ج: نشأت إمبراطورية فارس على أنقاض الإمبراطورية البابلية واستمرت على مدار نحو مائتي عام تبدأ من سنة 539 وحتى سنة 331 ق. م. عندما سقطت بيد الإسكندر المقدوني، وفيما يلي نعرض بشكل سريع لملوك فارس:
كورش - قمبيز - غومانا - داريوس الأول - داريوس الثاني - داريوس الثالث - أحشويروش الأول - أحشويروش الثاني - أرتحشستا الأول - أرتحشستا الثاني - أرتحشستا الثالث
1- كورش Cyrus (558 - 530 ق. م): اسم "كورش" اسم عيلامي معناه "راعي" وُلِدَ سنة 590 ق. م. وبدأ حياته قائدًا لفرقة ضعيفة خاملة في الجيش فاهتم بها ورفع شأنها، فتولى قيادة فرقتين، ثم تولى الحكم بعد قمبيز أبيه وله من العمر اثنين وثلاثين عامًا أي سنة 558 ق. م.، وتزوج من ابنة داريوس ملك مادي الذي لم ينجب أولادًا فصار هو الوريث الشرعي لمملكة مادي بعد موت داريوس سنة 549 ق. م.، وكانت مملكة مادي متسعة تمتد إلى أشور وما بين النهرين وسوريا وكبدوكية وآسيا الصغرى، وفي سنة 547 ق. م. استولى على ليديا أغنى مملكة في ذلك الوقت، وهزم ملكها "كربسوس" الذي كان يفتخر بخزائنه وكنوزه ويعرضها على كبار زائرية مفتخرًا بغناه، ثم استولى على الممالك الصغيرة المجاورة. وفي سنة 539 ق. م. نجح كورش في محاصرة بابل وتحويل مجرى نهر الفرات الذي يخترق المدينة، ومن مجرى النهر اندفع جنوده إلى داخل المدينة التي كانت في احتفال صاخب وسكانها مطمئنين لحصانة مدينتهم، ففوجئوا بجنود كورش داخل المدينة يصيحون صيحات الذئاب التي اهتزت معها كؤوس الخمر بأيدي بيلشاصر آخر ملوك بابل ومستشاريه.
وجاء في أثار مادي وفارس على لسان كورش: "لقد تطلّع مردوخ وفحص بين الشعوب ليجد حاكمًا بارًا يقوده... ثم نطق بِاسم "سيرس" ملك "أنشان" وعيَّنه حاكمًا على العالم أجمع. وجعل مملكة "القوط" تسجد أمامه، وكل جماهير "الماندا" ولقد اجتهد أن يحكم الشعوب ذات الرؤوس السوداء التي أُخضعت له، فنظر مردوخ الإله العظيم، حامي عبيده، بسرور عظيم هذه الأعمال البارة، وهذا القلب المستقيم، وأمره بعد ذلك أن يهاجم مدينة "بابل" وسار إلى جواره كصديق مع صديقه. أما فرقه العسكرية المنتشرة والتي لا يُعرف عددها، فهي كأمواج البحر، فقد تقدّمتْ دون أن تُشهر سيفًا، وعاونه الإله بلا معركة ليدخل بابل، دون أن يلحق بها أي أذى، ودفع إلى يديه "نبونيدس" الملك الذي لم يسجد له (أي للإله) ولم يعبده، وكل سكان "بابل" وأيضًا كل دولة "سومر" و"عقاد" والملوك والرؤساء والحكام، انحنوا أمام "سيرس" وقبَّلوا قدميه، بوجوه مستبشرة، مشرقة فرحين لأنه جلس على العرش، وأنقذهم من الموت إلى الحياة، فلم يمسهم بأذى ومجدوا اسمه... وحينما دخلت إلى بابل كصديق للشعب أثبتُّ الحكم في قصر الحاكم بهتاف وفرح عظيم، وقد حثَّ "مردوخ" الشعب على محبتي، وأنا كنت أعبده كل يوم، وكانت فرق جيشي تطوف "بابل" في سلام"(1).
وكان كورش ملكًا شجاعًا كريمًا متسامحًا لذلك أباح حرية العبادة للجميع، وسمح للمسبيين بالرجوع إلى أوطانهم. ويقول "ديريك كيدنر": "وكان كورش الملك الأول الذي يشارك رعاياه الجدد معتقداتهم الدينية إلى الحد الذي اعترف فيه بولائه وإخلاصه للإله مردوخ وغيره من آلهة بابل. وفي الوقت نفسه أعاد تماثيل الآلهة غير البابلية إلى المدن السابقة التي كانت مقرًا لها، كما أعاد توطين عَبدتها في مواطنهم الأصلية، فضلًا عن إعادة بناء مقادسهم، والتماس رضى هذه الآلهة عنهم. وتعطينا اللوحة التذكارية المعروفة بأسطوانة كورش ما دونه في هذا الخصوص، وذلك في هذه الخلاصة المقتطفة منها:
"لقد أعدت إلى هذه المدن المقدَّسة... المقادس التي بقيت أطلال للمدى الطويل، والتماثيل (التي اعتادت) أن تعيش فيها وأقمت لها مقادس دائمة. لقد جمعت كل السكان السابقين، وأرجعت السكان إلى مواطنهم الأصلية.
وإني لأرجو كل هذه الآلهة التي أعدت تسكينها في مدنها المقدَّسة أن يسألوا لي يوميًا الآلهة بيل ونبو ويطلبوا لي لكي يهبني حياة طويلة... وأن يقولوا لسيدي مردوخ: "كورش الملك الذي يعبدك، وقمبيز ابنه..."(2)(18).
لقد نجح كورش نجاحًا باهرًا بسبب معاملاته الحسنة لجميع الأجناس، واحترام عباداتهم المختلفة، فجاء عنه في "موسوعة المعرفة": "لم يكن كورش فاتحًا عظيمًا فحسب، بل كان ملكًا عظيمًا، ذلك أن حكمه لم يُقابل بالإذعان والرضا فحسب بل قُوبل بالترحاب. ولا ريب أن رعاياه كانوا ينظرون إلى قوته بعين إلهيَّة المأمونة الجانب، وخلا عهده من سلخ جلود الناس ومن المذابح والإبعاد عن الوطن. كما أن الآلهة التي انتزعتها أيدي الغزاة السابقين آبت إلى هياكلها. وأبيحت في أنحاء البلاد كافة الشعائر الدينية القديمة. وعلى العموم فقد عمت البلاد الرحمة والتسامح، وحلا محل الرعب الشامل القديم... وهكذا نجد أن كورش جمع بين العبقرية الحربية والفضائل الإنسانية"(3).
وفي سنة 1879م كان عالِم الآثار "هرموز رسام" يُنقّب في بابل بتكليف من المتحف البريطاني، فاكتشف أسطوانة من الآجرّ عليها 45 سطرًا بأحرف بابلية ولغة أشورية، وقد مُحي منها 25 سطرًا بعامل الزمن، أما بقية الكتابة فجاء فيها: "أن كثيرًا من الملوك المقيمين في الحصون، والذين كانوا من قبائل عديدة... مع ملوك سوريا وما وراءها من البلاد غير المعروفة قدَّموا إليَّ جزاهم كاملة وتواقعوا على قدمي... وأما الآلهة التي كانت تسكن بينهم فأعدتها إلى مواضعها، وجعلت لها مقرًا مستمرًا، وجمعت كل شعوبهم، وأمرت أن يرجعوا إلى بلادهم"(4).
كما جاء على نفس الأسطوانة في السطر23، 26: "أما آلهة سومير واكَّد التي كان نابونيد يكرمها في أعياد سيد الآلهة بأمر مردوخ الإله العظيم فأقمتها أنا، مكرَّمة في معابدها كما كان لسائر الآلهة لكل معبد في مدينته. وكنتُ أتضرع كل يوم إلى "بالي" و"نبو" ليطيلا أيامي، ويزيدا في توفيقي، وأن يشفعا لدى مردوخ سيدي بعبده كورش وكمبيس (قمبيز) ابنه... وعنيت بإصلاح هيكل مردوخ الإله العظيم، وقد أمدني (مردوخ) بمعونة، ورأف بي أنا كورش الملك المتعبّد له وبكمبيس ابني فلذة قلبي وبجيشي الأمين، فاستطعنا أن نعيد معبده إلى حالة كماله الأولى"(5).
ويقول "ول ديورانت": "كان كورش من الحكام الذين خُلقوا ليكونوا حكامًا... فلقد كان ملكًا بحق في روحه وأعماله، قديرًا في الأعمال الإدارية والفتوح الخاطفة المسرحية، كريمًا في معاملته المغلوبين، محبوبًا من أعدائه السابقين... الفرس اتخذوه نموذجًا لجمال الجسم حتى آخر أيام فنهم القديم، وأنه أسَّس الأسرة الأخمينية بأسرة "الملوك العظام" التي حكمت بلاد الفرس في أزهى أيامها وأعظمها شهرة، وأنه نظم قوات ميديا وفارس الحربية فجعل منها جيشًا قويًا لا يُقهَر... وضم إلى الدولة الفارسية كل البلاد التي كانت من قبل تحت سلطان آشور، وبابل، وليديا، وآسيا الصغرى، حتى أصبحت تلك الإمبراطورية أوسع المنظمات السياسية في العالم القديم... أنه أحب الفاتحين إلى النفوس، وأنه أقام دولته على قواعد النبل وكريم السجايا... فلما وصل إلى ذروة مجده قُتل فجأة وهو يحارب المسجيتة إحدى القبائل المجهولة"(6).
وكورش هو الملك الوثني الوحيد الذي تنبأ عنه إشعياء النبي بالاسم قبل ولادته بأكثر من مائة عام، فدعاه مسيح الرب: "هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَمًا، وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أحُلُّ، لأَفْتَحَ أمَامَهُ المِصْرَاعَينِ والأبوَابُ لا تُغْلَقُ. أنا أسيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مصْرَاعَيِ النُّحَاس، ومَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ. وأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ الظُّلْمَةِ وكُنُوز المَخَابِئ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنِّي أنا الرَّبُّ الَّذي يَدْعُوكَ بِاسْمِكَ، إلهُ إِسرَائِيلَ. لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ، وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي" (إش 45: 1-5). وقد وصف الوحي كورش بصفات كثيرة مثل "راعِيَّ" (إش 44: 28) و"مسيحي" (إش 45: 1)، و"رجل مشورتي" (إش 46: 11)، وقال عنه " قد أحبه الرب" (إش 48: 14) و"كل مسرتي يتمم" (إش 44: 28)، كما دعاه أيضًا "الكاسر" (إش 46: 1) أي مثل الطائر الجارح الذي دعاه الرب من الشرق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حيث كانت مملكة فارس تؤمن بالقوة الأولى في الكون وتدعوها "إله النور"، والقوة المضادة وتدعوها "إله الظلمة" أي أنها كانت تؤمن بثنائية الخير والشر لذلك أكد الله لكورش أنه لا يوجد إلاَّ إله واحد: "أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي. لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذه" (إش 45: 5 - 7). وقيل أن نبوءة الكتاب المقدَّس عن كورش قُرئت أمامه فسرَّ بها، وسمع من خلالها صوت إله السماء الذي يبارك خطواته فأطاع صوت النبوءة "كُورَشَ رَاعِيَّ فَكُلَّ مَسَرَّتِي يُتَمِّمُ. وَيَقُولُ عَنْ أُورُشَلِيمَ سَتُبْنَى وَلِلْهَيْكَلِ سَتُؤَسَّسُ" (إش 44: 28).
وقُتل كورش في الحرب في بلاد التتر سنة 530 ق. م.، وقد أوصى بأن يملك ابنه البكر "قمبيز" عوضًا عنه، وأن يكون ابنه الأصغر "سمرديس" واليًا على الأقاليم الشمالية الشرقية.
2- قمبيز (كامبيس) Cambyses (أرتحشستا) (530 - 522 ق. م): وهو ابن كورش، وقد تولى حكم فارس عقب مقتل أبيه كورش في إحدى الحملات، وقد وشى أعداء أورشليم له بأن المدينة العاصية أورشليم تُبنى، فأمر بوقف أعمال البناء (عز 4: 17 - 25). وكان هدف قمبيز الاستيلاء على مصر، فأخذ يتحين الفرصة، وعندما مات "أحمس" الذي حكم مصر أربعين سنة من الرخاء والتقدم، هاجم قمبيز بجيشه الجرار مصر، وكان عدد كبير من جنود مصر من المرتزقة، قفز أحد قادة الجيش المصري وهو "فانيس" وعرض خدماته على قمبيز، وبهذا استطاع قمبيز أن يحتل مصر سنة 525 ق. م. وجعلها تابعة له كولاية فارسية، وذلك بعد أن أسر ملكها "بسماتيك" ابن أحمس، ولكن بسماتيك انتحر، وأخرج قمبيز جثة أحمس المحنطة وأحرقها بالنار مخالفًا شريعة فارس التي كانت تعتبر أن النار مقدَّسة ولا يجوز أن تُطرح جثة ما فيها، كما احتقر مشاعر المصريين الذي يوقرون جثث موتاهم، ثم ادعى أنه سليل الفراعنة فتزيَّا بزيّهم وكتب اسمه بحروف هيروغليفية، وجعل كاهنًا مصريًا يعلمه ما ينبغي أن يفعله، ونادى بنفسه فرعونًا، وحاول ضم واحة آمون ولكن حملته فشلت بسبب عواصف الصحراء، وعندما قاد حملة إلى بلاد النوبة والحبشة ضلّت القوافل التي تحمل الطعام للجيش، حتى قال هيرودت أن كل عشرة كانوا يقترعون على واحد منهم ليأكلوه، فعاد قمبيز إلى مصر وأُصيب باضطراب نفسي، وأراد أن يتزوّج من شقيقته الصغرى، ولأن شريعة فارس تُحرّم ذلك قتلها، وعمَّت مظالمه أرض مصر، فتألب كهنة المعابد عليه، ولهذا صبّ جام غضبه على الديانة المصرية، فانتهك حُرمة معابدها، بينما لم يمس المعبد اليهودي في جزيرة فيَلة، وغدر قمبيز بأخيه سمرديس خوفًا من طمعه في العرش فقتله، وادّعى أن إقامته محددة في قصره في مادي، وعيَّن "باتيزاتيس" على تدبير أملاكه في بابل، وكان لهذا المدبر أخ اسمه غومانا شديد الشبه بسمرديس بن كورش، فادّعى أنه هو سمرديس، وحاول اغتصاب العرش، وأعفى الفرس من دفع الجزية والخدمة والجندية، فالتفوا حوله، وعندما نادى أهل فارس بغومانا على أنه سمرديس ملكًا على فارس، أسرع قمبيز بالعودة إلى فارس ومعه ابن عمه "دارا" (داريوس) للقضاء على غومانا، ولكنه مات أو قُتِلَ بيد المصريين قبل أن يصل إلى فارس.
وقال "ول ديورانت" بعد قتل كورش: "وجاء بعد قمبيز... فورث عن أبيه قوته وإن لم يرث عنه شيئًا من كرمه، وبدأ قمبيز حكمه بأن قتل أخاه سمرديس منافسه في المُلك، ثم أغوته ثروة مصر الطائلة فزحف عليها ليمد حدود الإمبراطورية الفارسية إلى نهر النيل. وأفلح فيما كان يبتغيه، ولكنه على ما يظهر أضاع في سبيل ذلك رشده، ولم يكلفه الاستيلاء على منف كبير مشقة، ولكن الجيش الذي أرسله للاستيلاء على واحة آمون هلك في الصحراء، كما أخفقت حملة سيَّرها إلى قرطاجنة لأن بحارة الأسطول الفارسي الفينيقيين أبوا أن يهاجموا مستعمرة فينيقية، وجنّ جنون قمبيز، فذهبت عنه حكمة أبيه، وما كان يتصف به من رحمة وتسامح، فأخذ يسخر من دين المصريين، وطعن بخنجره العجل أبيس معبودهم وموضع إجلالهم وتقديسهم وهو يستهزئ به. ولم يكفه هذا، بل أخرج الجثث المحنَّطة من مدافنها ونبش قبور الملوك ولم يبالِ في ذلك بما كان عليها من لعنات قديمة، ودنّس الهياكل وأمر بإحراق ما فيها من الأصنام، ظنًا منه أن عمله هذا سوف يشفي المصريين من خرافاتهم وأوهامهم، فلما انتابه المرض - ويلوح أن مرضه كان نوبات صرح تشنجية - لم يبقَ لدى المصريين شك في أن مرضه هو عقاب حلّ به من قِبل آلهتهم، وأن دينهم لم يبقَ فيه بعدئذٍ ريبة لمرتاب. وكأن قمبيز أراد أن يبرهن مرة أخرى على مساوئ الملكية المطلقة... إذ أعدم ركسانا أخته وزوجته، وقتل ابنه بركسبيس بسهم من قوسه، ودفن اثني عشر من أعيان الفرس أحياء، وقضى بإعدام كروسس، ثم ندم على ما فعل، وسرَّ حين علم أن حكمه لم يُنفّذ، ثم عاقب الموظفين الذين تأخروا في تنفيذه. وعلم وهو عائد إلى بلاده أن مغتصبًا قد استولى على عرش فارس، وأن ثورة صماء اندلع لهيبها في طول البلاد وعرضها لتأييده. ومن هذه اللحظة يختفي قمبيز من التاريخ، وفي بعض الروايات أنه انتحر"(7).
3- غومانا (سمرديس) (522 - 521 ق. م): تولى سمرديس الحكم أثناء غياب قمبيز في الحروب، وعندما خشى قمبيز من طمعه في الحكم قتله وادعى أن إقامته محددة بقصره في مادي، فظهر غومانا وهو شخص آخر يشبهه تمامًا، فاحتال على العرش على أنه سمرديس ومَلَكَ لمدة سبعة أشهر، ولذلك يدعونه بمغتصب العرش.
4- داريوس الأول Darios (هستاسبس) Hystaspes (521 - 486 ق. م): وهو صهر كورش، فقتل مغتصب العرش ومَلَكَ عوضًا عنه، وتم اكتشاف نقش على صخر في همذان، ظهر عليه داريوس يحمل قوسًا بيده ورجله على صدر غومانا الذي رفع يديه ليستغيث، وجاء في النقش على لسان داريوس: "لما قتل كمبيس (قمبيز) سمرديس أخاه، وكان الشعب يجهل موته مضى كمبيس إلى مصر، وعصاه شعبه، وكان المكر والكذب متفاقمين في هذه البلاد وكان رجل اسمه "غومانوس" ثار في 24 من شهر فيهنا (شباط سنة 522 ق. م). وخُدع الشعب بقوله أنه "سمرديس بن كورش" واستمال الناس إليه، ومات كمبيس جريحًا، فالمُلك الذي أخذه غومانوس إنما هو مُلكنا وخاص بذريتنا، ولم يجسر الشعب أن ينتزعه من المُلك لقسوته. فخشعت حينئذٍ إلى هورامزدا. فاستجابني وقتلت غومانوس وشركاه في الـ10 من شهر باكايريس (نيسان سنة 521 ق. م) وأخذت المُلك منه، وصرت ملكًا بحسب مشيئة هورامزدا فأصلحت حال المملكة، وأعدتُ المذابح التي كان غومانوس دمرها، ورددتُ العبادة القديمة, ووطدتُ النظام في فارس ومادي وسائر الأقاليم"(8).
وفي بداية عهده انتفضت الولايات الفارسية مثل مصر وليديا وبابل وميديا وأشور وأرمينيا وغيرهم، ولكن داريوس استخدم القسوة المتناهية في إخضاع هذه الولايات ثانية، فمثلًا عندما استولى على مدينة بابل بعد حصار طويل أمر بصلب ثلاثة آلاف من أعيانها ليكونوا عبرة للآخرين، ويقول "ول ديورانت" عن داريوس: "ولما رأى أن هذه الإمبراطورية الواسعة قد تنقطع أوصالها إذا حلَّت بها أزمة من الأزمات، خلع دروع الحرب، وأصبح من أعظم الحكام الإداريين وأعلاهم كعبًا في التاريخ كله، وأخذ يعيد تنظيم مُلكه على نسق أصبح مثالًا يُحتذى في جميع الإمبراطوريات القديمة إلى سقوط الدولة الرومانية. وبفضل هذا النظام نعمت بلاد غرب أسيا بفترة من الطمأنينة والرخاء لم ينعم هذا الصقع المضطرب بمثلها من قبل"(9).
وقام داريوس بتوسيع أرجاء المملكة حتى وصلت إلى الهند، وقسّم المملكة إلى عشرين مقاطعة، وفي عهده ظهر النبيان العظيمان حجي وزكريا، وشجعا الشعب على استكمال بناء الهيكل (عز 4: 24) وفعلًا تم إعادة بناء الهيكل بأورشليم، وجاء في هامش "الكتاب المقدَّس الدراسي": "داريوس الملك: حكم الملك داريوس هايستاسبيس فارس في الفترة من 522 إلى 486 ق. م... وهو الذي صاغ النقش المكتوب بلغات ثلاث على منحدر بيهستون (الواقع في إيران حاليًا) التي من خلالها أمكن فك رموز الكتابات المسمارية Cuneiform (الأشورية والبابلية) وإخراج ثقافة ما بين النهرين القديمة إلى النور"(10).
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "داريوس: وهو اسم ثلاثة أو أربعة ملوك جاء ذكرهم في العهد القديم، ومعناه في الفارسية "مالك الخير" ويقول هيرودت أن معناه في اليونانية هو "الحاكم بأمره".
(1) داريوس الأول، أو داريوس هيستاسبس Hystaspes (521 - 486 ق. م) وهو رابع ملوك الإمبراطورية الفارسية (دا 11: 2).. وكثيرًا ما يُطلق عليه "داريوس الأكبر" بالنسبة لغزواته الكثيرة التي استعاد بها أمجاد الإمبراطورية الفارسية... قضى في خلال شهرين على "جواماتا" (522 ق. م). كما استطاع في خلال العامين التاليين أن يهزم تسعة ملوك في تسع عشرة معركة لتثبيت عرشه. وقد سجل انتصاراته على وجه صخرة "بهستون" (Behistun) بالخط المسماري بثلاث لغات، هي الفارسية القديمة والأكادية والعيلامية. ويقول هيرودوت أنه في إحدى هذه المعارك حاصر أحد مغتصبي عرش بابل، اتخذ لنفسه اسم نبوخذ نصر الرابع، ومعه أتباعه داخل بابل، وبعد حصار طويل استسلمت المدينة، فصلب ثلاثة آلاف من عظمائها لإرهاب كل مَن يفكر في التمرُّد عليه، ولعل هذا ما يفسر إسراع تتناي والي عبر النهر ورفقاؤه من الولاة في تنفيذ أمر داريوس بمساعدة القائمين ببناء الهيكل في أورشليم، إذ ختم أمره إليهم بالقول: "قَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُغَيِّرُ هذَا الْكَلاَمَ تُسْحَبُ خَشَبَةٌ مِنْ بَيْتِهِ وَيُعَلَّقُ مَصْلُوبًا عَلَيْهَا وَيُجْعَلُ بَيْتُهُ مَزْبَلَةً مِنْ أَجْلِ هذَا... أَنَا دَارِيُوسُ قَدْ أَمَرْتُ فَلْيُفْعَلْ عَاجِلًا" (عز 6: 11، 12).
وصرف داريوس السنوات الباقية من حكمه في إعادة تنظيم الإمبراطورية في عشرين ولاية والعديد من المقاطعات، ووضع نظامًا محكمًا للبريد شبيه بما كان سائدًا في القرن التاسع عشر، باستخدام الخيل. كما بنى عاصمة خرافية في "برسيبوليس" وغزا شمالي غربي الهند (نحو 514 ق. م). وأعاد حفر القناة بين النيل والبحر الأحمر (نحو 513 ق. م). وغزا ليبيا ثم عبر البوسفور واستولى على تراقيا ومقدونيا (نحو 512 ق. م). وأخمد ثورة اليونانيين الأيونيين (500 - 493 ق. م). ثم قام بحملات فاشلة على بلاد اليونان (493 - 490 ق. م)"(11).
وقد جهّز داريوس حملة بحرية ضخمة ضمت 600 سفينة لغزو بلاد الإغريق، وكان من أهم المدن الإغريقية أسبرطة وأثينا، وعُرفت أسبرطة بجنودها الأشداء، كما عُرفت أثينا بمناعتها من جهة البحر والبر، ونشبت معركة ماراثون الشهيرة، فنزل الفرس على الشط وعسكروا في سهل "ماراثون" الذي يبعد عن أثينا بنحو 50 كم، فأوفد أهل أثينا عداءً مشهورًا يُدعى "فيدبيدس" Pheidippides إلى أسبرطة طلبًا للمساعدة، وجاء في "موسوعة المعرفة" عن هذا العداء: "الواقع أن الأثينيين حاولوا أن يجندوا أسبرطة إلى جانبهم، فأوفدوا عداءً مشهورًا هو فيدبيدس Pheidippides إلى أسبرطة طلبًا للمساعدة، وكان عدوه الذي قارب 224 كم في ليلة ونهار، هو الذي زودنا بكلمة (ماراثون Marathon) التي صارت علمًا على الجري أو المشي مسافة طويلة غير عادية"(12). ولكن أهل أسبرطة تعودوا أن ينتظروا اكتمال البدر حتى يتهيأوا للحرب، فوصلوا إلى أتيكا بعد انتهاء المعركة وقد انتصر المقاتلون الأثينيون على جيش فارس القوي، بفضل القائد الأثيني "فليتاديس" الذي رتب جيشه إلى جناحين قويين وقلب ضعيف، فاخترق الفرس قلب الجيش الأثيني، ولكن الجناحين دحرا الصفوف المواجهة لهما، ثم استدارا على قلب الجيش الفارسي فسحقاه، وولى الفرس الأدبار وفروا بسفنهم، وكان هناك بعض الخونة الذين اعتمد عليهم جيش فارس، فأعطوا إشارة من على التلال لجيش فارس عن طريق بريق درع فأسرع الفرس إلى مدينة أثينا للاستيلاء عليها، ولكن الجيش الأثيني كان الأسرع لحماية المدينة، فاندحر الأسطول الفارسي عائدًا يدر أذيال الهزيمة إلى أسيا.
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية" عن داريوس ملك فارس: "عاد مقهورًا إلى فارس بعد معركة "ماراثون" الشهيرة، وتوفي في سنة 486 ق. م. وهو يعد لحملة أخرى على بلاد اليونان. وقد دُفن في قبر محفور في الصخر في "نقش الرستم"... وجاء في النقش المسماري المذكور آنفًا، هذه العبارة: "يقول داريوس الملك: بفضل أهورمازادا، أصبحت على ما أنا عليه، صديقًا للحق ولست صديقًا للخطأ، لا أريد أن يسيء القوي إلى الضعيف كما لا أريد أيضًا أن يسيء الضعيف إلى القوي". وفي أوائل حكمه بعد أن ثبت دعائم عرشه، استخدمه الله في معاونة شعبه القديم على استكمال بناء الهيكل... وكانت الفترة ما بين قمبيز وداريوس الأول فترة صراعات دموية، ولكن مما يشهد للفرس بالكفاءة في الإدارة والتنظيم، أنه أمكن العثور على تلك الوثيقة - على شكل درج مكتوب - في مكتبة فرعية في مدينة نائية هي مدينة "أحمثا" أو "اكبتانا". ومن ثم أصدر داريوس الأول أوامره إلى تتناي لمساعدة اليهود في بناء الهيكل وإمدادهم بالمال من جزية عبر النهر (عز 6: 6 - 12). ومن عجب أن داريوس الملك الذي كان يعبد آلهة عديدين، يطلب الصلاة "لإِلهِ السَّمَاءِ... لأَجْلِ حَيَاةِ الْمَلِكِ وَبَنِيهِ" (عز 6: 10). وبهذه المعونات التي قدمها لهم الملك داريوس وتشجيعات النبيين حجي وزكريا، استطاع اليهود بناء الهيكل في السنة الرابعة لداريوس (فبراير/ مارس 518 ق. م)"(13).
وجاء في "موسوعة المعرفة" عن الملك داريوس: "لاشك أن الملك" دارا " كان يتصف بفضائل إنسانية عديدة، ومزايا إدارية جليلة، بالرغم مما أُشتهر به من الجبروت ضد من يتحدون سلطانه، فيعزي إليه الإصلاح الإداري الكبير، وإنشاء نظام للبريد، ونقد مُوحَّد، وعمارة بحرية مرهوبة الجانب"(14).
5- أحشويروش الأول (أكسركيس الأول) Xerxes (485 - 465 ق0م): وهو الذي تزوج بأستير، وقد أكمل قصر سوسة الذي بدأه أبوه داريوس الأول، وجاء وصف القصر في سفر أستير (أس 1: 5 - 7)، وعندما انتصر الإسكندر الأكبر على الفرس حمل من محتويات قصر سوسة حمولة عشرة آلاف من الجمال، وعشرين ألفًا من البغال، وتمثالين من البرونز كان الملك أحشويروش قد استولى عليهما من أثينا فأعادهما الإسكندر، وعقد الإسكندر الأكبر مهرجان للزواج حيث تزوج عشرة آلاف من المقدونيين بفتيات من فارس علامة الصلح.
وكان أحشويروش الأول قد حاول سنة 480 ق. م. غزو اليونان بجيش جرار في حملة استعراضية ولكنه فشل في معركة سلاميس بسبب صعوبة التنسيق بين تلك الأعداد الغفيرة من الجنود والتي يُقال أنها وصلت عدة ملايين، وجاء في "موسوعة المعرفة": "أُقيم جسران، فيما يقول المؤرخ هيرودت. أحدهما مؤلَف من 360 سفينة مشدودة بعضها إلى بعض، والثاني من 314 سفينة، وقد وُضعت بها المراسي على نحو بارع لكي تقاوم الرياح وتيارات المياه، ومُدَّت فوقها العوارض الخشبية، وحُشيت فجوات العوارض بالأغصان المقطوعة. وعلى هذه الصورة أُقيم جسر يستطيع جيش بأسره أن يتحرك عبره"(15) ولكن الإغريق الذي تفوقوا على الفرس بالخبرة دحروا هذا الغزو الفارسي، وباءت محاولة أكزركسيس بالفشل، وفي سنة 465 ق. م. تعرّض للاغتيال وهو في غرفة نومه على يد "أرناباتوس" أحد أفراد الحاشية.
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "وليس هناك ما يدعو للشك في أن أحشويروش المذكور في سفر أستير هو زركسيس بن داريوس الأول وخليفته، وقد حكم فارس من 485 - 465 ق. م.، وهو نفسه أحشويروش المذكور في عزرا (عز 4: 6). والأثار الشهيرة في مدينة برسيبوليس ترجع إلى عهده، وقد وجدت عليها نقوش يُذكَر فيها زركسيس قائمة بأسماء الأمم الخاضعة له، وهو ما يؤيد ما جاء في أستير (أس 1: 1) من أنه "مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ"... ورغم أعماله الهامة الكثيرة في الناحية العسكرية وفي غيرها من النواحي، فقد منى بهزيمة نكراء على يد اليونان في 480 / 479 ق. م. في سلاميس وبلاتيا وميكال. وقد انتهى حكمه بغتة عندما اغتاله أحد رجال حاشيته في سنة 465 ق. م"(16).
6- أرتحشستا الأول Artaxerxes (لونجمانوس) (465 - 424 ق. م): واسم أرتحشستا مشتق من اللفظة الفارسية "أرنكستثرا" ومعنى الاسم أي الذي يعطي القانون المقدَّس السيادة، ودُعيَ "لونجمانوس" أي "طويل الباع" وهو الابن الثالث للملك أحشويروش، فقد اغتال أرناباتوس أبيه أحشويروش وولاه على العرش، وبعد أن تولى العرش قتل أخيه الكبير داريوس، كما قتل أرناباتوس، وانتصر على أخيه "هستاسبس" الذي ثار ضده، كما أخمد ثورة المصريين التي ثارت ضده سنة 460 ق. م.، وثورة السوريين سنة 448 ق. م. ودُعيَ بِاسم أرتحشستا لونجمانوس، ومَلَكَ أكثر من أربعين عامًا، وهو الذي سمح لعزرا بقيادة الفوج الثاني والعودة من بابل إلى أورشليم سنة 458 ق. م.، كما أنه قدّم تبرعات لبيت الرب، ذهب وفضة وآنية وحنطة وخمر وزيت وملح، وهو الذي سمح أيضًا لنحميا بالعودة إلى أورشليم مع الفوج الثالث سنة 445 ق. م.، وعيَّن نحميا واليًا على أورشليم.
7- أحشويروش الثاني (أكسركيس) (424 - 423 ق0م): وهو ابن أرتحشستا الأول وقد خلف أباه بعد موته.
8- داريوس الثاني DariosII (نوتوس) (423 - 404 ق. م): يُطلِق عليه اليونانيون اسم "نوثاس" Nothus وهو ابن الملك أحشويرس الأول من محظية بابلية وعُرفت زوجته "باريساتس" بالدهاء والمُكر وتدبير المكائد فكانت هي المتحكّمة في القصر الملكي، مما عرَّض المملكة لقلاقل وثورات في مصر وقبرص وساروس وميديا. وفي عصره سنى 410 ق. م. أرسل اليهود المقيمون في ألفنتين بالقرب من أسوان إلى السلطات في أورشليم والسامرة لمعاونتهم في إعادة بناء هيكلهم في جزيرة فيلة، فأرسلوا رسالة إلى يوحانان رئيس الكهنة، وفي سنة 407 ق. م. أرسل هؤلاء اليهود أيضًا رسالتين إلى باغوسيس حاكم يهوذا، وإلى أبناء سنبلط حاكم السامرة، وجميعها بدون جدوى(19)).
9- أرتحشستا الثاني Artaxerxes II (بنيومين) (404 - 359 ق. م).
10- أرتحشستا الثالث Artaxerxes III (أدحوس) (359 - 338 ق. م).
11- داريوس الثالث Darios III (كودومانوس) (338 - 331 ق. م): وقد انتصر عليه الإسكندر الأكبر في ثلاث مواقع حتى سحق جيشه، فكانت نهاية الإمبراطورية الفارسية على يد الإسكندر المقدوني الذي غزا العالم كله خلال عشر سنوات، وأسس الإمبراطورية اليونانية.
وقد اجتهد ملوك فارس في دمج الشعوب معًا في نظام إداري واحد، مع إطلاق حرية العبادة للشعوب، بل أن بعض ملوكهم مثل كورش وداريوس وأرتحشستا الأول قد قدموا تبرعات وعطايا من مالهم الخاص لإله إسرائيل، وكرَّم قمبيز وداريوس الإله "رع" إله المصريين، وقدم داريوس من عطاياه للمعابد المصرية، فقال عنه المؤرخ المصري: "من أجل دعم وتأييد اسم جميع الآلهة ومعابدهم ومواردهم وشعائر وطقوس ومراسم أعيادهم إلى الأبد"(17).
_____
(1) د/ جون الدر - ترجمة د/ عزت زكي. الأحجار تتكلّم وعلم الآثار يؤيد الكتاب المقدَّس ص 128.
(2) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - سفر عزرا ونحميا ص 21.
(3) موسوعة المعرفة جـ 4 ص 641.
(4) المطران يوسف الدبس - تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 498.
(5) المرجع السابق ص 499.
(6) قصة الحضارة جـ 2 ص 403 - 405.
(7) ترجمة د/ زكي نجيب محمود - قصة الحضارة جـ 2 ص 405 - 406.
(8) المطران يوسف الدبس - تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 503.
(9) ترجمة د/ زكي نجيب محمود - قصة الحضارة جـ 2 ص 407.
(10) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 2190.
(11) دائرة المعارف الكتابية جـ 3 ص 380 - 381.
(12) موسوعة المعرفة جـ 4 ص 659.
(13) دائرة المعارف الكتابية جـ 3 ص 381 - 382.
(14) موسوعة المعرفة جـ 4 ص 673.
(15) موسوعة المعرفة جـ 4 ص 674.
(16) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 87.
(17) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - سفر عزرا ونحميا ص 32.
(18) راجع أيضًا د / جون الدر - تعريب د/ عزت زكي - الأحجار تتكلم وعلم الآثار يؤيد الكتاب المقدَّس ص 130، وكذلك أ. م هودجكن - تعريب حافظ (القمص مرقس) داود - شهادة علم الآثار للكتاب المقدَّس ص 40.
(19) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ3 ص 382.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1447.html
تقصير الرابط:
tak.la/x8dmnys