرَبَهُمْ إِلَى عَزِيقَةَ وَإِلَى مَقِّيدَةَ. وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ. حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ، يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبُّ صَوْتَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ."
الله يساعد يشوع ضد ملوك كنعان بثلاث طرق عجيبة إعجازية:-
1. أزعجهم = بطريقة عجيبة فخافوا وهربوا من أمام يشوع.
2. رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ = بعد أن هربوا سقطت الحجارة عليهم.
3. دَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ (وقوف الشمس والقمر) = ليعطي الله الفرصة ليشوع ليضربهم ضربة نهائية.
ولنلاحظ:
أ. الكنعانيين عبدوا السماء والنجوم وها ضربتهم تأتي من السماء (حجارة البرد) بينما من عبد إله السماء (يشوع) جعل الشمس والقمر يقفان بحسب طلبه. فالله يسخر الطبيعة لخدمة أولاده، فالشمس والقمر يقفان والسماء تسقط حجارة.
ب. حدث موضوع حجارة البرد قبل ذلك مع موسى ضد فرعون (خر18:9-26) وسوف يحدث ثانية (حز22:38 + رؤ21:16). وهي معجزة أن يصيب البرد أعداء شعب الله ولا يصيب الشعب. والبرد هو كرات عظيمة من الثلج تهبط بسرعة من السماء فتقتل بأوزانها الرهيبة، وهناك من فسرها بأنها تنشأ عن مرور نيزك في الغلاف الجوي ويتفتت إلى أحجار ضخمة تسقط بسرعات عظيمة وقد حدث هذا في أماكن متعددة من العالم. لكن كونه يسقط على أعداء شعب الله ولا يسقط على شعب الله فهذه هي المعجزة وهذه يد الله.
ج. لنلاحظ أن الله وعد يشوع بالنصر (آية 8) لكن هذا الوعد لم يجعل يشوع ينام ويتراخَى بل سار الليل كله (آية 9) حتى لا يضيع الوقت فليس معنى وعد الله أن نتراخى. ولنلاحظ أن هناك معجزة أخرى فإن يشوع سار مع جيشه الليل كله ثم حاربوا كل اليوم بل طلب أن يزداد اليوم طولًا، وقد طال اليوم حوالي يوم آخر وكل هذا بلا راحة فمن أين أتت هذه الطاقة ليشوع وللشعب، هذه هي نعمة الله التي تنسكب على كل من يجاهد ولا يتراخَى.
د. هذه المعجزة لفتت أنظار العالم لهذا الشعب الذي يسانده الله ليصير هذا الشعب نورًا للعالم، وليفهم من يعبد الشمس والقمر من هو الله إله هذا الشعب وخالق هذه الكواكب. إذًا هذه المعجزة كما كانت مساندة من الله لشعبه كانت لدعوة الوثنيين للإيمان.
ه. تطلع يشوع للسماء فرأى الشمس ورأى القمر في وقت واحد، رأى الشمس في كبد السماء فوقه تمامًا ورأى القمر على الجانب الآخر وهو تصور أنه فوق وادي إيلون أي وادي الإيائل (وهي مدينة غرب أورشليم بحوالي 14 ميل) والقمر يمكن أحيانًا رؤيته بالنهار ولكنه يتحرك من الشرق للغرب. وكان طلب يشوع أن يتوقف كلاهما عن الحركة ويبقَى الوضع كما هو حتى تنتهي الحرب وتكمل الضربة.
و. الله عمل الشمس لتكون لآيات (تك14:1). أي لمعجزات وهذه إحدى المعجزات وهناك معجزات أخرى [1] رجوع الظل أيام حزقيا الملك [2] كسوف الشمس يوم صلب رب المجد.
ز. يقول هيرودوت Herodotus أن كهنة المصريين أطلعوه على وثائق تتحدث عن يوم أطول من المعتاد. وتفيد الكتابات الصينية أنه كان هناك يوم مماثل لهذا في عهد إمبراطورهم "يو" وهو معاصر ليشوع. وفي المكسيك وثائق تثبت أن يومًا طويلًا حدث في إحدى السنين.
ح. سفر ياشر = هو كتاب عبراني به أناشيد مديح لأبطال إسرائيل. وغالبًا هو كتاب سجله رجل علماني أحب الشعر والأدب، فيه سجل بعض الأحداث الهامة الدينية والزمنية، وبه قصيدة عن هذا اليوم العجيب الذي توقفت فيه الشمس.
ط. الشعب حارب وغلب أعدائه لأن الشمس لم تغيب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والآن شمس برنا المسيح قد أشرق وهو لن يغيب فلنا إمكانية أن نغلب أعدائنا دائمًا، فالمسيح نور كنيسته. وهو يقول "ها أنا معكم كل الأيام" (مت20:28) بينما نحارب ضد أعدائنا (اف12:6)
الآيات (15، 16): "ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ. فَهَرَبَ أُولئِكَ الْخَمْسَةُ الْمُلُوكِ وَاخْتَبَأُوا فِي مَغَارَةٍ فِي مَقِّيدَةَ."
إذا فهمنا أن الملوك الخمسة يشيروا للحواس الخمسة التي بها يشعل الشيطان شهواتنا. فنفهم أن من يستجيب لحرب الحواس يكون مصيره الدفن في مغارة.
الآيات (17، 18): "فَأُخْبِرَ يَشُوعُ وَقيِلَ لَهُ: «قَدْ وُجِدَ الْمُلُوكُ الْخَمْسَةُ مُخْتَبِئِينَ فِي مَغَارَةٍ فِي مَقِّيدَةَ». فَقَالَ يَشُوعُ: «دَحْرِجُوا حِجَارَةً عَظِيمَةً عَلَى فَمِ الْمَغَارَةِ، وَأَقِيمُوا عَلَيْهَا رِجَالًا لأَجْلِ حِفْظِهِمْ."
نجد يشوع قد حبسهم في المغارة. فإن كان دنس الحواس يحبسنا في الأرضيات ويخنق نفوسنا كما في مغارة. فإنه يليق بنا ونحن تحت قيادة يشوعنا أن نعتبر أن أهوائنا وشهواتنا مصلوبة ومحبوسة في مغارة وندحرج عليها حجر كبير.
الآيات (19-21): "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَقِفُوا، بَلِ اسْعَوْا وَرَاءَ أَعْدَائِكُمْ وَاضْرِبُوا مُؤَخَّرَهُمْ. لاَ تَدَعُوهُمْ يَدْخُلُونَ مُدُنَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ قَدْ أَسْلَمَهُمْ بِيَدِكُمْ». وَلَمَّا انْتَهَى يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ ضَرْبِهِمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا حَتَّى فَنُوا، وَالشَّرَدُ الَّذِينَ شَرَدُوا مِنْهُمْ دَخَلُوا الْمُدُنَ الْمُحَصَّنَةَ. رَجَعَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى يَشُوعَ فِي مَقِّيدَةَ بِسَلاَمٍ. لَمْ يَسُنَّ أَحَدٌ لِسَانَهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ."
لا نكتفي بحبس الشهوات وإلا تحول هذا إلى كبت في داخلنا. ولكن لنهتم بالدور الإيجابي فلا نكف عن الجهاد = لا تقفوا بل اسعوا وراء أعدائكم. هذا يشير لدور المؤمن في جهاده في صلواته وعلاقته بالله، عينه مرفوعه للسماء في صلاته وفي انتظاره لمجيء الرب الثاني وأذنه مفتوحة لسماع صوت الروح القدس، مجاهدًا أن يتلامس مع المسيح فيحصل على قوة وبهذا تتقدس حواسه ولا يعود هناك مجال لأن يقال "هناك كبت" بل حينما تتقدس الحواس لا يعود هناك خوف من حرب الحواس.
الآيات (22، 23): "فَقَالَ يَشُوعُ: «افْتَحُوا فَمَ الْمَغَارَةِ وَأَخْرِجُوا إِلَيَّ هؤُلاَءِ الْخَمْسَةَ الْمُلُوكِ مِنَ الْمَغَارَةِ». فَفَعَلُوا كَذلِكَ، وَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ أُولئِكَ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ مِنَ الْمَغَارَةِ: مَلِكَ أُورُشَلِيمَ، وَمَلِكَ حَبْرُونَ، وَمَلِكَ يَرْمُوتَ، وَمَلِكَ لَخِيشَ، وَمَلِكَ عَجْلُونَ."
أفتحوا فم المغارة= بعد أن صلبنا أهوائنا وشهواتنا (وضع الملوك في المغارة) وبعد أن جاهدنا وراء أعدائنا وجاهدنا في صلواتنا (حرب ضد الأعداء) لا ينتهي العمل إلا بعد أن يقتل يشوعنا الملوك الذين يحاربوننا. وقتها نجد حواسنا وقد ملك عليها المسيح تمامًا.
الآيات (24-26): "وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجُوا أُولئِكَ الْمُلُوكَ إِلَى يَشُوعَ أَنَّ يَشُوعَ دَعَا كُلَّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لِقُوَّادِ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ سَارُوا مَعَهُ: «تَقَدَّمُوا وَضَعُوا أَرْجُلَكُمْ عَلَى أَعْنَاقِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ». فَتَقَدَّمُوا وَوَضَعُوا أَرْجُلَهُمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَعِبُوا. تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لأَنَّهُ هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ تُحَارِبُونَهُمْ». وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ، وَبَقُوا مُعَلَّقِينَ عَلَى الْخَشَبِ حَتَّى الْمَسَاءِ."
وضع الأرجل على أعناق الملوك يعني:
1. رمز لأن الله فوق آلهة هؤلاء الملوك وأوثانهم.
2. من يقاوم الله يسحقه الله.
3. من يحاول أن يؤذي أولاد الله يسحقه الله.
4. تشجيع للشعب في معاركه القادمة، وتحذير للشعب بأن هذه هي نهاية الأشرار فلا يخطئوا مثلهم.
5. رمز لما قال وحققه المسيح بعد ذلك أعطانا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب: "هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ" (لو19:10) أي قدم لنا إمكانية النصرة على سلاطين الشر لنحارب بلا خوف.
آية (27): "وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَنَّ يَشُوعَ أَمَرَ فَأَنْزَلُوهُمْ عَنِ الْخَشَبِ وَطَرَحُوهُمْ فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا، وَوَضَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً عَلَى فَمِ الْمَغَارةِ حَتَّى إِلَى هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ."
كانت المغارة التي اختبأوا فيها هي قبرهم النهائي. دخلوها بإرادتهم وها هم يسقطون كجثث فيها بغير إرادتهم. فالخطية تحمل ثمرتها فيها. فالهلاك الأبدي هو امتداد طبيعي لما يمارسه الإنسان على الأرض. فمن اختار بإرادته المغارة الأرضية (قبر الشهوات) ينزل إلى الإعماق (الهاوية والهلاك) بغير إرادته.
آية (28-43): "وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ. حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا. ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ. ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا، وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا. فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ."
ليس معنى الانتصار في معركة أن الحرب انتهت، بل الحرب مستمرة والانتصار مستمر. ودائمًا هناك غنائم لشعب الله. فيسوع يقودنا دائمًا لمعارك نكسب فيها الكثير. ورموز الأسماء.
مقيدة = اسم كنعاني = موضع الرعاة، امتلكها أولًا ملوك ورعاة أشرار (ذئاب) دنسوا الحواس والآن يملكها يشوع فيقدسها. لبنة = بياض كانت سابقًا بياض البرص فصارت بياض النور.
ملحوظة: في آية (37): يقول أنهم قتلوا ملك حبرون. وفي آية (23) قبل ذلك قال أنهم قتلوه. وهناك رأيين:-
[1] بعد قتل الملك الأول أقاموا ملكًا آخر وهذا قتل أيضًا،
[2] أن ما ذكر في (آية 37) راجع لما ذكر في (آية 23).
والرأي الأول أرجح.
*أورشليم تمثل الكنيسة أو النفس البشرية، *وهذه كان لها ملك هو أدوني صادق ملك أورشليم رمزا لإبليس الذي استعبد الإنسان. *وهذا ضربه يشوع كما ضرب يسوعنا إبليس. *وقيد يسوع الشيطان 1000 سنة كما حبس يشوع ملك أورشليم في مغارة. ونسمع* يشوع يقول لجيشه "وأما أنتم فلا تقفوا بل اسعوا وراء أعدائكم واضربوا مؤخرهم". وهذه هي وصايا المسيح لنا، هو بدأ وضرب الشيطان ونحن الآن بجهادنا ضده نكمل المعركة، ولكن حربنا ضد الشيطان تتلخص في ترك قيادة حياتنا للمسيح الذي "خَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ" (رؤ6: 2). *وحربنا ضد عدو مهزوم أعطانا المسيح أن ندوسه، كما جعل يشوع قواد الحرب أن يضعوا أرجلهم على أعناق الملوك. *وفي النهاية صلب يشوع ملك أورشليم، أما يسوعنا فسيلقي الشيطان في بحيرة النار. *وكما امتلك الشعب أرض الميعاد سنمتلك نصيبنا في السماء الذي أعده المسيح لمن يغلب.
← تفاسير أصحاحات يشوع: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يشوع 11 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7jvwp7h