St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   pamphlet-8-cross
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب عيد الصليب - البابا شنوده الثالث

9- معَاني لاهوتية للصَليب

 

حينما نرشم الصليب، نتذكر كثيرًا من المعاني اللاهوتية والروحية المتعلقة به:

1 - نتذكر محبة الله لنا، الذي من أجل خلاصنا، قبل الموت عنا "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). حينما نرشم الصليب نتذكر "حمل الله الذي حمل خطايا العالم كله" (يو 1: 29) (1 يو 2: 2).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2 - وفي الصليب نذكر خطايانا.

خطايانا التي حملها على الصليب، التي من أجلها تجسد وصُلب...

وبهذا التذكر نتضع، وتنسحق نفوسنا، ونشكر على الثمن الذي دفعه لأجلنا "لأنكم اشتريتم بثمن" (1 كو 6: 20).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3 - وفي الصليب نذكر العدل الإلهي:

كيف أن المغفرة لم تكن على حساب العدل. بل استوفَى العدل الإلهي حقه على الصليب. فلا نستهين بالخطية، التي ثمنها هكذا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4 - وفي رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب:

إن الذين يأخذون الصليب بمجرد معناه الروحي، داخل القلب، دون أية علامة ظاهرة لا يظهرون هذه التبعية علنًا، التي نعلنها برشم الصليب، وبحمل الصليب على صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه على أيدينا، وبرفعه على أماكن عبادتنا.

إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهارًا، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتمسك به. ونعيد له أعيادًا... ونتمسك به... حتى دون أن نتكلم. مجرد مظهرنا يعلن إيماننا...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A Coptic Cross: Iota art (2), art by St. Demiana Monastery, Egypt. صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي من فن اليوطا (فن اليوتا) (2) من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر.

St-Takla.org Image: A Coptic Cross: Iota art (2), art by St. Demiana Monastery, Egypt.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي من فن اليوطا (فن اليوتا) (2) من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر.

5 - ونحن لا نرشم الصليب على أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والابن والروح القدس.

وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد إلى الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6 - وفي رشم الصليب أيضًا نعلن عقيدتي التجسد والفداء:

فنحن حين نرشم الصليب من فوق إلى تحت، ومن الشمال إلى اليمين، إنما نتذكر أن الله نزل من السماء إلى تحت إلى أرضنا، فنقل الناس من الشمال إلى اليمين، من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7 - في الصليب نذكر المغفرة.

كيف أن خطايانا غفرت على الصليب. وكيف أن السيد خاطب الآب السماوي قائلًا (وهو على الصليب) "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون"...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8 - وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم:

كل ما يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلى الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب. وهذا التذكر مفيد روحيًا ومطلوب كتابيًا. وفيه أيضًا تعليم للناس، إن المسيح قد صلب، وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم متعودين على الصليب.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9 - وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته.

وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته "الذي لأجل فدائنا" إلى أن يجيء " (1 كو 11: 26)... ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين، ونظل نتذكره إلى أن يجيء.

ونحن نتذكره كذلك في سر الإفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت، بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت متذكرين موت المسيح عنا...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10 - وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت:

لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. كنا نحن "أمواتًا بالخطايا" (أف 2: 5). ولكن المسيح مات عنا على الصليب وأعطانا الحياة. وعلى الصليب إذ دفع الثمن قال للآب "يا أبتاه اغفر لهم" (لو 23: 34).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11 - وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا:

نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)... ونتذكر أن "الله بين محبته لنا، لأننا ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا... وصولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 5: 8).

في الصليب نتذكر محبة الله لنا، لأنه "لا يوجد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12 - ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة.

القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول "به صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 6: 14). ويقول أيضًا "إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1 كو 1: 18).

لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله، إنما قال أن مجرد "كلمة الصليب" هي قوة الله.

لذلك نحن حينما نرشم الصليب، وحينما نذكر الصليب، نمتلئ قوة. لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس. وقهر الشيطان وغلبه. ولذلك...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13 - نحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه:

كل تعب الشيطان منذ حارب آدم إلى آخر الدهور. ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه. لمن يؤمنون ويطيعون. لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب، يرتعب متذكرًا هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزَى ويهرب.

وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هي قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل. أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب.

وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصًا من الموت. هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 3: 14). وهكذا علامة الصليب في مفعولها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14 - ونحن نرشم علامة الصليب فتأخذ بركته:

كان الصليب في العهود القديمة علامة اللعنة والموت بسبب الخطية... ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا، لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو 5: 10). وبركة الحياة الجديدة. ولذلك فكل نعم العهد الجديد مستمدة من الصليب.

لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة، إشارة إلى أن البركة لا تصدر منهم شخصيًا، إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة، ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب. وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15 - لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية نستخدم فيها الصليب.

لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح على الصليب.

فلولا الصليب ما كنا نستحق أن نقترب إلى الله كأبناء في المعمودية. وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الإفخارستيا (1 كو 11: 26) وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

16 - ونحن نهتم بالصليب، لنتذكر الشركة التي لنا فيه:

نتذكر قول القديس بولس الرسول "مع المسيح صلبت... فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20). وقوله أيضًا "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (في 3: 10). وهنا نسأل أنفسنا متى ندخل في شركة آلام الرب ونصلب معه.

وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه. ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد "مع المسيح صُلِبت"...

كل أمنياتنا أن نصعد على الصليب مع المسيح. ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

17 - ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور للآب:

الآب الذي تقبل المسيح على الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضًا "رائحة سرور للرب" (لا 1: 5، 13، 17). وقال أشعياء النبي في ذلك "أما الرب فسرّ بأن يسحقه بالحزن" (أش 53: 10).

إن السيد المسيح أرضَى الآب بكمال حياته على الأرض، ولكنه دخل ملء هذا الإرضاء على الصليب، حيث أطاع حتى الموت، موت الصليب " (في 2: 8).

ففي كل مرة ننظر إلى الصليب نتذكر كمال الطاعة. وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت.

وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضًا بالنسبة إلى الابن المصلوب الذي قيل عنه "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2).

وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

18 - وفي الصليب، نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب 13: 12).

بنفس شعورنا في أسبوع الآلام... ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي "حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ" (عب 11: 26) وعار المسيح هو صلبه وآلامه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

19 - وعلى الصليب نذكر الخلاص الذي ناله اللص المصلوب مع الرب:

وهذا الأمر يعطينا رجاء عجيبًا، كيف أن إنسانًا أمكن أن يخلص في الساعات الأخيرة من حياته على الأرض. ويتلقَى وعدًا بالدخول إلى الفردوس.

كيف أن الرب بتأثيره الروحي على هذا اللص، استطاع أن يجذبه إليه، ويذكر له إيمانه واعترافه، ولا يذكر له شيئًا من خطاياه السابقة.

ما أعظمه رجاء تم على الصليب.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

20 - نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني:

كما ورد في الإنجيل عن نهاية العالم ومجيء الرب "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء (أي الصليب)... ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء..." (مت 24: 30).

فلنكرم علامة ابن الإنسان على الأرض، ما دمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيئه العظيم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-8-cross/theological-meanings.html

تقصير الرابط:
tak.la/rkg8m5n