حاول أن تتعب من أجل إراحة غيرك، ومن أجل انقاذه وخدمته وثق أن الله لا ينسى أبدًا تعب المحبة، بل "كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه" (1 كو 3: 8)... تدرب أن تعطي: مهما بذلت وتحملت وضحيت... وتدرب أن تعطي أيضًا من أعوازك، كما فعلت الأرملة المطوبة (لو 21: 4)... اتعب في خدمتك بمقدار تعبك، يظهر حبك، وبذلك تظهر تضحيتك.
![]() |
الآلام العظيمة التي احتملها السيد لأجلنا، سواء آلام الجسد، التي قال عنها "ثقبوا يدي وقدمي، وأحصوا كل عظامي"... أو آلام العار التي احتملها من أجلنا في سرور، أي وهو مسرور بخلاصنا.
لهذا قال عنه الرسول "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2).
ما أعظم الاحتمال إن كان بسرور. إنه درس لنا.
وأنت تحمل صليبًا، إن كنت من أجل الرب تحتمل ضيقته، أو من أجل برك ينالك اضطهاد، أو من أجل ذلك تصاب بمرض أو ضعف... كذلك إن كنت تحتمل متاعب الناس دون تنتقم لنفسك، بل تحول الخد الآخر، وتمشي الميل الثاني ولا تقاوم الشر (مت 5: 39 - 42) بل تصبر، والصبر صليب... سواء كان احتمالك وصبرك في محيط الأسرة، أو في مجال الخدمة أو في نطاق العمل.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
فتبذل كل جهدك لكي تصلب رغبة أو شهوة خاطئة، وتنتصر على نفسك. وتصلب فكرك كلما أراد أن يشرد بك، كما تضبط حواسك وتلجم لسانك وتقهر ذاتك. وتمنع جسدك عن الطعام محتملًا الجوع، مبتعدا عن كل طعام شهي، وعن كل لذة جسدية، وعن محبة المال.
وبعدم السعي وراء الكرامة وبتنازلك عن حقوقك، وعدم أخذ حقك. على الأرض، وبتفضيل غيرك على نفسك في كل شيء بالمحبة التي لا تطلب ما لنفسها (1 كو 13: 5)، وبالتواضع والزهد والبعُد عن المديح والكرامة.
لا مانع أن تحتمل ذنب غيرك وتعاقب عنه بدلًا منه. أو أن تحتمل مسئوليات غيرك وتقوم بها عوضًا عنه. وكما قال القديس بولس لفليمون عن أنسيموس "ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ... أَنَا أُوفِي" (فل 1: 18-19)... على قدر استطاعتك اشتراك في آلام الآخرين، وارفعها عنهم. وكن قيروانيًا تحمل صليب غيرك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-8-cross/carry-your-cross.html
تقصير الرابط:
tak.la/7b9sf2d